العزلة الأجتماعية

العزلة الأجتماعية أصبحت مؤخراً إحدى أكبرالمشاكل المجتمعية، والأسرية، وزياده نسبه العزلة الأجتماعية في المجتمع، ومنذ فترة ليست ببعيدة نعاني من افتقارنا للعلاقات الأجتماعية، ووجود عدد قليل من الأشخاص الذين يمكنك التفاعل معهم بانتظام، يمكنك أن تعيش بمفردك دون أن تشعر بالوحدة أو العزلة الأجتماعية، ويمكنك أن تشعر بالوحدة أثناء وجودك مع أشخاص آخرين.

وأكثر ما يعانون من  شعور العزله  القاتل هم كبار السن، وذلك بسبب التغيرات الصحية والعلاقات الاجتماعية، وبعض الإعاقات، وصعوبة التنقل، أو بعد حالات الفقد التي تصيب افراد العائلة او الاشخاص المقربين.

وتعددت أسباب العزلة الاجتماعية في ظل تطور الحياة اليومية الملحوظ، ومهما تعددت أسباب العزلة تظل سمات العزلة الاجتماعية واحدة في كل حالاتها.

 مامعني العزلة الأجتماعية ؟

العزلة الاجتماعية هي مفهوم يشير إلى غياب العلاقات الأجتماعية، أي هي حالة عدم تواصل الفرد بالمجتمع المحيط به، وقد يكون هذا الانقطاع بشكل كامل لفترة زمنية طويلة، أو بشكل جزئي لفترة زمنية قصيرة.ماهي العزلة الاجتماعية

و قد تكون للعزلة الأجتماعية أعراض مختلفة حسب الفئة العمرية، وهي مشكلة تواجه كل المراحل العمرية، تعرف العزلة الاجتماعية بخصائص مماثلة تماماً في جميع حالاتها المؤقتة، أو لأولئك الذين لديهم فترة انعزالية طويلة، وتشمل قائمة أنواع العزلة الأجتماعية العديد والعديد من الأعراض.

وهى تجنب الاتصال مع الآخرين عندما تتاح فرصة البقاء في المنزل لفترات طويلة، ودائما ما تكون العزلة الأجتماعية قرار شخصي يتخذه الفرد بإرادته بغض النظر عن أسبابها.

ماهى أنواع العزلة الأجتماعية ؟

وللعزلة الأجتماعية انواع متعدده يعاني منها أفراد المجتمع، وقد تتنوع تلك العزلة الي العزلة الجسدية والعاطفية، أو العزلة بسبب الأمراض النفسية، أو بسبب الأوبئة ك جائحة كورونا، أو العزلة الأجتماعية بسبب التقدم في السن، أو العزلة الأجتماعية في عصر التطور التكنولوجي،وقد تكون لتلك العزلة مغزى ايجابي أو سلبي بناءاً على الأسباب.
فيما يلي الأنواع الرئيسية:

1/العزلة الأجتماعية الاختيارية (الطواعية).

يحدث ذلك النوع من العزلة؛ نتيجة عزوف الفرد عن المجتمع المحيط به بإرادته، ويعمل على تقليل تفاعلاته الأجتماعية وعدم مشاركة الآخرين أنشطته اليومية أو الحياتية.العزلة الأجتماعية الاختيارية

وسببها عندما يلجأ الفرد لهذا النوع رغبة في الخصوصية، والبحث عن الراحة النفسية، أو عندما تكون الحياة المهنية في حاجة إلى الإبداع والتأمل.
ومثال على ذلك هو العزلة للدراسة والتأمل الروحي في المعابد والأديرة، والانعزال للكتابة الإبداعية.

2 /العزلة الأجتماعية القسرية.

    وفي هذا النوع تحدث العزلة بالاجبار نتيجه عوامل خارجية تجعل الشخص منزوي على نفسه غير إراديا، مما ينتج عنه تقليل التفاعل الأجتماعي حتى تكاد أن تنعدم تماماً.   

