عبدالرحمن السميط ||ملخص كتاب في صحبة السميط
الدكتور عبدالرحمن السميط رحمه الله هو بطل كتابنا الذى نحن بصدده اليوم. سنتناول معًا أهم النقاط التي طرحها كتاب في صحبة السميط رحمه الله ، بعنوان رحلة في أعماق القارة المنسية (قارة إفريقيا).
نبذة عن الكتاب
هو بالأصل حوار تلفزيوني لبرنامج القارة المنسية، لقناة المجد مع الدكتور عبدالرحمن السميط رحمه الله .
حيث سافر فريق العمل إلى مدغشقر ، حيث يعيش د عبدالرحمن السميط بجوار قبائل الأنتيمور ، ومكث فريق البرنامج ما يقرب من أربعين يومًا.
كتبه د فهد بن عبدالعزيز السنيدى.
من هو د/عبدالرحمن السميط ؟
ولد الدكتور السميط رحمه الله في الكويت عام ١٩٤٧ م، ،نشأ في أسرة متدينة تحثه على الصلاة والطاعة ، فقد كان يصلي صلاة الفجر بالمسجد وهو بعمر خمس سنوات.
تخرج الدكتور عبدالرحمن السميط من كلية الطب ببغداد، وقرر أن يكمل دراسته في بريطانيا ، وحصل على دبلوم طب المناطق الحارة بجامعة ليفربول.
ثم قرر بعدها للسفر إلى كندا ولكن بعد أن يتزوج ، وبالفعل تزوج من امرأة كويتية محجبة _ ، إذ كان ذاك شرط الزواج_ وسافرا معًا إلى كندا.
وكان أثناء سفره مهتمًا بالدعوة كثيرًا ، وتعرف على كثير من المسلمين الأجانب.
لماذا إفريقيا؟
اختيار الدكتور رحمه الله إفريقيا للدعوة على وجه الخصوص لم يكن ضربًا من الحظ ، بل إنه حُلمه منذ صغره ، فكان يحب هذه البلاد ويتشوق للسفر إليها، ويهتم بسماع أخبارها.
ولكن بعد أن سافر إلى بريطانيا ثم كندا ، أخبر زوجته أنه يرغب أن بسافر إلى ماليزيا وإندونسيا ، ويدعو الناس هناك ، وذلك بعد العودة إلى الكويت.
ولكن ما إن عاد إلى بلاده حتى راوده حلمه من جديد ، وأصر عليه وأراد الله أن يحققه له.
حياة الدكتور عبدالرحمن السميط في إفريقيا :
كان الدكتور عبدالرحمن السميط رحمه الله ، يسكن في منزل متواضع في مدغشقر بجوار قبائل الأنتيمور ، كان يعيش مع زوجته وأولاده.
تحدث عن مدى نقص المرافق والخدمات ، فتنقطع المياه بالأسبوع والكهرباء هي الأخرى.
لا يوجد رفاهيات هناك وعندما أتحدث عن الرفاهيات ،فلك أن تعرف أني أتكلم على مستوى الأكياس البلاستيكية أو مناشف ورقية ، فهذه الأشياء منعدمة هناك.
إذا توافرت الماء فلا تجد الصابون أو تجد نوعًا رديئًا منه.
قد لا تجد الأكل بالأيام قد يأكل هو وأسرته رغيفًا من العيش طيلة يوم كامل، وقد يأكلون الموز فقط بالأسبوع حتى تتقلص معدتهم.
ورغم ذلك كله وأكثر، كان الدكتور عبدالرحمن السميط رحمه الله وزوجته ، يعيشون أسعد لحظات حياتهم في هذه البيئة الفقيرة جدًا ، فقد تبرعا بجُل ما يملكانه في سبيل الدعوة.
منهج الدكتور عبدالرحمن السميط :
كان الدكتور عبدالرحمن السميط رحمه الله حين ينوي دخول بلدة ما ، فيهتم بالجانب الصحي والتعليمي والإغاثي. فكان يهتم ببناء الإنسان أولًا ثم يعلمهم عقيدتهم.
وقد وجد الدكتور السميط، أن أكثر شيء ساعده على إتمام مهمته الدعوية في أسرع وقت ، هو الاهتمام بالتعليم ، فلا تندهش إذ تجد بلدة كاملة لا تعرف القراءة والكتابة.
