بناء العادات| سر النجاح
بناء العادات الإيجابية هو سر من أسرار النجاح، لو أنصتنا إلى نصائح بعض الناجحون في الحياة، لوجدناهم يمارسون بعض العادات الثابتة.
في هذا المقال سنناقش كل الأفكار التي تدور حول العادات وكيف نبني عادات جديدة؟، وسنذكر بعض العادات الإيجابية التي تساعدنا، وتجعلنا أفضل.
ماهو معني العادة؟
العادة هي سلوك يتكرر بإنتظام، ويفعله الإنسان دون مقاومة أو مجهود يُذكر.
الكثير من أفعالنا عادات ونحن لا نشعر، هل تتخيل ذلك؟
تُعتبر العادات حيلة يلجأ إليها المخ للوصول إلى راحته وتقليل المجهود الذي يبذله لقيام الإنسان بمهامه اليومية.
أهمية بناء العادات
تكمن أهمية العادات في كونها عبارة عن سلوكيات بسيطة يكررها الإنسان بمرور الوقت سواء أكانت هذة السلوكيات تتكرر بشكل يومي أو شهري أو أسبوعي، فإن نتيجتها واحدة خطوات صغيرة متكررة تؤدي إلى نجاحات مميزة مع الوقت.
أهداف أم عادات؟
الأهداف والعادات وجهان لعملة واحدة، وكلاهما أساليب لتحقيق طموحات وأحلامك في الحياة.
فمتى يمكنك الإعتماد على تحديد الأهداف؛ لتحقيق أمالك؟، ومتى يمكنك الإعتماد على بناء العادات؟
إذا كنت تريد أن تنجح في اختبارات الدراسة في هذا الترم بتقدير امتياز مثلاً فذلك هدف يمكنك الوصول إليه عن طريق المذاكرة الفعالة وتقسيم الموضوعات الدراسية التي يجب عليك مذاكرتها على مدار الترم، وبذلك تكون اعتمدت على تحديد الأهداف لتنفيذ خطتك.
أما إذا أردت أن تذاكر يوميًا في وقت محدد ومكان معين مثلاً، فأنت هنا تهدف إلى بناء عادة إيجابية.
طرق للمذاكرة بفاعلية يمكنك معرفتها من هنا.
وإذا أردت أن تطور الجانب الروحاني في حياتك، فهذا هدف.
أما إذا قررت الالتزام بالصلاة على وقتها، وقراءة الأذكار، والحفاظ على ورد يومي من القرآن الكريم فكل ذلك عبارة عن عادات إيجابية، تحاول بناؤها أو الحفاظ عليها والاستمرار في القيام بها.
مثال آخر: إذا كنت تريد المحافظة على صحتك بشكل جيد ذلك هدف من أهداف حياتك أو إذا أردت مثلاً أن تخسر ١٠ كيلو من وزنك في خلال خمس شهور يعتبر ذلك أيضًا هدف.
ولكن لو التزمت بعادات صحية يومية مثل الحفاظ على نظام غذائي صحي بشكل يومي، أو مارست الرياضة بشكل يومي لمدة ساعة أو ٣ مرات أسبوعيًا لمدة ساعة فتلك عادات إيجابية تساعدك في تحقيق هدفك.
هل لاحظت الفرق بين العادات والأهداف الأن؟
-سيساعدك هذا الفيديو على فهم تلك الفكرة أيضًا يمكنك مشاهدته من هنا.
حلقة بناء العادات من خلال بعض الكتب (Habits loop)
العادات في كتاب الوصية
ناقش حسام هيكل في كتابه الوصية خطوات بناء العادة وهي:
١- المعرفة: معرفة أهمية العادة التي تريد بناءها واعتبر ذلك دافع الإلتزام بالعادة.
فمثلاً إذا أردت أن تلتزم بممارسة الرياضة فالخطوة الأولى لبناء العادة هي البحث عن أهمية الرياضة وأثرها الإيجابي عليك.
٢- الرغبة: هي الخطوات التي ستقوم بها لتبدأ العمل على عادة جديدة بعد معرفتك الكاملة بأهميتها.
مثال: إذا قررت الذهاب إلى الجيم لممارسة الرياضة ففي أي يوم ستذهب؟، ومع من ستتدرب؟، ومتى؟، ستذهب بمفردك؟
إجابتك على الأسئلة السابقة تؤكد رغبتك الحقيقة في اكتساب هذة العادة.
٢- المهارة: هي الخطوات المطلوبة لخلق العادة (عادة الذهاب إلى الجيم في المثال السابق).
