من هو الحجاج بن يوسف الثقفي.
الحجاج بن يوسف الثقفي، وهو الذي يجتمع فيه معاني التناقض الشديدة بين الرجل المؤمن الحامل لكتاب الله وبين ضغاينه وظلمه في حكمه للبلاد.
وسقوط معاني العادلة والرحمة في تعامله مع أهل هذه البلاد ومن افعاله الشنعيه التي ذكرها التاريخ
كان ظلومًا جبارًا سافكًا للدماء، لذلك لنعرض في ما من أفعال ومواقف له.
نسب الحجاج بن يوسف الثقفي.
الحجاج هو حجاج بن يوسف بن الحكم بن أبي عقيل الثقفي أبو محمد، لقب بالحجاج، المُبيد، المُبير.
والده: يوسف بن الحكم بن أبي عقيل الثقفي، والدته: الفارعة بنت همام بن عروة بن مسعود الثقفي.
أخوانه: محمد بن يوسف الثقفي.
أبنائه: يوسف بن الحجاج بن يوسف الثقفي، عبد الملك بن الحجاج بن يوسف الثقفي، إبان بن الحجاج بن يوسف الثقفي، الوليد بن الحجاج بن يوسف الثقفي.
مولد الحجاج بن يوسف الثقفي.
ولد الحجاج سنة 40 هجريًا، 661 ميلاديًا، في بلاد الطائف بالسعودية، في بيتًا كريمًا من بيوت ثقيف، وكان والده تقيًّا على جانب من العلم والفضل.
حيث قضى معظم حياته بالطائف يعلم أبنائه القرآن وكان منهم الحجاج، وكان الحجاج شديد التعظيم للقرآن، يخشى الله.
المناصب التى تقلدها الحجاج.
في بداية حياته تبع الحجاج نائب الملك عبد الملك بن مروان وكان أحد أفراد شرطته، وبعد ذلك
أخذ الحجاج يترقى في المناصب حتى قلده الملك عبد الملك بن مروان أمر العسكر وقائد الجيش، وبعد حربه مع عبد الله بن الزبير تولى حكم الطائف ومكة والمدينة.
وكان الحجاج شديد الظلم مع أهل الحرم، وازلالهم وسفك دمائهم، انتقل الحجاج لحكم العراق لقمع الثورة بها وقتل الحجاج شيوخ قبائلها، وثُبت الحجاج على حكم العراق عشرين عامًا حتى توفى بها.
المعارك التي قادها الحجاج بن يوسف الثقفي.
قاد الحجاج محاربة الخارجين عن الدولة بقيادة عبد الله بن الزبير.
حروب مكة، ثورة الأشعث، حرب الخوارج، قمع ثورة العراق.
وغيرها من الثورات التي اخمدها الحجاج، والحروب التي خاضها.
انجازات الحجاج بن يوسف الثقفي.
ومن ابرازها تنقيط المصحف، بنى مدينة واسط وجعلها عاصمة للعراق، وأيضا عرّب الدواوين، أصلح العملة، أصلح الأراضي الزراعية.
وقد منع بيع الخمور، وأيضا لقد منع البكاء والنُواح على الموتى، إضافة إلى ذلك بنى الجسور على الأنهار بالعراق.
ولقد بنى الصهاريج لتخزين مياه الأمطار، حتى أنه أمر ببناء الآبار في الطرق المقطوعة للمّارة.
من ناحية آخر مكن العرب لأول مرة من تَقلد المناصب الإدارية في الدولة بعد أن كانت حكر على الفرس.
ومع ذلك أهتم بشؤون الفلاحين فقد:
اقرض الفلاحين، ووفر لهم الأراضي الزراعية، لذلك ورفر البهائم لتربيتها.
فظائع الحجاج.
وبالرغم من انجازات الحجاج العظيمة إلا أنه كان ظالمًا جبارًا، في نفس السياق لا يرحم شابًا ولا كهلًا، ذكرًا كان أو أنثى.
فقد ذهب لحصار مكة في الأشهر الحرم ويقال حاصرها 6 شهور و17 ليلة، وقطع عنها الطعام حتى انتشرت المجاعات.
ضرب الكعبة بالمنجنيق فانهدم جزء منها، قتل عبد الله بن الزبير بن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما، وبن أخت زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وفصل رأسه عن جسمه، ومثّل بجثته وصلبها، ويقال تركها معلقة ما يقرب من أسبوع.
