اضطراب ما بعد الصدمة
_ إن اضطراب ما بعد الصدمة يعد من أصعب الاختبارات التي قد تمر على أحدنا.
و كلنا نعلم أنه لا تخل حياة أحد منا من المنغصات أو الصدمات الصعبة التي يتعرض لها والتي قد تعكر عليه صفو حياتة أو تمنعه من مواصلة حياتة بشكلٍ طبيعي.
منها النفسي أو العاطفي كفقدان شخصٍ عزيز أو التعرض للاعتداء أو معاينة حربٍ أو خوضها أو رؤية كارثةٍ طبيعية.
و في هذا المقال سوف نتحدث عن هذا الاضطراب و أسبابه و الأعراض التي تصاحبه و كيفية علاجه؟
اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)
هو عبارة عن مطاردة ذكرياتٍ لاحداثٍ صعبة للغاية تعرض لها الشخص و تسيطر على تفكيره بشكلٍ كامل٬ و قد تستمر هذة الحالة شهراً أو أكثر.
كما يمكن أن تمتد لأكثر من ذلك و قد تكون واقعية و مخيفة للغاية.
و قد تحدث هذة الصدمة بشكلٍ مباشر٬ كتعرض الشخص نفسة لحادثٍ مثل:
(محاولة قتلٍ أو سرقةٍ أو موت شخصٍ عزيزٍ أو معاينة حربٍ أو كارثةٍ طبيعية)
وقد تحدث بشكلٍ غير مباشر مثل:
(رؤية أشخاصٍ و هم يقتلون أو رؤية أشخاصٍ و هم يتعرضون للعنف و غيرها).
ويعاني حوالي 9 من بين كل 10 أشخاص من هذا الاضطراب في وقتٍ ما من حياتهم.
حتى أن اضطراب ما بعد الصدمة قد يصيب الأطفال أيضاً.
أعراض اضطراب ما بعد الصدمة
1_ أعراضٌ اقتحامية أو هجومية
مطاردة ذكريات الحدث المؤلم بشكلٍ متكررٍ و كثيف.
رؤية الكوابيس ليلاً أو تذكر الحدث نهاراً بكل تفاصيله.
حدوث استعادةٍ للذاكرة بدون إرادتك (Flashback) للحدث كأنه يحدث الآن.
الشعور بمشاكلٍ نفسيةٍ أو جسدية عندما يذكرك شئٌ بالحدث.
2_ أعراضُ التفكير السلبي
عدم القدرة على تذكر أجزاءٍ مهمةٍ من الحدث الصادم.
الاكتئاب و الشعور بالتعب و الحزن و صعوبة النوم و مشاكلٍ في التركيز و الإنتباه.
فقد الاهتمام بنشاطاتٍ إعتاد الشخص على الاستمتاع بها.
الشعور بالذنب و العواطف السلبية مثل ( الخوف و الغضب و العار ).
3_ التغيرات في اليقظة وردود الفعل
صعوبةٌ في النوم و التركيز و الانتباه.
الرعب بسهولة أو الخوف دائماً من الخطر.
نوبات الغضب.
كيفية تشخيص هذا النوع من الاضطرابات؟
في الواقع يصعب تشخيص هذا النوع بسبب امتناع معظم المرضى و المصابين بالحديث عن الأحداث الصعبة التي مروا بها.
و لكي لا يظهروا ضعفاء أو غير مستقرين عقليا.
ولكن من السهل لهم الحديث عن المشاكل الأخرى مثل:
(الإكتئاب أو الأرق أو الصداع أو مشاكلٍ تتعلق بالعمل أو بالمنزل ).
ومن هنا يستطيع المعالج معرفة التشخيص من حيث التعرف على الأعراض التي تظهر عليهم أو يتحدثون عنها و تشخيصهم باضطراب ما بعد الصدمة.
علاج اضطراب ما بعد الصدمة
في بعض الأحيان قد يتمكن الأشخاص من تخطي الأحداث الصعبة أو الصدمات التي مروا بها بمفردهم.
ولا يحتاجون إلى العلاج أو الذهاب لطبيب و البعض الآخر لا يستطيعون.
و تظل هذه الصدمة تطاردهم و هنا يحتاج الأشخاص الذهاب لطبيبٍ لمساعدتهم.
و اتباع طريقة العلاج المناسبة و من أهم هذة الطرق:
1_ العلاج النفسي (Psychotherapy)
كل العلاجات النفسية تركز على الحادث نفسة و محاولة تذكره بشكلٍ واضحٍ و على أكمل وجه.
دون الخوف أو القلق أو الشعور بالذنب.
هذه العلاجات تساعدك على فهم ما حدث.
و تساعد الدماغ على التعامل مع تلك الذكريات المؤلمة ثم تخطيها و العيش بشكل طبيعي.
و يكون العلاج في صورة جلساتٍ إسبوعية و تستمر عادةً 8_12 اسبوع و تستغرق الجلسة حوالي ساعة أو 90 دقيقة.
2_ العلاج السلوكي الإدراكي (CBT)
و هي عبارة عن طريقة تساعدك على التفكير بطريقة مختلفة.
و غالبا ما يتضمن العلاج تمارين للاسترخاء لمساعدتك على عدم التفكير في الاحداث مثل تمرين حركة العينين المعالجة ( EMDR).
3_ العلاج الجماعي
و أيضا يشمل الأدوية مضادات الاكتئاب (SSRI)
التي تساعد في التقليل من حدة الاضطراب و تخفيف أعراضه و لكن يجب وصفها بواسطة الطبيب.
_ و بالتدريج و مع الاستمرار على الأدوية و العلاج من الطبيب المعالج نفسه.
تختفي الأعراض تدريجيا و يعود الشخص الي طبيعته.
كيف أعرف أني قد تغلبت على المشكلة؟
1_ التفكير في الحادث دون أن تشعر بالأسى.
2_ ألا تشعر باستمرار أنك تحت التهديد.
3_ ألا تفكر في الحادث دائماً.
كيف يمكنك مساعدة شخصٍ مصابٍ بهذا الاضطراب؟
1_ إعطاء بعض الوقت للناجين من الصدمات للتحدث عن روايتهم.
2_ التحدث عن مواضيعٍ عامة و عدم تذكيرهم بالأمر.
3_ السماح لهم بالكلام و عدم مقاطعتهم.
4_ تجنب:
إخبار المصاب بأنك تعلم بالضبط كيف يشعر.
التقليل من صعوبة التجربة.
قولك له تمالك أعصابك.
• وفي النهاية نرجوا أن نكون قد وضحنا لكم بعض المعلومات عن اضطراب ما بعد الصدمة.
وأيضا قد بينا بعض الطرق للتعامل مع من تعرضوا لهذة الصدمات.
وندعو الله أن يشفينا و يفشي كل مرضى المسلمين.
الكاتب: أحمد جاد