Growth Mindset || هل أنت شخص ذو عقلية قابلة للنمو؟
يظن العلماء قبلا أن الدماغ البشري يتوقف عن التطور في مرحلة الطفولة، ولكن مع تطور العلم عرفنا الآن أن الدماغ يتطور ويتغير باستمرار.
تستجيب أجزاء كثيرة من الدماغ للتجارب والتعلم ويمكن تحديثها وتجديدها من خلال الاستمرارية والسعي للتطور والنمو، وهو ما يسمى بعقلية النمو أو Growth Mindset.
في الصحة العقلية، يركز علماء النفس على العقليات القابلة للنمو ويشجعون الناس على تبني نظرة إيجابية للتعلم. لذلك، دعونا نلقي نظرة على عقلية النمو مقابل العقليات الثابتة، ونستكشف العلم ونرى كيف يمكن للناس تغيير عقلياتهم بمرور الوقت؟
I- ماذا نعني بال Growth Mindset؟
ينظر أصحاب عقلية النمو إلى الذكاء والموهبة كصفات يمكن تطويرها بمرور الوقت.
هذا لا يعني أن هؤلاء الأشخاص يفترضون أنهم قد يكونون أينشتاين زمانهم، طبعا لا. ولكن عقلية النمو تعني ببساطة أن الناس يرون أنه يمكن تحسين ذكاءهم ومواهبهم من خلال الجهود والسعي والتعلم المستمر.
إقرأ أيضا: الفرق بين العقلية الثابتة وعقلية النمو.
II- صاحبة نظرية Growth Mindset:
كانت عالمة النفس الدكتورة كارول دويك من جامعة ستانفورد أول من تحدث عن عقلية النمو أو عقلية النجاح. في بحثها المتواصل، حاولت دويك اكتشاف سبب فشل بعض الأشخاص ونجاح آخرين.
«في العقلية الصلبة يعتقد الطلاب أن قدراتهم الأساسية وذكائهم ومواهبهم هي مجرد سمات شخصية صلبة. لديهم كمية معينة وكفى، ومن ثم يصبح هدفهم أن يبدون أذكياء في كل وقت وأن لا يظهروا الغباء. أما في عقلية النمو يفهم الطلاب أن مواهبهم وقدراتهم يمكن تطويرها من خلال الجهد والدراسة الجيدة والمثابرة. وهم لا يعتقدون أن الجميع متشابهون أو أن أي شخص بإمكانه أن يصبح آينشتاين، لكنهم يعتقدون أن الجميع يمكن أن يصبحوا أكثر ذكاءً إذا اجتهدوا.»
-د.كارول دويك-
III- بعض الدراسات عن عقلية النمو:
دراسة ١ – تحدي الطلاب:
في إحدى الدراسات، تم تحدي طلاب المدارس الثانوية بألغاز تراوحت من السهل إلى الصعب.
بعض الطلاب حاولوا تجنب التحديات وكانوا يتخلون بسهولة، كما تجاهلوا النقد المفيد وكانوا يميلون إلى عدم بذل جهود في المهام التي يرون أنها عقيمة فشعر هؤلاء الطلاب بالتهديد من نجاح الطلاب الآخرين.
في المقابل، أظهر باقي الطلاب رغبة في المحاولة وشعروا بأن الذكاء يمكن تطويره وكانوا متحفزين للتحديات وإظهار المثابرة. تقبل هؤلاء الطلاب النقد وتعلموا من النصيحة. هؤلاء هم أصحاب العقلية الناجحة والقابلة للنمو.
دراسة ٢ – مدح الطلاب:
تعتقد دويك -خلافًا للرأي السائد- أنه من الأفضل عدم الثناء على الموهبة أو القدرات الطبيعية. ولكن يجب مدح القدرات العملية والمكتسبة.
على وجه الخصوص، يجب مكافأة الجهد والاستراتيجيات والمثابرة والمرونة والاستمرارية في العمل.
