كيفية تذكر ما قرأت؟ مراحل حفظ ما تم قراءته
في المقالة دي هنتكلم عن كيفية تذكر ما قرأت؟ و المراحل البنمر بيها عشان نقدر نحفظ اي حاجة او ندخل معلومة جديدة دماغنا.
كيفية تذكر ما قرأت؟
ذاكرتنا كلنا بتعدي ب3 مراحل علشان حضرتك تقدر تحفظ الحاجة فيها: مرحلة التخزين، مرحلة التشفير، مرحلة الاسترجاع.
بتدخل معلومة جديدة جوا دماغك، تتشفر بشفرة معينة، وبعدين لما تسترجعها ترجع.
هل كل المعلومات اللي حواسك سجلتها هتفتكرها؟
يعني لو ماشي بتتسلى وفضلت تقرأ لوائح العربيات وتركب كلمة مفيدة، كل ده هتقتدر تحفظه وتفتكره وكده؟
لأ كل ده في ذاكرتك قصيرة المدى، اللي بتنتهي الحاجات اللي فيها بمعدل يومين تلاتة.
يعني إنت مش فاكر تفاصيل يومك كلها من 4 أيام، بس فاكر اسمك بالكامل مع إنك حافظه من وإنت في أولى ابتدائي.
مش شايف إن اللي من 4 أيام حقه يبقى أقرب في الذاكرة من اللي من 20 سنة؟
الحقيقة لأ، إنت بس اللي مش فاهم الفرق.
على فكرة مش شرط التكرار المستمر، تعرف إنك لو قريت الحاجة وحفظتها خلال 3 أيام ورا بعض,
وجيت بعدها كل شهر تعيدها قراءة عمرها ما تقع منك، ده علميًا، وأفضل من الحفظ اليومي لمدة شهر مثلا وتقف خالص مش تقراه تاني.
تعرف إيه الطريقة دي؟
سيدنا محمد قالها لينا، الورد بتاع كل مسلم فينا، له إنه يقرأ على الأقل جزء من القرآن كل يوم.
ففي خلال شهر يختم قراءة، عمره ما يضيع منك أبدًا، وهي أثبتت في جامعة هارفرد بدون ما حد ياخد باله.
(ارجع لكتاب “الذاكرة – مقدمة قصيرة جدًا”).
نرجع تاني لموضوعنا،
إزاي أقدر أستخرج المعلومة بسهولة لما أحتاجها؟
بص هختصرها عليك، سواء إنت قرأت قراءة عادية، ولا دونت اللي قريته وحفظته.
ولا عملت أي قلقاس كل ده اسمه “تشفيييييير”، إنت برده معملتش الاسترجاع، وهتفضل فيه مشكلة دايمًا.
لذلك مفيش حل غير إنك تسترجع، وده بيحصل بعدة أشكال، المفضل بالنسبة ليا جدًا إنك تحكي لحد.
عارف وأنا بكتب البوست ده؟ أنا بسترجع كلام قرأته في كتاب، لأني لما بحكي ليك الكلام ده أنا كده ثبته في دماغي.
كنت بحكي لصديق لي في مرة إن الكون لم ينشأ على ذرة الهيدروجين والهيليوم بس، بل في ليثيوم أس سالب واحد، وهيليوم أس سالب واحد وأس سالب اتنين، وديوتيريوم، وكل دول يكادوا لا يُذكروا بالنسبة لحجم الهيدروجين والهيليوم.
لما قولتها له، من سنتين، ثابتة في بالي لحد دلوقتي.
كنت بتناقش مع صديق في أحاديث المعازف، فقولت له إن سند الحديث المعلق فيه مشكلة، وكنت قاري السند قبلها بشوية.
فلما قولت له السند بالكامل ثبت في ذهني، بل ثبت في ذهني تعديل وتجريح الرواة في الناس دي، لأني حكيته مرة.
لما كنت بشرح في بوست عن نشأة علم النحو، ذكرت الخلاف على مين اللي نشأ على إيده، هل هو أبو الأسود الدؤلي ولا علي بن أبي طالب ولا الخليل بن أحمد ولا مين ولا مين، فثبت في دماغي بالتفصيل اللي فيه.
دلائل علي تذكر ما قرأت؟
كان في مشكلة كبيرة بين العلماء على نسبة كتاب الأم للشافعي، هما بينسبوا الكتاب للمذهب الشافعي آه لكن هل الشافعي كتب كتابه.
اللي يعتبر أصل المذهب أصلًا، بإيده، ولا أملاه على حد وهو رواه، ولا حد من تلاميذه (الإمام البويطي) سمعه وكتبه برأيه الشخصي مش قول الشافعي نفسه؟
فيه مشاكل، حفظتها وحفظت كلام الناس علشان حكيت لواحد وقتها.
بنت بتسألني عن رأيي في مقال معين هي كتبته، وكانت بتكلمني فون وأنا مش مركز في كلامها فبتقولي بتعمل إيه؟ فقولت لها اللي بعمله، وشرحت الصفحة اللي أنا فيها.
كنت بقرأ في الفرق بين فلسفة كانط وهامان، إن الأول قال إن العقل المحض هو المفروض يكون العامل الأساسي في النقد لكل شيء على الكوكب، هو المقياس.
فجه هامان وقال إننا مش بس عايزين العقل ينتقد الكون والفلسفة والثقافات، إحنا عايزين ننتقد العقل الأول، بحيث نشوفه هو أهل لده ولا لأ، فسموا فلسفة كانط “نقد العقل المحض”، وهامان “نقد النقد”. ومن وقتها والجزئية دي أكتر واحد فاكرها من الكتاب.
إيه اللي عايز أقوله؟
إن أفضل طريقة ممكن تجربها في حياتك علشان المعلومات تثبت في بالك هي إنك إما تكتبها في بوست وتنشرها للناس وتتناقش فيها، وفي جروبات بتفيد في ده، وتنزل ريفيو أو نقد للكتاب، أو تعمل ملف وورد عندك تقول تعليقاتك على الكتاب في كل جزئية وتنتقد الكاتب.
وإما إن تحكي اللي قريته لحد، وأنا شايف إن دي أفضل من كل شيء، لأنك وقتها بتمم عملية الاسترجاع على أرض الواقع، واللي بتوفر ليك إنك لما تسترجعه تاني، بأي شكل، يكون سهل عليك جدًا.
أنا ذكرت مواقف كتيرة من كل علم علشان متقوليش هو مرتبط بعلم واحد، جرب ده.
وصدقني عمرك ما هتنسى قول قريته بالمعنى أو باللفظ النصي للقول ده باقي حياتك، وهتقدر تستفيد من الكتب بجد.
وبالمناسبة، كل ما تدقق في التفاصيل اللي هتحكيها، كل ما ثمرة ده هتزيد أكتر في إنك تفتكره بعدين.
بواسطة: Abdallah salem
اقرأ ايضاً: