كيف تتخلص من التسويف والمماطلة في ثلاث خطوات عملية؟
عزيزي القارئ دعني أسألك سؤالاً : هل تتذكر ذلك اليوم الذي كانت عليك كثير من الأعمال لابد من إنجازها من مذاكرةوغيرها؟
نعم عزيزي القارئ ذلك اليوم الذي قضيته كله على الهاتف في تصفح الفيديوهات والمنشورات التافهة ثم شعرت بالندم بعدها.
أظنك تذكرته بل أنني متأكدة من ذلك كيف لا تتذكره وهو تقريباً حالك كل يوم أو حتى تعرضت له قبلاً.
جميعنا تعرضنا لذاك اليوم أو بالأحرى لتلك الأيام .
يا ابن أدم انما أنت أيام ، كلما ذهب يوم ذهب بعضك.لذا اغتنم وقتك
الحسن البصري
في هذا المقال سأناقش قضية التسويف والمماطلة وسأقدم بعض الحلول ولكن لابد أن تتذكر أن هذه الحلول تعتمد عليك وعلى قوة ارادتك.
وتتذكر أيضاً أنها لن تحولك بين ليلة وضحاها من مسوف إلى ناجح بل الأمر يحتاج لجهد وإرادة شديدين.
هيا لنقل وداعاً للتسويف و لنتعرف سوياً عن كيف نتخلص من التسويف ونعيش حياة مليئة بالإنجاز.
ما الذي يدور في عقل المسوف والمماطل؟
كي نستطيع أن نُقدم حلولاً لهذه المشكلة فلابد أن نعرف ما يحدث بداخل عقولنا حينما نقوم بتسويف وتأجيل عمل شئ ما.
المشكلة تكمن حينما تعتاد التسويف والتأجيل فيصبح يومك مثل بقية الأيام .لا تفعل شيئاً سوى الشكوى وتصفح مواقع التقاطع الإجتماعي
القائل:نعمة زكريا
1_حضرتك عزيزي القارئ عندك مذاكرة مادة مثلاً ولا تريد أن تقوم بها فيقوم دماغك بترجمتها أنها “ألم” وأن فعل “المذاكرة” شئ مؤلم لك.
2_دماغك لا يريد أن تحس بهذا الألم (الذي افترضته) فيصرفك لفكرة أكثر متعة من “المذاكرة”. دماغك حنين وحساس أليس كذلك؟!
3_ثم يقوم دماغك بخلق حجج ومبررات كي تنصرف تماماًعن مسبب الألم وهو”المذاكرة”. مثل (هذاكر قبل الامتحان بيومين عشان لو ذاكرت الوقتي هانساها) وغيرها من الأعذار .
إذا كنت تريد أن تفهم أكثر عن سيكولوجية المماطل فيمكنك مشاهدة هذا الفيديو من هنا
الخطوة الأولى لتتخلص من التسويف: الوعي بحجم المشكلة.
كما قلت في مقالي عن كيف نتخلص من ادمان مواقع التواصل الإجتماعي :”لابد أن نعرف حجم المشكلة”
لابد أن تعرف ما قلته لك في العنوان السابق وتعي به جيداً وتعرف النقاط الثلاث الأتية.
1_التسويف سببه تجنب الألم الناتج عن القيام بالعمل سواء كان الألم ذهني أو جسدي فمثلاً أنت تسوف وتؤجل في ممارسة الرياضة لأنك تقوم بإدخال لعقلك أن الرياضة ترهقك وتسبب لك الألم فيقوم عقلك بفعل شئ أكثر متعة مثل تصفح الفيديوهات التافهه كما قلنا.
2_التسويف يحرمك من نجاح وفرحة بإنجازاتك اليومية.
3_التسويف يفسد الراحة كما يفسد العمل لما في ذلك من تأنيب الضمير.
4_تسويفك وتأجيلك لفعل شئ أكثر من مرة قد يتحول لداء، احذر!
الخطوة الثانية لتتخلص من التسويف:قاعدة العشر دقائق.
بعد أن عرفت مدى حجم مشكلة التسويف على حياتك دعنا نتكلم اذن عن الخطوة الاتية وهي قاعدة العشر دقائق.
هذه القاعدة فعالة جداً وخاصة إذا كنت مسوفاً كبيراً .
فالقاعدة تنص على ( اضبط التايمر 10 دقائق وقل لنفسك “سوف أعمل عشر دقائق فقط سواء كان هذا العمل هو مذاكرة أو ممارسة رياضة أو تعلم لغة أو كورس الي أخره ثم بعد ممارسة الرياضة أو المذاكره عشر دقائق تتوقف وتأخذ قسطاً من الراحة أو تقوم بعمل أي شئ أخر).
