الدليل الشامل في التعلم عن بعد | كيف يمكنك تحقيق أقصى استفادة منه؟

في الآونة الأخيرة تطورت التكنولوجيا بشكل كبير ومر العالم بكثير من الأزمات التي عطلت العمل لدى الشركات. فظهر مصطلح التعلم عن بعد. فهل تعرف ما هو مصطلح التعلم عن بعد؟ وهل تريد أن تزيد من معلوماتك في مجالك وتسبق غيرك ممن هم في نفس المجال؟ هل تريد استغلال وقتك وتعلم مجالات جديدة؟.

 

في هذه المقالة ستتعرف على مفهوم التعلم عن بعد، وما هي الوسائل المعينة على التعلم عن بعد. بالإضافة إلى أهمية التعلم عن بعد والمصادر والمنصات التي تساعدك أثناء التعلم، وكيفية عمل خريطة مثالية لتساعدك في رحلة التعلم. 

 

مفهوم التعلم عن بعد 

يعرف التعلم عن بعد بمصطلح E-Learning وهو يعني بتعلم كل شيء عن أي مجال في البيت وعن طريق الانترنت.

 

ويعرف التعلم عن بعد بتوفير كل المواد التعليمية عبر الإنترنت دون الحاجة لوجود الطلاب بشكل جسدي في مركز الجامعة وقاعة المحاضرات لإكمال العملية التعليمية.

 

أنواع التعلم عن بعد

في حين تسعى كل دولة إلى تحديث نظامها التعليمي وطريقة تقديمه، إلا أن أنواع التعلم عن بعد تختلف حسب المادة التعليمية وإمكانيات كل دولة وهل يتقبلها الطلاب أم لا.

 

وتنقسم تلك الأنواع إلى:

• التعلم عن طريق الانترنت: 

يعرف هذا النوع بتوفير المادة التعلمية عن طريق الانترنت. حيث يمكن إتاحة المادة التعليمية من خلال منصات متخصصة أو عن طريق البث المباشر للمحاضرة أو طريق الفيديوهات المسجلة. ويمكن هذا النظام للطلاب بإختيار المواد بأنفسهم ووقت حضورها وتنظيم الجدول الدراسي.

 

• التعلم عن طريق البريد الالكتروني:

يمكن لهذا النظام من توفير المادة التعليمية عن طريق البريد الالكتروني للطلاب وإرسالها لهم. ويتيح هذا النوع من التعلم من إرسال الأسئلة والمشاركة والتفاعل مع المعلمين والطلاب عبر الانترنت.

 

• منصات التعلم الالكترونية:

ويعرف هذا النوع بتوفير المادة التعليمية عن طريق منصة إلكترونية. وتوفر المنصات الإلكترونية بيئة افتراضية للتعلم والمشاركة والتفاعل بين المعلم والطلاب عبر المنصة.

 

بالإضافة إلى توافر الاختبارات الدورية والواجبات الاسبوعية والشهرية على المنصة لسهولة الوصول إليها. كما يمكن عمل المشروعات الجماعية والفردية لتعزيز التعاون بين الطلاب.

 

كل هذه الأنواع أصبحت بديلا للتعلم التقليدي مما يسهل على الطلاب من تلقي المادة التعليمية وتخفيف التوتر والقلق لديهم. وحسب المقالة العلمية التي نشرت على موقع جامعة Loma Linda University والتي أجرتها الجامعة لمعرفة أثر التعلم عن بعد على التحصيل الدراسي لدى الطلاب.

 

حيث وجدت أن هذا النوع من التعلم ساعد في سهولة الوصول إلى المعلومات وتثبيتها مما ساعد على استرجاعها وقت الاختبارات والحصول على درجات جيدة. 

 

كما يمكن تطبيق بعض التطبيقات والتدريبات لتثبيت المعلومة وسهولة الوصول لها فيما بعد وتوسيع الأفق العلمية لدى الطلاب والبحث عن المعرفة بدلا من الاكتفاء بالمنهج الدراسي.

 

أهمية التعلم عن بعد

لاشك أن التعلم عن بعد ساعد في توفير الكثير من الأشياء خصوصًا مع إتاحة التكنولوجيا في كل مكان وتطورها في القرن العشرين. حيث ساعد هذا النوع على توفير:

1. الوقت والجهد

أول وأهم ميزة في التعلم عن بعد تكمن في  توفير الوقت والجهد. فلا حاجة الآن إلى التواجد في الجامعة وضياع الكثير من الوقت في المواصلات أو ماشابه.

