لولا حواء! | تلخيص كتاب فتاة الضباب
دائما نسمع عن أحاديث الرسول التي يوصي فيها بالمرأة ويدعمها كحديث : «رفقاً بالقوارير» ، وحديث « خيركم خيركم لأهله »
ومجرد ما نسمع عن حديث : « لولا حواء لم تخن أنثي زوجها »
يتبادر لأذهاننا الخيانة بمفهومها المعتاد نندهش ونقول في أنفسنا أيعقل أنْ تقع الخيانة من أمنا حواء زوجة نبي الله آدم !!!
كيف خانت حواء زوجها؟! ومع من؟! وهل كان هناك في ذلك الوقت رجال غير آدم؟!
كل هذه الإشكاليات التي حدثت في هذا الحديث سنعرفه في هذا المقال وسنعرف معني الخيانة الواردة في هذا الحديث.
- في البداية ينبغي أنْ نعلم أنّ هذا الحديث مروي في الصحيحين والإشكال حدث في فهمه لا في ثبوته.
- وبسبب قلة معرفتنا بالدين الاسلامي تدور معاني كثيرة حول مفهوم الخيانة الذي حدث في الحديث ، فينبغي علينا أنْ نكون علي علم بديننا لكي لا يشككنا أحد فيه.
هل يقصد بالخيانة الواردة في الحديث خيانة الفراش ؟!
- هذا المعني غير مقبول ولا معقول أصلاً ؛ لأنه لم يكن هناك ثمة رجل غير آدم لتحصل معه الخيانة، بالإضافة إلي ذلك أن الخيانة في الفراش لم تقع لإمرأة نبي قط!
- فالخيانة التي ذكرت مع امرأة نوح ولوط المقصود بها أنهما كانتا علي دين غير دين زوجيهما
معني الخيانة في العموم ؟
- الخيانة لها عدة معانٍ : منها نقصان الوفاء، ومنها مخالفة الحق وقد شاع استعمالها في معان أخري كالكذب وترك النصح والمعصية وإفشاء السر، وربما قالت الواحدة لصاحبتها : ” يا خائنة ” ولا تقصد به المعنى المعروف (الزنا) بل ربما تقصد إخفاء أمر.
ما معني الخيانة في الحديث؟!
- بعضهم قال المقصود بالحديث : تزيين حواء لآدم الأكل من الشجرة ؛ فإنها لما حسّنتْ لآدم الأكل من الشجرة عُدّ ذلك خيانةً.
- وهناك معني آخر يقول : أن خيانة حواء لآدم المقصود بها ترك النصيحة له لا غير ذلك. فهذا المعني أقرب للعقل والمنطق، فالرجل يتعرض لمواقف صعبه في حياته فإن كان لديه زوجة عاقلة فإنها تكون له ناصحة، وسوف تؤثر علي زوجها، فإن كانت تقية ستقوي من عزمه علي الخير، وستبعده عن مواطن الشر.
كانت الزوجة الصالحة من السلف الصالح تقول لزوجها عند خروجه للعمل :
اتق الله ولا تطعمنا من حرام، فإنّ نصبر علي الجوع ولا نصبر علي النار
إذاً معني الحديث أنّ الخيانة حدثت في ترك النصح ، فالسؤال هنا:
ما علاقة باقي النساء بحواء؟!
- عندما نري فتاة حنونة ورقيقة الطبع وحسنة الخُلقِ والخَلق، فتسألها ممن اكتسبتِ هذه الصفات ؟ – فتقول من والدتي فهذا ما يسمي بالوراثة
- فحواء أمنا لذلك نحن نرث منها بعض الصفات ، فالإسلام ما جاء ليظلم جنس أو نوع ؛ إنما جاء ليخاطب كل جنس بما يناسبه وما جبل عليه من الطبائع.
فالإشكال الحادث في هذا الحديث إنما حدث في فمهه لا في ثبوته؛ فينبغي علينا جميعاً أن نفهم ديننا فهماً صحيحاً لكي لا يستغل أعداء الإسلام هذه الثغرات ويقوموا بتحريض المرأة علي دينها ويقنعوها بأنها مستضعفه ومظلومه.
نأمل أن يكون لمقال حقق ولو جزء صغير من التساؤلات التي كانت تترد في صدوركم .
اقرأ أيضاً : تلخيص كتاب البخلاء للجاحظ
الكاتبة: كريمان شاهين