الرهاب الإجتماعي الأسباب و الأعراض و العلاج
من الطبيعي الشعور بالتوتر في بعض المواقف الاجتماعية لكن تكرار هذا الشعور مع أبسط الأمور يدل على الرهاب الإجتماعي، والذي سنتعرف عليه تفصيلًا الأن.
ما هو الرهاب الإجتماعي؟
يعد الرهاب الأجتماعي هو اضطراب مزمن يتميز بخوف مفرط وغير مبرر من الإحراج في المواقف الاجتماعية بغير داعي ، مما يؤدي إلى ضيق شديد وعدم القدرة على أداء الوظائف اليومية بشكل مريح و بسيط.
و يعرف هذا الأضطراب بأنه الخوف و الرهبه الشديدة من حكم الآخرين.
غالبا ما يتطور الرهاب الاجتماعي خلال مرحلة الطفولة والمراهقة حيث يكون له تأثير سلبي على الأداء المدرسي,وقد ترتبط الإصابة بالرهاب الإجتماعي بالجينات الوراثية والتجارب المؤلمة وأنماط السلوك المكتسبة.
يتجاوز هذا الخوف مراحل متقدّمة تمنع الشخص من القيام بالأعمال اليوميّة بشكل صحيح ومتكامل قد تصل إلى إمتناعه عن الخروج من المنزل للعمل أو للدراسة.
قد يصاحب التوتر تغيّرات على جسم الإنسان مثل ارتفاع في نبضات القلب والتعرّق ممّا يزيد من التوتّر والقلق.
كيف تعرف أنك مصاب بالرهاب الإجتماعي (أعراضه)؟
تشمل الأعراض الجسدية للرهاب الاجتماعي ارتفاع ضربات القلب أو الدوار
أو الأرتعاش أو التعرق أو آلام المعدة أو الرأس أو جفاف الفم والحلق أو الصداع, كما يساعد تناول القهوة وتعاطي المخدرات وقلة النوم في جعل الأعراض أسوأ بكثير.
ينطوي القلق الناتج عن الرهاب الاجتماعي على الشعور بالخوف من التعرض للإهانة والخجل, وتعرف هذه المخاوف بأنها غير واقعية،
وإلى حد ما، لاشعورية,ففي المواقف المؤلمة، يصبح الأشخاص الذين يعانون من الرهاب الاجتماعي أكثر تركيزا على طريقة تعاملهم مع الآخرين بالإضافة إلى الأعراض الأخرى.
وقد يعتقدون أيضا أن جميع الأشخاص الآخرين في نفس الموقف ينتقدون طريقة تعاملهم
على الرغم من أن هذا ليس صحيحا, كما يحاول الأشخاص الذين يعانون من الرهاب الاجتماعي الوصول إلى الكمال حيث يحملون أنفسهم الكثير ويقسون عليها كذلك.
قد تشمل مؤشرات اضطراب الرهاب الاجتماعي وأعراضه ظهور ما يلي بشكل مستمر:
- تجنُّب المواقف التي قد تكون فيها محور الاهتمام
- القلق المسبق من نشاط أو حدث تخاف منه
- الخوف أو القلق الشديد أثناء المواقف الاجتماعية
- تحديد أدائك والتعرف على العيوب التي شابت تعاملاتك بعد موقف اجتماعي ما
- توقع أسوأ العواقب الممكنة بسبب تجربة سلبية تعرضت لها أثناء موقف اجتماعي ما
و يعبر الأطفال عن قلقهم عن طريق البكاء أو نوبات الغضب أو رفض الحديث في المواقف الأجتماعية.
من الأعراض الجسدية التي يمكن أن تصاحبهم:
- احمرار الوجنتين
- تسارُع ضربات القلب
- الارتجاف
- التعرُّق
- اضطراب المعدة أو الغثيان
- صعوبة ملاحقة الأنفاس
- الدوخة أو الدوار
- الشعور بأن عقلك قد فرغ تمامًا
اقرأ أيضًا عن التوحد عند الأطفال
أسباب الرهاب الإجتماعي؟
شخصية الإنسان تتكون من التراكمات منذ أن فتح عينيه على الحياة و ليست وليدة اللحظة. سنوضح كل العوامل التي تدفع الشخص الطبيعي للدخول في الرهاب الإجتماعي.
عوامل وراثية:
الجينات الوراثية تلعب دورا فى الإصابة باضطراب القلق الاجتماعى.
اكتشف الباحثون فى معهد علم الوراثة البشرية فى جامعة بون فى ألمانيا أن جينات معينة من السيروتونين تسمى “إس إل سى 6إيه 4”
ترتبط ارتباطا وثيقا باحتمالات إصابة شخص ما باضطراب القلق الاجتماعى.
عوامل نفسية:
تأثير الوالدين و المجتمع المحيط علي الشخص المصاب مثل التوتر و العصبية المتكررة و الأسلوب المتشدد في الأنتقاد
و الأصابة بالاكتئاب و الصدمات النفسية لعدة أسباب أبرزها الأعتداء الجنسي وخاصة في مرحلة الطفولة.
عوامل بيئية:
البيئة المحيطة بالشخص دائمًا ما تؤثر عليه بالسلب أو الإيجاب فهي قد تؤدي إلى الإصابة بالقلق الاجتماعي، والذي يصل إلى الرهاب الاجتماعي في حالة تواجد الشخص في بيئة عنيفة تفتقر إلى عنصر الآمان.
الناقلات العصبية:
من المحتمل أيضاً أن يكون سبب الرهاب الاجتماعي الإصابة بالخلل في بعض المواد الكيميائية في الدماغ، والمعروفة بإسم “الناقلات العصبية”
حيث تعمل الدماغ على استخدام تلك الناقلات العصبية لإرسال الإشارات عبر الخلايا، هذا وقد أثبتت الدراسات أن هؤلاء من يعانون من الرهاب الاجتماعي لديهم خلل في تلك الناقلات العصبية.
لا يفوتك أيضًا لمعرفة المزيد عن اضطراب القلق الإجتماعي
علاج الرهاب الإجتماعي
يتسبب الرهاب الاجتماعي في حدوث أعراض كثيرة مزعجة، ويؤدي لحدوث مشكلات صحية تتزامن من الأعراض النفسية، مثل الشعور بالدوار وخفقان القلب واضطرابات ضغط الدم.
لذا فإن الطبيب يقوم بوصف مجموعة من الأدوية التي تساعد في علاج مشكلة الرهاب والسيطرة على أعراضها.
من هذه الأدوية مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية التي تساعد على علاج أعراض القلق والتوتر التي تنتج عن الرهاب
ومنها دواء زولفت ودواء باكسيل، وكذلك مثبطات استرداد السيروتونين والنورإيبينفرين ومنها دواء إيفيكسور إكس آر .كما يمكن العلاج باستخدام الأدوية المضادة للقلق والاكتئاب مثل البنزوديازيبينات،.
وكذلك يتم العلاج بتناول أدوية حاصرات مستقبلات بيتا التي تعمل على تقليل إفراز الأدرينالين والسيطرة على معدل ضربات القلبوتقليل ارتفاع ضغط الدم وعلاج رعشة الأطراف والصوت وغيرها من الأعراض التي تصاحب الشعور بالرهبة من المواجهة مع المجتمع
مع العلم أن اختيار افضل حبوب لعلاج الرهاب الاجتماعي أمر يتوقف على الحالة الصحية للمريض التي يحددها الطبيب.
كتبته مروة بهاء