ستة نصائح عملية لكيفية كسب الناس والتأثير فيهم
لقد أصبح كسب الناس والتعامل معهم أمرا صعبا هذه الايام فاذا كنت في العمل وتريد أن تكسب زميلك ولا تعرف كيف ذلك أو حتى كنت أما ولا تعرفين كيف تتصرفين مع ولدك المراهق فعليك اذن أن تقرأي هذا المقال لنهايته ; لذا في هذا المقال سأتكلم عن مجموعه من النصائح وايضا عن بعض الاخلاقيات الواجب اتباعها مع الناس وقد غفلنا عنها للاسف في هذه الايام .
النصيحه الأولى لكسب الناس :التقبل الغير المشروط
- أن أتقبل الاخر كما هو لا أشغل نفسي بالتعليق على الاخرين ،لا أكرهه من موقف معين .لابد أن تتعرف
على الشخصيه المقابله قبل الحكم عليها ،لا يوجد شئ اسمه حب من أول نظره أو كلام من هذا القبيل مهما كانت مهاراتك في قراءه الاشخاص
والدليل على هذا أنك قد تحب شخصا من أول نظره ويتبين لك بعد دلك كم انه منافق و…..
يوجد حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم عن هذا المعني وهو التقبل الغير المشروط يقول :”رب أشعث أغبر مدفوع بالابواب لو أقسم على الله لأبره “
معني الحديث:أنه يكون هناك شخص لا يعجبك شكله ولا مظهره ويكون عند الله مقامه أعلى منك ،مثل ذلك الشخص هذا الرجل الاشعث الذي يغلق الناس بوجهه الابواب ولكنه اذا طلب من الله شيئا استجاب الله دعائه
في حياتنا للأسف بعض الناس لا يتقبل الاخر الا اذا كان نسخة منه ،لابد عندهم أن يكون تفكيرك مثل تفكيري ،توافقني على كل شئ وان تلبس مثل ملابسي ولابد أن تكوني متحجبه مثلي و…….
هدا الكلام خاطئ قال تعالى في كتابه العزيز “ولو شاء ربك لجعل الناس أمه واحده”
باختصار :لا تحكموا على ظاهر الشخص،تعامل معه ثم انظر ستقبله أم لا ،اقبل الأخر كما هو كي يتقبلك كما أنت
حديث آخر: أن النبي صلي الله عليه وسلم مات ودرعه مرهونه عند يهودي
قد تتساءل ما دخل هذا الحديث في التقبل غير المشروط ؟
وقد يتبادر لذهنك لماذا رهن النبي درعه عند يهودي لماذا لم يرهنه عند أحد من المسلمين ؟
الله اعلم ولكني أرى أن هدا درس للأمة “اقبلو الأخرين كما هم لقد تعاملت مع اليهودي كما هو لم أقل له أنت يهودي لا أتعامل معك ولم يطرده خارج المدينه ووضعت عنده درعي الذي هو بقيمه سيارة في زماننا”
ملحوظه صغيره :هناك فرق بين أن أقبله كما هو وأن اتفق معه.
النصيحه الثانية لكسب الناس :أدب القاء السلام والابتسام
- بعد أن تقبلت الشخص الدي أمامك فالخطوة التالية لها هي أن تُلقي السلام عليه مع ابتسامه على وجهك
في حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :”أفلا أدلكم على شئ اذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم “
أي انشروا السلام على من عرفت ومن لا تعرف
أن تفشي السلام من دلائل قوة الشخصيه لماذا ؟
لأنك لن تسأل نفسك قائلا “مادا سيقول عني اذا سلمت عليه قد يقول ماذا يريد مني “
فأنت متجاوز كل هذا الكلام وتسلم بغرض السلام أنت تُسلم فقط لتدخل على هذا الشخص شعورا بالألفه
في السلام لابد من المصافحه ،والابتسامه ضروريه جدا .
يقول النبي صلى الله عليه وسلم :انكم لا تسعون الناس بأموالكم ولكن تسعوهم ببسط الوجه وحسن الخلق .
ملحوظه هامه :لابد أن تكون صادقاً في القاء السلام أن تسلم عليه بإخلاص فلا تسلم عليه لمصلحة شخصيه بل سلم عليه بغرض نشر السلام كما قال النبي .
والسؤال هنا :كيف أكون صادقاً في السلام ؟
سأُخبرك عزيزي القارئ: اذا أغلقت الملفات القديمه اذا سامحت الاخرين اذا كان عندك سلامة الصدر إذا نمت كل يوم وأنت لا تحمل ضغينه لأي أحد استيقظت في الصباح وأنت صادق سيصبح عندك كل الناس الذين تكرههم أصدقائك وسيصدر منك السلام وأنت مطمئن وأنت صادق.
النصيحه الثالثة لكسب الناس :الانصات اليهم.
- بعد أن تقبلت الشخص ولم تلقي حكما عليه وألقيت السلام وابتسمت له حان دور الانصات اذن .