ومثال على العزلة الأجتماعية القسرية الأحكام الجنائية، والسجن الانفرادي، العزل الصحي أثناء جائحة كورونا حيث أقامت الدول حينها حجر صحي إجباري لمن تبدو عليهم الأعراض.

 

3/العزلة الأجتماعيةالنفسية (العاطفية)

العزلة الأجتماعية النفسية

وهنا يكون شعور العزلة مختلف ولعدة أسباب مختلفة أيضاً، ولا يقتصر هذا الشعور بالعزلة على عدم وجود الآخرين في النطاق الأجتماعي للشخص، ولكن يكون الفرد محاط بالمقربين ولكنه يشعر بالعزلة ويرغب في ذلك تبعاً لظروف نفسية،وقد تتفاقم إلى أمراض نفسية تحتاج إلي تدخل طبي مختص مما ينتج عنه تعاطي بعض مرضى هذا النوع عقاقير معالجة.

يعتبر هذا النوع من أكثر الأنواع الانعزالية انتشاراً؛ لان أسبابه تعتبر أكثر محاكاة للواقع الذي يعيشه أفراد المجتمع بصفة عامة، وتحدث العزلة الأجتماعية نتيجة فقدان أحد الأشخاص المقربين لدينا سواء كان بالموت، أو الانفصال العاطفي، ويحدث أيضاً؛ بسبب نوبات الاكتئاب والقلق المستمر.

أو أيضاً نتيجة خلافات أسرية تجعل الشخص غير سوي نفسياً وليس لديه انتماء لأي شيء حوله.
ومثال على ذلك عدم التكيف مع البيئة المحيطة سواء كانت بيئة عمل، أو بيئة أجتماعية أسرية غير داعمه لهذا الشخص .

 

4/ العزلة الأجتماعية المرتبطة بالعمر.

هذا النوع يحدث بسبب التقدم في السن، مما ينتج عنه عدم القدرة على التنقل والتفاعل مع الآخرين، أو لسبب آخر هو ما يحدث دائما لأصحاب الاحتياجات الخاصة، أو لذوي الهمم، أو لأولئك الذين يعانون من إعاقات صحية تفرض عليهم العزلة بهذا الشكل أو بشكل آخر، وهذا قد يصل الأمر بالفرد انه ينعدم لديه أشكال التفاعل المتوفرة لمن هم حوله .

عادة ما يكون سببه ثقل الحركة، أو فقدان العلاقات بفقدان أو رحيل الأشخاص المقربين، أو تغيرات نفسية طارئة، أو وصول الفرد لسن التقاعد مما يجعله في حالة صحية غير متوازنة لمواكبة المجتمعات من حولة.
أمثلة على ذلك كبار السن المتقاعدين الذين يعيشون بمفردهم.

5/ العزلة الأجتماعية الثقافية والمجتمعية.

وهنا تحدث العزلة الأجتماعية بالانفصال عن المجتمع لظروف غير نفسية، أو مرضية، ولكن تكون لعدم التكيف الأخلاقي، أو لعدم وجود تفاعل ثقافي مشترك

دائما ما يكون لوجود عقبات لغوية تؤدي الى عدم التواصل الفعال بين الآخرين، أو لوجود اختلافات دينية فيما بينهم.

وتوجد للعزلة الأجتماعية بعض الأسباب أيضا ومن ضمنهم الأسباب السياسية وعدم استقرار الشعوب والمجتمعات، مما يؤدي بهم الى الهجرة لبلدان أخرى.

وذلك يعرضهم للعنصرية والتمييز الأجتماعي، وينتج عن ذلك كل أسباب العزلة الأجتماعية النفسية، أو الأسباب الأجتماعية بداية من الاكتئاب مروراً بالقلق والتوتر وعدم الانتماء، وصولاً بالأمراض الجسدية، وسن التعاقد.

في ذلك النوع يواجه الفرد كل أشكال وأسباب العزلة الاجتماعية، مثال على ذلك اللاجئون، والمهاجرون الذين يصعب عليهم الإندماج في المجتمعات المستجدة عليهم نظراً لعدم التوافق الثقافي والمجتمعي بينهم .

 

6/ العزلة الأجتماعية الرقمية.