 

كما أنه يمكن مشاهدة المحاضرات بكل سهولة عبر المنصة التعليمية الخاصة بكل جامعة. مما يسهل عملية التعليم لدى الطلاب من أي مكان وفي أي وقت بغض النظر عن الموقع الجغرافي أو المنطقة الزمنية

 

   2. المرونة أثناء التعلم

يتميز التعلم عن بعد بصفة المرونة. حيث من المسموح للطالب أثناء هذا النظام أن يختار الوقت الذي يحلو له. لأن بعض الطلاب يفضل المذاكرة في الصباح وغيرهم في المساء.

 

كما يمكن أيضًا إتاحة الفرصة للطلاب بمذاكرة المادة أكثر من مرة لأن قدرات كل طالب الاستيعابية تختلف عن غيره من أقرانه.

 

    3. تنمية مهارة إدارة الوقت

يمكن هذا النظام الطلاب من تحسين مهارة تنظيم الوقت لديهم ( Time Management ). لأنهم سيكون لديهم محاضرات واختبارات دورية للمتابعة مما يجعلهم يقومون بعمل جدول مسبق والبعد عن المشتتات.

 

    4. الانضباط الذاتي

واحدة من مهارات النجاح الشخصي في الحياة هي الانضباط الذاتي ( Self Discipline ). وهي القدرة على الالتزام بما يرغب الشخص بتحقيقه. حيث لا يتوافر التشجيع بصورة دائمة من المعلم، بل يعتمد هذا على الطالب نفسه. ويمكن نظام التعلم عن بعد من بناء هذه المهارة للطالب بمرور الوقت.

 

    5. تنمية المهارات التقنية

بما أن الطلاب تتعامل يوميا مع أجهزة الكترونية مما يجعل من تنمية المهارات التقنية أمرََا حتميََا. وبهذا النظام يتعلم الطالب كيف يتعامل مع المشكلات التقنية التي قد تطرأ له أثناء تعلمه.

 

    6. توسيع شبكة العلاقات الاجتماعية

قد يتقابل الطلاب مع جميع الجنسيات والبلدان في دورة واحد أو وظيفة ما. فيساعد ذلك على التعرف والتعامل مع  الثقافات والشخصيات المختلفة.

 

وسائل التعلم عن بعد

بعد معرفة كل تلك المميزات والفوائد قد يتحمس الفرد لتطبيق هذا النظام ولكن يجب الإشارة إلى أن  تطبيق هذا النظام يحتاج بعض الأدوات لكي ينجح. وسوف نستعرض لك بعض هذه الأدوات والنصائح لتجنب أي خطأ.

 

1. تحديد الوقت

 قبل البدء في أي دورة أو في نظام التعلم عن بعد يجب تحديد وقت البدء فيها والانتهاء منها. سواء كان هذا الوقت في الصباح أو المساء لأن تحديد الوقت يمنع من التشتت أو التسويف.

 

فمثلًا يمكنك تحديد ساعتين في الصباح لأخذ المحاضرة الاولى من كورس ما ثم التطبيق عليها حتى يمكنك أن تضمن الاستفادة الكاملة.

 

     2. تحديد المكان

بعد تحديد الوقت يجب تحديد المكان. حيث لا يمكن المذاكرة أمام التلفاز أو في أماكن يتواجد بها مشتتات أو أشياء كثيرة.  فاحرص على تحديد المكان الذي تذاكر فيه مثل مكتبك وأن يكون هذا المكتب يحتوي فقط على الأدوات التي تحتاجها أثناء المذاكرة. 

 

     3. عمل خطة للبدء

قبل البدء في أي دورة يجب عمل خطة للبدء فيها وأن لا تترك نفسك هكذا إلى حيث يقودك الحماس ثم تتركها بعدها بيومين.

فيمكنك عمل جدول بسيط يحتوي على عدد المحاضرات وبجانبها عدد الدقائق وتقسيمها على الأيام ثم ابدأ فيها.

 

وبعد أن تنتهي من الدورة التدريبية ضع علامة تم بجانبها، فهذا سوف يعينك على إستكمال الطريق وتشجعيك للاستمرار.

 

     4. البعد عن المشتتات

لا تحتاج فقط إلى تحديد الوقت والمكان وعمل خطة للبدء بل الابتعاد عن المشتتات أيضًا. حيث قد تعاني من مشكلة تناول الهاتف لفترات طويلة ولا تبدأ في ما خططت له بل حدد أولًا ما يفقد تركيزك وضعه جانبًا ويمكنك تحميل بعض التطبيقات التي تساعدك في القضاء على التشتت.

 

     5. التركيز على الكيفية وليس الكمية

من المهم أن تضع في الاعتبار بأن أخذ عدد كبير من الدورات في كل مجال وأي مجال دون تطبيق لا يعتبر أمرًا جيدًا. على العكس، سوف يترتب على هذا الكثير من التشتت الذي يصيبك أثناء التعلم.

 

فاحرص في البداية أن تحدد ما هو المجال المتناسب مع قدراتك وإمكانياتك في الوقت الحالي ثم فاضل بينهم وضع خطة كما ذكرنا سابقًا. وأهم شيء أن تركز على تطبيق ما ذكر في الدورة التي تتابعها حتى تضمن الاستفادة الكاملة منها.

 

     6. مكافأة النفس

ضروري جدًا أن تكافئ نفسك بعد إنهاء  أي دورة تدريبية أو محاضرة دراسية انتهيت منها. هذا سوف يساعدك على التحفيز واستكمال الطريق الذي بدأت فيه. ويمكنك تخصيص وقت في نهاية اليوم لمكافأة النفس وتحديد ما تم إنجازه وما لم يتم إنجازه ليساعدك في رسم بقية الطريق.

 

كما يساعد في التخلص من الضغط النفسي الذي ينتج عن التعلم عن بعد والبقاء لساعات طويلة على الشاشات

 

منصات ومصادر التعلم عن بعد

ذكرنا أن التعلم عن بعد متاح عبر منصات التعلم الإلكترونية، والتي توفر بيئة افتراضية للتعلم وغيره. 

فما هي هذه المنصات؟. تتوفر هذه المنصات عبر الإنترنت وكل ما يمكنك فعله فقط هو تسجيل حساب على المنصة التي تعجبك وأخذ الدورة المناسبة لاحتياجك أو مجالك. وهذه المنصات مجانية تمامًا مثل: 

 

• منصة إدراك 

تأسست هذه المنصة بمبادرة من الملكة رانيا للتعليم والتنمية بالأردن. وتقدم المنصة مساقات لتعلم من خبراء أكاديميين من جميع أنحاء العالم. وتشتهر هذه المنصة بإقبال الكثير من المتعلمين على أخذ دورات شهيرة بها مثل ال ICDL، والذكاء العاطفي، والإسعافات الأولية.

 

• منصة Coursera 

وهي منصة عالمية تأسست عام ٢٠١٢ بمشاركة مجموعة من الأساتذة الجامعيين في جامعة Stanford الأمريكية. وتوفر هذه المنصة دورات تدريبية ومساقات تعليمية في مختلف المجالات من جامعات ومعاهد عالمية. وتركز منصة Coursera على المجالات الواعدة في المستقبل وسيكون لديها إقبال كبير ومتزايد من الشركات. 

 

• منصة Grow with Google

سواءً كنت تفكر في تطوير مهاراتك في مجالك الخاص أو تعلم أهم مهارات للتعامل مع الذكاء الاصطناعي، فهذه المنصة هي الأنسب لك. أسست شركة Google هذه المنصة عام  ٢٠١٨ في شهر إبريل لتوفير دورات مجانية في مجالات مختلفة.

 

ويشارك في هذه المنصة أكثر من ١٠.٠٠٠ متدرب ومتعلم في مجالات المهارات الرقمية. بالإضافة إلى توفير دورات لتعلم أهم مهارات الـ Soft skills حتى تعزز من عملك ومهاراتك في التواصل مع العملاء.

 

كل ما عليك فعله هو زيارة الموقع وعمل حساب واستكشاف أهم الدورات التدريبية والأدوات المناسبة لك والتي ستساعدك في تطوير مهاراتك وعملك.

 

• منصة ينفع 

وهي منصة عربية تتيح لك دورات تدريبية ومسارات تعليمية لتعلم المجال المناسب لك كاملًا. وتعتبر شركة ينفع هي أول منصة عربية متكاملة بمحتوى مميز واشتراك رمزي بسيط.

 

تأسست هذه المنصة على يد إسلام حسين في عام 2020 وهي تهدف إلى تقديم الكورسات  في جميع المجالات لجميع المستويات وباللغة العربية.

