الراحة النفسية |١٠ أخطاء تفسد راحتك النفسية!

الراحة النفسية والطريق إليها، إلى أولئك الذين يبحثون عن الراحة النفسية ويتسائلون كيف السبيل إليها هذا المقال لكم!

الراحة النفسية هي هذا المفقود الذي يبحث عنه الكثيرون رغبة في التخلص من هذا الضجر والصخب الذي أصبح يسود العالم، ولكن هل تعلم أن مفتاح هذه الراحة بين يديك؟ يمكنك إصلاح نفسيتك أو افسادها فالأمر يتوقف على اختيارك وأفعالك!

فالعلاج ليس فقط إصلاح ما هو خطأ، ولكن أيضًا بناء ما هو صحيح!

فينبغي أولًا التخلص نهائيًا من أساس الضرر ثم إصلاح أثار هذا الضرر، ومن هنا نستعرض معًا ١٠ أخطاء مفسدات لراحتك النفسية بل لدنياك وأخرتك فاعرفها جيدًا وإياك والاقتراب منها!

١. نسيان الحمد.

الطريق الأسهل للإكتئاب والأفكار السلبية هي نسيان تلك النعم التي مغموس أنت فيها غمسًا!
عندما يكون نظرك قاصرًا فقط على تلك الفرص الضائعة منك وما أنت فاقده وتنسى هذا الكم الرهيب من النعم والفرص و المزايا التي أنعم الله عليك بها ينتهي بك المطاف إلى بلوعة من التعاسة ووساوس الشيطان.

استشعار النعم الكثيرة التي تغمرك؛ أول خطواتك نحو الراحة النفسية و الطمأنينة.

فالحمد يعني أنك تشكر الله على نعمه الماضية والحاضرة ولا تقلق مما هو آت.

فالله عودك الجميل فقس على ما قد مضى.

٢. صداقة أهل النكد.

كيف لك أن تتنفس في مكان لا يوجد به سوى الدخان؟ بل كيف لك أن تصدق أن هناك سماء زرقاء بها شمس مشرقة وسط هذه العتمة الحالكة المحيطة بك؟
الأصدقاء السلبيين لن يزدوك سوى مأساه فوق مأساتك.

كيف تعرف أنك تصادق أشخاص سلبية؟

  • لا تنتهي جلستكم إلا وتشعر بأن العالم قاسي جدًا وأن لا خير أبدًا في أي شيء.
  • تسيطر التوافه دائمًا على إطار الحديث والسخرية من كل شيء.
  • الشكوى “الدائمة” والحديث المتكرر عن المشاكل والسلبيات فقط.
  • الشكوى لمجرد الشكوى ليس من باب طلب النصيحة أو إيجاد حلول.
  • التقليل والسخرية من أي فكرة أو خطوة جديدة نحو التغيير.

هؤلاء أشخاص تجنبهم تمامًا وادعوا لهم بالهداية، فلن تجد أبدًا أي راحة ولا فلاح وسط بيئة كتلك فلذ بالفرار؛ تنجو!

٣. متابعة حياة الأخرين.

ما يحدث أنه بشكل أو بأخر فأنت تقارن نفسك بغيرك حتى وإن لم تكن مدركًا ذلك.

فالحل الأمثل هو تجنب تلك المتابعة التفصيلية لحياة الأخريين ليس من باب منع الحقد والمقارنة ولكن من الأصل وهو “لا تمدن عينيك” لا تتدخل من الأساس “لا تقربا”.

فالأرزاق مقسمة ورزق غيرك لن يقلل ذرة من رزقك، فلا تهلك نفسك في هذه المتابعة المفرغة.

فإن كنت “تعتقد” أنك لا تهتم بالمقارنات وعلى الأغلب هذا غير صحيح، فالمتابعة المستمرة للأخريين ليست مثمرة بل أنها مضيعة للوقت والعمر ولن تزيدك سوى ضيق وشقاء.

ركز على نفسك، حياتك، عائلتك، واجباتك وإلتزاماتك عندها لن تجد وقتًا لمتابعة أحد ولا إنشغال بالأخرين من الأساس.