العزلة الأجتماعية الرقمية

وهنا يحدث هذا النوع نتيجة وهم التواصل الاجتماعي والانغماس في عوالم التقنيات، والعالم الافتراضي الذي يفرض نفسه بشكل مستدام على كل جوانب الحياة الأجتماعية والأسرية والمهنية.

وأصبح أحد المحركات الرئيسية والأفكار المتجددة، وأصبح الأشخاص يتبادلون التفاعلات الاجتماعية الحقيقية بالتفاعل مع الأجهزة الرقمية، وأصبح أكثر انفتاحاً على الآخرين وحياتهم.

ولكن على المنظور الآخر قد يكون أهم مسببات العزلة الأجتماعية تأتي على شكل إدمان الألعاب الالكترونية، وكثرة التواصل على منصات التواصل الأجتماعي، وإدمان التكنولوجيا.

مثال على ذلك الأطفال الذين يقضون وقتا طويلاً على الأنترنت مع غياب الوعي الأسري والتفاعلات المشتركة بينهم .

 

7/ العزلة القسرية المجتمعية.

هي نوع من العزلة الأجتماعية  يفرضها المجتمع على أفراد مجموعات معينة بسبب العنصرية والتمييز المجتمعي؛ وذلك يكون بسبب التفرقة المجتمعية

أو اضطهاد فئات معينة أو بعض الذين يعانون من أمراض نفسية تشكل خطراً على المجتمع، أو بعض الذين يعانون من بعض الأمراض المعدية التي يمكنها التنقل من شخص لأخر.

أو بعض الذين لديهم إعاقات تمنعهم من تلبية احتياجاتهم بمفردهم، ولذلك سوف يكونون عبئ على الآخرين.
مثال على ذلك مرضى الإيدز في بعض المجتمعات المهمشة، أو مرضى الحالات المتدهورة في الأمراض العقلية والنفسية.

 

8/ العزلة الأجتماعية الناتجة عن الأزمات.

وهنا تكون العزلة الأجتماعية غير إرادية، وتأتي عن طريق عوامل خارجية تمام البعد عن الإرادة الشخصية في العزلة، وذلك تكون نتيجة كوارث طبيعية كالزلازل

التي يفقد الشخص كل ما لديه من أشخاص ومقتنيات، وأيضا مثال شبيه له الحروب قد تكون الأزمات على المستوى الشخصي، ولا تكون على المستوى العام ولا الشائع .

عادة ما تنشا عزلة سببها مواجهة أزمات شخصية بحتة تجعل الشخص ينعزل كالصدمات النفسية وفقد الأحباب.

مثال على ذلك الذين فقدوا ذويهم في الكوارث الطبيعية سببت لهم تروما غير طبيعية.

 

ما هو السبب الرئيسي للعزلة الأجتماعية؟

وفي حقيقة الأمر هنا لا يوجد سبب رئيسي للعزلة الأجتماعية؛ ولكنها تختلف باختلاف الأسباب والظروف الأجتماعية والشخصية.

وأكثر ما تكون بسبب العوامل النفسية، والأجتماعية، والصحية، والبيئية.
ونأتي لكم بأهم الأسباب الرئيسية في السطور التالية وهي كما يلي.أسباب العزلة الأجتماعية

1/ الأسباب النفسية للعزلة الاجتماعية.

  • الاكتئاب:وهنا يفقد الانسان كل معاني الحياة السعيدة، أو بحد أدني الحياة الآدمية الطبيعة، مما يجعل الفرد يشعر بعدم القيمة، أو فقدان الاهتمام بالعيش مع الآخرين، مع عدم الشعور بجدية التفاعل المشترك بين أفراد المجتمع.
  • القلق الاجتماعي: ويكون للشخص هنا لديه رهاب أجتماعي، أو خوف من مواجهة المجتمع، والانخراط معه في المناسبات، وتجنب الأحراج والانتقاد.

والسبب في ذلك الشعور هو قصد التنمر في المعاملات الأجتماعية، مما يجعل الشخص في حالة ترقب لأعماله وأنشطته التفاعلية.