لكي تكسب الناس عليك بالاستماع اليهم بانصات حين يتكلمون معك،أنا لم أقل لك اسمع إليهم بل قلت استمع بإنصات فهناك فرق بين السماع والاستماع والانصات .فالسماع هو أن تسمع شيئا فقط أما الاستماع فهو طلب السماع أما الانصات فهو درجه أعلي منهما لذا قال الله تعالى في كتابه العزيز :”إذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا “ولم يقل اسمعوا
فعليك اذن أن تستمع له بإنصات شديد فلا تُمسك بهاتفك مثلا حين يتكلم معك صديق لك أو زوجتك مثلا ولا تعيره انتباهك ثم تتساءل فيما بعد عن سر فتور العلاقه بينكما ،فأن تستمع دون إنصات مشكله
ومن روائع القرآن الكريم في الانصات :إستماع سيدنا يعقوب عليه السلام لرؤيا ابنه يوسف وهو لا يزال صغيرا .وفوق ذلك عقب على رؤيته لابنه قائلا له “يا بُني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا”
معنى ذلك أنه كان يستمع بانصات شديد إلى ولده الصغير ولم يقل مثلا لا أسمع اليه فهو طفل صغير .
قد يتبادر لذهنك سؤال :متى يصبح عندي هذه المهاره؟
سأُجيبك عزيزي القارئ :لكي يصبح عندك هذه المهاره :عليك أن تشعر بما يشعر به أن تكون مخلصا في هذا الشعور أن تعطي له الوقت الكافي ليتكلم .
النصيحه الرابعة لكسب الناس :لا تنصح صديقك أمام الناس .
دخل الحسن والحسين رضي الله عنهما المسجد على رجل مسن ،فوجداه يصلي ،ولكنه لا يحسن الوضوء فأرادا نصحه ،وكيف وهو شيخ كبير ؟فما كان منهما الا ان تنازعا على من يتقن الوضوء ،الحسن أم الحسين؟ ثم على من يؤدي الصلاة أقوم،هدا يقول أنا،وداك يقول أنا واحتكما الى الشيخ فرأى وضوءهما وصلاتهما فرجع الى نفسه وقال لهما :أي وربي ،لقد احسنتما ولم يسئ الا أنا .
ما رأيك ؟
أحسنت عزيزي القارئ لقد فهمت اذن ما أحاول الوصول اليه
وأظنك فهمت ايضا لماذا بدأت بهذه القصة
ان كنت تسأل نفسك ما العلاقة بين هذه القصة وبين العنوان الخارجي
سأخبرك عزيزي القارئ
الجواب ببساطه شديده هو :أن النُصح في العلن بين الناس يحرج الشخص الذي امامك وقد يكرهك بسبب هذا الموقف
لذا لكي تكسب الشخص الذي أمامك عليك أن تتجنب تماما نصحه أمام الناس
وقديما قالو :النصيحة على الملأ فضيحه
وفي هذا المعنى يقول الامام الشافعي :
تعهدني بنصحك في انفرادي وجنبني النصيحة في الجماعه
فإن النصح بين الناس نوع من التوبيخ لا أرضى استماعه
النصيحه الخامسة لتكسب الناس:تجنب الأوامر الصريحة المباشرة
- لكي تكسب الناس من المهم جداً أن لا توجه لهم أوامر صريحه فلا أحد يحب أن يتلقى الاوامر بل حولها الى مقترحات لطيفة فتقول مثلاً لزميل لك في العمل :ما رأيك في هذه الطريقة ؟ وبدلا من أن تقول لأحد افعل ،قل :ما رأيك لو نفعل ؟
هذا الاسلوب يجعل أي شخص يُصلح أخطائه ويحافظ على كبريائه.
تستطيع قراءه المزيد عن طريق تحميل كتاب فن التعامل مع الناس
النصيحه السادسة لتكسب الناس :الاهتمام بهم وأن تتكلم عن ما يُهمهم
- تكلم عن ما يهم الناس ،كي تكسب الناس وتؤثر فيهم لابد من أن تهتم بهم .
كيف يكون الاهتمام ؟
بأن تسأل عنهم ،تتكلم عن ما يهتمون به من الموضوعات ،تتكلم عن نقاط قوتهم .
فإدا كان لك زميل بالعمل ويحب مجال الرياضه وكرة القدم مثلا وقد عرفت هذه النقطه عنده وتريد أن تكسبه عليك اذن أن تتكلم معه في هذا المجال سيشعر بعدها أنك تهتم به .
قصه:كان هناك أخوان يريدان ادخال حمار الي المزرعه فقررا أن يدفعوه للداخل ولكن الحمار قاوم ورفض التحرك ،لكن جاءت أختهم الصغيره فكرت فيما يهم الحمار وأحضرت طعاما له ودخلت بالطعام له داخل المزرعة فجاء الحمار وراءها ببساطة
بهذا قد أكون انتهيت من المقال ،أكاد أجزم أنه سيجعلك تتعامل مع الناس بشكل أفضل
إذا وصلت إلى هنا فأرجوا أن تكون قد استفدت من هذا المقال وشكراً لك على القراءه
كتبته :نعمة زكريا زاحم
اقرأ أيضا: