التفكير المفرط | رحلتي في التخلص من التفكير المفرط
التفكير في الأحداث التي تحدث في حياتنا أمرٌ عادي، ولكن المبالغة في التفكير يُولِّد ما يسمى التفكير المفرط “overthinking”.
كل شيء يحدث في يومك يُعاد في ذاكرتك آلاف المرات بطريقة متعبة. وينشط التفكير بصورة أكبر عند وقت النوم، فهنا يكون قد حان وقت العقاب وعدم القدرة على النوم بسبب التفكير المفرط.
هل أنت شخص يعاني من التفكير المفرط أو ما يسمى “overthinking”؟ إذا كانت الإجابة نعم؛ فهذا المقال لك، تابع معي.
في هذا المقال، سنتعرف على ما يلي:
- ما هو التفكير المفرط؟
- أعراض التفكير الزائد.
- أسباب التفكير الزائد.
- أضرار التفكير المفرط.
- هل الإفراط في التفكير هو اضطراب عقلي؟
- رحلتي في التخلص من التفكير المفرط.
إذا كنت مستعد للإقلاع معي، فهيا بنا.
ما هو التفكير المفرط؟
هو أن تفكر بشكل متكرر في نفس الفكرة مراراً وتكراراً بشكل يعرقل حياتك اليومية، وقد يكون التفكير إما في أحداث الماضي أو القلق بشأن المستقبل. أو “التفكير بشيء أكثر من اللازم أو لفترة طويلة جداً”.
أعراض التفكير الزائد:
- عدم القدرة على التوقف عن القلق المستمر.
- تذكر الأخطاء التي قمت بفعلها وعدم القدرة على مسامحة نفسك.
- صعوبة النوم بسبب عدم القدرة على التوقف عن التفكير.
- قضاء وقت الفراغ في التفكير في المعنى الخفي وراء ما يقوله الناس
أو الأحداث التي تحدث. - التفكير بالأشياء السلبية بشكل مستمر أو التفكير بطريقة سلبية.
- التركيز على الأشياء التي لا تستطيع التحكم بها أو تغييرها.
اقرأ أيضاً: كيفية التخلص من الضغط العصبي والتوتر |حياة بلا قلق
أسباب التفكير الزائد:
- تجارب الطفولة: أحياناً نتعلم التعامل مع مواقف الحياة الصعبة في مرحلة الطفولة من خلال التفكير؛ لذا ينشأ لدينا كعادة تكبر معنا.
- عوامل وراثية: إن التفكير الزائد هو عادة يمكن أن ترثها مثل العادات الأخرى التي ورثتها عن والديك، لذا تميل للإفراط في التفكير.
- التعب والإجهاد: عند الشعور بالتوتر، من الطبيعي أن نفكر كثيراً في كيفية التعامل مع موقف ما.
- وهم التحكم: هدف التحكم في أدق تفاصيل حياتك من العلاقات إلى الشؤون المالية، والصحة، والخطط المستقبلية. فهذا يُولِّد لدينا التفكير المفرط كاستراتيجية غير فعَّالة في الواقع.
- السعي لتحقيق الكمال: وجميعنا نعلم أنه لا يمكن تحقيق الكمال مهما بذلنا من جهد ومهما دققنا في تفاصيل الحياة والحرص على الخلو من العيوب؛ هذا كله يؤدي إلى التفكير المفرط.
أضرار التفكير المفرط:
- العيش في خوف مستمر من أحداث الماضي أو من المستقبل.
- عدم القدرة على اتخاذ القرارات في الوقت المناسب: أحياناً تكون هناك الحاجة لاتخاذ قرار سريع من أجل تحقيق شيء ما، ولكن التفكير المفرط سوف يؤخر عملية اتخاذ القرار ومن الممكن أن يفوت فرصة تحقيق إنجاز أو هدف ما.
- الشك الذاتي وانعدام الثقة.
- الإرهاق الجسدي.
- عدم القدرة على الاستمتاع بحياتك، وعدم القدرة على النوم.
- الارتباك والنسيان.
