خطوات للقضاء على الخوف من التحدث امام الجمهور
إذا كنت تقرأ هذا المقال بالطبع أنت أحد هؤلاء الذين يواجهون مشكله الخوف من التحدث امام الجمهور.
وتعد هذه المشكلة واحدة من المشاكل الاجتماعية التي تواجه مجموعة كبيرة من الناس في مختلف مجالاتهم. وقد تكون العائق امام تطورهم و تنمية مهارات أخرى لديهم .
فهي نوع من القلق الاجتماعي يجعلك تشعر بالرهبة والتوتر كلما ازداد عدد الأشخاص المتواجدين حولك خاصة إذا اضطررت أن تتحدث أمامهم.
قد تكون ظاهرة الخوف من التحدث امام الجمهور تحتاج إلى العلاج النفسي إذا وصل إلى حد مبالغ فيه من الخوف والقلق وبدت فيه أعراض معينة .
اما إذا كان التوتر بالمعدل الطبيعي فهو أمر طبيعي جدا يحتاج فقط إلى بعض التمارين وفهم لموضوعات معينة كالجمهور وكيفية التعامل معه.
ومع الوقت سيصبح الأمر مألوف وتستطيع التخلص من الخوف من التحدث امام الجمهور.
في هذا المقال سنتعرف سويا على :
– ما هو فن التحدث امام الجمهور.
– لماذا نواجه مشكله الخوف من التحدث امام الجمهور.
– لماذا نحتاج إلى التخلص من الخوف من التحدث امام الجمهور.
– خطوات حل مشكلة التحدث امام الجمهور.
ما هو فن التحدث امام الجمهور
هو فن من فنون الإلقاء يمكّن الشخص من التحدث امام مجموعة كبيرة من الناس بشكل جيد وأسلوب ممتع يجذب انتباه الجمهور ويجعلهم يتفاعلون معه .
ويتمكن المتحدث الجماهيري من ذلك، بناءاً على مهارات وأسس تعلمها وتمرسها حتى أصبح قادراً على إلقاء رسالته بوضوح وثقة دون أن يشعر بالخوف امام الجمهور.
فالموضوع ليس بموهبة يكتسبها مجموعة من الأفراد بالفطرة، بل هي مهارة بمجرد التعرف على آلياتها والعمل على تنميتها فالبطبع ستصبح متحدث جماهيري محترف.
لماذا نواجه مشكلة الخوف من التحدث امام الجمهور ؟
تشير النتائج والإحصائيات إلى أن 75% من الأشخاص حول العالم يعانون من الخوف من التحدث امام الجمهور .
وبالطبع لا يوجد سبب واحد ومحدد يجتمع عليه جميع الأشخاص فتختلف الأسباب باختلاف الأشخاص .
فمن الممكن أن تجد بعض الأشخاص يواجهون هذا التوتر بسبب جينات وراثية نتجت عن أحد الأفراد بالعائلة.
وقد يكون سبب هذا القلق لأخرين له أبعاد نفسية ويحتاج إلى العلاج منها.
ولكن الشائع في نسبه التوتر الطبيعي والخوف من التحدث امام الجمهور هو قله الثقه بالنفس وكثرة التفكير.
عاده كثره التفكير تعد هي السبب الرئيسي للخوف من التحدث أمام الجمهور.
غالبية الأشخاص الذين يعانون من هذه المشكلة لا يخوضون التجربه بذاتهم بل يفكرون في الحدث قبل وقوعه ودائماً ما يضعون نتائج سلبية لهذا الحدث داخل أفكارهم .
وإذا اضطروا إلى خوض التجربة تجدهم يفكرون داخل الحدث ولا يضع تركيزه فيما يقدمه.
ونتيجة لذلك تظهر عليهم علامات القلق والتوتر ويبدأ في التلعثم ويتعرض لارتعاش بسيط في نبرة صوته.
تعطي انطباع للمستمع بمدى ضعف المتحدث ورغبته في التخلص من الموقف.
ولا يتوقف التفكير بمجرد انتهاء التجربة فقط.
