لينكد إن وفيسبوك..أيهما أفضل؟
إذا خُيِّرت بين لينكد إن وفيسبوك، أيهما تختار؟،سؤال آخر كيف يخدم أي منهما رغباتك وطموحك؟ هيا نعقد مقارنة ودراسة موضوعية بينهما ونكتشف معًا الإجابات.
مواقع التواصل الاجتماعي
أثناء بحثي لكتابة المقال الذي هو بين يديك الآن، إذ طرأ علىّ سؤال ماذا كنا قبل مواقع التواصل كيف كان من سبقونا يتواصلون ويبحثون عن وظائف ويعلنون عن منتجاتهم؟ كيف تاجروا وكيف تعارفوا قبل لينكد إن وفيسبوك وغيرهما؟!
كيف نجح رجال الأعمال بدون حساب على لينكدان أو مجموعة ضخمة على فيسبوك تضم مستخدمين وأصحابهم ومتابعيهم ومتابعي متابعيهم أيضًا؟
الأمر كان في غاية البساطة مجرد إعلان في جريدة أو إعلان معلق على واجهة محل يطلب موظفًا بمواصفات معينة باختصار شديد، أو إعلان متلفز وهو ذو كلفة أعلى، أو إعلان متنقل مسموع مثل دعاية الانتخابات.
وإذا خطر لك الآن أن ذاك كان عسيرًا فأنت مخطئ!
فإن مخترعي وسائل وتطبيقات التواصل الاجتماعي كان غرضهم هو التيسير فقط التيسير.. ولكن ماذا حدث؟ جل ما حدث هو أن كل ما زادت الخيارات وسهلت وتوافرت كلما زاد الأمر تعقيدًا.
فيسبوك Facebook
عندما بدأ فيسبوك أوائل الألفينات – وهي بداية فريدة قوية لبداية قرن جديد- كان انفرادًا وسبقًا التف حوله عدد كبير من المستخدمين في وقت قصير، وذلك بمحض الصدفة فلم يكن مارك زوكربيرغ ينتوي ما حدث ولا كان يتوقع ما حققه موقع فيسبوك في أسعد أحلامه!
أجمل سردية لقصة نشأة فيسبوك قدمها كورس اللوعبة منصة إدراك بطريقة رائعة.. أنصح بالكورس.
تذكر معي إذا كنت ممن عاهد فيسبوك في بداياته تخيل قدر التحديثات التي جرت على الموقع ليكون كما هو الآن ولن يتوقف عند ذلك الحد غالبًا.
كيف تأثرنا بالموقع و رأيناه طفرة في التكنولوجيا الحديثة حتى بدأت مواقع أخرى تظهر وتقدم خدمة أفضل و امتيازات أعلى، حتى أصبحنا نتقلب بين التطبيقات مع كل تحديث جديد لأي منها!
لينكدان LinkedIn -لينكدان وفيسبوك
ضمن التطبيقات التي نشأت بعد ظهور فيسبوك هو لينكدان. لا يختلف اثنان على أهمية وتفرد موقع وتطبيق لينكد إن. فدعني أسألك من هو مؤسس موقع لينكد إن؟.. أغلب مستخدمي لينكد إن لا يعرفون كيف نشأ.
ولإنشاء حساب احترافي على موقع لينكد إن شاهد هذه السلسلة التي يقدمها الدكتور/ أحمد عوارة
تأسيس لينكد إن وفيسبوك
أسس شركة وموقع لينكد إن “ريد هوفمان“
رجل أعمال أمريكي وكاتب أيضًا، من مواليد ستينات القىن الماضي. شاركه آخرون في إنشاء الموقع.
أسس مارك زوكربيرغ موقع فيسبوك وكان وقتها طالبًا في جامعة هارفارد وهو من مواليد منتصف ثمانينات القرن الماضي. شاركه صديق له.
والمفاجأة هي أن تأسيس لينكد إن سبق تأسيس موقع فيسبوك!
ولكن بزوغ نجم فيسبوك أخّر ظهور موقع لينكد إن حتى عام 2010 حين ازداد عدد المستخدمين زيادة ملحوظة.
ولدهشتك أيضًا فإن موقع لينكد إن تمتد جذوره لعام 1995. فمنصة لينكدان المعروفة لنا (LinkedIn Learning) كانت في الأصل أكبر منصة علمية على الإنترنت حتى اشتراها موقه لينكد إن وحولها لمنصة لينكدان الحالية.
لينكد إن وفيسبوك بالأرقام
يضم عدد مستخدمين ضخم، بلغ عدد المستخدمين النشطين في الربع الأول من عام 2022 قرابة 3 مليار مستخدم، بينما يبلغ عدد مستخدمي لينكد إن 700 مليون مستخدم وتبلغ نسبة نشاط مستخدميه حوالي 50٪ فقط.
يقضي مستخدمو تطبيق فيسبوك قرابة 30 دقيقة يوميًا على الموقع نفسه
بينما يقضي مستخدمو موقع لينكد إن قرابة 17 دقيقة على الموقع نفسه
إمكانيات كل من لينكدان وفيسبوك
فيسبوك
يمكنك من خلال فيسبوك تكوين شبكة أصدقاء مهولة وفي وقت قصير، وتشارك أفكارك وآمالك معهم، كذلك يربط فيسبوك موقعك بمن هم حولك فيجعلك تكتشف جيرانك وكذلك زملاء العمل الذين يشاركون مواقعهم عبر خرائط جوجل (Google maps ).
إذا أردت نشر فكرة أو منتج على فيسبوك، فالأمر يسير. عليك إنشاء مجموعة (group) أو صفحة (page) ودعوة أصدقائك لها وهم بدورهم يدعون أصدقاءهم حتى تصبح المجموعة ممتلئة وتبدأ في العرض فورًا ، ومن ثم تحقق الربح بطرق شتى وبدون مجهود.
خاصية البث المباشر في فيسبوك(Facebook live) تعتبر إضافة قوية للموقع، فإذا أردت أن تنقل فكرة ما بالصوت والصورة فلاداعٍ لتصوير فيديو ورفعه على حسابك. فقط اضغظ على live ولتطلق بثًا الآن وليس ذلك فحسب، بل سيشاركك فيه عدد من الأصدقاء النشطين في الوقت ذاته. ويمكن عمل إعلان مسبقًا بموعد البث لمشاركة عدد كبير. هذا الأمر أكثر سهولة من بث فيديو على موقع يوتيوب (YouTube) ويفضله أغلب مستخدمي كلا الموقعين!
يتمتع موقع فيسبوك بسعر أقل للضغطة مما يجعل أمر الإعلان على فيسبوك أسهل، ذلك يجذب عدد من المستخدمين ويحمسهم للشروع في عرض منتجاتهم بسهولة.
يتمتع فيسبوك باتساع عدد المتلقين لما تعرضه. فاقتراحات فيسبوك لما يناسبك لا تمثل معشار ما يمنحك إياه موقع لينكد إن.
لينكد ان
موقع لينكد إن يمنحك أيضًا صنع شبكة اتصالات ومتابعين قوية. لينكدان له أهداف محددة وهو البحث عن وظائف، فهو يمكنك من عمل استعراض لكل ما تمتلك من شهادات وخبرات ومهارات وحتى الهوايات. يصعب أن تجد فيه من يزيف حقيقته، فكل شيء على صفحتك في لينكد إن متاح تمامًا كل ما تفعله من إعجاب أو تعليق أو مشاركة أو إضافة أو تعديل لبيانات حسابك، يراها كل متابعيك وقد يراها أيضًا متابعيهم. وهو الأمر ذاته في فيسبوك ولكن على نطاق أوسع.
