فن العزلة
فن العزلة، قارئى العزيز انت لست مريض ،عزلتك التى تؤثرها تلك.
لا تنم أبدًا عن مرض نفسى او نقص فيك ،فكيف تنم عن مرض نفسى.
و انت وجميعًا مطلوب منا التدبر فى شؤن الحياة والتفكر فى خلق الأرض والسماء فعزلتك المحدودة تلك التى تساعد على تغييرك للأفضل.
فتأمل الأنبياء والعلماء وكل من تركوا بصمة خير ونفع بالحياة.
لم يأتى علمهم وهم بين الناس ،بل كانوا اكثر جلوسا مع حالهم والصمت يرافقهم.
تارة يتحدثون مع الكتب المفيدة بشتى مجالات الحياة وتارة يتفكرون فى خلق الأرض والسماء ومعظم اوقاتهم يقضونها مع كتاب الله.
وحتى لا تختلط عليك الأمور دعنى اخبرك كيف تستفيد من الجلوس مع حالك، وما العزلة الصحية ؟التى لا توقعك فى مرض الوحده.
سنتعرف على فن العزلة عن طريق:
○أداء العزلة الصحية.
○ العزلة وأنواعها.
○ إيجابيات العزلة.
○سلبيات العزلة.
○ظهور مصطلح العزلة.
○اخلق من عزلتك وطن للراحة والتميز.
المفهوم الصحيح للعزلة.
العزلة فن يجب أن تمارسها كما ينبغى فهى الإبتعاد و عدم الاختلاط بالنّاس.
وأحيانا يختار الإنسان بنفسه هذه العزلة و تكون بإرادته
ومن هنا جاء أن العزلة هي الابتعاد عن مخالطة البشر، والتي قد تكون لأسباب ظروف صعبة تعرض لها الإنسان.
ولكن كما أن العزلة تجبرنا عليها الظروف، ففى بعض الأحيان تكون مطلوبة من أجل راحة النّفس ،والابتكار للوصول لأفكار إبداعية
أنواع العزلة.
بالرغم من أن العزلة مطلوبة جدا فى يومك وليلتك.
وأنها تغيرك من شخص سويًا وتحاول التغيير وفعل كل شئ جميل ،إلا إنها قد تؤذيك وتخلق منك شخص مريض بالوحده.
فكما أن العزلة مطلوبة فالإختلاط بالآخرين وخلق علاقات اجتماعية مطلوب ،لأجل ذلك يجب أن تعرف أنواع العزلة ،فالعزلة تنقسم إلى نوعان العزلة الإيجابية والعزلة السلبية.
أولا العزلة الإيجابية:
هى العزلة التي تسمح لنا بالهدوء النفسى ،والابتعاد عن مشتتات الحياة التى كثرت فى يومنا هذا ،والضوضاء والصخب الذي يشتت التفكير.
وعندما نقول العزلة الإيجابية أقصد انك تتعرض فى حياتك لأكثر من موقف فى اليوم.
تجلس مع حالك نهاية يومك لترى ماذا فعلت ؟وماذا اخطأت ؟وماذا حققت ؟
كل هذا وانت تراجع قراراتك الحياتية عندما تجلس مع حالك ،للتوقف قليلا وتأخذ نفس عميق للتفكير.
كل هذا من العزلة الإيجابية التى تعيدك انت لشخصك ولمكانك الصحيح.
ولكن حسبك أن تتعدى عزلتك الساعة.
النصف الأول تأخذه فى يومك الكامل وما فعلت فيه وتكتب ما تريد ألا يتكرر منك ،أو تكتب كيف تكافئ نفسك على قرارك الصائب الذى أسعدك؟
والنصف الأخر تحاول حل المشكله التى اتخذتها ؛حتى تتقدم فكريا بكل شئ يخطر ببالك.
ثانيا العزلة السلبية:
حسبك من العزلة التى تفتك بك وتقودك لطريق يميتك ذات الطريق بالبطئ.
فالعزلة السلبية هى أن تجلس وتحاسب نفسك أشد الحساب.
حتى تقوم بجلد ذاتك وتختلق لنفسك أخطاء وتعطيها قدرًا بالغًا من حجمها الطبيعى.
فتقلل من نفسك وتكره حياتك ومعيشتك وتجعلك تبتعد عن العالم الخارجى.
دوما لا تريد أن تُحدث أحد ولا تتحرك من مكانك ،وظيفتك هى محاسبة نفسك والتقليل منها.
كمثلا تقول لنفسك “انا وحدى فى هذه الحياة مريض ،لقد دعوت الله مرارا وتكرارا ولم يستجيب لى ، أو تقول انا شخص غبى ولا اجيد فعل شئ فى هذه الحياة”
وتأخذك عزلتك السلبية تلك ،بأن ترى حياتك ظلام ولا تفكر فى حكمة الله.