الفراغ والإنشغال بالأخرين يتناسبان طرديًا ، تريد التخلص من المتابعة؛ اقتل فراغك!

٤. كثرة العتاب.

كثرة العتاب وترك التغافل أحد الأسباب التى تجعلك دائمًا في حالة من التوتر، تتأثر بكل موقف بل بكل كلمة عابرة.

ليس كل موقف يحتاج إلى وقفة والمعاتبة واللوم، هناك مواقف ترك الحديث عنها أفضل بل يستحسن.

تخير المواقف التي تحتاج إلى عتاب حقًا، بل تخير الأشخاص الذين سيقدرون هذا العتاب فيكون له ثمرة مجدية.

الشكوى واللوم والعتاب الفائق عن الحد يؤذون نفسيتك بشكل كبير، فكثرة العتاب تجعلك تتقمص دور الضحية حتى يصير جزءًا من حياتك.

تعلم فن التغافل ولا تأخذ جميع الأمور على محمل الجدية؛ تسلم نفسيًا وعصبيًا.

لا تأمل كثيرًا بما عند الناس واستغنى بالله؛ يغنيك بفضله عن من سواه.

٥. الإيجابية الفارغة.

تبني الشعارات الفارغة والخطابات التحفيزية وكأنه من الممنوع أن تشعر ببعض الإخفاق أو الفشل.

تقبل ذاتك ومحاولاتك والإستعانة بالله والإيمان بأن كل أمر الله خير؛ يجعل من حياتك أكثر يسر وراحة.

غير نفسك لأنك تريد أن تكون أفضل لا لأجل مقطع تحفيزي سينتهي أثره بمجرد إغلاقه، وكن صبورًا فالأمور تأتي بالتدرج.

وفرق جيدًا بأن تصطنع الإيجابية حيث يشار إليك دائمًا بالبنان أنك مصدر للطاقة والإيجابية وما خفى كان أعظم، وأن تكون راضيًا تتواكب دائمًا مع الظروف والتقلبات ويكون ذلك نابعًا من يقينك بأن كل أمر الله خيرًا.

٦. التعلق بأشخاص غير مناسبة.

هناك بعض الأشخاص تستهلك مشاعرها و تقدم أعلى التضحيات لأجل أناس غير مناسبين.

لا أجد معنى التضحيات مناسبًا، لماذا يقدم البعض من الأساس تنازلات وتضحيات؟

هناك علاقات بالفعل يلزمها ذلك وهي العلاقات التي لا بد من استمرارها كعلاقة الأبن بأبيه وأمه، وهناك علاقات يكون تجنبها هو الأفضل دائمًا كصديق لا تجد معه سوى الأذى والإساءة.

قد تظهر لك عشرات المواقف أن عليك الابتعاد وعدم الإكمال ولكنك تصمم على الإستمرار في هذه العلاقات المؤذية.

هناك إشارات دائمًا تبين لك سجية الأشخاص لا تهملها عمدًا واسأل الله أن يضع في طريق أناس طيبون لا يشقى جليسهم أبدًا.

٧. الإدمان.

أي شيء يخرج عن سيطرتك يصبح الأكثر تهديدًا لسلامتك والراحة النفسية.

تعهد الشيء المؤذي – وخصوصًا إن كان محرمًا- سينتهى بك الأمر معه في قاع الجحيم في الدنيا والأخرة!

ما أجمل أن تمرغ بشهواتك في التراب ثم تجرها خلفك من وحل الطين إلى الجنة والنعيم!

حينها تشعر براحة نفسية لا مثيل لها، فتحطيم قيود هذا الإدمان لذة خاصة تستحق أن تعاني قليلًا حتى تتحرر منه.

٨. التخطيط الزائد.