مثل مهارة إدارة الوقت؛ لتحديد المواعيد المناسبة للتدريب، الصبر على النتائج والتحفيز الذاتي؛ لتنتصر رغبتك دائمًا عند الكسل أو الحزن.
مهارات النجاح سيساعدك هذا المقال لتحديد المهارات التي ستساعدك في طريقك من هنا.
الثلاث خطوات السابقة كانت خطوات بناء العادة طبقًا لما ذكر في كتاب الوصية.
العادات في كتاب قوة العادات The power of habits
بناء العادات هنا تحدث عن طريق دائرة مكونة من:
١- المحفز cue: الشيء الذي يدفعك لممارسة العادة قد يكون شعور معين أو هدف تريد تحقيقه.
٢- سلوك العادة Rotine: ما تفعله بعد الإستجابة المحفز.
٣- المكافأة Reward: نتيجة ممارستك للعادة.
سنضرب مثال؛ لنوضح ما سبق.
تصفح وسائل السوشيال ميديا (عادة سلبية يجب التخلص منها):
المحفز الذي يدفعك للتصفح قد يكون شعورك بالملل، أو شعورك بالفراغ التام، والتصفح هو سلوك العادة.
أما المكافأة التي قد تحصل عليها الشعور بالإنشغال ومرور الوقت بسرعة عند التصفح (شعور وهمي بالسعادة اللحظية).
وبما أننا ضربنا مثال بإدمان منصات التواصل الإجتماعي فيمكنك التخلص منها عن طريق قراءة المقال التالي.
يمكنك تحميل كتاب قوة العادات من هنا.
كيفية بناء العادات من كتاب Atomic habits
كتاب عادات ذرية (Atomic habits) للكاتب جيمس كلير (James clear) من أفضل الكتب التي ناقشت كيفية بناء العادات.
حيث رأى الكاتب أن حلقة بناء العادات تتكون من أربع أجزاء تتكرر باستمرار لترسخ العادة لديك.
وهم كالتالي بالترتيب:
- المحفز cue: المنبه الذي يدفعك نحو العادة.
- الرغبة craving: الدافع المستمر لديك؛ لتتحرك للأمام.
- سلوك العادة Rotine: الفعل نفسه.
- المكافأة Reward: كيف ستكافيء نفسك عند استمرارك في الفعل؟
تلك الأربع خطوات تمثل دائرة مثالية لبناء العادات الإيجابية والتخلص من السلبية.
مراحل بناء العادات
تمر عملية بناء العادات بثلاث مراحل وهم:
- مرحلة المقاومة:
عقلك يقاوم التغيير الذي تريد القيام به؛ ليوفر المجهود الذي قد يبذله، عقلك يخدعك لتبقى في وضع الراحة.
يجعلك تتردد وتتسأل دومًا عن فائدة بناء العادات الجديدة، أو لماذا تتخلص من عادات سلبية تشعرك بالمتعة اللحظية؟..الخ.
- مرحلة عدم الراحة:
هنا تتصارع رغبتك في أن تتغير وتطور ذاتك مع الحيل التي يخدعك بها عقلك؛ لتتوقف عن العمل، فلا تنخدع.
- مرحلة التلقائية:
تأتي تلك المرحلة بعد نجاحك فى أول اثنين، هنا تنتصر أنت على كل صعوبات الطريق.
في هذة المرحلة تنجح أنت في بناء عادة جديدة أو تنجح في التخلص من أخرى قديمة.
وبذلك نكون قد تعرفنا على كيفية بناء العادات والمراحل التي ستمر بها حتى لا تيأس في الطريق.
نصائح لبناء العادات الإيجابية
١_ لا تيأس من طول الطريق؛ لأنك بناء العادات عملية تأخذ وقت طويل إلى حد ما.
٢- لا تبني أكثر من عادة في نفس الوقت، إلا في حالة واحدة سنتعرف عليها سويًا.
٣- ركز على العادة الجوهرية التي ستمكنك من اكتساب عادات مترابطة في وقت واحد.
مثال: الالتزام بالصلاة على وقتها عادة جوهرية يجب المحافظة عليها، ويمكنك أن تربطها بعادة قرأة أذكار الصلاة في نفس الوقت، وكذلك يمكنك أن تقرأ ١٠ صفحات من سورة البقرة بعد أن تصلي وتقرأ أذكار الصلاة، وفي نفس الوقت تعمل على اكتساب عادة قراءة سورة البقرة بشكل يومي وهكذا.
٤- الاستمرارية أهم من النتائج، الاستمرارية أهم من النتائج بمراحل؛ استمرارك في الممارسة سيجعل أدائك أفضل على أي حال.
٥- لا تكافيء العقل الكسول: حيلة لتخدع عقلك وبالتالي سيساعدك أن تستمر على العادات الجيدة.