فإن لينكدان حساس لكل ما قد يلائمك، ويعرضه عليك فإذا ما توافق معك، يتلوه بضعة اقتراحات تشبه اختيارك الأول.
عدد المتابعين والأصدقاء على لينكد إن لا يبلغ أعداد أصدقاء موقع فيسبوك. كما أن فكرة الحسابات المزيفة غير مطروحة على الأغلب، والسبب بديهي وهو أنك إذا كنت تكذب وتزيف بياناتك، فبالطبع ستكتشف زيف ما كتبت في أول مقابلة عمل أو بعد أول ايميل اختبار ترسله الشركة أو المؤسسة التي راسلتها لتحصل على وظيفة.
كما أن لينكد إن موقع جاد، لا تجد فيه منشورات تهتم بالمزاح وإلقاء الطرف. وكذلك هو موقع غير مهتم بالأخبار و الأحداث الجارية، لأنها لا تخدم هدفه.
الربح من لينكدان أمر عظيم. فإذا كنت صاحب عمل أو باحثًا عن وظيفة، لينكدان يمكنه مساعدتك كثيرًا.
سعر ضعطة لينكد إن أغلى من فيسبوك، لذلك عدد المعلنين على فيسبوك أكبر، وكذلك أيضًا الجمهور أكبر!
B2B
ماذا يعنيB2B ؟
هي اختصار لعبارة (Business to Business ). وهو تسويق من صاحب عمل (شركة،مؤسسة، عمل فردي..) لتعيين أفراد أخرى، وليس لبيع منتج مباشرة للعميل.
بمعنى توفير فرص عمل لموظفين يقومون بعملية البيع أو إنجاز المهام. وعلى ذلك فإن B2B Marketing يعتمد على قالب معين للإعلان، كما إنه يستقطب فصيل معين من مستخدمي منصات ومواقع التواصل الاجتماعي. فما هو الموقع الذي يحقق B2B؟
بالطبع فهو لينكد إن، فهو يعتمد على إرسال السيرة الذاتية CV وعلى تطوير الذات باستمرار وتعزيز حساب لينكد إن أولًا بأول. وإلا لم قد يختارك صاخب عمل( employer) دون غيرك.
ولكن ذلك ليس بالشيء اليسير، فأنت تحصل على خدمة حقيقية صادقة، ولذلك تحتاج إلى حساب قوي وشبكة كبيرة من الأعضاء أو الأصدقاء، وإن كنت تسعى لوظيفة فعليك تطوير نفسك باستمرار وتسجيل كل ذلك على حساب لينكد إن. فيسبوك يقدم الخدمة ذاتها ولكن ليست بصدق لينكد إن أو بقوة لينكدان. فموقع فيسبوك أفضل في حالة B2C marketing!
B2C
معنى B2C Marketing هو التسويق من صاحب العمل للمستهلك. وهي أكثر طرق التسويق انتشارًا و شيوعًا. فإن أردت أن تبيع منتجًا ما فما عليك سوى عرضه وعرض مميزاته وسعره لعدد لا بأس به من الجمهور. وما أيسر ذلك على فيسبوك فانتشرت – هذه الأيام- مجموعات التسويق بشدة، ونجحت واتسعت كثيرًا.
إذا انتويت التجارة في شيء ما فما عليك إلا إنشاء مجموعة ودعوة كل أصدقائك وهم الذين ستطلب منهم أيضًا دعوة أصدقائهم وفي غضون ساعات ستحصل على عشرات بل مئات الأعضاء على مجموعتك، ولكن لا تعوّل على كثرة الأعضاء، لأن نسبة كبيرة منهم قد لا يروق لهم ما تعرضه ولن يبتاعوه بالطبع. وهي ليست مجازفة كبيرة فسعر إعلان فيسبوك ليس مبالغًا به.
كل مواقع التواصل الاجتماعي لها وعليها أيضًا. وجب عليك أن تتحرى ما يفيدك منها واجتناب أضرارها.
كتبته/ أميرة سامي