كيفية تطوير مهارة التواصل
هل تساءلت يومًا كيف يمكن أن تصبح متحدثًا بارعًا يفهمه الجميع؟
والإجابة هي عن طريق التواصل.
في عالمنا الحالي تعد المهارات الناعمة (Soft skills) من أهم المهارات المطلوبة في سوق العمل، ومن أهمها مهارة التواصل، هو الأساس الذي تبنى عليه العلاقات الاجتماعية والمهنية.
هو أساس كل العلاقات الإنسانية من خلاله نستطيع نقل الأفكار، والمشاعر بطريقة واضحة، ولكن ليس كل من يتحدث يُعتبر متحدثًا جيدًا، فمهارة التواصل تتطلب الفهم والتدريب المستمر.
يقول الفيلسوف أفلاطون: “يتحدث الحكماء فقط عندما يكون لديهم شيئًا ما ليقولوه، بينما يتحدث الأغبياء عندما يكون لديهم فقط الرغبة في قول شيء ما”.
إذا أردت أن تكون متحدثًا فعالًا، عليك أن تعمل على تطوير مهارة التواصل لديك، وفي هذا المقال سنستعرض أهم المهارات والخطوات التي تساعدك على تحقيق ذلك.
مهارة التواصل
هي قدرة الفرد على توصيل أفكاره ومشاعرة بطريقة فعالة بين الأفراد أو المجموعات باستخدام طرق متنوعة مثل اللغة المكتوبة، أو لغة الجسد، أو التكنولوجيا.
أهمية مهارة التواصل
-
1- تعزيز العلاقات:
التواصل الفعال سيساعدك على بناء علاقات قوية سواء على المستوى الشخصي أو المهني.
فهو يمكننا من التعبير عن أفكارنا ومشاعرنا بكل وضوح.
2- حل المشكلات:
التواصل الجيد يسمح لجميع الأطراف فهم وجهات النظر المختلفة، مما يساعد في حل المشكلات وتجنب سوء الفهم.
3- تحقيق النجاح المهني:
في بيئة العمل، التواصل الفعال يزيد من الإنتاجية، ويساعد على بناء التعاون والتفاهم بين الأشخاص.
4- تعزيز الثقة بالنفس:
التواصل الفعال يعزز ثقتك بنفسك ويجعلك أكثر تأثيرًا وإقناعًا، ويزيد من قدرتك على التعبير عن نفسك دون تردد أو خوف.
5- تطوير مهارة القيادة:
جميع القادة الناجحون يتميزون بقدرتهم الفائقة على التواصل مع فرقهم بطريقة تشجع على العمل الجماعي.
أنواع التواصل
جميع التفاعلات البشرية في عالمنا تعتبر شكل من أشكال التواصل المختلفة، ولكن كل نوع يلعب دور هام في توصيل الأفكار، والتعبير عن المشاعر، سواء كان عن طريق الكلام، أو الحركات، أو الصور، ولكن استخدام النوع المناسب في الوقت المناسب سيجعل رسلتنا أكثر تأثيرًا.
هناك 4 أنواع للتواصل، وكل واحدٍ منهم يلعب دورًا مهمًا في توصيل الأفكار.
1_ التواصل اللفظي:
هذا النوع يعتمد على الكلام لنقل الأفكار، مثل مكالمات الهاتف والمحادثات اليومية، والاجتماعات.
ولكن تجنب استخدام كلمات معقدة يصعب على الآخرين فهمها، أو تفسيرها.
2_ التواصل غير اللفظي أو لغة الجسد:
يعتمد على نبرة الصوت، والإيماءات، وتعبيرات الوجه.
مثال قد تفسر الابتسامة الودودة على أنها دعم، أما نبرة الصوت الحادة قد تفسر على أنها غضب، حتى لو كانت كلماتك عادية.
حاول أن تكون لغة جسدك مناسبة مع ما تقوله؛ لأن لغة الجسد تساهم بشكل كبير في توصيل الرسالة.
3_ التواصل المكتوب:
التواصل المكتوب من أهم الوسائل لنقل الأفكار بشكل منظم، وهذا يشمل الكتابة عامةً، كالمقالات، ورسائل البريد الإلكتروني، والمنشورات.
مثال: كتابة رسالة شكر لصديقك، تخبره أنك ممتن لوجوده، أو كتابة مقال في موضوع معين.
ولكن حاول أن تتأكد أن النص خالي من أي أخطاء، راجعه جيدًا لتتأكد أن رسالتك واضحة.
4_ التواصل البصري:
هذا النوع يعتمد على الصور، والعروض المرئية لتوصيل المعلومات بطريقة بسيطة وسهلة.