٦- حدد لماذا؟، متى؟، أين؟، وكيف؟…الخ
اخترت أن تبدأ في ممارسة الرياضة؛ للحفاظ على صحتك، يجب عليك أن تجاوب على الأسئلة السابقة؛ لتستمر.
قُل: سأذهب للتمشية بعد تناول الغداء في الشوارع التي تجاور الحي السكني، نصف ساعة كل يوم مثلاً.
٧- اربط العادات الجديدة بعادات ثابته عندك: كمثال: عادة الاستحمام عند العودة للمنزل اربطها بممارسة الرياضة.
٨- تتبع العادات باستمرار: راقب عاداتك بشكل دوري ومستمر حتى تترسخ عندك.
في الخطوة السابقة ممكن تستخدم تطبيقات تساعدك في المتابعة مثل (تطبيق متعقب العادات) سهل وبسيط حمله من هنا.
وكذلك يمكنك أن تتابع بشكل يدوي عن طريق رسم جدول متابعة خاص بيك في دفتر يومياتك.
كيف تتخلص من العادات السلبية؟
١- تخلص من عاداتك السلبية بالتوالي الواحدة تلو الأخرى.
٢- الاستمرارية أهم من النتائج تاني.
٣- البيئة يد خفية تتحكم في عاداتك في حاول أن تغير فيها.
مثال: أصدقائك يؤثرون عليك بالسلب ماذا تنتظر لتتجنبهم؟
٤- استبدل عاداتك السلبية بأخرى إيجابية تمهد لك الطريق:
مثال: أوقاتك تضيع في الإنتظار والمواصلات بلا هدف لما لاتغتنم الفرصة، وتستغل ذلك الوقت؟
يمكنك أن تذكر الله وتسبح بحمده طول الطريق وتبني عادة جديدة وبسيطة.
ويمكنك تقرأ الكتب أو تستمع إليها عن طريق تطبيقات الكتب المسموعة والبودكاست…وهكذا.
بذلك أنت تغير في عاداتك، تتخلص من عادات سلبية وتبني عادات إيجابية غيرها وبدون أن تشعر.
٥- غير السلوك وثبت المحفز والمكافأة:
إذا افترضنا أن شعور الملل والفراغ يدفعك لتصفح مواقع السوشيال فاحذفها، وقم بتحميل تطبيق Qoura.
وتصفح فيه فهو تطبيق مشابه لمواقع التواصل الإجتماعي ولكنه مفيد، وكلما تصفحته أكثر كلما زادت المكافأة.
حمل تطبيق Qoura من هنا.
ويمكنك قراءة المقال التالي؛ للتعرف على تطبيقات مفيدة ستساعدك كثيرًا من هنا.
خدعة ستساعدك كثيرًا: سهل خطوات القيام بالعادات الجيدة وقلل عددها قدر الإمكان والعكس صحيح.
إذا كنت تريد بناء عادة ذكر الله أثناء وجودك في المواصلات يمكنك ارتداء خاتم التسبيح في يدك قبل خروجك من المنزل.
وإذا كنت تسعى لبناء عادة القراءة قبل النوم فاجعل الكتاب أمام عينك في غرفة نومك بالقرب منك…وهكذا.
وكذلك إذا كنت تريد التخلص من عادة تصفح هاتفك قبل النوم، قم بإغلاقه قبل نومك بساعه وأعطيه لأحد أفراد عائلتك لإخفائه إلى اليوم التالي…الخ.
إلى الأن ناقشنا كل الأفكار التي تدور حول بناء العادات معنى العادة، أهمية بناء العادات، وكيفية بناء عادات جديدة ونتخلص من أخري سلبية وقديمة.
وخلال ذلك المقال ذكرنا نماذج لعادات بسيطة يمكنك أن تبنيها، وأخرى يجب أن تتخلص منها وفي هذا المقال ستجد ٩ عادات تغير حياتك للأفضل يمكنك أن تطلع عليه من هنا.
الخلاصة
تلك الصورة السابقة توضح خطوات بناء العادات الإيجابية والتخلص من السلبية، مراجعة كتاب العادات الذرية يمكنك مشاهدة الملخص من هنا.
حياتك كتلة من العادات، انظر جيدًا وراقب عاداتك.
وقم بإعداد قائمة بالعادات السلبية التي تريد التخلص من هنا، وقائمة بالعادات الإيجابية التي تريد بناءها.
وأبدأ العمل عليهم الواحدة تلو أخري تخلص من عادة سلبية واستبدلها بأخرى إيجابية وهكذا.
وتذكر أن: “السير على طريق الوصول وصول”.
كتابة| رنا مصطفى.