 

  • الصدمات النفسية: عندما يتعرض الإنسان لمواقف فقد لأشخاص مقربين، أو عندما يتعرض لانفصال عاطفي يجعله يعزف عن الحياة بشكل مؤقت أو مستمر  لعدم أداره الصدمات النفسية التي أصابته بشكل محكم.

2/ الأسباب الأجتماعية للعزلة.

  • التنمر والرفض الاجتماعي: عندما يشعر الشخص بعدم القبول من المجتمع المحيط به، وعدم الشعور بالانتماء.
  • التمييز والوصم: ويكون التميز على عدة جوانب سواء منها العرق، أو الجنس أو الدين، هذا يجعل الانسان في حالة أشبه ما يكون بالانعزال.
  • فقدان شبكة الدعم:
    وتتمثل شبكة الدعم في الأهل والأصدقاء الذين يقومون بأدوار إيجابية في حياة الشخص، وبمجرد غيابهم، أو فقدان أحد منهم يحدث اختلال في المنظومة الحياتية، وهذا الفقد يكون على هيئة طلاق أو وفاة.الاسباب الأجتماعية للعزلة

3/ الأسباب البيئية للعزلة.

  • العيش في مناطق نائية:
    إن العيش في المناطق ذات جودة منخفضة تحدد إمكانيات الفرد من حيث النشاطات والتفاعلات الأجتماعية، وقد تقضى أيضا على تلك الفرص تماماً.
  • الظروف الاقتصادية:
    إن التدهور الاقتصادي، وعدم توفر فرص الشغل تجعل الإنسان يعيش حالة من الشعور بعدم الاستحقاق والدونية، مما تدفعه للعيش وحيداً خجلاً من موقفه الأجتماعي، مقارنة بوضع الآخرين الاقتصادي والأجتماعي.
  • الأوبئة والكوارث: تفرض الكوارث الطبيعية العزلة على الأشخاص المتضررين منها بشكل كبير، قد تفرض أيضاً الأوبئة المنتشرة العزل الإجباري لعدم تفشي المرض في شريحة كبيرة من المجتمع

ويكون العزل عن طريق الحجر الصحي لتقليل المخاطر الناتجة عنه، وتقليل العلاقات الأجتماعية حتى التي من الدرجة الأولى.

4/ الأسباب التكنولوجية للعزلة الأجتماعية.

ادمان التكنولوجيا والاعتماد على الأجهزة الإلكترونية قد يقلل التفاعلات الأجتماعية الحقيقية، وأصبح استبدالها بمنصات التواصل الافتراضي منتشر جداً، مما يجعل العزلة الأجتماعية محققه لامحالة.

5: الأسباب الصحية للعزلة الأجتماعية.

تتمثل الأسباب الصحية للعزلة في الأمراض الجسدية المزمنة، أو الإعاقة التي تجعل الفرد غير قادر على التواصل مع المجتمع بشكل طبيعي.

  • اضطرابات نفسية: مثل الأمراض العقلية والنفسية، واضطرابات التوحد التي تجعل التواصل صعبا مع الآخرين، أو يؤثر على علاقته مع المحيطين، وربما ينتج عنه أذى نفسي للأشخاص.
    في جميع الحالات العزلة الأجتماعية شعور داخلي نابع من الإنسان بعدم الرضا عن المحيطين، أو الانتماء لهم، أو قبولهم، وهذا الشعور دائما ما يدفع الإنسان للانسحاب من العلاقات الأجتماعية.

 العزلة الأجتماعية عند الأطفال.

العزلة الاجتماعية عند الأطفال أصبحت في ازدياد خلال الأونه الأخيرة، وهي ما تجعل الطفل  في عزلة عن أقرانه، أو عدم مشاركتهم في أنشطتهم الأجتماعية.

وهذه الحالة من المحتمل أنها تأخذ الطفل في غرقها لفترات زمنية طويله أو لفترة مؤقتة، أو يمكنه التعافي بشكل سريع،

وهذه الأٰعراض يمكنها أن تخلق مشاكل على المدى البعيد سواء كانت أجتماعية، أو عاطفية أو بيئية.

ولهذه العزلة أسباب كثيرة ومتنوعة ومن أهمها.

1/ أسباب نفسية .

  • الخجل الزائد: وهذه الصفة طبيعة سائدة في معظم الأطفال، يجعلهم في رهبة دائمة من التفاعل الاجتماعي.
  • الخوف والرفض:تتولد داخل الأطفال مشاعر قلق مستمرة من ردود أفعال الآخرين تجاههم.
  • التوتر والقلق:
    يجعلهم القلق والتوتر في حالة هروب دائمة من الأنشطة التفاعلية، ويصنع منهم أشخاص سلبيين.

2/ أسباب أجتماعية.

  • التنمر: أصبح هذا النوع من الإيذاء النفسي منتشر بشكل مبالغ فيه في التجمعات، وأصبح يغزو المجتمعات بشكل عنيف، مما يجعل الطفل يبتعد عن الآخرين، وعادةً ما تواجه الأطفال هذا النوع من الإيذاء في المدارس والنوادي.التنمر
  • صعوبة بناء الصداقات:
    قد تؤدي اختلاف الاهتمامات، والمستويات الاجتماعية، والمهارات العقلية الى صعوبة في إيجاد التكيف في العلاقات المناسبة، اْو المكافئة لظروفهم، مما يجعلهم يواجهون صعوبة في التواصل.
  • التميز أو العزل:
    وهنا نواجه العنصرية بشتى أشكالها من حيث النوع والجنس واللون والدين ونجد أيضا تهميش لهذه الحالات.

3/ أسباب أسرية.

التفكك الاسري :

  • “list-style-type: none;”>
      • “text-align: left;”>إنا الطفل الأكثر عرضة للنزاعات العائلية، مثل الانفصال، وعدم الوعي الأسري من ِقبل الأبوين، يجعل الطفل أكثر قابلية للعزلة، وتؤثر عليه فيما بعد بشكل أكثر سلبية.

    <

/ul>

 

  • الإهمال والحماي المفرطة:
    وفي هذا النمط نجد طريقين مختلفين في نهايتهم ما يسمى العزلة الأجتماعية، فإن الفيصل الواحد في هذا الموضوع هو زيادة أي شيء سواء إهمال أو حماية، قد تؤدي باالطفل إلي تلك النتيجة اليائسة.

فإن الأطفال الذين يتعرضون للإهمال قد يشعرون بعدم الثقة، وأيضاً الأطفال الذين يتعرضون لحماية مفرطة فهذا يجعلهم مقيدون في تطوراتهم.

 

4/أسباب بيئيه.

  • الانتقال والهجرة: قد يجعل داخل الطفل شعور بالغربة.
  • أو العيش في مناطق دون خدمات اجتماعية وثقافية: فهذا يولد لدى الطفل شعور الانقراض.

5/ أسباب صحية أو تعليمية.

 

  • اضطراب طيف التوحد:
    هذا النوع من الاضطرابات قد يجعل الطفل في معاناة مستمرة بسبب عدم فهم الآخرين في تفاعلاتهم الأجتماعية .
  • <strong>الإعاقة:
    قد يبدو على الطفل المصاب دائما مشاعر الرفض، ويخجل من مواجهة الآخرين لما يواجه من تحديات في ممارسة حياته الطبيعية.

6/أسباب جينيه ووراثية.

لم تقتصر حالة الانطواء والعزلة الأجتماعية عند الأطفال علي أسباب بيئية واجتماعية فقط، ولم تتوقف علي حد وواقع الطفل الغير سوي في المنزل، أو المدرسة أيضاً

، بل هي مرتبطة أيضاً بأسباب جنية وراثية تنشأ عند الأب، أو الام، أو الأقارب درجة الأولى من حيث التكوين البيولوجي للفرد، والوظائف الفسيولوجية للقشرة الدماغية.

وحيث أثبتت الدراسات الحديثة مؤخرا أنه توجد علاقة قوية جداً بين العزلة والأمراض الجينية التي تصيب الأشخاص، ومما يترتب على العزلة الأجتماعية التي تصيب الأطفال عدة أسباب.

وفي مقدمتها عدم تهيئة الطفل على تفاعله بالشكل الذي يتساوى مع درجة الاستعداد الوراثي لديه مقارنتاً بمقدار الضغط الذي يواجه الطفل في الحياة.

حيث اثبتت تلك الدراسات اًيضاً بأن هؤلاء الذين يعانون من العزلة يمتلكون جهاز مناعي ضعيف، ويصبح هذا الجهاز أكثر ضعفاً بتراكم المشاعر الانعزالية بداخله

وحينها يصبح الإنسان أكثر عرضة للإصابة بالأمراض الجسدية والنفسية .

ماهي طرق علاج الطفل من العزلة الاجتماعية؟

بعد أن تعرفتِ عزيزتي الأم من خلال السطور السابقة على علامات وأعراض الانطواء والعزلة الأجتماعية لدى طفلك ، وكذلك أسبابه

وهنا دعينا نبحث معاً بشكل علمي وتربوي على طرق علاجه الصحيحة وكيفية التعامل معه بطريقة مناسبة لحالته المرضية، لكي يصبح طفلك اجتماعي ويتخلص من هذه المشكلة.

إليكِ هذه الطرق والحلول الإيجابية والعلمية:

أول خطوات العلاج هي معرفة سبب العزلة، لأن عند معرفة السبب يكون من السهل إيجاد العلاج المناسب والسريع،قبل كل شي يجب عليكي أيتها الأم معرفة أمرا هام في مسيرة التعافي من العزلة المهلكة.

وهو أننا لم نحصل بعد على براءة اختراع عقاقير سحرية أنتجت خصيصا من أجل الشفاء التام بلمح البصر من تلك الأمراض النفسية والعضوية.

فإن في بداية القضاء على كل مرض منهم عليك اتباع المحاذير وأخذ الوقت الكافي، فإن الموضوع لا يحل الا بالحب والمثابرة،اللذان يشكلان مزيجاً مختلف في نفسية الطفل.

مع الكثير من الوعي الأسري لدى الأبوين،وأيضاً المزيد من الثقافة التربوية، كلاهما يلعبان دوراً محورياً في حياة الطفل المصاب لا غني عنهم .

وفي حقيقة الأمر فان مرحلة العلاج المناسب تعتمد بشكل جذري علي سبب العزلة وشدتها أيضاً، وذلك نظراً لوجود عدة أنواع من العلاجات التي يمكنها مساعدة الأطفال المصابين بالعزلة في الشفاء التام.

وقد تشمل :

1/ العلاج النفسي الفردي

  • العلاج السلوكي المعرفي (CBT):
    العلاج السلوكي المعرفي أو CBT، هو شكل من أشكال العلاج النفسي، وهو نهج قائم على تسليط الضوء على تأثير المعتقدات والأفكار السلبية على  الصحة النفسيةوالسلوكيات الأجتماعية.

ويساعد هذا النوع من العلاج في تغير تلك الأنماط الفكرية السلبية لدى المريض، وأيضاً يساعده في السيطرة على أفكاره ، فإن ذلك يخفف من شعوره بالعزلة واتخاذ نمط حياة صحي .

24″ /

ويرتكز أيضاً علي التغلب على المعوقات في التعاملات اليومية، والتحديات التي تواجه المريض ، وهذا النسيج من العلاج النفسي يتطلب المشاركة الفعالة من الفرد أو المريض مع من هم حوله، لإنشاء روابط اجتماعية قوية وصحية.

  • العلاج النفسي الديناميكي (بالانجليزية Psychodynamic Therapy).
    >يعتبر العلاج النفسي الديناميكي شييهاً بالتحليل النفسي (بالانجليزية Psychoanalysis Therapy)،حيث أن كلاهما يرتكز بشكل أساسي علي العلاج الكلامي العميق الذي يؤسس على نظريات التحليل النفسي (بالانجليزية Psychoanalysis)العلاج السلوكي المعرفي

ويرتكز العلاج النفسي الديناميكي على علاقة المريض بعالمه الخارجي وتعاملاته بالمحيطين به، بينما يركز أيضا بشكل قليل الأهمية على علاقة المريض بطبيبه النفسي ، ويعتبر هذا النوع من العلاج هو أكثر أنواع العلاجات النفسية المستخدمة في وقتنا الحالي .

ويسعى العلاج الديناميكي إلى توعية المريض نحو مايفكر به من ماضيه، وبما فيه من سلبيات حتما ستؤثر على حاضره، وأن المشاكل السابقة التي لم تحل من قبل تساهم بشكل قوي على تغير المزاج والصحة النفسية الحالية .

وأن الهدف من هذا العلاج والذي يسعى إليه هو إراحة المريض من الضغوطات النفسية والذهنية لديه ، ويرتكز أيضا ً على العمليات اللاواعية التي تظهر في سلوكه.

ويقوم بتسليط الضوء عليها،ويقوم بمعالجة تلك المشاعر والسلوكيات التي يتعرف عليها من خلال التحدث عن تجاربه . مثل القلق والخوف والاكتئاب والرهاب الاجتماعي والهلع .

 

2/العلاج الجماعي.

يعتبر هذا النوع هو أحد أنماط العلاج النفسي، ويتلقى فيه الأشخاص الذين يعانون من مشاكل نفسية مشابهة مثل الاكتئاب، والعزلة الأجتماعية وعادة ما يكون عن طريق معالج نفسي أو أكثر مع عدة اشخاص في مجموعات صغيرة.العلاج النفسي الجماعي

ويمكن تصنيفه حسب الحالة العقلية، والنفسية لدى المريض لأنه يندرج تحته أكثر من نوع، ويعتبر العلاج النفسي الجماعي أكثر الأنواع شيوعاً، وهو دائما يركز على العلاقات الأجتماعية وتوعية المريض على ضرورة بناء علاقات شخصية ووجوب التفاعل مع الآخرين .

وأن أهداف العلاج النفسي الجماعي  تحاول جاهده على تثقيف المرضى نحو اضطراباتها التي تنتابهم من حين لآخر، ويقومون المعالجين أيضاً بمشاركتهم تجاربهم.

مما يجعل لهم بيئة آمنة تماما  للعمل الجماعي و للتفاعل بشكل غير مقلق من جانب الآخرين، وأيضاً يكسر حاجز الرهبة لديهم، وتقبل الآخر، حيث يمكنهم التعلم من تجارب   الآخرين .

3/العلاج الأسري.

 

وفي هذه الحالة يكون العلاج الأسري ينطبق عليه مقولة: (داويني بالتي هي الداء)، وهي كذلك تكون مفيدة وداعمة بشكل فعال عندما تكون العزلة الأجتماعية مرتبطة بمشاكل بيئية أو عائلية.

ويساعد هذا النوع من العلاج العائلي على فهم كيفية دعم الطفل المنعزل اجتماعياً، واحتوائه وتقديم المساعدة المناسبة له .

وهنا علي الأسرة متابعه الطفل ويجب عليهم دعم طفلهم نفسيا بعدم مقارنته بغيره، ومشاركته يومياته و ألعابه ونشاطاته الإبداعية .

 

4. العلاج السلوكي.

 

يرتكز هذا النوع من العلاج على تغيير السلوكيات والأفكار السلبية الغير مفيدة ،والتي تساعد في مشاعر العزلة الأجتماعية،واستبدالها بأخرى أكثر إيجابيه يمكن أن تساعدهم على بناء روابط وعلاقات أجتماعية أكثر وثاقة.

ويساعدهم أيضاً السلوك المعرفي على إدارة المواقف التفاعلية، ويطور استراتيجيات التكيف معها، مع تقديم المكافآت على التقدم في التفاعل  مع الآخرين، و يعززها أيضاً .

5. العلاج بالفن أو اللعب.

 

حيث أثبتت الدراسات النفسية التحليلية للأطفال أن يمكن استخدام  العلاج بالفن أو اللعب للأطفال في التعبير عن أنفسهم ، ويمكن من خلال الرسم فهم شخصياتهم ومعرفه ما يبطن بداخلهم من مشاعر وما يواجهونه في حياتهم الأجتماعية .

وتساعدهم الأنشطة الإبداعية على تحسين مهارة التواصل الاجتماعي كالعمل الجماعي في لعبة نشاط جماعي هذا النوع يعزز التفاعلات الأجتماعية لدى الطفل .

 

6. التدريب على المهارات الأجتماعية.

يعد التدريب علي  المهارات الاجتماعية أهم خطوة لتجاوز الشعور بالعزلة وأيضاً أفضل التقنيات المستحدثة لعلاج العزلة.

وهذا يتم من خلال بعض المعالجين الذين يوفرون للأشخاص المصابين بالعزلة برنامج فعال لتحسين قدرة الفرد على بدء المحادثات والحفاظ على التواصل المستمر مع الآخرين.

ويتم أيضاً توفير مواقف أجتماعية (محاكاة) تساعد الشخص على التدريب والتحدث في بيئه خاليه من الأحكام، ويقوم بعد ذلك تشجيع الشخص بتطبيق ما تعلمه في حياته اليومية،ومع الأشخاص المقربين له في علاقاته الشخصية.

ويهدف التدريب على المهارات الأجتماعية لبناء علاقات صحية وأكثر فاعلية، ويعزز أيضاً الثقة بالنفس مع كل نجاح يحرزه الشخص المصاب بحياته الشخصية والتغلب على العزلة تعتبر من أهم مهام التدريب .
.

7/ العلاج الدوائي.

في بعض الحالات، قد يحتاج الشخص إلى أدوية مضادة للقلق أو الاكتئاب إذا كانت العزلة مرتبطة بمشاعر شديدة من القلق الاجتماعي أو الاكتئاب، أو عندما تكون الحالة في فترة متأخرة من المرض ، يجب أن يتم ذلك تحت إشراف طبي.

 

8/ الدعم الأجتماعي.

من المهم أن يكون هناك دعم أجتماعي مستمر من جانب الأصدقاء والعائلة، ومن المهم معرفته أن الانخراط في الأنشطة المجتمعية، أو الإنضمام إلى مجموعات الدعم يمكن أن يساعد بشكل كبير في تعزيز ثقته في نفسه وتحسين نمط حياته الأجتماعية .

وفي ختام مقالنا يمكننا قول أن: العزلة الأجتماعية حالة من الابتعاد والانفراد يعيشها الفرد دون التفاعل مع الآخرين، وهذا قد يؤثر علي الصحة النفسية بشكل كبير من الناحية الصحية، وعلى الجانب الآخر قد تسبب أمراض جسدية.

وقد تكون العزلة الأجتماعية ناتجة عن العديد من الأسباب التي تم ذكرها سابقاً باستفاضة وهى الصعوبات الأجتماعية، والتحديات المجتمعية، والاضطرابات النفسية.والتي تجبر الأفراد على العزوف عن الحياة الأجتماعية والتفاعلات .

يجب علينا أيضا إدراك تابعيات العزلة الأجتماعية التي تؤدي إلى الاكتئاب والاضطرابات النفسية، ولكن يمكننا التغلب عليها من خلال الدعم النفسي الأسري، والدعم السلوكي.

يجب على كل فرد السعي لتكوين علاقات شخصية قوية، وتحقيق روابط اجتماعية أكثر وثاقة واستدامة.

عليك عزيزي القارئ ألا تهمل الجانب النفسي ومتابعه المختصين في المجال النفسي لكي يقدموا لك المساعدات المناسبة لتعزيز صحتك النفسية.

واخيراً لا تعتبر العزلة الأجتماعية نهاية الطريق نظراً لوجود افتتاحات كثيرة على العوالم الأخرى ،وطرق البحث عن الدعم النفسي والأجتماعي التي تمكننا من التغلب على  التأثيرات السلبية.

ومن أجل تحقيق صحة نفسية متوازنة يجب على كل فرد البحث عن علاقات اجتماعية تعزز من قدراته النفسية لكي يواجه تحديات الحياة بشكل أكثرقوة”.