الذكاءات المتعددة || كل شخص ذكي بطريقته الخاصة.

في مجتمعاتنا العربية لدينا فكر مترسخ بأن الشخص الغير متمكن من الرياضيات والفيزياء وأي مادة علمية هو شخص غبي ولا يفقه من الحياة شيئا. لدينا نقص كبير في ثقافة تنوع الذكاءات، وأن كل شخص ذكي بطريقته. هناك أشخاص ذكاءهم علمي، أشخاص أدبيين، أشخاص أذكياء في التعامل مع الناس، وغيره من الذكاءات. وهذا مايسمى بالذكاءات المتعددة.

I- الذكاءات المتعددة:

١- ماهو تعريف الذكاءات المتعددة؟

يولد البشر بدرجات محددة ومختلفة من الذكاء، وحسب دراسات علماء النفس نحن نولد بجميع أنواع الذكاءات ولكن بدرجات متفاوتة من كل نوع. ومن بينهم نذكر الذكاء المنطقي، ذكاء رياضي، حركي، لغوي، موسيقي، عاطفي ووغيره من الذكاءات التي سنتعرف عليها لاحقا.

٢- نظرية الذكاءات المتعددة:

تعتبر نظرية الذكاءات المتعددة نموذجًا معرفيا لمفهوم العقل يبين كيف يستطيع الانسان استعمال ذكاءاته لحل مشكلاته بطريقة محددة ومختلفة.

تم اعتماد هذه النظرية في عام 1983 من قبل عالم النفس الأمريكي هوارد جاردنر خريج جامعة هارفارد.

يبين هذا النموذج أن الذكاء ليس مجرد مجموعة واحدة من القدرات ولكنه يعتبر إلى حد ما شبكة من الذكاءات المستقلة والمترابطة، اذ يقول غاردنر أنه من أجل تطوير الحياة يحتاج المرء إلى أكثر من نوع واحد من الذكاء.

إقرأ أيضا: كل ما يجب أن تعرفه عن نظرية الذكاءات المتعددة Multiple Intelligences.

II- أنواع الذكاءات المتعددة:

جميعنا أذكياء، اذ لا يوجد شخص ذكي وآخر غبي كما يعتقد الكثير من الناس. وإنّما هناك أشخاصٌ أذكياء في مجال معين وآخرون أذكياء في مجالات متعددة.

ومن الطبيعي والعادي أن يكون هناك أشخاص يمتلكون أصنافاً متعددة من الذكاء، بيد إنّه من النادر جدا أن يكون هناك شخصاً طبيعياً لا يمتلك ولو نوعاً واحداً من أنواع الذكاء على الأقل.

وأنواع الذكاء ثمانية كما قسمها وليم كرامز.

١- الذكاء التفاعلي/الإجتماعي:

هؤلاء أشخاص إجتماعيين بدرجة عالية، يجيدون التحدث والتفاعل مع غيرهم بكل بساطة ومرونة. يحبون العمل في فرق ومساعدة الآخرين، يكرهون العزلة ويحبون مقابلة أشخاص جدد علاوة على مشاركتهم أنشطتهم واهتماماتهم.

إقرأ أيضا: الذكاء العاطفي (Emotional Intelligence).

٢- الذكاء الشخصي/الفردي:

هذا النوع من الذكاء يميز أولئك الذين يعرفون أنفسهم أفضل من غيرهم. يحبون العمل بشكل مستقل ويكرهون المقاطعة والتدخلات أثناء عملهم.
يمتاز هؤلاء بالقدرة على تحديد الأهداف والتركيز على تحقيقها علاوة على فهم مشاعرهم ومعرفة نقاط القوة والضعف لديهم.

٣- الذكاء الحركي/الجسدي:

يمتاز أصحاب الذكاء الجسدي بالقدرة على استخدام الجسد كله في التعبير عن الأفكار والمشاعر. هؤلاء الأشخاص الذين يظهرون ذكاء حركي جيدون في الرقص والتمثيل وتقليد الإيماءات والتعبيرات وممارسة الرياضة والجري والحركة والقفز. اضافة الى أنهم يُفضّلون هذه الطريقة على التعلم بالقراءة أو السمع، إذ أنهم يملكون الذاكرة الحركية ويتذكرون أحداث ومعلومات قامت أجسامهم بها أكثر من أي شيء آخر.

٤- الذكاء المنطقي/الرياضي:

هؤلاء الأشخاص قدرتهم على حل المشكلات مدهشة للغاية ويستخدمون المنطق في معرفة أسباب الظواهر، ويكون تفكيرهم وحديثهم مرتكزاً على الأرقام والنسب المحددة.
الذين يتمتعون بهذا النوع من الذكاء يجيدون حل الألغاز وألعاب الدماغ، كل مايخص الكمبيوتر والتكنولوجيا.

٥- الذكاء اللغوي/اللفظي:

يتميز هؤلاء الأشخاص بالقدرة على تعلم اللغات بسرعة وذلك لقوة ذاكرتهم اللفظية التي تُساعدهم على تذكُّر الألفاظ ومعانيها بكل سهولة.
أصحاب هذا النوع من الذكاء ماهرون لغويا ويحبون كل ماهو مرتبط باللغات والكلام مثل القراءة والتحدث، رواية القصص والنكات وكتابة القصائد، تعلم اللغات ولعب ألعاب الكلمات.