فالتفكير فيما بعد الحدث من الضغوطات التي تواجه هؤلاء الأشخاص الذين يعانون من الخوف من التحدث امام الجمهور.
فيبدأ بالتفكير في انطباع الناس عنه وإلى أي مدى كانت تظهر عليه علامات الخوف والقلق وهو ما يعرف بالتفكير السلبي.
وبذلك تهتز ثقته بنفسه وتدفعه لعدم خوض التجربة مرة أخرى، فتجده يلتزم الصمت في أي مكان تتواجد فيه مجموعة كبيرة من الأشخاص.
ويقف دائما في زاوية الأمان ولا يختلط بالناس معتقدا بذلك أنه تغلب على مخاوفه وسيطر عليها.
ولكن حقيقه الأمر أنه جعل الخوف يحجمه.
فالتغلب على المشكله يكون بمواجهتها ، والأمر حقيقة يستدعي ذلك، فالخوف من التحدث امام الجمهور يمكن أن يكون الصخرة التي تتحطم عليها أحلامك.
فجميعنا نحتاج إلى امتلاك هذه المهارة.
لماذا نحتاج إلى التخلص من الخوف من التحدث امام الجمهور ؟
أصبح فن التحدث امام الجمهور مهارة أساسية تطلبها جميع المؤسسات عند التعيين، فهي عامل مهم ومؤثر في نجاحك المهني بجانب تمكّنك من التخصص.
فبمجرد أن تمتلك آليات المتحدث المحترف يسهل عليك إقناع الأشخاص بأفكارك ووجهة نظرك في المواضيع.
ويساعدك ذلك في إقناع العملاء بمنتجك الخاص إذا كنت تعمل في المبيعات، أو يسهل عليك عمليات التفاوض مع شركات ومؤسسات.
أو يمكّنك من العرض والتقديم في الإجتماعات ولقاءات العمل الخاصة.
أو يجعلك ملهم لمجموعة كبيرة من الناس عند إلقائك لمحاضرة بأسلوب شيق وممتع يجذب انتباه الجمهور.
من المؤكد أن التخلص من الخوف من التحدث امام الجمهور يفتح لك أبواب كثيرة للتطور في عملك أو العمل على شغفك.
ويساعدك في تكوين علاقات مثمرة تجعلك دائما على دراية بما يدور حولك ولديك قدرة على جذب انتباه الآخرين مما يثقل ثقتك بنفسك ويزيد من فرصك في القيادة.
خطوات حل مشكلة التحدث امام الجمهور
قبل الخوض في الحديث عليك أن تعلم جيدا انه لا يوجد حل واحد جذري بمجرد معرفته ستتمكن من الحديث امام الجمهور بطلاقة.
ولكن حل مشكلة التحدث امام الجمهور يكمن في مجموعة من الخطوات والتدريبات إذا استمريت في ممارستها
فحتما ستتخلص من الخوف من التحدث امام الجمهور وتصبح متحدث احترافي.
1) عليك أن تتخلص من الخوف
إذا كنت تقف في زاوية الأمان خوفا من تجربة ما لأنك قد توقعت نتائج سلبية لها جعلتك تتجنب التجربة.
فعليك أن تسجل هذه النتائج في ورقه ثم تخوض التجربة بنفسك وتسجل بعدها النتائج الحقيقية للتجربة.
ثم تقارن بينها وبين ما سجلته في ذهنك وقتها ستعرف جيدا أن الخوف يعطلك كثيرا عن كل ما تريد
2) غيَّر نظرتك للأمور
عادة يواجهك الخوف من التحدث امام الجمهور أو التوتر بشكل عام من الأماكن التي تتواجد فيها مجموعة كبيرة من الناس
وذلم بسبب ضغط تضعه أنت على نفسك من خلال نظرتك للأمور.
فأنت دائمًا تعتقد أنك محط أنظار الجميع وأنك دائماً مراقب وتحت أعينهم وكأن جميع من في المكان يتابع تحركاتك وكلماتك.
وبالطبع هذا غير صحيح ولكن السيناريو السئ الذي ترسمه نظرتك للامور هي ما تجعلك دائما في توتر وقلق.
فحاول أن تغير نظرتك للأمور وتتعامل بالشكل الطبيعي.
3) عالج نفسك تدريجياً
إذا كنت في بدايات التخلص من الخوف من التحدث امام الجمهور فليس عليك أن تخوض أوائل تجاربك بين مجموعة عريضة من الجماهير أو أن تقارن نفسك بالمتحدثين المحترفين.
لأن ذلك يعد ضغط كبير ويمكن أنريؤثر عليك سلبيا إذا لم تتم الأمور بالشكل المراد.
فعليك أن تتدرج في حل المشكله حتى وإن بدأ الأمر بأن تتحدث امام نفسك في المرآة بصوت عالي وكأن الجمهور يتواجد حولك.
حتى تستطيع أن تصل لكفاءة المتحدث المحترف امام مجموعة كبيرة من الجمهور.
4) التحضير الجيد والتقليل من المواقف الموترة
يعد التحضير الجيد من أهم آليات المتحدث المحترف فكلما كنت متمكن من المادة أو الموضوع الذي تحكيه بشكل جيد ودقيق كلما سهل عليك تقديمه باحترافية وبهدوء دون توتر.
كذلك التقليل من المواقف التي تدفعك للتوتر والقلق، وتتضمن أيضا التحضير الجيد التأقلم على طبيعة المكان.
بأن تحضر مبكرا لتجهز المكان الذي ستلقي فيه محاضرتك لتأخذ طبيعه المكان وتتأقلم عليه وتحدد النطاق الذي ستتحرك فيه.
وتجري بعض التعديلات التي تحتاجها لتكون جميع الأمور مناسبة لأداء احترافي.
5) التحكم في درجة وسرعة الصوت عند الإلقاء
يعد الصوت هو المقياس الأول لأداء المتحدث المحترف وأولى المعايير التي يرتاح إليها الجمهور أو ينزعج منها.
فعليك أن تتحكم جيداً في درجة صوتك بألا تكون عالية في جمل غير مناسبة فينزعج منها الجمهور، أو تكون منخفضة فيجد الجمهور صعوبة في الفهم.
بل عليك أن تتحدث بدرجه متوسطه وتتلون في أدائها بين المرتفع والمنخفض حتى يندمج معك الجمهور المستقبل.
وكذلك أن تتحكم في سرعة مناسبة تناسب خطابك و لاحظ جيداً، أنك لا تتحدث بسرعة يصعب على المستمع فهمها أو ببطء يشعر المتلقي بالرتابه والملل.
6) استخدم أسلوب السرد القصصي
نوعيه الحديث وكيفية تناول الموضوع هي أحد العوامل المهمة التي على أساسها ينجذب الجمهور للحديث.
ويعد أسلوب السرد القصصي هو أنجح الأساليب التي يميل إليها الجمهور.
فبدلاً من أن تناقش الموضوع بشكل أكاديمي يحتوي على مجموعة من العناصر أو البيانات، فمن الممكن تناوله بشكل قصصي مشوق يدفع الجمهور لمعرفه المزيد.
كأن تقوم بإضافه قصة أو مثال يعبر عن الموضوع الذي تناقشه ويفتح مجال لمشاركة الجمهور في الحديث بناء على تشوقه وتوقعه للأحداث.
وهو أنجح الأساليب التي تستخدم في فن الإلقاء الجماهيري.
من المؤكد أن الموضوع لديه دراسة أعمق تفتح لك حلول أكثر عملية وتساعدك في حل المشكلة.
ولكن في النهاية عليك أن تعلم أن التحدث امام الجمهور ليست موهبة بالفطرة.
بل مهارة تكتسب من خلال الدراسة و التدريب والعمل عليها بشكل جيد.
حتى تنتقل من مرحله الخوف من التحدث امام الجمهور إلى مرحله المتحدث الاحترافي.
الكاتب: باسم رأفت