اضطرابات الشخصية :ما أنواعها ؟ وما أعراضها؟
الكثير يعتقد أن الاضطرابات الشخصية هي اضطرابات نفسية،
ولكن مؤخرًا اتضح أننا أعطينا اضطرابات الشخصية تعريفًا غير صحيح بما يكفي ،
استعنت في هذا المقال بالمادة العلمية لكورس العلاج المعرفي السلوكي (CBT ) ،المؤسسة الوطنية للإرشاد النفسي.
في هذا المقال سأقدم لك:
- ما هي الاضطرابات العصابية والاضطرابات الذهانية ؟
- ما هي اضطرابات الشخصية وما موقعها بين العصاب والذهان؟
- أعراض اضطرابات الشخصية.
- أنواع اضطرابات الشخصية.
الاضطرابات العصابية والاضطرابات الذهانية:
الشخص الذي يعاني من اضطراب عصابي مثل ( القلق- الهستيريا – الاكتئاب) يكون شخصًا مدركًا لحالته،
أي أنه لا يزال عاقلًا ، ولكنه غير متكيف مع البيئة المحيطة به ويسعى للعلاج ( أي أنه يدرك أنه مصاب باضطراب ) .
أما مريض الذهان فلا يكون مدركًا لحالته المرضية ، ولا يسعى للعلاج مثل ( الفصام – الهَوَس ) .
اضطرابات الشخصية وموقعها بين العصاب والذهان:
شاهد الصورة التالية ثم اقرأ التوضيح بعدها :
توضح الصورة موقع اضطرابات الشخصية عند الفرد العصابي ( الفرد في مرحلة ما قبل الإصابة باضطراب عصابي ) ، والفرد الذهاني ( لم يصبح مريضًا بالذهان بعد ) ،
في الشكل رقم (1) موقع اضطرابات الشخصية عند الفرد العصابي :
الفرد الطبيعي يُسمى ( متزن نفسيًا ) وبالتالي هو في مرحلة ( الاتزان الانفعالي ) ،
وهذا الفرد إذا مر بالضغوطات التي من شأنها أن تؤثر في شخصيته ، تكون البيئة حوله مناسبة لظهور الاضطراب النفسي وبالتالي يصبح ( مريضًا متكيفًا مع البيئة حوله ) ، وبعد تلك المرحلة ومع زيادة الضغوطات تظهر اضطرابات الشخصية لديه ،
وخمن ماذا ؟
إذا زادت الضغوطات… يظهر الاضطراب العصابي ( نقول ألف مبروك؟ ) .
لننتقل لشرح الشكل رقم (2) موقع اضطرابات الشخصية عند الفرد الذهاني :
نسمي الفرد الغير مريض هنا ( سوي نفسيًا ) ،
هنا لدينا فرد سوي نفسيًا ولكن لديه استعداد وراثي للإصابة بالذهان ،
فتحدث الضغوط في البيئة المحيطة به وينتقل لمرحلة ( الذهانية ) ،
ومع استمرار تلك الضغوط تظهر اضطرابات الشخصية لدى الفرد الذهاني ،
وتزيد الضغوطات وتقل قدرته على التكيف معها حتى يصير لديه ( اضطراب ذهاني ) .
أعراض اضطرابات الشخصية:
إذا ثبت أن ظهور الأعراض التالية لا يعود مباشرة لضرر بالمخ أو ضرر جسمي يتم اعتباره اضطراب شخصية :
- ظهور سلوكيات شاذة وغير متجانسة تشمل: ( عاطفة الفرد ووجدانه +النزوات +طرق الادراك والتفكير +أسلوب الارتباط والتعامل مع الاخرين ) .
- يكون هذا السلوك الشاذ ثابت وطويل المدى ( أي أنه يكرره كثيرًا وليس في نوبة ذهانية فحسب ).
- يكون نمط السلوك الشاذ واسع الانتشار في المواقف الاجتماعية والشخصية للفرد ويؤدي به إلى ضعف التكيف مع البيئة المحيطة به.
- تظهر هذه السلوكيات وهو طفل أو مراهق وتستمر معه في مرحلة الرشد .
- ينزعج الشخص من نفسه جدًا أو انزعاجه من الأشخاص من حوله .
- غالبًا ما يكون لديه خلل في بيئة العمل والجانب الاجتماعي.
ويجب بالإضافة للأعراض التالية لتحديد الاضطراب أن تكون هناك 3 أعراض على الأقل لدى المريض ( المعايير السابقة + 3 أعراض على الأقل ) .
- الشخصية ذات الطابع الفصامي.
