الصلاة في وقتها || ٧ أسرار ترغبك في الصلاة
من أخطر الموضوعات التي تهم كل مسلم ،هو المحافظة على الصلاة في وقتها ، لا شئ يعدل في الدنيا حرصك على صلاتك ، لا تسمح لشئ يأخذ أولوية عن صلاتك.
أسرار الصلاة في وقتها
اليوم نحن بصدد الحيث عن أسرار تحببك وترغبك في الصلاة. إليك سبع معلومات ذهبية ،سيكون لها عظيم الأثر عليك بإذن الله ، ستجعلك تعشق الصلاة ، وتؤديها ينا يرضي الله عنك.
السر الأول
الصلاة هي الركن الثاني بعد شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله ، الصلاة على وقتها أكد وحث الله عز وجل عليها في القرآن الكريم. قال تعالى:
“إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا”
السر يكمن في كلمات الشيخ الشعراوي رحمه الله ،حين تحدث عن الصلاة في وقتها ، وذلك في لقاء مبارك على التليفزيون.
حيث قال لماذا الصلاة مهمة ؟
وذلك لسببين
أولهما أن أركان الإسلام الخمس قد تسقط من عليك جميعًا ولا يبقى إلا الصلاة ، فأنت مسلم بالأساس فلا يجب عليك قول الشهادة ،وإن قلتها فيكفي مرة واحدة للدخول في الإسلام ،وبعدها لا تحتاج لتكرار ذلك.
فقد تكون فقيرًا فتسقط عنك الزكاة.
إذا كنت مريضًا فتسقط عنك فريضة الصوم.
قد لا تستطيع إلى الحج سبيلًا ، فتسقط فريضة الحج من عليك.
إلا الصلاة فليس لها كفارة ولا تسقط أبدًا ،حتى لو كنت طريح الفراش ،ما دمت واعيًا فيجب عليك الصلاة.
ثانيًا أن الصلاة تتمثل فيها الأركان الخمس جميعًا!
فأنت حين تصلي فلابد أن تتلفظ بالشهادتين وذلك في التشهد. والصلاة نفسها هي ركن من أساس ، وأنت حين تصلي تتوقف عن الأكل والشرب لحين الانتهاء من الصلاة ،وعلى ذلك فكأنك تصوم لعدة دقائق لحين انقضاء الصلاة.
وأنك حين تصلي فأنت تزكي عن وقتك، وعمرك باقتطاع جزء منه للانشغال بالله وترك الدنيا ومتاعها.
أيضًا وأنت قائم تصلي تتولي وجهك ناحية القبلة أي الكعبة ،فكأنك تحج لله بتوجهك للقبلة.
ولسماع حديث الشيخ الشعراوي من هنا
السر الثاني
لا تجد أهم من الصلاة في الدين ،فقد وصانا بها الرسول صلى الله عليه وسلم ،وظل يرددها وهو في سكرات الموت ،رغم إعيائه الشديد ،وذلك من حرصه علينا من الضياع في الدنيا ، ومن سخط الله علينا.
عن أم سلمة رضي الله عنها
(كانت عامَّة وصيَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم: الصلاة الصلاة، وما ملكتْ أيمانُكم،حتى جعل يُغرغِر بها في صدره وما يُفيض بها لسانه)
تأمل معي قليلًا ، كل الفرائض والعبادات التي فرضها الله علينا ، وصلت للرسول عن طريق سيدنا جبريل عليه السلام بواسطة الوحي، وأحيانًا بأن يأتيه على هيئة بشر أو بهيئته الملائكية.
ولكن فرضية الصلاة لم يجعلها تهبط من السماء للارض، بل جعل النبي يصعد إليه جل وعلا ليبلغه بها رب العالمين بذاته. يا له من تشريف للصلاة، يا لها من أهمية عظيمة ، فكيف لنا أن نهمل صلاتنا؟ فكيف لا نؤدي الصلاة في وقتها ؟ كيف تجرأنا وتهاوننا في صلاتنا ؟
ولمزيد من التشريف، فقد توسط لنا عند الله نبي الله موسى عليه السلام ، فرد الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الله أمثر من مرة ليخفف عنا مرات الصلاة ،حيث شرعها الله في بادئ الأمر خمسين صلاة ، إلى أن وصلت لخمس ،ولكن أجرها كخمسين صلاة.
السر الثالث (الصلاة في وقتها)
وهو سورة الفاتحة ، وتعتبر سورة الفاتحة نفسها سرًا كبيرًا ؛ لا زلنا نكتشفها حتى الآن ، سبع آيات فقط ولكن أُلَّف عنها مئات الكتب لتفسرها وتتدبرها.