تلعب هذه الأفعال دورًا رئيسيًا في تقديم ملاحظات بناءة وخلق علاقة إيجابية بين الطالب والمعلم.
لاحظت د.كارول لاحقا، أنه في حين أن الجهد جزء مهم من عقلية النمو، فلا ينبغي أن يكون محور الثناء الرئيسي. يجب أن يكون الجهد وسيلة للتعلم والتحسين. عند تعزيز عقلية النمو ، استمر في إخبار نفسك بـ “مجهود كبير” بعد الانتهاء من مهمة. ولكن ابحث أيضًا عن طرق للتحسين في المرة القادمة حتى تشعر بالرضا على المدى القصير والطويل.
إقرأ أيضا: ملخص كتاب العقلية لكارول دويك.
IV- صفات أصحاب الGrowth Mindset:
•لديهم عقلية التعلم مدى الحياة.
•يعتقدون أنه يمكن تحسين الذكاء.
•يبذلون المزيد من الجهد للتعلم.
•يعتقدون أن الجهد والسعي يؤديان إلى الإتقان.
•يرون أن الإخفاقات والعقبات هي مجرد انتكاسات مؤقتة.
•يعتبرون الملاحظات والانتقادات كمصدر للمعلومات عن أنفسهم ويستغلونها لتحسين ذواتهم.
•يتحمسون للتحديات.
•ينظرون إلى نجاح الآخرين كمصدر للإلهام.
•يرون الانتقادات كفرصة للتعلم من أخطاءهم.
V- الفرق بين العقلية القابلة للنمو والعقلية الثابتة:
•يرى أصحاب العقلية التطورية أن الذكاء قابل للتحسين والنمو.
•بينما يرى ثابتوا العقلية أن الذكاء والموهبة صفات ثابتة.
•تركز عقلية النمو على العمل الجاد والحماس المرتبطين بالنجاح.
•العقلية الثابتة تركز على السمات الثابتة وترى مجرد المواهب القابلة للتوريث كمؤشرات على الإنجازات.
•أصحاب عقلية النجاح ينظرون إلى التحديات على أنها فرص.
•بينما ينظر إليها على أنها تهديدات من قبل أصحاب العقليات الثابتة.
•المهام ونقاط الضعف الجديدة يتم تبنيها بشكل أفضل من قبل أولئك الذين لديهم وجهات نظر أكثر تفاؤلاً وسعيا للنمو.
•على عكس العقلية الثابتة، التي تعتقد أن التفاؤل مجرد مصطلح يستخدم للهروب من الواقع.
•أصحاب عقلية النمو تتحمس للتحديات.
•عقلية الثبات تتجنب التحديات وتهابها خوفا من الفشل.
•من يعتمدون عقلية النجاح ينظروت إلى نجاح الآخرين كمصدر إلهام.
•العقلية الثابتة تشعر بالتهديد من نجاح الآخرين.
•ترى العقلية النامية أن الانتقادات مصدر للتعلم والتحسين.
•على عكس عقلية الثبات تخفي عيوبها حتى لا تُنتقد وتعتبر الملاحظات كنقد شخصي.
VI- هل يمكن تغيير عقلية الإنسان؟
مثلما يمكن للشخص أن ينمو ويطور عقله، فإن الشخص قادر أيضًا على تغيير وظائف الدماغ وأنماط تفكيره.
يوضح لنا علم الأعصاب أن الدماغ يستمر في التطور والتغير، حتى مع بلوغ سن الرشد. يشبه الدماغ البلاستيك من حيث أنه يمكن إعادة تشكيله بمرور الوقت، حيث تتشكل مسارات عصبية جديدة. وقد أدى هذا بالعلماء إلى تحديد ميل الدماغ للتغيير من خلال النمو وإعادة التنظيم لتميزه “بالمرونة العصبية”.
أظهرت الدراسات أن الدماغ يمكن أن ينمي روابط جديدة، ويقوي الروابط الموجودة، ويحسن سرعة انتقال النبض. هذه تشير إلى أن الشخص الذي لديه عقلية ثابتة يمكنه تطوير عقلية النمو ببطء.
وفقًا للدكتورة كارول دويك، يمكنك تغيير طريقة تفكيرك من عقلية ثابتة إلى عقلية ناجحة وقابلة للنمو والتطو. علاوة على دراسات علم الأعصاب التي تدعم وتوضح مرونة السمات الذاتية مثل الذكاء.
VII- كيفية تطوير عقلية الإنسان من ثابتة إلى قابلة للنمو:
١- صدق أنه علميا يمكنك التحسن وتطوير مهاراتك:
واحدة من أكثر الطرق المباشرة لتعزيز عقلية النمو هي فهم أن أدمغتنا مبنية على النمو والتعلم. من خلال تحدي نفسك بتجارب جديدة، يمكنك تكوين أو تقوية الروابط العصبية.
٢- إزالة الصوت الداخلي أن “العقلية الثابتة”:
كثير من الناس لديهم صوت داخلي سلبي يعمل ضد عقلية النمو.
حاول قلب الأفكار مثل “لا أستطيع فعل هذا” إلى “يمكنني القيام بذلك إذا واصلت التدرب” لتنمية عقلية النمو.
٣- المكافأة والمدح:
غالبا ما يكافئ المجتمع أولئك الذين يحققون نتائج ممتازة إلا أن هذا يمكن أن يعمل ضد عقلية النمو.
بدلاً من ذلك، كافئ العمل والجهد المبذول وليس الشخص.
علاوة على إحدى الدراسات التي أجرتها الدكتورة كارول دويك أن مكافأة الجهد على النتائج في لعبة الرياضيات تحسن الأداء.
٤-تقبل النقد والملاحظات:
اطلب من الآخرين تقييمك وإظهار ردود أفعالهم على عملك.
عندما يتم تزويد الطلاب بملاحظات تقدمية حول ما قاموا به بشكل جيد وأين يمكنهم تحسينه، فإنه يخلق دافعًا للاستمرار.
ترتبط التعليقات أيضًا باستجابة الدوبامين الممتعة وتعزز عقلية النمو.
٥- اخرج من منطقة الراحة الخاصة بك:
إن التحلي بالشجاعة الكافية لمغادرة منطقة الراحة الخاصة بك يمكن أن يساعد في تعزيز عقلية النمو. عندما تواجه تحديًا، حاول اختيار الخيار الأصعب الذي سيسمح لك بالنمو والتطور.
٦- تقبل الفشل وجعله حافزا للتقدم والتعلم من الأخطاء:
يعد الفشل والنكسات والارتباك الأولي جزءًا من عملية التعلم!
عند تجربة شيء جديد، انظر إلى “الإخفاقات والعقبات” على أنها فرص تعلم إيجابية. حاول الاستمتاع بعملية الاكتشاف على طول الطريق.
“لماذا تضيع الوقت في إثبات مدى روعتك مرارًا وتكرارًا ، ومتى يمكن أن تتحسن؟ لماذا تخفي النواقص بدلاً من التغلب عليها؟ “
-كتاب العقلية-
ختاما، عقلية النمو هي الاعتقاد بأنه يمكن رعاية الذكاء ووتنمية القدرات من خلال التعلم والجهد.
يرى الأشخاص المهتمون بالنمو النكسات على أنها جزء ضروري من عملية التعلم ويتعافون من “الفشل” من خلال زيادة الجهد.
علاوة على أن عقلية النجاح والنمو لها آثار إيجابية على التحفيز ويمتاز أصحاب هذه العقلية بالتفاؤل والنظرة الإيجابية الدائمة.
الكاتبة: ريم بنمبروك.