إقرأ أيضا: كتاب قوة الذكاء الكلامي || ملخص الكتاب.

٦- الذكاء المكاني/الفراغي:

يُظهر هذا النوع من الذكاء أنماطًا تثبت قدرة الشخص على التفكير في ثلاثة أبعاد. الأشخاص الذين يمتازون بالذكاء المكاني جيدون في حل المشكلات المكانية مثل الرسم والتلوين أو قراءة الخرائط.
علاوة على قدرتهم العالية في حل المتاهات وممارسة ألعاب البناء. اذ لديهم قدرة عقلية كبيرة على الخيال والتصور في الأمور التي تتعلق بالصور، ويُدقّقون في أهم التفاصيل.

٧- الذكاء الموسيقي/الفني:

أصحاب هذا النوع من الذكاء فنانون يتمتعون بالحس الموسيقي بالفطرة.
هم أشخاص ذوي قدرة فطرية على تعلم الأصوات المختلفة، والتي تترجم إلى قدرة كبيرة على الغناء، الاستماع إلى الموسيقى، العزف على الآلات وتأليف الأغاني.
هوايتهم الاستمتاع بالحفلات الموسيقية واتباع الإيقاعات المختلفة. بالإضافة إلى أن الأشخاص ذو هذا النوع من الذكاء يلاحظون الملاحظات غير الرسمية التي لا يلاحظها الآخرون ويمكنهم بسهولة حفظ الأغاني والنغمات.

٨- الذكاء الطبيعي:

هؤلاء عشاق الطبيعة وكل مايتعلق بالطبيعة من حيوانات ونباتات.
يسعون لفهم حقيقة الروابط بين الظواهر الطبيعية وفهم حقيقة ترابط الطبيعة نفسها مع بعضها.
يتعلق هذا النوع من الذكاء بجاذبية البيئة والنباتات والحيوانات اذ يميل هؤلاء الأشخاص إلى القيام بأنشطة مثل التخييم والمشي لمسافات طويلة ورعاية الحيوانات والتعلم عن الطبيعة وإعادة التدوير والاهتمام بالبيئة.

III- فوائد استثمار الذكاءات المتعددة:

في أي فريق عمل ناجح هناك سر. وأهم أسرار النجاح هو القائد الفعال الذي يتقن التعامل وخلق التناسق بين مهارات وقدرات أعضاء فريق عمله.

وكلما تعرف القائد على مختلف ذكاءات أعضاء فريقه وترجمها لتصرفات وأفعال كلما زاد في:

التحفيز: ازدياد الحافز والرغبة في العمل والنمو والتطور للأفضل.
النمو: يتضاعف النمو كلما تم استخدام الأنشطة التعليمية والتطويرية التي تناسب ذكاء الفرد.
الإنتاجية: من يعمل بحسب أنواع ذكاءه ازدادت انتاجيته بطريقة ملموسة أكثر.
الإبتكار: عند الاستخدام السليم للذكاءات المناسبة يصبح الفرد أكثر رغبة وشغف وقدرة على الابتكار وحل المشكلات.
التكامل: تزداد نتيجة اكتشاف القدرات الكامنة مع التفويض الأمثل للمهام والتكامل والترابط بين أفراد الفريق.
النجاح: كلما تزداد نجاحات الفرد والمؤسسة كلما يزداد عامل الشغف والتحفيز وهكذا نعود لأول نقطة من الحلقة.

IV- حدد ذكاءاتك لتعرف نقاط قوتك:

إذا واجهت صعوبة في تقييم نفسك اسأل الأشخاص الأقرب إليك عن ملاحظاتهم وماذا يرون فيك من مهارات وقدرات من الممكن لم تراها أنت في نفسك.
أو فكر في الأشياء التي انجذبت إليها خلال طفولتك وشبابك إذ أنه عادة عندما نكون أطفالًا نميل لأشياء وأنشطة مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بقدراتنا الفطرية.

ضع في اعتبارك أن هذا مجرد تمرين سريع وبسيط لتزويدك بإحساس أوضح بنقاط قوتك.
‘هل تتماشى مهاراتك واهتماماتك العليا مع حياتك المهنية؟ إذا لم يكن كذلك، فكيف يمكنك استخدامها للوصول إلى حيث تريد أن تكون؟

عندما نكتسب فهمًا أعمق لمواهبنا الطبيعية، يكون لدينا فرصة أفضل لمعرفة كيفية تحقيق الأهداف في كل من حياتنا الشخصية والمهنية.

إقرأ أيضا: نظرية الذكاءات المتعددة.

 

لسنا جميعًا ماهرين بشكل طبيعي في نفس الأشياء.البعض رياضي أكثر ولديهم تنسيق أفضل. يلتقط البعض اللغة والكلمات بشكل أسرع في سن مبكرة ، بينما يجيد البعض الآخر الأرقام والأنماط المرئية.

لكن معظم الناس لا يفهمون تمامًا مدى قدراتهم، ونتيجة لذلك قد ينتهي بهم الأمر في وظائف خاطئة. أو قد يستمتعون بوظائفهم، لكنهم يكافحون لتحديد تقنيات التعلم الفعالة التي ستساعدهم على التفوق بشكل أكبر.

لذلك عليك تحديد أنواع ذكاءاتك ونقاط قوتك لتصل إلى أهدافك بطريقة أسرع وأسهل.

الكاتبة: ريم بنمبروك.