مهارات حياتية هامة| ٦ مهارات من عمل واحد فقط!
هناك عمل تكرره يوميًا وأنت لا تدري أن بقدر تكراره بقدر ما يربيك ويصلح منك!
مقالنا اليوم تدبر بشكل مختلف لهذا العمل ألا وهو” الصلاة”.
لنستشعر ولو جزء صغير من فضل هذه الفريضة العظيمة وتأثيرها في تحسين مهاراتنا الشخصية بشكل خاص وحياتنا بأسرها بشكل عام.
مهارة الفصل.
الفصل أو إعطاء كل شيء حقه دون الاعتداء على حق شيء أخر من أكثر المهارات التي يفتقدها كثير من الناس في حياتهم اليومية.
فالبعض يخلط بين حياته الشخصية وأمور العمل، فيتأثر عمله ويقل أدائه بسبب مشكلاته الشخصية.
أو العكس حيث يخلط بين أمور العمل وحياته الشخصية فيضيق صدره ويشعر بالغم في بيته بسبب مشاكل العمل.
إلى أن يصبح مغمومًا كليًا لأنه لا يستطيع الفصل بين أموره فكل شيء يتزاحم عليه في آن واحد!
من فضائل الصلاة العجيبة أنها تدربك على اكتساب مهارة من المهارات الحياتية الهامة وهي “الفصل”.
فتجد نفسك تُقبل على الصلاة وتجتهد خير اجتهاد للتركيز على هذه الصلاة فقط والخشوع فيها بأقصى ما تستطيع.
واضعًا خلف ظهرك الضغوطات، والمشاكل، والإلتزامات، وأي شيء أخر يحول بينك وبين الصلاة.
مهارة التنظيم والتخطيط.
دعنا نتقابل بعد صلاة المغرب… كم مرة ربطت فيها مواعيدك الهامة بمواقيت الصلاة؟
فإذا كنت من المحافظين بفضل الله على الصلاة ستجد أنها دائمًا أول أولوياتك.
فلا تعطي موعدًا إلا وأنت تنظمه ليتناسب مع وقت الصلاة حتى لا تفوتك. “تنظيم”
وإذا علمت أنك ستذهب لمكان لا يتوافر فيه مكان للوضوء أو يصعب ذلك تهيأت بارتداء جورب حتى تستطيع المسح عليه “تخطيط”
فتجد أنك اكتسبت مهارة عظيمة من المهارات الحياتية الهامة حيث ترتب وتنظم وتخطط تلقائيًا دون أن تشعر أنك تفعل ذلك!
مهارة المقاومة.
لتعلم أنه لا مفر أن يؤذن عليك الآذان إلا وأنت تفعل شيء ما تعمل، تدرس، تلهو،…
وهنا يأتي دور التربية لاكتساب مهارة المقاومة حيث تترك وتقاوم هذا الذي كنت تفعله وتُقبل على الصلاة بل وتتهيأ لها بخطوات مرتبة ومنظمة.
يفشل التنظيم والتخطيط على الأغلب لأنك لا تستطيع المقاومة ومجاهدة نفسك!
فالصلاة تدربك وتعلمك أن مهما عظُم ما تفعله فهي أعظم وهي الأولى.
تعلمك أن عندما يعرض عليك أمرين تتخير الأكثر أهمية لا الأسهل!
تعلمك أن تقول لا للملهيات، والعمل، والأصدقاء بل وأحب الأشياء إليك وتقوم لتقف منتبهًا خاشعًا بين يدي الله!
مهارة الهدوء.
وفي ظل الضوضاء التي تحيطك خارجيًا وتلك التي تدور في رأسك داخليًا، وهذه السرعة المتزايدة التي يعيشها الإنسان حتى أُطلق علي حاله ب “عصر السرعة”!
والعجلة في كل شيء فتسمع المقطع على سرعة مضاعفة، لا تطيق الوقوف حتى تملئ زجاجة الماء لنهايتها، الصبر نفد، كل شيء سريع وكأن هناك من يجري خلف ويلاحقك..
كل هذا الهرج يضعه عند حده “الله أكبر” ثم تبدأ مباشرة رحلة يسودها السكون والهدوء والطمأنينة..
ترتل سورة من أعظم السور حتى تصل إلى “اهدنا الصراط المستقيم” تشعر وكأن كل شيء منظم وكل شيء وضع في مكانه الصحيح.
الهدوء والسلام النفسي لن تجده ابدًا في أمور الدنيا وهذه أعظم مهارة قد يحصل عليها الإنسان في عصر كهذا.
اقرأ أيضًا: أهم المهارات الشخصية |١٠ مهارات مقدمة من أعظم القادة!
مهارة السعي.
كل منا تواجهه الكثير من الصعوبات والتحديات في حياته، ولكن ما يفرق الناجح عن غيره هو السعي والاستمرار بصرف النظر عن ما يجده وما يقابله.
ومن أهم المهارات التي تكسبك إياها الصلاة هي “مهارة السعي”
فأين كانت حالتك سعيد، حزين، مرهق، متعب، الطقس بارد، المياه باردة…
مهما كانت الظروف والتحديات التي تقابلك مجرد سماعك لـ”حي على الصلاة، حي على الفلاح” تهب مباشرة وتسعى للمسجد لتلحق ركب المصلين حتى لا يفوتك هذا الركب العظيم.
فالعمل الوحيد الذي يحركك من مكانك مهما كانت حالتك هو… الصلاة!
مهارة المبادرة.
المبادرة عكس التسويف، ومن أكثر الأشياء التي تساعدك في التخلص من التسويف هي أداء الصلاة على أوقاتها!
أن يصبح هذا دأبك في الصلاة لن تلبث إلا أن تكون مبادرًا غير مسوف في جميع أمور حياتك.
السبب في التسويف- على الأغلب- هو أنك تشعر أن هناك متسع في الوقت، ولكن الصلاة لها أوقاتها الخاصة التي لا يجب أن تخرج عنها فتلزمك دائمًــــــا بمواقيت محددة.
فالتزامك بالصلاة وحرصك عليها ينتقل تلقائيًا إلى كل شيء تفعله وتمتلك حينها زمام المبادرة التي تعتبر من المهارات الحياتية الهامة جدًا.
ملحوظة هامة!
الغرض الحقيقي من هذا المقال هو تشجيعك وتحفيزك على الإلتزام بالصلاة لا لإكتساب هذه المهارات في حد ذاتها.
لا شك أن الصلاة خيرها عظيم وفير يغمر من يسعى جاهدًا للإلتزام بها.
ولكن في المقام الأول هي “فريضة” يجب أن تقوم بها خالصة لوجه الله عز وجل تبتغي بها مرضاته.
وتذكر دائمًــــــا أن كل عمل تقوم به هو لأجلك ولمصلحتك، وأن الله هو الغني عن أي شيء وكل شيء..
فالصلاة عماد الدين فإياك وهدم دينك بيديك..!
مصدر: مقطع لكريم إسماعيل بعنوان “تعلم ٦ مهارات من الصلاة“