قتل أحد من كبار المشايخ الذي يقال أنه بسبببه نزل على الحجاج غضب من الله وهو مسعود بن الجبير.
ويقول عنه المؤرخين أنه قتل 120,000 شخصًا ويقال 130,000 شخصًا، منهم من مات في حبسه خمسين ألف رجلًا، و ثلاثين ألف إمرأه،
وكان الحجاج يُعدّ سجون لا تقي حرًا ولا بردًا، مثال ذلك حتى أنه كان يسجِن الرجال والنساء معًا.
ويقال أن كان الحجاج يسخر من المسلمين الذين يزورون قبر النبي صلى الله عليه وسلم، وجرائم الحجاج لا تنتهي.
من مواقف الحجاج في حياته.
هناك إمرأة تطاولت على الحجاج
فقال لحاشيته: ماذا نصنع معها.
فقالوا له: أقتلها أيها الأمير.
ومع قد كانت المرأه ثابتة الجنان.
فقالت له: والله أخوان أخيك فرعون كان خيرًا من أخوانك.
فقال: يا آمة الله أدعي لي.
فقالت: بيض الله وجهك وأعلى كعبك، وذهبت.
فالحاشية قالت: جزاها الله خيرًا دعت لكَ.
قال الحجاج: والله أنها دعت عليَّ.
بيض الله وجهك أي أصابه البرص، وأعلى الله كعبي أي شُنقت وارتفعت أقدامي عن الأرض، فذهبت خلفها الحاشية وقالت لها: دعيتي عليه، قالت: قاتله الله ما أفقهه.
ومرة أخرى ذهب بعيدًا عن الركب يصطاد في البرية، فطلع له شخص لا يعرفه، فقال
الحجاج: من أين أنت.
قال الرجل: من قبيلة كذا.
قال الحجاج: نعم، عندكم محمد أخو الحجاج، ما رأيك فيه؟
فقال الرجل: ظالمًا، مجرمًا، لا يعرف العدل.
فقال: ماذا تقول في أخيه؟
قال الرجل: شرًا منه، مثال على ذلك لا يعدل بين الرعية، وهو جائر، بالتأكيد سوف يرى عقابه يوم القيامة.
فقال الحجاج: ألا تعرفني.
قال: لا.
فقال: انا الحجاج.
قال الرجل للحجاج: ألا تعرفني.
ردالحجاج: لا.
قال الرجل: اسمعت عن مجنون بني عجل، اُصرع في العام مرتين، هذا يوم الصرع الأول.
كانت تنشد زوجة الحجاج أبيات شعر قائلة: وما هند إلا مُهرة عربيةُ سليلة أفراس تحللها بغل، فإن انجبت مهرًا فلله درُها، وإن انجبت بغلًا فمن ذلك البغل.
عندما سمعها الحجاج طلقها، وفي غضون ثواني بعث لها خادمًا وقال لها كُنتِ(أي كنتِ زوجة) فبنتي(طُلقتِي).
فقالت: كُنَّا فما فرحنا وبنّا(طُلقت) فما حزنا، الحمد لله.
فعندما وصلت القصة للخليفة عبد الملك بن مروان فبعد ذلك تقدم لخطبتها، ولكن والأهم من ذلك كله اشترطت هند لموافتها أن يقود فرسها إلى دمشق حيث الخليفة الحجاج بنفسه، كان جبارًا قبحه الله.
وفاة الحجاج بن يوسف الثقفي.
مرض الحجاج في آخر أيامه بمرض حير المؤرخون، وبعد ذلك أتضح أنه سرطان المعدة، توفي في مدينة واسط بالعراق سنة 95 هجريًا، 714 ميلاديًا، عن عمر 53 عامًا.
بالتأكيد احتل الحجاج مكانة مميزة في التاريخ الأسلامي، بالإضافة كان الشيخ التقي، والحاكم الظالم الجبار، حتى أنه ولقد اشتهر ببلاغته وفطانته، ومع ذلك كان مُبير أي مُبيد.
ويمكنك قراءة المزيد عن حياة الحجاج من هنا.
كتابة: ملك أحمد عبد الظاهر.
أقراء أيضًا: