الإنطوائية الإيجابية
معظمنا عندما يذكر له كلمة الإنطوائية، يأتي في باله الشخص المنعزل عن الناس، والخجول، وغير قادر علي التعامل مع من حوله.
لكن هذا غير صحيح الشخصية الانطوائية نمط مثل الأنماط الاخرى من الشخصية و لها مميزاتها وعيوبها.
لذلك سوف نتناول مفهوم الانطوائية بصورتها الإيجابية ومميزاتها وعيوبها وكيفية التميز من خلال هذه الشخصية.
مفهوم الشخصية الإنطوائية
علينا أن نعي جيداً أن يوجد اختلاف بين الانطوائية والشخص الخجول.
فالانطوائية هي أقرب إلى درجة استجابتك للبيئة الاجتماعية من حولك والمثيرات الموجودة بها، كما أنهم يشعرون أكثر بالحياة عندما يكونون في بيئة هادئة أو في محيط اجتماعي ضيق.
فبينما الخجل هو الخوف من حكم المجتمع، وإصدار الأحكام عليه.
هل الإنطوائية يمكن أن تكون إيجابية
يمكن أن يكون غريب أن تعلم أن الشخص المنطوي له صفات إيجابية، بالرغم من كونه شخصاً انطوائيا، والسبب في هذا الاستغراب هو وجود تناقض ما بين الإيجابية والانطوائية.
انواع الشخصية الإنطوائية
الشخصية الإنطوائية الإيجابية
هي شخصية تبحث عن العزلة بهدف تحقيق السلام الداخلي، وشحن النفس بالطاقة الإيجابية التي تستمدها من خلال الطبيعة والبحث عن الهدوء بهدف الصفاء الذهني وإنعاش الذاكرة.
الشخص الإنطوائي العام
هو الشخصية التي تميل الي العزلة التامة ولفترات طويلة عن المجتمع وبشكل كامل، وتجنب الاختلاط بهدف الانعزال.
صفات الشخصية الإنطوائية الإيجابية
هناك العديد من الصفات التي يتميز بها الشخص الانطوائي الإيجابي:
- الشخص الانطوائي الإيجابي ليس من محبي الشهرة فهو ليس لديه أي رغبة في أن يكون في مركز الاهتمام الشخص الانطوائي الإيجابي ليس من محبي الشهرة.
- فهو ليس لديه أي رغبة في أن يكون في مركز الاهتمام، ولا يبحث عن لفت نظر الاخرين.
- وبالتالي غير معني بتسليط الضوء عليه كونه يميل إلى تقدير العميق للشخصية، ولديه رغبة في التفاعل مع الآخرين، والدخول في العلاقات الاجتماعية، بشرط ألا يكون هناك مبالغة في الثناء والمدح تصل الى درجة النفاق.
- بإضافة إلى ذلك يميل الانطوائي الإيجابي الي التعرف الى أشخاص جدد بالحياة، والاستمتاع بصحبة عدد معين ومعقول من الاصدقاء.
أما الشخص دائم الانطوائية فيلازمه الخجل الشديد وعدم الاستمتاع بالمحادثات مع الآخرين وصعوبة التأقلم.
على العكس الانطوائي الإيجابي الذي يميل إلى المحادثات المفيدة التي تتركز على الافكار وتمتاز بمحتوى مثمر.
كما تميل الشخصية الانطوائية الإيجابية علاوة على ما ذكر إلى الراحة المتزايدة بالحديث مع الآخرين.
وكذلك عندما تزيد معرفته بالأشخاص الذين يحدثهم، ويمتاز كذلك بشخصية غير ثرثارة وتتجنب في الحديث عن الآخرين.
- كذلك للشخصية الانطوائية الإيجابية ميول البقاء منعزلا في بعض الأحيان.
ولتفسير هذه الظاهرة أكثر تعتبر هذه الشخصية محبة في داخلها للمجتمع المحيط ولكن ظاهرها يميل للانطواء.
وحسب المحللين النفسيين فإن هذه الرغبة في الانعزال الظاهري يكون سببها تمتع هذا الإنسان بالجذب العميق الذي تتحلى به هذه النوعية من الشخصية.
لذا فالشخصية الانطوائية الإيجابية أو الاجتماعية هي شخصية متغيرة بمزاج متقلب تعتمد في هذا التقلب علي البيئة التي يتعامل معها.
لذلك فإذا كانت البيئة المحيطة من الأشخاص الثرثارين بأساليب غير ناضجة، وبأفكار تافهة فإن الشخصية الانطوائية الداخلية الإيجابية تميل إلى العزلة بين هؤلاء.
وفي حال تغيرت هذه البيئة المحيطة بالشخصية الانطوائية الإيجابية فتميل عندها هذه الشخصية إلى التحدث بعمق شديد مع المقربين بشرط أن يكون محتوى النقاش مفيد وهادف.