هذه القاعدة لها عدة فوائد منها
1 أنك ستضطر لفعل المذاكرة أو ممارسة الرياضة أقصد القيام بالعمل المطلوب رغماً عنك لأنها لا تأخذ أكثر من 10 دقائق .
2كسر حاجز الخوف لديك من القيام بهذه المهمه لأنها تسبب لك الألم الذي انت افترضته عند قيامك بها كما قلنا.
3 عند أدائك للمهمه عشر دقائق فقط فإنها ترفع من عزيمتك وتشعر بالإنجاز أنك فعلت شئ من المهمة.
ومن الأمور المفيدة أيضاً في التخلص من التسويف: أن تكلم نفسك بصوت مرتفع قائلاً:”قوم ذاكر واخرج من مرقعتك”
الخطوة الثالثة للتخلص من التسويف:ابعد عنك كل المُلهيات.
أعرف أن هذه الخطوة صعبة قليلاً فالملهيات والمغريات حولنا كثيرة منها الهاتف بما فيه من الفيديوهات ومواقع التقاطع الإجتماعي.
وأيضاً التلفاز بما فيه من أفلام ومسلسلات وأيضاً الأصحاب الذين يريدونك تقضية يومك كله في الخروج معهم.
إن المغريات كثيرة من حولك ولكن قد أمر الله المسلم بأن يجاهد ويقاوم .
قال الله تعالى :”والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا “
ابتعد عن المغريات من حولك.
عند العمل على مهمة ما لابد أن تبعد هاتفك عنك واذا كانت هذه المهمة على الهاتف يمكنك أن تستخدم تطبيق lock me out لحجب المواقع المشتتة والمضيعة للوقت.
ومن الأمور المفيدة التي تساعدك على البعد عن الملهيات و المشتتات وتجعلك أكثر انتاجاً وانجازاً:
هناك مثل شعبي يقول :(الباب اللي يجيلك منه ريح سده واستريح).
يمكنك تطبيق هذا المثل في البعد عن المشتتات والملهيات .
على سبيل المثال :حضرتك عزيزي القارئ لا تستطيع أن تتخلى عن مواقع التواصل الاجتماعي حاولت كثيراً ولكنك لم تقدر ،تقاوم ثم تعود وهكذا
ماذا تفعل ؟
يمكنك أن تقطع هذه السلسلة من المقاومة ثم العودة بأن لا تقاوم أصلا أي تتخذ تقنية السد بدل المقاومة وتحذف جميع تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي من فيسبوك وغيرها.
اذا كنت تعاني من ادمان الفيسبوك وغيره من هذه المواقع فيمكنك قراءة هذا المقال سيوضح لك خطوات عمليه للتخلص منه من هنا
مثال أخر: لا تذاكر في الحجرة التي يوجد بها التلفاز وتقول:أنت ستقاوم . طاقتك سوف تستهلك في المقاومة وسوف تفتحه في النهاية
لا تقاوم الأفضل أن تمنعوتسد وتستريح.
مثال أخر: شخص يسبب لك ازعاج وقلق في حياتك بدلاً من مقاومة صداقته السامة لك اقطع علاقتك به فوراً عملاً بمقولة” اعتزل ما يؤذيك”
لا تجعل مبدأك في التعامل مع الملهيات :”المقاومة” لأن عزيمتك ومقاومتك أمامها سوف تضعف تدريجياً.
بل اجعل مبدأك “سد واستريح”. فمثلاً بدلاً من مقاومة تصفح الفيسبوك قم بحذفه لأنك لن تستطيع أن تقاوم كثيراً.أنت انسان سوف تضعف أمام كل هذا الكم من الملهيات.
أعرف أن حذفه سوف يكون صعباً عليك خاصة إذا كنت مدمناً كبيراً ولكن صدقني سوف تشعر بالراحة بالضبط مثل ضرس يوجعك بدلاً من مقاومة الوجع قم بخلعه سوف تشعر بألم خلع الضرس يوم ولكن سوف ترتاح أياماً
وفي نهاية مقالي عن كيف تتخلص من التسويف ، أطلب منك أن تشارك هذا المقال مع أصدقائك، وكل من تعتقد أنه في حاجة له، فربما يكون حافزاً قوياً لشخص ما ويساعده على تغيير حياته للأفضل.
كتبته:نعمة زكريا زاحم