واقرأ حديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن نزول سورة الفاتحة
روى الإمام أحمد، عن أبى هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
“هي أمُّ القرآن، وهي السبع المثاني وهي القرآن العظيم”
واقرأ وتدبر حديث رسول الله صلي الله عليه وسلم ،وتعرف على مكانة وقيمة فاتحة الكتاب
عن عبدالله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: (بينما جبريل -عليه السلام- قاعد عند النبي -صلى الله عليه وسلم- سمع نَقِيضَا من فوقه، فرفع رأسه، فقال: هذا باب من السماء فُتِحَ اليوم ولم يفتح قط إلا اليوم. فنزل منه مَلَكٌ، فقال: هذا ملك نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم. فسلم وقال: أبشر بنُورين أُوتِيْتَهُما لم يُؤتهما نَبِيٌّ قبلك: فاتحة الكتاب، وخَوَاتِيمُ سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منها إلا أُعْطِيتَهُ).
فما قولك لو قرأتها خمس مرات يوميًا ؟!
قد تقول سأقرؤها يوميًا عشر مرات وليس خمسًا.
ولكن لك هذه المفاجأة العظيمة ،انك ان قرأت فاتحة الكتاب أثناء الصلاة فإن الله يرد عليك ، وذلك بعد تلاوة كل آية
للحديث القدسي العظيم
يا له من حديث رائع مبهج للقلب ، ماذا ستفعل بعد ما قرأت ؟
تُرى هل ستحرم نفسك من هذا الفضل العظيم من الله تعالى ،يرد عليك ويجيب دعاءك.
تدبر سورة الفاتحة للشيخ الشعرواوي رحمه الله من هنا
السر الرابع
عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : (إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ عَمَلِهِ صَلَاتُهُ فَإِنْ صَلُحَتْ فَقَدْ أَفْلَحَ وَأَنْجَحَ وَإِنْ فَسَدَتْ فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ ، فَإِنْ انْتَقَصَ مِنْ فَرِيضَتِهِ شَيْءٌ قَالَ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ : انْظُرُوا هَلْ لِعَبْدِي مِنْ تَطَوُّعٍ فَيُكَمَّلَ بِهَا مَا انْتَقَصَ مِنْ الْفَرِيضَةِ ؟ ثُمَّ يَكُونُ سَائِرُ عَمَلِهِ عَلَى ذَلِكَ)
ماذا لو علمت أن أول ما ستحاسب عليه هو الصلاة ، هل صُدمت؟ أم هي معلومة تعرفها مسبقًا.
فإذا كنت ولأول مرة تتعرف على هذه المعلومة الخطيرة ، فهنيئًا لك!
كونك تعلم أنك على موعد مع الله قريب أو سيحدث لا محالة ،وأنك ستسأل عن الصلاة أول شئ ، فذلك سوف يحفزك بالتأكيد لأن تقوم وتصلي الآن ، بل ستصلي قضاء الصلوات الفائتة.
وإن كنت تعلم ذاك مسبقًا ولم تصلِّ ، فأنا أثق أنك غير متخيل اللحظة.
ولو تخيلتها بحق ، فسوف تغير كل أولويات حياتك.
فأنت تلميذ محظوظ ، تعلم أسئلة الامتحان مسبقًا ،و الاجابات أيضًا.
فما عليك سوى مذاكرة الأسئلة المتوقعة جيدًا!
انتبه
أنا لا أصف لك دواءً مر المذاق ، فتشربه مجبرًا!
بل أعرض عليك ترياقًا لكل سموم الحياة ، كل ما يواجهك من ضغوط وعثرات ،تستطيع النجاة منها بصلاتك
قال تعالى
“وَأَقِمِ الصَّلَاةَ ۖ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ”
- استمر في صلاتك
- ولا تستهن بها،
- لا تقصر
- لا تجمع الفروض
- صلِّها لوقتها
هكذا تجد ثمرة صلاتك
لاحظ أنى لم أقل لا بد أن تستشعر وتحس بأن جوارحك وقلبك يصلون، لو انتظرت ذلك فلن تصلي
سيوهمك الشيطان أن صلاتك بلا خشوع ولا حضور قلبي ،لذا فينزغ لك كي تتركها.. وهذا ما يريده
بل التزم بالصلاة وستتحول صلاتك من مجرد قيام وركوع رفع سجود إلي صلاةخاشعة وعبادة عظيمة شديدة الخصوصية.
السر الخامس
”إذا أردت أن تكلّم الله فعليك بالصلاة
وإذا أردت أن يكلّمك الله فعليك بالقرآن”
-الحسن البصري “رحمه الله”
سمعت الشيخ الشعراوي رحمه الله يقول : أنك اذا اردت أن تتحدث لمديرك في العمل ،ماذا تفعل ؟
فأنت مضطر لترتيب ميعاد مسبق مع السكرتير ، وأن تحاول سرد ما تريده في الزيارة بسرعة و بأقل الكلمات ، لأن وقت المدير ضيق ولا يسمح بمقابلات طويلة.
ولله المثل الأعلى ، ماذا تفعل لو أردت أن تتحدث إلى الله ؟
لا شئ سوى أنك تقف وأنت متوضئ ،وتضع سجادة الصلاة في أي مكان اتجاه القبلة ،حتى لو وسط الشارع وترفع يدك وتقول الله أكبر.
هنا يبدأ اللقاء مع ملك الملوك ، تتحدث ما شئت ،لا تجد الله يمل لقاءك ،أو يأمرك بالاختصار
أنت من تنهي اللقاء ، متى شئت!
