كتاب الى الله :رحلة في خمسة أيام ( ملخص الكتاب: الجزء الأول ).
رحلتك مع (كتاب الى الله) تستغرق خمسة أيام،
ستكون فيها بصحبة ذلك الكتاب،
يدلك ،ويرشدك ،ويمدك بالأمل، ويوقظ الروحانيات داخلك ..
وفي هذا المقال ومقالان آخران يتبعانه ؛ سأقوم بتلخيص فصول هذا الكتاب ،
فيكون من اليسير على الجميع أخذ فكرة عنه ،
لن أطيل عليكم في المقدمة ،أحضر مشروبك المفضل ،
و لنبدأ رحلتنا …
اليوم الأول :أن ترى بعين قلبك .
لدى كل انسان اربع اعين،
عينان في رأسه لدنياه وعينان في قلبه لآخرته ..
هل يكون القلب أعمى وهل يبصر؟
نعم ، فقد قال الله عز وجل (أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِى ٱلْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَآ أَوْ ءَاذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا ۖ فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى ٱلْأَبْصَٰرُ وَلَٰكِن تَعْمَى ٱلْقُلُوبُ ٱلَّتِى فِى ٱلصُّدُورِ) الحج :46
فإن كان الدليل يأتيك وتغفل عنه ،والفرصة للعودة إلى الله تطرق بابك ولا تهتم لها ،وتفقد فرصة ،و فرصة، وفرصة؛
فإن ذلك القلب أعمى لا يبصر،
وإن كان مبصرا فكيف لم تتوقف بعد عن السير في طريق هلاكك؟
ومع ذلك ؛عليك ألا تنسى أن دور الشيطان أن يجعلك تظن بعد الهزيمة الأولى أن الأمر قد انتهى،
كلما أردت التوبة تسمع صوتا بداخلك يصيبك باليأس ( تتوب ميييين وبعد ايه؟ بعد كل الذنوب دي؟!!)، عليك ألا تستمع إلى هذا الصوت، انه فخ، لأن أبواب رحمه الله لا تغلق.
ولكن انتبه..
الصوت بداخلك ؛الذي يؤنبك ويدعوك للعودة إلى الله ونفسك التي تدعوك لترحمها بالاتصال بالله تشبه منبه هواتفنا يرن لفترة ثم يسكت،
قد تنهض وقد تظل نائمًا ،فيرن مجددًا و مجددًا …لكن لا نعرف متى يسكت ولا يرن مجددًا فيفوت علينا الميعاد الهام .
اليوم الثاني : أن تختار الطريق .
في اليوم الأول ، وصلنا إلى أن الله أرسل إليك الكثير ن اللحظات لتزيل عن قلبك الغشاوة والغفلة ،
ونثر في صدرك بذور العودة إليه سبحانه ،
لا عليك ان لم تكن قد استجبت حينها فليست كل البذور متماثلة ،
فما أدراك أنك لا تشبه الخيزران ،
الخيزران هي شجرة صينية ، تبقى خلال أربع سنوات نبتة صغيرة رغم السقيا والاهتمام ،
وبعد كل هذه السنوات تنمو هذه الشجرة فجأة لتصل الى أربعة وعشرين مترًا دفعة واحدة ،
وكأنها تعوض ما فاتها ، لذا ..ما أدراك أنك لست خيزران ؟
ولكن قد نستجيب للحظة الابصار تلك ، ونسلك الطريق الخاطئ مع ذلك .
وذلك لأنك ستصل إلى مفترق طرق ، وعليك أن تختار ،
فطريق الجنة محفوف بالمكاره ،وطريق النار محفوف بالشهوات .
إذا حاولت النظر للنار فلن تراها ،سترى فقط الشهوات التي تزين أول الطريق إليها ،
فالنفس تمتحن بما تشتهيه.
ولكن الله لم ينهنا عن مطلق الشهوة بل نهانا عن الحصول على ما نشتهيه من طريق حرام.
واذا نظرت الى طريق الجنة ستجد المكاره في أول الطريق ولكن تخفي داخلها من النعيم ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر .
ولكن لماذا يكون الصبر على الطاعة صعبًا؟
لأن هناك عدوًا يتحكم في تفكيرك وما تحب ويقود تفكيرك إلى حيث يريد …هل تود ان تعرفه ؟حسنا انظر في المرآة..
نعم ،عدوك هو نفسك.
ولكن يمكنك أن تسيطر عليها وأن تنتصر على عدوك بعد أن تتعرف عليه أولًا.
النفس واحد ولكن لها ثلاثة أوصاف ( نفس مطمئنة، والنفس اللوامة ،والنفس الأمارة بالسوء) ،
وعدوك اللدود هنا هو النفس الأمارة بالسوء فهي التي تحركها الشهوة ولا تتأثر بوعود الآخرة وهي التي توقع الإنسان في الذنب ،
وأما النفس اللوامة هي جهاز الإنذار الذي ينبه الإنسان ويضبط اتجاهه إن انحاز عن الهدف وانشغل بما يبعد عنه رضا الله سبحانه وتعالى،
ولكن هذه النفس تستجيب لطلب الإنسان ؛فإن استجاب لها وعاد إلى الصواب تكون هي المساعد الذي يظهر دائمًا وقت الحاجة لها،
وإن استقبل نصحها بلا مبالاة؛ فهي بدورها تسكت ،وتتركه فريسة للنفس الأمارة بالسوء.