 

مهارات يمكنك تعلمها عن بعد

بعد أن جهزت خطتك الشاملة للتعلم ومنصات والمصادر بقى لك أن تدرب نفسك على التعلم عن بعد خطوة بخطوة حتى لا تمل أو تفقد الشغف أثناء طريق التعلم.

 

والجدير بالذكر أنه يمكنك البدء في بعض المهارات البسيطة التي يمكنك تعلمها عن بعد مثل:

 

• مهارة الكتابة السريعة

هذه واحدة من المهارات التي يمكنك تعلمها عن بعد وسوف تساعدك في وظيفة وفي أي مجال إذا فكرت في تغيير مجالك.

 

ومهارة الكتابة السريعة تساعدك في توفير وقتك وجهدك أثناء الكتابة خصوصًا إذا كانت وظيفتك من النوع الذي يتطلب السرعة في الكتابة على الجهاز اللوحي.

 

يمكنك تعلم  الكتابة السريعة بالبدء في موقع أكاديمية الطباعة ولا تنسى أن الاستمرارية ستساعدك على اكتساب هذه المهارة.

 

• أدوات Google workspace

سواءً كنت طالبًا أو خريجًا أو حتى تشغل وظيفة ما فمن الضروري أن تتعلم كيف تستخدم أدوات جوجل ومايكروسوفت مثل Google docs, Google Excel, Google slides وغيره من الأدوات. 

 

وفي هذا الكورس المقدم على منصة كورسيرا من ادارة About Cloud Training ستتعلم كيف تستخدم كل أدوات جوجل. 

 

• كتابة البريد الإلكتروني

تعلم كيف تكتب بريد إلكتروني محترف سيساعدك عند التقديم إلى الوظائف التي تتطلب تواصلًا مع الشركة أو قسم الموارد البشرية مباشرةً.

 

حيث أنه لا يجب أن تكتفي فقط بملء نموذج التقديم للوظيفة بل يتطلب هذا أيضًا كتابة خطاب توصية  وإرسال السيرة الذاتية. ولن تكتفي -بالتأكيد- بإرسال رسالة البريد الإلكتروني مصحوبًا بسيرتك الذاتية فقط من غير أن تبدأ في تعريف نفسك ومهاراتك وما هي الوظيفة المقدم عليها وما هو هدفك من إرسال هذه الرسالة.

 

لذلك يمكنك أن تبدأ في تعلم كيفية كتابة البريد الإلكتروني من هنا وهذا الكورس جزء من دبلومة كيف تطور مهاراتك الاجتماعية باللغة الانجليزية.

 

وهذه الدبلومة تحتوي على عدة كورسات أخرى مثل: كيف تتحدث اللغة الانجليزية باحترافية، وكيف تبني سابقة أعمالك باللغة الانجليزية إلكترونيًا.

يمكنك أيضًا قراءة دليل عمل حساب على كورسيرا والتقديم على الدعم المالي

 

• هندسة الأوامر

في ظل التقدم التكنولوجي السريع والمتطور للآلات الكترونية حولنا وظهور أدوات الذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT و Gemini فمن المهم لديك أن تعرف كيف تتعامل مع هذه الادوات.

 

وليس فقط كيف تتعامل معها بل كيف تكتب أمر (prompt) مناسب لها كيف تحصل على أفضل نتيجة لك. وتعلم هندسة الأوامر سيفيدك بلا شك في أي مجال تعمل فيه ويساعدك على توفير الوقت والجهد.

 

هذه الدورة المقدمة من منصة كورسيرا عن جامعة Vanderbilt University سوف تفيدك بلا شك. هذه الدورة التدريبية مقسمة إلى ٦ فصول وموجهة إلى المستوى المبتدئ حتى يمكنك فهم المحتوى وعمل مشاريع بيدك حتى تضمن أفضل فرصة للتطبيق العملى.

 

وإذا كنت تفضل المحتوى العربي فهذه السلسلة المقدمة من موقع Click Your Future ستفيدك أيضًا كورس هندسة الأوامر وتطبيقاتها

 

في الختام إن التطورات التكنولوجية ما زالت في الازدياد الآن وفي السنين المقبلة. فيجب علينا أن نلائم هذه التطورات ونعتاد على الطرق الحديثة في التعليم وغيره. إن التعلم عن بعد مهارة مهمة جدًا فاحرص أن تكون عادة بالنسبة إليك.

إذا عجبك هذا المحتوى يمكنك قراءة المزيد في موقعنا …

كتبته لك: إيمان عبدالله