مميزات الشخصية الإنطوائية
أن تكون انطوائي لا يعني بالضرورة انك شخص كئيب منعزل، إذ يوجد العديد من الصفات الإيجابية التي تميز الانطوائي عن غيره، نذكر منها ما يلي:
1- احترام الغير وتقديرهم
قد يتم الحكم علي الانطوائيين بأنهم انعزاليون ولا يشاركون في النشاطات الاجتماعية المختلفة.
لكن نادراً ما يتم اتهامهم بأنهم شديدو الاحتياج للغير أو متشبثون بالآخرين.
ولأنهم يقدرون أهمية مساحتهم الشخصية، نجد أنهم يحترمهم المساحة الشخصية للآخرين أيضًا، ويتمتعون بقدر كبير من الاستقلالية.
ليس هذا وحسب، إذا غالباً ما يعرف عنهم أنهم يتمتعون بأدب، ويأخذون بعين الاعتبار أثر تصرفاتهم على الغير.
كما أنهم يحترمون الآخرين، ويفكرون جيداً قبل أن يتكلموا، بعكس الاجتماعين الذين قد يتفوهون بأول ما يخطر لهم دون تفكير في عواقب الكلام.
2- الأصالة والتفرد
في الوقت الذي يتبنى فيه الاجتماعيون القيم العامة، ويتبعون غالباً كل ما هو مشهور ومعروف.
بالإضافة إلى ذلك يميل الانطوائيون إلى بناء أرائهم الخاصة، ولا يتأثرون كثيراً بما هو شهير ومنتشر حولهم.
كما ستجدهم ينجذبون إلى الأمور الغامضة، غير الاعتيادية أو الغربية.
وكذلك يقضون الكثير من الوقت بمفردهم بعيداً عن الأماكن المزدحمة، فهم يميلون في العادة إلى تطوير وجهات النظر، وأفكار متجددة ومتفردة.
وهو ما أكد عليه الفيزيائي الانطوائي الشهير، ألبرت أينشتاين، حيث قال مرة: “إن رتابة الحياة الهادئة والعزلة، تحفز الدماغ علي التفكير الإبداعي.
3- الذكاء
نظراً لطبيعة شخصيتهم، فإن الشخص الانطوائي يقضي الكثير من وقته في التفكير العميق قبل اتخاذ أي قرار.
وهو ما يرجح الكفة لصالحهم عندما يتعلق الأمر بأشياء مثل: حل المشكلات أو تقييم الشخص الآخر الذي يقف أمامهم.
ولأنهم يقضون الكثير من الوقت في التفكير والتحليل، فهم يكتسبون فهما أعمق لمختلف جوانب الحياة من حولهم.
وغالباً ما يتجسد هذا الفهم على شكل قرارات سليمة يتخذونها بذكاء وتجنبهم الندم مستقبلاً.
4- مستمعون جيدون
يعرف عن الانطوائيين أنهم أشخاص هادئون بشكل عام، وهذا هو السبب الرئيسي الذي يجعلهم مستمعين أفضل من غيرهم.
إنهم يميلون إلى الاستماع إلى أفكار ومشاعر الاخرين والتفكير فيها بعمق، عند التحدث إليهم، سيركزون باهتمام، ويبذلون جهدهم لفهم ما تحاول التعبير عنه، بدلا من مجرد انتظار فرصتهم للكلام.
5- القدرة على التركيز
نظراً لأن الشخص الانطوائي لا يفضل التواصل الاجتماعي كما هو الحال مع الأشخاص المنفتحين.
فهو يمتلك الوقت الكافي للاهتمام بأمور أخرى، لذا نجد أن لدى أصحاب الشخصية الانطوائية لديهم القدرة على عزل انفسهم بعيداً عن بقية العالم من أجل التركيز على إتمام مهمة معينة.
6-القدرة على بناء علاقات عميقة
يفضل الانطوائيون النوع على الكم في كل جوانب حياتهم، وينطبق ذلك علي علاقاتهم مع الآخرين.
فهم علي العكس من الانفتاحين الذين يسعون لبناء الكثير من العلاقات.
7- الاستقلالية والإعتماد على الذات
يصر الكثير من المنفتحين على مفهوم العمل الجماعي، ويسعون دوماً لأن يكونوا جزءًا من الفريق، لكن الحال ليس كذلك مع الشخص الانطوائي.
نظراً لأنهم أكثر ميلاً للعزلة، فالانطوائيون يميلون لبناء نظام حياة يركز على الاستقلالية والاكتفاء الذاتي.
كما إنهم يفضلون العمل بشكل مستقل، ولا يحتاجون إلى الكثير ندمت الإشراف كما هو الحال مع معظم المنفتحين الاجتماعين.
الخاتمة
الشخصية الانطوائية كما تناولنا شخصية لها طابعها الخاص، ومميزات تميزها عن غيرها من الشخصيات.
فقط تحتاج لمن يعطي لها المساحة، ويوفر لها الجو الملائم لكي تشعر براحة وتستطيع التعامل مع الآخرين.
الكاتبة: أسماء منير يونس