أما النفس المطمئنة فهي نفس تحب الطاعة ، متعلقة بالله عز وجل و تطمئن بالذكر والصلاة ،
وتعيش على ذلك حتى تلقى ربها فيرضيها كما أرضته سبحانه .
فما عليك الا أن تعمل على تربية النفس الأمارة بالسوء :
- خالف هواها .
- عاقبها إن أذنبت .
- إخلاص النية لله تعالى .
- اتباع سبيل النبي .
- اجعل هدفك عظيمًا وتعلق به .
وتأكد أن الصبر هو مفتاح الباب الذي لو ضاع منك ؛ لن تدخل مهما حاولت ، فاصبر ، فما أفسدناه يا صديقي في سنين لن نصلحه في ليلة .
كتاب الى الله ،ص83 .
اليوم الثالث : أن تحب الله .
من عرف الآمر سهلت عليه الأوامر ؛
الحب هو أكبر محرك يدعو صاحبه للتغيير ،وكلما ازداد الحب سهلت التضحية،
ولا تجد من خلق الله من إذا ازدادت معرفتك به ازددت له حبًا ،لأنك تعرف حينها كيف أنه لم يكن بتلك المثالية التي توقعتها .
أما مع الله فكلما ازدادت معرفتك به ازددت له حبًا ،فلا ترتاح إلا بالاستغراق في عبوديته .
والعبودية هي أعلى درجات الحب ، وهو الحب الحقيقي القائم على معرفة محبوبك .
لمَ تحب الله؟
لو سألت أحدًا (هل تحب الله ؟) سيجيبك بالتأكيد أنه يحبه.
لكن لو سألته (لمَ تحب الله؟ ) سيبحث بداخله عن الإجابة في تردد.
وحتى نستطيع الإجابة يجب أن نعرف الله أكثر !
وذلك في خطوتين :
الخطوة الأولى: استشعار النعمة .
الله خلقك وأنعم عليك بنعم لا تحصى ، وكم من نعمة أنعم الله علينا بها قد اتخذناها حقًا مكتسبًا ،
فلم نشكر الله عليها ،بل لم نعدها نعمة من الأصل ،
ولو تأملت هذه النعم ؛ لوجدت أننا إذا عصيناه -سبحانه وتعالى- عصيناه بها!
الخطوة الثانية :تعرف على أسمائه وصفاته .
فمن أحصى أسماء الله وفهمها وتدبر معانيها يعيش جنة الدنيا
(أن يحيا بالإيمان بالله والرضا بقضائه والتعلق برضاه )،
ويفوز بجنة الخلد في الآخرة .
علامات حب الله للعبد :
- أن تحب كلام الله.
- كثرة الذكر.
- التقرب إلى الله بالنوافل.
- محبة ما يحب الله.
- الانكسار بين يدي الله.
- محبة الخلوة بكتاب الله وبذكره .
أولياء الله الصالحون :
تخيل أن تكون وليًا لله ،فماذا يكون حالك ؟
- يحبك الله والملائكة والصالحون (إِذَا أحَبَّ اللَّهُ العَبْدَ نَادَى جِبْرِيلَ: إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَانًا فأحْبِبْهُ، فيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ، فيُنَادِي جِبْرِيلُ في أهْلِ السَّمَاءِ: إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَانًا فأحِبُّوهُ، فيُحِبُّهُ أهْلُ السَّمَاءِ، ثُمَّ يُوضَعُ له القَبُولُ في الأرْضِ).
- الأمان(ولي الله له ما ليس لغيره ،فالله جل في علاه هو من يحميه ويحفظه ويدافع عنه إن أراد به أحد السوء ).
- السكينة (وهي حالة من الطمأنينة والسكون بالقرب من الله ،فالمرء إن أوتي كل شيء وحرم السكينة؛ كان أشقى أهل الأرض ).
- الحكمة (يؤتيها الله لأوليائه ،وهي الكنز الذي لا يقدر بثمن، فذو الحكمة يفعل ما يفعل بتوفيق الله ،ولا يمشي الا إلى ما يرضي الله )
- الرضا ( فالإنسان قطعًا سيتعرض للعراقيل والأحزان والاختبارات ،ولكن الله أنعم على أوليائه بنعمة الثقة والرضا باختيار الله له ).
لتحميل كتاب الى الله من جوجل بلاي : اضغط هــــنــــا .
وبهذا نكون وصلنا في رحلتنا لنهاية اليوم الثالث،
وفي مقال تابع لهذا المقال سنكمل رحلتنا ،
حتى لا أطيل عليكم الحديث،
إلى لقاء قريب بإذن الله ..
كتبته : شروق نور الدين .