كثرة التخطيط وانتظار الضمانات مرهقة للنفس ومضيعة للوقت.
فكثرة التخطيط وحساب أدق التفاصيل لن يضمن لك نجاح مشروعك إن لم تجربه على أرض الواقع وتختبر ذلك بنفسك.
أحيانًا يكون كثرة التخطيط أحد فروع التسويف حتى لا تبدأ في شيء مبهم لا تعلم ماذا يخبئ لك والإنسان بطبعه لا يحب المخاطرة، فيشغلك التفكير ويرهق نفسك وأنت من قيد نفسك بتلك القيود.

استخير الله وبادر فيما نويت واستعن بالله ولا تعجز، تسلم نفسك.

٩. الإستغراق في المثالية.

وهم الكمال، نعم هي وهم بل وهم كبير مهما سعيت له لن تبلغه.
فبدلًا من السعي للعمل دون أخطاء أجعل عملك مصحوبًا بالإتقان.

والإتقان هو فعل ما تفعل مع تقوى الله فيما تفعل، واعلم أن جودة العمل تأتي بالإستمرارية و المحاولة لا بالتوقف حتى تحسب كل صغيرة وكبيرة.

لا يهم أن يظهر دائمًــــــا عملك بأفضل صورة وأفضل جودة مادام يقضي الغرض وينفع وينُتفع به أظهره للنور وواصل عملك ولا تلتفت.

حواجز المثالية كثيرة وكم من أناس منعتهم تلك المثالية من فرص عظيمة.


تريد الراحة النفسية ؟

تخلص من المثـالية!

١٠.إهمال الزاد الحقيقي.

الصلاة والقرآن هما نور قلبك بل حياتك كلها، هم المنافذ والنوافذ التى تدخل منها نسمات الراحة والسلام والطمأنينة إلى حياتك، دونهما مهما حصلت وترقيت وبلغت سيكون كل شيء باهت لونه، ماسخ طعمه لا يُطاق!

الراحة النفسية تكمن في الوقوف بين يدي الله في صلاتك وتلاوة كلام الله من مصحفك، القرب من الله هو نجاتك.

الراحة النفسية لن تحصل عليها بأدوية الدنيا إن لم يشأ الله بهداية قلبك إلى نوره!

تريد الراحة النفسية حقًا؟

أطلبها من الذي يمتلكها ويمتلك خزائنها!

وَ إِنْ مِنْ شَيْ‏ءٍ إِلاَّ عِنْدَنا خَزائِنُهُ وَ ما نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ. [سورة الحجر]

ملخص لما ذكرنا:

  • فالله عودك الجميل فقس على ما قد مض، فلا تقلق على رزق الغد وإياك ونسيان الحمد!
  • الأصدقاء السلبيين لن يزدوك سوى مأساه فوق مأساتك؛ فابتعد عن صداقة أهل النكد.
  • الأرزاق مقسمة ورزق غيرك لن يقلل ذرة من رزقك، فلا تهلك نفسيتك في متابعة تفاصيل حياة غيرك.
  • كثرة العتاب وترك التغافل أحد الأسباب التى تجعلك دائمًا في حالة من التوتر والحل التغافل والإستغناء بالله.
  • كن راضيًا ولا تسخط، فالرضا مفتاح الخير بإذن الله.
  • الرفقة الصالحة جزء كبير من راحتك النفسية، اسأل الله أن يضع في طريق أناس طيبون لا يشقى جليسهم أبدًا.
  • أي شيء يخرج عن سيطرتك يصبح الأكثر تهديدًا لسلامتك والراحة النفسية، تخلص من إدمانك.
  • كثرة التخطيط وانتظار الضمانات مرهقة للنفس ومضيعة للوقت، بادر بالعمل ولا تسوف!
  • حواجز المثالية كثيرة وكم من أناس منعتهم تلك المثالية من فرص عظيمة.
  • النصيحة الأولى والأخيرة الصلاة والقرآن والقرب إلى الله لن تجد راحة أبدًا دونهم، وتيقن أنهم الأولى دائمًا بل كل الأولويات.

~تم الإستعانة في كتابة هذا المقال بمقطع لـ “كريم إسماعيل” بعنوان” ١٠ أخطاء تفسد الراحة النفسية”.