مثل مقاطع الفيديو التعليمية، أو الإنفوجرافيك لتوضيح فكرتك.
ما هي المهارات الأساسية لتطوير التواصل الفعّال؟
هناك مهارات أساسية يتوجب علينا تطويرها، لكي نستطيع التواصل بشكل فعال ومن أهمها:
1_ الاستماع الجيد:
يعني أن نستمع للآخرين دون مقاطعة، ونحاول فهم وجهة نظرهم بشكل كامل، ولكي تقوي مهارة التواصل فيجب عليك أن تكون مستمعًا فعالًا، وللاستماع 3 أنواع:
-
الاستماع الحسي
هذا النوع يركز على الاستمتاع بالأشياء أو المحادثات، مثل سماعك للموسيقى، أو الأفلام.
هذا لا يتطلب تركيز عميق.
-
الاستماع الفعال
هذا يتطلب الانتباه بهدف فهم ما يقال بعمق، مثل سماع المحاضرات أو الاجتماعات.
-
الاستماع التحليلي
هذا النوع نستخدمه عندما نريد تقييم محتوى الحديث، مثل المفاوضات، والنقاشات.
وهذا النوع لا يركز فقط على الفهم، بل يتطلب التحليل والنقد.
نصائح لتطوير مهارة الاستماع
عندما تكون مستمعًا فعالًا، يظهر اهتمامك، واحترامك لوجهة نظر من تتحدث معه، ويمكنك فعل أشياء بسيطة، لكي تكون مستمعًا جيدًا:
- حافظ على تواصل العين مع المتحدث.
- تجنب مقاطعة من يتحدث.
- كن متفاعلًا معه بالابتسامة، أو الإيماءة.
2_ التعبير الواضح:
قدرتك على توصيل أفكارك بطريقة واضحة ومفهومة، يجب عليك أن تستخدم كلمات واضحة ومباشرة لتجنب سوء الفهم.
مثال: بدلًا من أن تقول “هذا ليس جيدًا”، قل “يمكننا تحسين هذه النقطة”.
3_ لا تكن مصطنعًا:
كن على طبيعتك، لأن بقليل من الخبرة من الشخص الذي أمامك سيتمكن من كشف هويتك الحقيقية، وعندها لن يكون مرتاح في الحديث معك، وهذا سيؤثر بشكل سلبي في عملية التواصل.
تأكد أن نبرة صوتك وإيماءاتك تدعم رسالتك، وقف بثقة وابتسم عند الضرورة.
4_ التعاطف:
ضع نفسك مكان الآخرين، هذا سيقوي من عملية التواصل، لأنه يجعلك تفهم مشاعر الآخرين وتتعاطف معهم وبالتالي تستطيع فهم احتياجاتهم بشكل أفضل.
مثال: إذا كان صديقك يشعر بالضغط، أظهر دعمك له بدلًا من توجيه النقض، أو محاولة التقليل من مشاكله.
5- المرونة في الحوار:
لا تتمسك برأيك دائما، استمع لوجهة النظر الأخرى وحاول فهمها قبل الرد.
هناك قاعدة تُسمى ‘Win-Win’ أو ‘الكل رابح، يعني ليس من الضروري أن يكون هناك شخص رابح وخاسر، ومن الممكن أن نفوز نحن الاثنين.
كيف نطبق قاعدة “Win-Win”؟
-
فهم احتياجات الآخرين:
حاول فهم ما يريده الآخرون بجانب احتياجاتك.
التواصل المفتوح:
كن واضحًا وصريحًا في التعبير عن توقعاتك، وكن مستمعًا جيدًا للآخرين.
البحث عن حلول:
فكر خارج الصندوق للوصول إلى اتفاق يرضي جميع الأطراف.
مثال: إذا كنت تعمل مع زميلك على مشروع معين، قسموا المهام حسب نقاط القوة لدى كل واحد منكم؛ لتحقيق أفضل نتيجة ممكنه بدلًا من التنافس.
ونتيجة ذلك سيخرج الجميع من الحوار رابحًا سواء في العلاقات الشخصية أو العمل، مما يبني الثقة بينكم ويعزز التعاون.
6- إدارة لغة الجسد:
اجعل نبرة صوتك وتعبيرات وجهك متناسقة مع ما تقوله، جزء كبير من التواصل يعتمد على لغة الجسد.
7- أن تكون لغتك خالية من التكبر، والتهجُّم:
أجعل كلماتك متواضعة، وتظهر احترامك للآخرين، وتجنب إظهار تفوقك عليهم.