قل لي إذا فرض الله عليك خمس صلوات، و أمرك بالصلاة في وقتها ،لتحمد الله وتشكره وتشكي له وتدعوه وتبتهل له، فماذا أنت بفاعل؟
لمشاهدة هذا الحزء من لقاء الشيخ الشعراوي من هنا
السر السادس (الصلاة في وقتها)
عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: (سَأَلتُ النبِيَّ -صلى الله عليه وسلم-: أَيُّ العَمَلِ أَحَبُّ إلى الله؟ قال: الصَّلاَةُ عَلَى وَقتِهَا. قلت: ثم أَيُّ؟ قال: بِرُّ الوَالِدَينِ. قلت: ثم أَيُّ؟ قال: الجِهَادُ في سَبِيلِ الله. قال: حَدَّثَنِي بِهِنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولو اسْتَزَدْتُهُ لَزَادَنِي).
يجب على كل مسلم أن يؤدي الصلاة في وقتها ، وأن لايخرج الصلاة عن وقتها ، فعندما تسمع الآذان معلنًا دخول وقت لصلاة معينة ،فعليك أن تترك كل ما يشغلك ،وتذهب لتتوضأ وتشرع في الصلاة ،سواء في المسجد وهو الأفضل أو في محلك. سمعت الشيخ الشعراوي يتحدث عن فلسفة الصلاة في وقتها ، وسأسردها ان شاء الله.
تخيل معي لو التزم كل مسلم على وجه البسيطة ، بالصلاة في وقتها فماذا يحدث؟
سأجيب عن ذلك بالتأكيد ،ولكن سأقص قصة قصيرة أولًا.
إن كنت تسافر – وأنت صائم – بالحافلة من محل إقامتك إلى مكان آخر بعيد عنك بمسافة كبيرة ، وجاء ميعاد الإفطار في بلد إقامتك الذي تعلمه جيدًا.
هل ستفطر؟
بالطبع لا.. لأنك قد خرجت من بلدك وصرت بعيدًا عن خط الطول الذي تقع فيه بلدك. فستضطر للانتظار حتى تغيب الشمس، أو تسمع آذن المغرب في مساجد المنطقة التي تسيرفيها الحافلة ، وبالتالي تفطر باطمئنان.
وهنا أجيب عن السؤال سالف الذكر، ماذا يحدث إذا صليت الصلاة في وقتها ؟
ما سيحدث هو أنك لن تجد مكانًا على وجه الأرض إلا وتقام فيه صلاة.
فأنت لو تعيش بالقاهرة ستصلي قبل من يعيش بالإسكندرية ،والذي بدوره سيصلي قبل ساكن أسوان ،بفارق دقائق بسيطة ، بل و البلاد بين القاهرة والإسكندرية ستجد بينها فروقًا طفيفة.
فما أروع المشهد!
حين ترى من أنهى صلاته هنا ،وهناك من يشرع في صلاته ، وبينهما من هو في الركعة الثانية.
فلو تخيلنا سطح الكرة الأرضية ، فسترى الآذان مستمر على مدار الساعة ،وبالتالي فهناك من يصلي على مدار الساعة.
فهل أنت من هؤلاء المحافظين على ميزان الكون الدقيق ؟
السر السابع
هل تعلم أن صلاتي الصبح والمغرب لهما سنتان ، وهما ركعتان وقد ثبت عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه كان يصلي فيهما بسورتي” الكافرون” و “الإخلاص”.
وهاتيْن السورتين تمتازان بالحديث عن التوحيد ،وإفراد العبودية لله وحده ،لاشريك له ولا ولد ،وهو مضمون سورة الإخلاص ، وإقرار العبودية لله وحده والتبرؤ من أى معبود سواه ، وهو مضمون سورة الكافرون.
وكأنك تبدأ يومك بالتوحيد وتنهيه بالتوحيد أيضًا
ولعل هذا السر سيفيد أصحاب الهمم العالية، الذين يؤدون الصلاة في وقتها ، أو يودون ذلك بإذن الله ، يرجون رضوان الله عليهم ،فيسعوْن لفعل ما يرضيه عنهم ، وما في أفضل من إقرار التوحيد لله في بداية اليوم ونهايته أيضًا.
فما أحوجنا لرضا الله!
فيديوهات ذهبية
فيديو الصلاة لأمير منير من هنا
فيديو لياسر ممدوح ليه أصلي من هنا
٤٠ معلومة عن الصلاة لياسر ممدوح من هنا
ختامًا
الصلاة هي فرض عظيم لا يعدله أي شئ في الدنيا ، ليس لها كفارة ولا تسقط لأي سبب ما دمت بالغًا عاقلًا واعيًا. ولهذا فقد أباحها الله في أي وضع نائمًا قاعدًا وشرع التيمم إذا منعت الماء. أبطل المولى عز وجل كل الأعذار ، كي تؤدي صلواتك.
كيف تفوِّت حي على الصلاة.. حي على الفلاح ، وتبحث بعد ذلك عن فلاح وتوفيق!
الكاتبة / أميرة سامي
اقرأ لنفس الكاتبة