الاستمرارية سر النجاح

أخبرونا عندما كنا صغارًا أن النجاح صعب ولكن الأصعب منه هو الاستمرار على المستوى نفسه. لتعلم أن الاستمرارية سر النجاح!

أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ سُئِلَ أَيُّ العَمَلِ أَحَبُّ إلى اللهِ؟ قالَ: أَدْوَمُهُ وإنْ قَلَّ.

حديث شريف

مفاجأة من العيار الثقيل

كثيرًا ما تسمع أو قد تحدثك نفسك بأنك شخص لا تقوى على ممارسة الشيء نفسه كل يوم، وإنه لأمر صعب أن يحمل الفرد نفسه على المداومة على فعل أمر ما باستمرار.

والحقيقة أنك إذا التزمت الصمت برهة وأمعنت النظر قليلًا في حياتك، ستكتشف أنك تدور في حلقة لا نهائية من التكرار والإعادة لأفعال وأمور بل كلمات لا تنفك تتكلمها باستمرار!

لا يمر يوم دون نوم وطعام ودوام عمل أو جامعة.

لا شك أن تلك الأمور لابد أن نمر بها جميعًا في حياتنا اليومية.

أوقات ضائعة

  • وقت المواصلات أو قيادة السيارة
  • أوقات الانتظار
  • وجبات الغداء والعشاء إذا طال الوقت
  • الاستعداد للنوم
  • وقت متابعة حسابات التواصل الاجتماعي
  • الاتصالات التليفونية الطويلة
  • جلسات الأصدقاء المطولة

كل هذه الأوقات إذا أحسنت استغلالها ستكون لك ذخرًا لتعلم شيء جديد

اقرأ أيضًا

٦٠ دقيقة حياة أفكار لاستغلال وقتك من هنا

ما النجاح؟

النجاح هو إدراك الغاية والتوفيق.

إحساس جميل مفعم بالبهجة والسعادة، ما إن تُوفق فيما ترجو.

المداومة.. فقط المداومة على السعي و التخطيط الجيد لما تطمح، يجعل هذا “الإدراك” ممتدًا لفترة أطول.

استمر ولو بالقدر اليسير، إذا كنت طالبًا -مثلًا- فأنصحك بمذاكرة موادك الدراسية يوميًا حسب جدول زمني غير معقد لتلتزم به.

لا أنصحك بالعزلة التامة و التفرغ للمذاكرة طيلة اليوم، ولا أدعوك إلى تهميش دراستك.

قليل دائم خير من كثير منقطع

كيف أتعامل مع عثراتي؟

إذا لم يحالفك الحظ في العمل بوظيفة ما أو لم تُوفق في اختبار معين، فلا تبتئس!

فالإنسان جُبل على النقص طبيعة أصيلة فيه، أحد نواميس الكون أن يتعرض الإنسان للنقص وله أشكال متعددة:

( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ *

سورة البقرة آية ١٥٥

هذا نص قرآني عظيم يخبرنا بحقيقة الحياة، كي نستريح ولا ننصب من ابتغاء الكمال في كل شيء؛ بل عليك أيها الإنسان أن ترضى بنقصك وتفوض أمرك لله وتصبر، وهذا وعد الله بالبشرى لمن صبر ورضي.

عندما أقع لا أبحث عن مبررات ولا أركن إلى وساوس الشيطان التي تفُت في عضدك؛ بل أتعرف على أسباب السقوط، وأسأل الله أن يجمع عليَّ شتات أمري. وأجاهد كي أستعيد مستواي السابق “النجاح”.

بالحرِّ والبرد نعرف فضل الرطوبة والدفء،

وبالظلم والعجز نعرف فضل العدل والحزم

وبالأولاد نعرف ما لاقاه آباؤنا في سيبلنا وبالمرض وبالشيخوخة نعرف فضل الصحة والشباب

د. مصطفى السباعي

ما الفشل؟

الفشل هو الخيبة وعدم تحقق مع كان يؤمل.

نستنتج من ذلك إنه شعور سلبي مكروه أيضًا، ولكن إذا كانت حياتك مليئة بالعثرات فأنت محظوظ!

إيجابيات الفشل- الاستمرارية سر النجاح

عليك الاستفادة من عثراتك:

نعم.. فأنت لن تعرف طعم ولذة النجاح إلا إذا تجرعت مرارة الفشل

الإخفاقات عادة ما تكون بمثابة صفعة لإعادة هيذلة حياتك

عثرتك محاولة قمت بها وتم استبعادها

أزمتك ما هي إلا مصفاة تمحص من حولك لتعلم أيهم يستحقون اهتمامك

الاستمرارية

لا شيء يدوم، حقيقة لا تقبل الشك فدوام الحال من المحال.. ولكن ما دامت الحياة تمضي، والوقت يمر؛ فلابد لك من خطة.

لا تقبل مرور أيامك يومًا تلو الآخر دون خطة أو جدول أو تخطيط

من تساوى يوماه فهو مغبون!

ضع خطة، ارسم هيكلًا ليومك! دوّن أولوياتك في بنود مرقمة، فإذا أنجزت عملًا، شطبته..

ليكن هدفك اليومي.. ما عدد إنجازات هذا اليوم؟

بمعنى آخر، كيف سينتهي يومي بأقل الخسائر، فالأعمال غير المنجزة تعد خسارة بالتأكيد، وكلما قل عدد الخسائر، أضاف ذلك لليوم نجاحًا حقيقيًا.

الاستمرارية و تأثير الدومينو

الاستمرارية

هذا المثال يختصر عشرات السطور لشرح أهمية الاستمرارية، تخيل لو أنك أحضرت قطعة دومينو بحجم عقلة الإصبع، فما طول القطعة التي يمكن لتلك القطعة الصغيرة أن تسقطها.. الإجابة هي ضعف طول تلك القطعة.

وبتكرار الأمر مع القطعة الأكبر لتسقط القطعة التي تكبرها بضعف طولها فتخيل أنك بعد بضعة قطع فقط، ستحتاج لقطعة بطول عمارة وما يلي تلك القطعه قد يصل طولها لطول ناطحة سحاب.. وماذا بعد؟! لعلك قد تحتاج إلى قطعة دومينو طولها يتجاوز الغلاف الجوي!!

تأثير الدومينو فيديو من هنا

ما معنى تعلمك ساعة يوميًا؟

معناه ٧ ساعات أسبوعيًا، و٣٠ ساعة شهريًا، و٣٦٥ ساعة سنويُا!

أخبرني عن مدى معرفتك بعلم ما عكفت عليه ٣٦٥ ساعة!!

فكيف بساعتين أو ثلاث إذًا؟

معوقات الاستمرارية

والآن سأخبرك بأمر قد تندهش له، ما إن قررت الالتزام بشيء مفيد واتخذت عهدًا على نفسك لتنجزه حتى تجمعت عليك عدة عراقيل، قد يحدث شيء مفاجئ يشغلك تمامًا قد تعطل سيارتك وتحتاج مجهود وزيارات لتصليحها تأكل كل الوقت.

قد يحدث لك أو لشخص يهمك أمر ما كمرض أو ظرف معين يعطلك. قد يصل الأمر لانقطاع التيار الكهربائي أو تلف الكتاب الذي نويت قراءته أو ضياعه.

أمور تستدعي الدهشة والضحك الممزوج ببعض الغضب.

وكأن تلك الأمور رسالة تأكيد لإرادتك وعزمك. هل كنت جادًا في هذا الأمر أم هو مجرد حماس البدايات ليس إلا.

وما إن ينتهي أمر التمحيص وتنجح في الاختبار حتى تنجلي تلك العراقيل ويأتيك ما تريد تعلمه هرولة!

حماس البدايات

أشبه حماس البدايات عادة بلاعب كرة قدم استيقظ من نومه قبل ميعاد المباراة بدقائق، فقط ارتدى بدلته الرياضية وقفز إلى الملعب، وما إن أطلق الحكم صافرة البدء، وشرع صديقنا اللاعب بالجري سعيًا للاستحواذ على الكرة من لاعب الفريق الآخر حتى تخرج منه صرخة مدوية وألم شديد بساقه من الخلف يفقده السيطرة على المشي والوقوف أيضًا، فيطرح أرضًا يتلوى من الألم.

ماذا حدث؟!

انقطع وتر العضلة الخلفية للساق لتوه، معلنُا انتهاء مشاركة اللاعب في مباراة اليوم وعدة مباريات قادمة،بسبب رحلة علاج تمتد لشهور حتى يعود مرة ثانية للعب.

لم كل ما حدث؟

السبب بسيط.. هو لم يقم بتدريبات ما قبل المباراة، تدريبات الإحماءات، أصاب عضلاته بضغط رهيب دفعة واحدة، فحدث ما حدث!

هذا ما قد يحدث لك إذا قررت فجأة ولأول مرة “سأقرأ كتاب يسع ٥٠٠ صفحة في يوم واحد! “

هذا أمر ليس بمستحيل، لكن يلزمك إحماءات ٢٠ صفحة اليوم وغد وبعد غد، حتى إذا ألِفت القراءة، فلتزد مقدار القراءة لثلاثين صفحة مثلًا، وهكذا وبمرور الوقت و الالتزام سيأتي اليوم بمشيئة الله. الذي تستطيع فيه قراءة ٥٠٠ صفحة في يوم واحد!

لا يهم كثافة ما ستفعل بل ما يهم هو الاستمرارية.

كتبته/ أميرة سامي

اقرأ أيضًا لنفس الكاتبة;

ملخص كتاب أراك على القمة

ملخص كتاب اسرق مثل فنان