فهو يهتم بمعيشة الناس وتوفير الضروريات اللازمة للعيش، و الاستقرار ومن ثم يبدأ في دعوته.
قد توجد قرى بها مسلمون أو قد تكون مسلمة ولكنها لا تعلم عن الإسلام شيئًا.
فكم حفر من آبار وكم أنفق على تعليم الصغار والكبار.
وما إن تسلم قرية ما إذ يترك فيها داعية ويبني بها مسجدًا ويذهب إلى غيرها.
ومن أقواله:
نحن المسلمون يهتمون ببناء المساجد ولا يهتمون ببناء الساجد
وهكذا حتى طاف إفريقيا شرقًا وغربًا. قلما تجد مكانًا لم يمر عليه الشيخ عبدالرحمن السميط أو على الأقل لم يسمع به.
اقرأ أيضًا :
لملخص كتاب رحلة إلى الله في خمسة أيام (الحزء الأول) هنا
لقراءة ملخص كتاب رحلة إلى الله في خمسة أيام(الجزء الثاني) من هنا
ملخص كتاب رقائق القرآن من هنا
مسيرة الدكتور عبدالرحمن السميط:
لم تكن مسيرة الدكتور عبدالرحمن السميط رحمه الله ممهدة مفروشة بالورود ، بل على العكس تمامًا كانت صعبة ، وقد يصل الأمر إلى المحاربة والمنع من قِبل الوثنيين ، ولكن الشيخ كان حليمًا ولا ييأس أبدًا.
ومن ضمن هذه الصعائب أنه أحيط ذات مرة بالأفاعي ، بعد أن ضلَّ طريقه في الأدغال ، وغير مرة اضطر للمشي داخل المستنقع ، حتى وصلت المياه إلي رقبته بل وغمرت رأسه أيضًا.
لم تسلم مسيرة الدكتور عبدالرحمن السميط من عائق المرض ، والذي اشتد عليه مع كبر سنه ، وكان يعاني من ألم مبرح ولا يشكو.
ومن العظيم في هذه المسيرة الرائعة ، هو أن لم يتدخل الشيخ السميط في أى نزاعات سياسية ، ولم يمِل جنبه لأى من المتنازعين ، بل كان خارج كل هذه النزاعات يخدم قضيته فقط.
الدكتور عبدالرحمن السميط في إفريقيا
يستفيض الكتاب في سرد قصص أكثر من رائعة مشوقة وغريبة ، كأنك تقرأ قصص فانتازيا ولكنها حقيقية.
وتجد قصصًا من نوع مختلف تمامًا حين تقرأ قصة تحول شخص إلى الإسلام ، وهي قصص تدمع لها العيون دون توقف من فرط الفرح والإخلاص.
وقد تندهش ويرجف قلبك ، حين تكتشف أن قرية الشاب الذي أسلم حديثًا قد أسلمت عن بكرة أبيها.
دخل الدكتور عبدالرحمن السميط رحمه الله كينيا ،وبِنين ،وذهب إلى بلدة الواق واق، ومكث في مدغشقر وأحبها كثيرًا.
قابل قبائل خطرة جدًا مثل شاربي الدماء ، ومر بقبائل عراة تمامًا يعتبرون الملابس عيبًا.
مر بقبائل يسرقون الأبقار ويحرمون ذبحها.
د عبدالرحمن السميط وقبائل الأنتيمور :
وصل الشيخ في رحلته إلى جزيرة مدغشقر ، وهي جزيرة كبيرة غنية بالموارد بها غابات وأنهار ، ولكن هي فعليًا بلد فقير جدًا!
كان لهذه الجزيرة وخاصة قبائل الأنتيمور مكانة كبيرة لدى الشيخ عبدالرحمن السميط رحمه الله ، بالرغم من كونهم غير عرب ويتحدثون بلغة غريبة تسمى المالاجاشية
وأهل الجزيرة يسمون الملاجاش أي الملايويين الذين أتوا إلى هذه الجزيرة.
ولدهشتك حين تجد أن لديهم دينًا خاصًا بهم ، وله كتاب فيه بعض آيات القرآن الكريم ، مع العلم أنهم لا يعلمون ما الإسلام ولم يسمعوا به من قبل.