هل الإفراط في التفكير هو اضطراب عقلي؟
لا. الإفراط في التفكير ليس اضطراب عقلي معترف به، ولكن يمكن أن يكون أحد أعراض الاكتئاب أو القلق أو الوسواس القهري أو اضطراب ما بعد الصدمة.
لقد وجدت إحدى الدراسات علاقة ثنائية الاتجاه بين الإفراط في التفكير وبين قضايا الاضطراب العقلي. إذ من الممكن أن تساهم المستويات العالية من التوتر والقلق والاكتئاب في الإفراط في التفكير، وفي الوقت نفسه قد يرتبط الإفراط في التفكير مع زيادة التوتر والقلق والاكتئاب.
أما فيما يتعلق باضطراب ما بعد الصدمة، سيعاني الشخص من التفكير الزائد لأنه سيكون في حالة التأهب القصوى للخطر في جميع الأوقات.
اقرأ أيضاً: جدد شغفك | 10 أسباب وراء فقدان الشغف وطرق استعادته
رحلتي في التخلص من التفكير المفرط
لقد بذلتُ جهد كبير للتخلص من التفكير الزائد وقمت بمحاولات عديدة إلى أن توصلت إلى 8 خطوات ذهبية للتخلص من التفكير الزائد:
- غيِّر القصة التي ترويها لنفسك: بدلاً من قول:”لا يمكنني الاستيقاظ مبكراً”، قل:”سأستيقظ مبكراً فأنا شخص جيد”. ما تقوله لنفسك مراراً وتكراراً هو ما تؤمن به وتصبح عليه؛ وذلك لأن كل ما نقوم به ينبع من هويتنا ومعتقداتنا.
- ترك الماضي: لقد كنت من الأشخاص الذين يفكرون في الماضي بطريقة سلبية وكنت ألوم نفسي كثيراً لماذا فعلت كذا.. إلى أن اقتنعت أنني لا يمكنني تغيير الماضي، ولكن يمكنني تغيير الدروس المستفادة من أحداث الماضي.
- التوقف عن التفكير في هذه اللحظة: والتدرب على الانتباه إلى حيث أنت هنا الآن.
- التركيز على ما يمكنك التحكم فيه: أولاً، اعترف بما يدور في ذهنك. ثانياً، اسأل نفسك ما الذي يمكنني التحكم فيه؟ عندها سوف تحول انتباهك من ما لا يمكنك التحكم فيه، إلى ما تستطيع القيام به والتحكم فيه.
- حدد مخاوفك: غالباً تكون المخاوف غير المنطقية التي تنشأ في عقولنا هي المؤدية للتفكير الزائد. فأفضل الاستراتيجيات للتغلب على الخوف هي اتخاذ خطوة صغيرة باتجاه خوفك لتكسب المعركة مع تفكيرك الزائد.
- فكِّر بالحل وليس بالمشكلة: للتوقف عن الإفراط في التفكير، يجب أن تعالج المشاكل المطروحة.
- تعلم اتخاذ القرارات والالتزام بها: وتعلم أن تكون شخصاً حاسماً وعملياً.
- تحكم في قلقك: تحرك، اقضِ بعض الوقت في الطبيعة، حيث كشفت دراسة عام 2008 أنه يصبح الدماغ أكثر هدوءً ووضوحاً عندما يقضي الشخصبعض الوقت في مكان هادئ قريب من الطبيعة. ويمكنك اختيار واحد مما يلي لتصفية ذهنك:
– نزهة في الطبيعة أو حديقة.
– ممارسة الرياضة.
– ترك التلفون وكل ما يتعلق بالسوشيال ميديا لبضع ساعات، فغالبأ ما يكون الصمت والعزلة هما المفتاحان الأساسيان للتخلص من قلقك وأفكارك.
والآن، حان وقت الهبوط. أتمنى أن تكون قد استمتعت في رحلتي في التخلص من التفكير المفرط، وتطبق الخطوات التي ذكرتها سابقاً وتستفيد منها.
كتبته/ نور الهدى باسل حرب