التكاسل عن العمل | القواعد الذهبية لإنجازات لانهائية!
التكاسل عن العمل من أكبر العوائق التي تحول دون نجاحك والمؤسف أن هذا العائق من صنع يديك!
لماذا لا نلتزم بجدول العمل، لماذا نماطل، لماذا نسوف، لماذا ننقطع بعد البدء بمدة ولا نستمر، لماذا نتهاون فنترك العمل لأهون سبب وأتفه سبب؟
إن كنت تريد إجابة لهذه الأسئلة؛ نضع بين يديك اليوم قواعد ذهبية لإنجازات لانهائية بإذن الله لعلها تنجيك من آفة التكاسل في العمل وتخلصك منها، فهل ستتكاسل أيضًا عن القراءة أم تغلب هواك وتقاوم لتنتفع؟
أولًا لماذا الكسل مضيعة للعمر؟
الكسل في اللغة هو ترك المهمة مع المقدرة على فعلها أو التثاقل عن شيء لا يجب التثاقل عنه. فالكسل هو ذاك الغاز السام الذي يتسلل إلى حياتك فيقضي عليك وأنت لا تشعر. لا إنجاز، لا تطور، لا عمل، لا تقدم، لا شيء فقط حياة دون معنى أو غاية.
لا يوجد – من وجهة نظري- ما يستهلك الإنسان في اللاشيء أسوء من الكسل!
فتصبح طريح الفراش متتبعًا لإنجازات غيرك هنا وهناك وأنت لا هدف لك ولا مسعى.
وهكذا تمضي أيامك ولعلك تدرك أن كلما ذهب يوم من أيامك ذهب جزء من عمرك وهكذا حتى تفنى ويفنى العمر وقد ضيعت ما لم تعرف قدره “الوقت”.
ألم يأن الآن أن تستفيق لما بقى من العمر وتخرج من هذه الدوامة المملة وتسعى لطريق نجاحك؟
القواعد الذهبية لإنجازات لانهائية.
يعلمنا رسول الله في الحديث العظيم وهو أدرى الناس بما ينفعنا ويصلح من شأننا قائلًا:
المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كلٍ خير، احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز…!
و هذا الحديث من جوامع الكلم التي تشمل عظيم المعاني وكثير العلم.
ومنها نستخرج بعض القواعد والفوائد الذهبية التي تنجيك من مرض التكاسل في العمل والعبادة وكل ما يحول بينك وبين فلاحك وصلاحك.
القاعدة الذهبية الأولى: كن قويًا.
المؤمن القوي خير وأحب لماذا؟ وذلك لأن القوي لا يتقاعس، لا يتكاسل، يبادر دائمًا بالأعمال النافعة، يبذل الجهد ويسعى لرفع شأنه وشأن الإسلام والمسلمين، يقدم الخير ويساعد الغير، يقدر على الفعل ولا يتهاون فيه.
من أين تأتي القوة؟
- تأتي من الإيمان العميق والصبر والمصابرة ومقاومة الأهواء.
- من البعد عن توافه الأمور وما لا ينفع نفسك فضلًا عن غيرك.
- مجاهدة النفس والسعي في إصلاحها.
- تأتي القوة عندما يكون لديك القدرة على التأثير الإيجابي على من حولك ونفعهم.
القوي هو من يخالف هواه، فلا ظفر ابدًا إذا اتبعت هواك ورغبتها في الكسل وفعل اللاشيء.
القاعدة الذهبية الثانية: أحرص على ما ينفعك!
الحرص هو بذل كل سبب لتحقيق المطلوب، فعندما تدرك أن المباريات لا تنفع، والسوشيال ميديا لا تنفع، والخمول لا ينفع،
والتكاسل في العمل لا ينفع هل من العقل أن تواظب على تلك الأشياء بل تجعلها تستحوذ على حياتك بأسرها!
احرص على ما ينفعك؛ فكل ما لا ينفعك اخرجه من دائرة تفكيرك فضلًا عن عمله.
كم منا أراد حفظ القرآن ولم يكمل والسبب أنك لم تكن حريصًا عليه، فالحريص إذا اراد الحفظ بذل كل سبب للتعلم كـ:
- استماع الآيات قبل حفظها عدة مرات.
- ترتيل الآيات وضبطها.
- التسميع على شيخ أو حافظ.
- الصلاة بالآيات لتثبيتها.
- المواظبة والاستمرارية في مراجهة القديم وحفظ الجديد.
هل فعلت كل ذلك أم أنك فقط تدعي أنك تريد الحفظ ويصبح ذلك قولًا فقط دون فعل وتعهد ؟
كن حريصًا على ما ينفعك وأعطه الأولوية دينك، عملك، وقتك، أسرتك، مهاراتك، مواهبك وقدراتك كل تلك الأشياء تستحق الأولوية وتستحق منك اهتمامًا بدلًا من الإنشغال بانجازات غيرك واهمال نفسك واهدار عمرك!
اقرأ أيضًا: خطر اهدار الوقت |5 أشياء إياك أن تضيع وقتك بها!
القاعدة الذهبية الثالثة: استعن بالله.
عليك تدرك أنك عبد ضعيف لا حول له ولا قوة إلا بمن خلقه القوي العظيم.
فكما من المعروف أن يستند الضعيف على القوي فمتى اردت سدادًا وتوفيقًا فسبيلك الوحيد الإستعانة بالقوي العظيم وبذل الأسباب التي تعين على تحيق هدفك.
إياك نعبد وإياك نستعين..
تكررها ١٧ مرة في يومك ليس من فراغ وانما لأن ثانية واحدة من حياتك دون إعانة من الله ستهلك تمام الهلاك، فلولا تيسير الله لأمورك ما تيسرت ابدًا.
تريد صلاحًا استعن بالله، تريد تيسيرًا وتوفيقًا استعن بالله، تريد بركة في الوقت والجهد استعن بالله، كل ما تريد لن تناله سوى بفضل من الله وإعانته.
فتوكل على الله وانوي نية جديدة واستعن به وابذل ما في وسعك والله بكرمه لا يخيب عبدًا استعان به ابدًا
القاعدة الذهبية الرابعة: لا تعجز!
الاستسلام والتقاعس والتكاسل لا يجب أن تجتمع في شخص مسلم يريد النجاح في دينه ودنياه.
بل يجب أن تأخذ بالأسباب وتبذل ما في وسعك وتحسن استغلال ما رزقك الله من نعم ومواهب ومهارات لا لتهملها و تضيعها.
لا تعجز نعم؛ قاوم وحاول واستمر لا تيأس ولا تستصعب طريقًا فقط توكل على الله وابذل ما في وسعك والله بفضله يعينك وييسر لك أمرك.
اقرأ أيضًا: التسويف والمماطلة |تخلص من مرض التأجيل المزمن!
ملخص القواعد الذهبية من حديث رسول الله:
- المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف.
- أحرص على ما ينفعك.
- أستعن بالله.
- لا تعجز!