جامع احمد بن طولون “المئذنة الوحيدة الملتوية في العالم”
جامع احمد بن طولون
يعد جامع أحمد ابن طولون من الآثار القديمة الإسلامية في مصر حيث يقع في مدينة القاهرة (حي السيدة زينب)
كما تم تشيده على جبل يشكر ليقع في قلب مدينة القطائع التي أتخذها أحمد ابن طولون عاصمة لدولته في ذلك الوقت.
سبب إنشاء جامع احمد بن طولون :
أمر ابن طولون بناء المسجد بعد شكوى من الناس عن ضيق جامع مدينة العسكر، فذُكر أن ابن طولون قال: أريد أن أبني بناء إذا احترقت مصر بقيَ وإن غرقت بقيَ.
حيث كان جبل يشكر يشرف على النيل، وبالفعل حقق المهندس رغبة ابن طولون ببناء المسجد من الطوب الأحمر والأحجار ولم يدخل في بنائه أعمدة من الرخام (لأن أعمدة الرخام تحترق بسرعة إذا اشتعلت النيران من حولها)، فعلى الرغم من الزلازل التي ضربت مصر على مدار تاريخها الطويل، وخاصة زلزال 702هجريا الذي أطاح برؤوس المآذن إلا أن مئذنة مسجد أحمد ابن طولون كانت صامدة حينها.
سر تميز جامع احمد بن طولون :
شكل المسجد الخارجي :
شُيد مسجد ابن طولون على الطراز العراقي ليصير متفرداً بهيئته الخارجية التي بُنيت جميعها من الحجارة مع خلوها من أعمدة الرخام، كما تحيطه أسوار خارجية (عُرفت بالزيادات) حتي تعزله عن كل ما حوله وتتيح الفرصة للمصلين لأستشعار راحة خلوتهم مع الله
شكل المسجد الداخلي:
– ساحة الشمس الدافئة
أثناء صعودك لدرجات دخول المسجد الخارجية فتشعر بتأهب طفيف ممزوج بلهفة خفية استعداداً للقاء غير متوقع بين نفسك وخالقها .. فتتلذذ بنفحات السكينة والاطمئنان التي تسري في جسدك عند وصولك لساحة المسجد الوسطي، حيث تلتمع أشعة الشمس الدافئة على تلك الجدران العتيقة عاكسة ذلك المزيج المتنوع من الحضارات التي انصهرت بداخلها…
أما عن تلك الأروقة المحيطة بتلك الساحة الدافئة فيكفي سير قدميك بخطواتها الهادئة أن تُسرد عليها تلك المناجاة الصادقة المليئة باليقين والتجلي .. فتشعرك بالراحة بمجرد احتكاك قدميك بأرضها التي كانت شاهدة على لحظات الآُنس والأمان لكل من واطئها…
وحين تسمع صدي الآذان يعلو نشيده فتظهر الطيور محلقة حول تلك المئذنة الملتوية المتدرجة .. وكأنها تردد تلك الكلمات ببهجة .. كاشفة عن وجودها الخفي في عيون ذلك الصحن المنقوش بالزخارف والمغطي لنافورة الضوء…
والعديد من المشاعر الفريدة التي لا يمكن وصفها بالكلمات .. فقط ستستشعرها في رحلتك لذلك المسجد
حنين ابن طولون لموطنه :
فيقول الكاتب الصحفى الكبير والروائى جمال الغيطانى: “تتجلى فى مسجد ابن طولون فكرة علاقة الفراغ بالكتلة فى إشارة رائعة وفريدة لعلاقة الروح بالجسد .. وكيف كانت مئذنته تمثل حنيناً إلى العراق لذلك كان استنساخه لمئذنة جامع المتوكل بالسامراء في العراق” .. لتصبح هي المئذنة الوحيدة في العالم التي ظلت على هيئتها المعمارية بعد أن تدمرت مئذنة السامراء أثناء القصف الأمريكي.