او نظام حياتك فمثلا لا تفكر فى أن الله يبتلينا ؛ليجعلنا نصبر ويضاعف حسناتنا ونفوز بالجنة المرجوة ،أو لا تفكر بكيفية خلق من نفسك شخص نافع ومفيد ،فإياك أن تتعدى عزلتك اليومية حدها من الساعة.
متى ظهر مصطلح العزلة؟
تتواجد العزلة منذ القرون الماضية ،وقد أكدت عليها الأديان.
فتأمل عن حال الأنبياء عليهم جميعا السلام ،و عن كيفية مواجهتهم لقومهم حينما رأوا تكذيب منهم ،وعدم خضوعه لدعوة رُسُلِهم.
ولقد جاء في خبر من قبلنا أنهم ترهبنوا، فكانوا يفرون إلى الجبال والصحاري.
ليخلصوا من الفتنة في دينهم، فيقطعون أنفسهم عن مخالطة الناس.
حتى لا ينخرطوا فى موجة الإنحراف والبعد عن طاعة الله ،فكما أن الديانات تؤيد العزلة ،فكانت ترفضها أحيانا حينما توقعك فى طريق لا تعرفه انت!
طريق كله ظلام وتفكير غريب ،يؤدى بك إلى أذية حالك ونهاية معتمة وحياة مهلكة.
اجعل عزلتك لراحتك وتميزك وطبق فن العزلة.
وأنت جالس بغرفتك وفى عزلتك وفى صمت ،وتبدوا وكأنك كتلة صامتة جالسة لا تفعل شئ.
والعكس أن عقلك فية دورة حياة مختلفة دورة تعيد ترتيب الأحداث
تتحدث بإلإيماءت تتسع حدقة عينك تارة وتارة تتضيق ،تقبض يدك تارة وتارة تمسك رأسك بها.
كل هذا وانت تتحدث بالداخل تتحدث حديث مصمت ،يسمعه خالقك ونفسك عزلتك تلك موطن الراحة لقلبك ،والسكينة لعقلك ،والتفكير بحالك والتعرف على ذاتك بأجمل ما فيها.
تأيدا لكلامى يا قارئى فقد قال دوستويفسكى
” العزلة زاوية صغيرة يقف فيها المرء أمام عقله “
فصوب زاويتك نحو الفكر الذى يُعلو من شأنك لا يُدنيك ،والتقدم الذى يغيرك لتكون الأفضل لا الأسوء ، صديقى اعد ترتيب نفسك بنفسك ولنفسك.
بماذا نستفاد من فن العزلة؟
تجعلك العزلة شخص مختلف ومتميز يومًا عن يوم ؛لأنها تجعلك دائما تتذكر قوله تعالى ” اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليكَ حسيبًا ” فتحاسب نفسك فى نهاية يومك بسؤالها بكلمة:
هل
• حافظت على الصلوات الخمس فى خشوع؟
•قرأت أذكار الصباح والمساء، بتدبر وتيقن بمعية الله؟
•تلوت أو حفظت أو راجعت قدرا من القرآن ، ينفعنى فى الدنياك ويرفع قدرى فى الأخرة؟
•تحريت الحلال الطيب ، فى مطعمك ومشربك ،وملبسك أثناء سعيك لكسب ما قُدر لك من رزق؟
•راقبت قلبك وحرسته من المهلكات؟ كالرياء والحقد والحسد، والتكبر والتعلق بالدنيا.
•عرفت حقيقة الدنيا فلم يتعلق قلبك بزينتها؟ كالنساء و البنين والأموال ،والمناصب والجاه.
•تذكرت الموت وسكرته ،ولحظة وضعك فى قبرك، و وقوفك بين ربك فاستعددت للقائة فى اى لحظه؟
•ختمت يومك بتوبة نصوحة ،وعزم على الإقلاع من الذنب ،وعلاج التقصير وزيادة الإجتهاد؟
اقرأ ايضًا : تلخيص كتاب لاتحزن.
“كتب على نفسه الرحمه”
ختامًا قارئى ،تيقن وتذكر أن خفاياك المتعبة التى تبوح بها مع حالك ولا تنطق بها أمام أحد ، الله عليم بها فوحده يعلم سِرك ويسمع نجواك.
فاجعل نجواك فيما يرفع قدرك عند رب العباد ولا تنسى ،ربك كتب على نفسه الرحمه ولا يرضيه ظلمك لنفسك و تقليلها ،أو حتى عذاباها ؛فعش بنفس راضية مراقبة لله تهنأ وتحقق مبتغاك من الأحلام.