بل لا يوجد من يتحدث بالعربية منذ مائة وخمسين سنة ، وبالبحث وجد الشيخ السميط أن قبائل الأنتيمور ، كانت تتحدث العربية منذ زمن ، ولكن اندثرت اللغة بسبب الاستعمار.
وبالحديث معهم عن أصلهم وجذورهم ، فتجد الصدمة حيث إنهم انحدروا من جذور في بلدة تدعى “جدة” في الشمال.
وأن جدة تقع بجوار بلدة طيبة يحبونها تسمى “مكة” ، التي كان يعيش بها رجل صالح يدعي” محمد” ، فهم لا يعلمون أنه نبي الله صلى الله عليه وسلم.
وأن هذا الرجل الصالح هو جدهم ، وله ابن اسمه “راع علي مكرار” ، ومعناها صاحب الفخامة علي الكرَّار.
و أيضًا “رابكاري” ويقصد به صاحب الفخامة أبو بكر ، و”رابعري”وهو صاحب الفخامة عمر ، و”راأوثماني” وهو صاحب الفخامة عثمان.
عندما قرأت هذه القصة فقط ،أيقنت كلمة القارة المنسية حقًا ، كنت أتساءل عن ماهية “أهل الفترة” قبل قراءتي للكتاب.
فكيف في عصر الإنترنت والعالم الصغير، و الأخبار التي تطير في الهواء لتصل لكل أطراف العالم المترامية؟
ولكني الآن أعي أنهم موجودون وبأعداد كبيرة ، وزالت دهشتي حين اكتشفت أن هناك آلافًا ، بل ملايين لاتعلم أي شيء عن الأديان بل لا تعلم شيئًا أصلًا.
في مدينة ماجونقا
هل تعلم أنه توجد مكة أخرى غير التي نعرفها ونتحرق شوقًا لزيارتها؟
لن تنتهي الدهشة لهذا الحد ، بل لك أن تعلم بأن هناك كعبة أخرى ، وذلك لملسمين اسمًا فقط لا يعرفون ما الإسلام ، لا يعرفون ما العربية ومن هم العرب.
يعلمون أنه توجد بلد تسمى مكة في الشمال ،ولكن يجهلون ما الشمال هذا ،ولم يصلوا إليه أبدًا.
عندهم حج لما أسموه الكعبة أو الدُّعاني ، ويلبسون له إحرامًا، ويقرؤن أدعية معينة يحفظونها ولا يدرون أنها سور من القرآن الكريم.
يقولون أن من نشر الإسلام عندهم هو رجل من مكة ، بل وهم جميعًا جذورهم من هناك ، ولكن ذلك منذ سنوات طويلة.
حتى جاء الاستعمار وطمس هويتهم الأصلية، وأحرق كتابهم المقدس ، وأن الاستعمار قد ألغى لغتهم الأصلية.
عندما مات الرجل الصالح الذي دعاهم للإسلام ، رفضوا أن يدفنوه ، ووضعوه بهيئته داخل بناء هم من بنوه وأسموه الكعبة.
وأنهم حينما علموا أن رواياتهم ليست محض خيال ، فرحوا بشدة ، وتشوقوا لرؤية من هم أخوتهم من مكة ، فحقق الشيخ السميط أمنيتهم.
وأتى بمكيين إلى هناك ومعهم الهدايا ، وقد قوبلوا بفرح وترحاب شديدين وتم الاحتفال بهم. وبقى معهم داعية يعلمهم الإسلام ، إذ كان يفعل الشيخ السميط رحمه الله.
ولكن الشيخ السميط لم يكن ليترك ماجونقا أو مدغشقر عمومًا ، فإنه كان يحبها ويتمنى العيش فيها ، جنبًا إلى جنب إخوته وأهله ، الذين هم انبثقوا من مكة الطيبة.
لتحميل االكتاب كاملًا pdf من هنا
ويتوفر نسخة مرئية (يوتيوب) للكتاب من هنا
نسخة مسموعة سوند كلاود من هنا
ختامًا
يعد كتاب في صحبة السميط من أهم الكتب التي قرأتها ، تعلمت منه الكثير ، وأنصحك بشدة عزيزي القارئ أن تقرأه قريبًا.
رحم الله الدكتور عبدالرحمن السميط وأدخله فسيح جناته فهو حقًا:
رجلٌ بأمة ،وأمةٌ في رجل
كتبته / أميرة سامي