مثال: بدلاً من أن تقول “أنا أفضل منك في هذا” قول “لدي تجربة جيدة في هذا المجال، يمكنني مشاركتها معك.
تجنب الهجوم والانتقاد، وحاول استبدالها بكلمات إيجابية.
مثلاً، بدلاً من قولك “أنت أخطأت في هذا الموضوع” يمكنك أن تقول “من الممكن تحسين هذه النقطة معاً”، هذا سيعزز من التواصل البناء.
8- أن تعامل الآخرين كما يحبون أن تعاملهم، وليس كما تحب أنت أن يعاملوك:
يعني أن تضع في الاعتبار احتياجهم عند التعامل معهم، فكل شخص لديه طريقته المفضلة في التعامل، قد تكون طريقتي المفضلة في التعامل لا تناسبك أنت، المفتاح هنا هو أن تفهم شخصيتهم، وتتصرف بطريقة تجعلهم يشعرون بالتقدير والاحترام.
9- التدريب المستمر:
ممارسة التحدث في مواقف مختلفة لتحسين مهاراتك.
مثال: إذا كان عليك تقديم عرض تقديمي، أو إلقاء محاضرة، درب نفسك على الحوار أكثر من مرة أمام المرأة أو أمام عائلتك أو أصدقائك.
أخطاء شائعة في التواصل
-
1- عدم الإنصات الجيد:
كن منصتاً لما يقال، وحاول التركيز على الكلمات التي تقال وفهم الرسالة كاملة، وتجنب التفكير في الرد بدلًا من الاستماع.
2- استخدام لغة جسد متناقضة:
اجعل كلماتك متناسقة مع لغة جسدك، مثلًا إذا كان صديقك يحكي لك موضوع حزين ويسبب له مشكلة، لا تظهر له ابتسامة فهذا سيرسل له رسالة خاطئة عنك.
3- الاندفاع في الحديث:
حاول فهم الموضوع قبل التحدث؛ لأن التحدث من غير تفكير من الممكن أن يؤدي إلى سوء الفهم، م من الممكن أن تأخذ الوقت الكافي قبل الرد.
4- إهمال التعاطف:
كما ذكرنا في نقطة سابقة أن التعاطف مهم في عملية التواصل والإهمال وعدم الاهتمام بمشاعر الآخرين قد يؤدي إلى تقليل جودة التواصل.
تقنيات متقدمة للتواصل
هناك 3 تقنيات إذا استخدمتهم أثناء التواصل ستلاحظ فارقً كبيرًا في علاقاتك:
-
1- استخدام الأسئلة المفتوحة:
أثناء الحديث، اطرح أسئلة تدعو الآخرين للتفكير والإجابة بشكل موسع.
مثل، ما رأيك في هذا؟ واذكر موضوع معين للنقاش.
-
2- استخدام العبارات التوجيهية:
أثناء الحديث، ساعد المتحدث على البقاء في صلب الموضوع، باستخدام عبارات مثل، هل يمكننا التركيز على هذه النقطة، أو يمكنك أن توضح لي تفاصيل أكثر عن هذا الموضوع.
-
3- تخصيص المحادثة:
أجعل الحوار أكثر خصوصية بحيث يشعر الطرف الآخر أن الحوار موجه له تحديدًا، وليس عامًا أو مجرد كلام.
ويمكنك ذكر اسم الشخص أثناء الحديث فهذا يبين للطرف الآخر اهتمامك به.
مثل، خالد، أعجبني هذا الاقتراح الذي ذكرته أمس في الاجتماع.
مصادر لتطوير مهارة التواصل
هنا سأذكر لك بعض الكورسات التي يمكنك الاستفادة منها لتقوية مهارة التواصل لديك.
1_ دورة التواصل مقدمة من إدراك:
ستتعلم في هذه الدورة، تعريف مهارة الاتصال، وأهميته، وأنواعه، ومبادئ وأساليب التواصل، والكثير من الأشياء المفيدة جدا.
2_ التواصل وجها لوجه على اليوتيوب من et3alem:
شرح مبسط وجميل يساعدك على فهم أهمية التواصل وجهاً لوجه وكيفية تطويره.
3- كورس التواصل الفعال على منصة Coursera:
يقدم استراتيجيات للتواصل في بيئة العمل والحياة.
ختامًا، مهارة التواصل من أهم المهارات الأساسية التي ستساعدك في بناء علاقات اجتماعية، أو عملية، فعليك السعي دائمًا لتطوير هذه المهارة لتحقيق النجاح في حياتك.
هل لديك تجربة مع التواصل ترغب في مشاركتها؟ اكتب لنا في التعليقات.