التسويف : ماهو وما اضراره وكيف اتخلص منه؟
بالطبع سمعت كثيراً عن التسويف، ولكن اليوم سوف آخذك في رحلة بسيطة للتعرف عليه وما يقدمه من اضرار، وكيفية التخلص منه.
قد يبدو العنوان مضحكًا، فصاحبه قام بالتسويف وترك كل هذه المدة وها هو يبدأ في كتابة موضوعه قبل ميعاد تسليمه بفترة لا تُذكر.
ولكنني أؤمن دائمًا أن أفضل شخص يمكنك أن تتعلم منه، هو ذلك الذي اخفق كثيرًا.
فإنه قد خاض الكثير من التجارب والطرق لكي يحل تلك المشكلة.
فلعلك تجد ما ينفعك من تجربتي معه.
والآن دعنا نكتفي من هذا الحديث ولنتعمق في ما نتطرق إلى فعله.
أولًا دعني أطرح عليك سؤالًا قد يدور في ذهن البعض وهو:
ما هو التسويف ؟
ببساطة، هو التأجيل الغير مبرر لعمل شئ وعادةً هو شئ مهم.
وهو يشمل عدم اكمالك الدورة التي سجلت فيها على الرغم من امتلاكك للكثير من الوقت ومدى اهميتها.
وتأجيلك لمذاكرتك خادعًا نفسك بأنه لازال هناك وقت كافٍ، وأيضًا انتظارك الظروف المناسبة، كأن تكون الساعة الحالية قابلة للقسمة على رقم ستين.
وقد يظن البعض أنه ليس بهذه الخطورة، وفي حقيقة الأمر هو أخطر عدو يمكنك مواجهته!
ما يقدمه اضرار التسويف من تحطيم لدنياك واخرتك:
أولًا: عدم رضاك عن نفسك.
.أنت لا تقوم بأي شئ في حياتك سوى القيام باللاشئ!
وايضًا ذلك يشتمل على عدم وصولك لما تريد، وازدياد سخطك لنفسك وتوبيخها دائمًا.
ثانيًا: أنت دائمًا متأخر عن قومك.
في نفس الوقت الذي تقوم فيه بالمماطلة.
هناك من يواصل ليله بنهاره لانجاز مايطمح إليه من خطط وأهداف.
وها أنت تنتظر الوقت المناسب أن يقوم بطرق الباب، بينما في الحقيقة أنت من تقوم بطرقه وأيضًا كسره إن تطلب الامر!
ثالثًا: قد يكون سبب لعدم دخولك الجنة.
فتسويفك للتوبة والقيام بالاعمال الصالحة وتضييع وقتك فيما لا يفيد.
سيكون ضدك يوم الحساب وستندم على ذلك، ولكن في وقت لا يفيد الندم فيه بشئ…
آمل أن تكون قد اقتنعت بما طرحته، ولعلك تسأل “كيف اعرف إن كنت شخص يميل إلى المماطلة؟”
مثلما تحدنثنا سابقًا، تسويفك هو تأجيلك لأعمال هامة، فانظر نظرة سريعة إلى حياتك.
هل هناك أعمال يجب أن تقوم بها ولكن تلجأ إلى تسويفها وتأجيلها لأسباب غير محددة ومنطقية؟
إن كانت الإجابة ب”نعم”، فدعنا نرى كيف يمكننا علاج التسويف.
سنقوم بطرح خمس طرق يسيرة لعلاج تلك المشكلة:
أولًا، كن صريحًا مع نفسك وحدد هدفك.
قد يكون من أسباب تسويفك هو عدم معرفتك إلى أين يؤدي الطريق الذي تسير فيه.
وبما أن الإنسان بطبعه لا يحب بذل الجهد ويفضل الراحة عنها، فلابد أن يكون -على الأقل- هناك سبب وهدف واحد واضح تسعى إليه.
ثانيًا، دوّن أسباب قيامك بهذا العمل.
بعدما قمنا بتحديد الهدف، من المهم أيضًا أن نوضح أسباب القيام بهذا الهدف.
وبالأخص تدوينها سواء علي ورق -وهذا ما أفضله- أو الكترونيًا مثل نوشن.
وكلما شعرت بالخمول وتسويفك لشئ، قم بقراءة تلك الأسباب، فبنسبة كبيرة سوف تكون حافزًا لك لكي تكمل طريقك.
ثالثًا، هناك فرق بين معنى التسويف والإجهاد.
قد يتعرض الناس للإجهاد النفسي أو البدني أو كليهما، ويظنوا أن ذلك تسويفًا، وهذا غير صحيح.
مثلما يجب عليك سعيك إلي تحقيق هدفك، عليك أيضًا أن تعطي لهذا البدن قسطًا من الراحة، فهو رفيقك في دربك.
وقد تعرف هذا عن طريق تتبعك لنفسك، فهل كنت تقوم بعمل جيد طوال الفترة الفائتة ولكن ما يحدث لك الآن هو مجرد حدث طارئ ومختلف، أم لا؟
أنت فقط من تستطيع الإجابة والأهم أن تكون واضحًا مع نفسك لأجل نفسك.
رابعًا، قم بتتبع انجازاتك.
بالنسبة لي، فإني أقوم بعمل ورقة وأدوّن فيها ثلاثون يومًا أتحدى فيهم نفسي، وأقوم بالتفاعل مع تلك الورقة سواء قمت بعملي المطلوب أم لا.
وفعليًا إنها من أكثر الطرق فعالية بالنسبة لي، فذلك يعطيك حماسًا لكي تنفذ ما هو مطلوب منك.
خامسًا، قم بمكافأة نفسك.
إن لم تقوم بحب نفسك، فمن يقوم بذلك بدلًا عنك؟
مكافأتك لنفسك تجعل عقلك يحب عمل ذاك الشئ حتى وإن كان متعبًا، يا له من عقل متعب حقًا لترويضه!
ولكن صدقني، إنه يستحق ذلك العناء.
وللقيام بخطة للقضاء على المماطلة، يمكنك الاطلاع على أفضل جدول يومي لتجنب تسويفك.
وأيضًا يمكنك قراءة ما ينصح بيه علماء النفس للقضاء على المماطلة من هنا
وإلى هنا اكون قد قمت بإنهاء طرحي لنصائحي البسيطة لك، والتي آمل أن تكون -ولو بقدرٍ ضئيل- انارت لك الطريق، القاك في عفو وعافية مرة أخرى، إلى اللقاء…
كتب لك/ شهد عواد