- الشخصية الهستيرية.
- البارانويدية.
- الشخصية شبه الفصامية ( الشبفصامية).
- الشخصية التجنبية.
- السيكوباتية .
- الشخصية الاعتمادية.
- الشخصية الوسواسية .
أنواع اضطرابات الشخصية:
الشخصية ذات الطابع الفصامي (الفصام البسيط ) :
وهو اضطراب تم تصنيفه كأحد اضطرابات الشخصية ، يبدأ من سن ( 15 – 25 عام) ،
ويطلق عليه (تفكك الشخصية ) لأن الشخصية تتدهور تدريجيًا .
ويحدث خلل في الإرادة يتمثل في :
- ضعف الثقة بالنفس .
- الشعور بالعجز.
- عدم القدرة على اتخاذ القرارات .
- السلبية المطلقة.
- الكسل .
يحاول المريض تبرير هذه التصرفات بمبررات منطقية أو غير منطقية.
ويحدث لديه اضطراب في الوجدان والانفعالات وقد تتأخر الاستجابات الانفعالية لديه.
ويحدث خلل في الوظائف التنفيذية للمخ ( الذاكرة والتركيز) .
الشخصية الهستيرية:
- عدم النضج الانفعالي ( التغير السريع في العاطفة والانفعال لأتفه الأسباب ، وتظهر الانفعالات قوية جدًا ولكنها تخمد سريعًا وتتغير إلى عواطف أخرى).
- الانبساطية في المزاج ( وبذلك تتعدد المعارف والصداقات ، وسرعان ما تتغير العلاقات سريعًا وتكون سطحية) .
- القابلية للإيحاء (سرعة التأثر والتفاعل مع الأحداث اليومية ، وتغير حالتهم المزاجية بشكل قوي يؤثر على قراراتهم) .
- الأنانية وحب الظهور(والعل على لفت الأنظار وأن يكون دائمًا محور التركيز ، والنظر للأمور العامة بطريقة ذاتية ).
- عدم التحكم في الانفعال( ضحك هستيري أو بكاء هستيري، ورغبات ومحاولات انتحارية، لكنتتغير هذه الذبذبات بطريقة سريعة ومفاجئة ) .
- الاستفزاز الجنسي(محاولة دائمة لجذب الانتباه الجنسي للجنس الاخر ، وتفسير أي ظواهر عادية- مثل الابتسام عند إلقاء التحية- بطريقة جنسية ) .
الشخصية البارانويدية:
- لديه حساسية مفرطة تجاه الهزيمة أو الرفض ولا يتقبل النقد.
- عدم مغفرة الإهانات أو التجريح ،ويميل لحمل الضغائن ،والشك المستمر وتشويه الخبرات التي يمر بها .
- تفسير الأفعال العادية أو المحببة والودودة تفسيرًا سلبيًا على أنها عدوانية أو مليئة بالاحتقار .
- التشبث بالحقو الشخصي والاحساس القتالي الذى لا يتناسب مع طبيعة الموقف.
- القابلية للغيرة المرضية.
- الإحساس بأهمية ذاته بشكل مفرط .
الشخصية شبه الفصامية (الشبفصامية ) :
ينعزل الشخص عن المجالات التي تتضمن تواصلًا اجتماعيًا أو عاطفيًا ، ويفضل الأنشطة الفردية والخيال والتحفظ وأعراضها كما يلي:
- الانسحاب الاجتماعي بالتدريج ( فيكون انطوائيًا) .
- الانغماس في الخيال وتجاهل الواقع (تفضيل الخيال عن الواقع ) .
- صعوبة التعبير عن المشاعر .
- البرود العاطفي ( تأخر الاستجابات الانفعالية ) .
- لا يصلح للتعامل مع الجمهور لذا يرغب في العمل منفردًا .
بعض الفلاسفة والأدباء والرسامين عانوا من هذا الاضطراب .
الشخصية التجنبية:
- يتجنب الوقوع في المشكلات ويهرب نها بشكل مبالغ فيه.
- لا يخاطر إذا كان هناكاحتمالات سيئة ولوضئيلة .
- يتجنب تحمل مسؤولية مطلقة.
- يتجنب المطالبة بالحقوق الشخصية .
الشخصية السيكوباتية:
- يتسم بالأنانية المفرطة وقد يدمر ما حوله ليصل لهدفه .
- يرغب في إلحاق الأذى بالآخرين ولا يشعر بالندم لذلك.
- لا يتمتع بالقيم أو الضمير ،ويبرر أفعاله .
- لا يريد أن يكون أحد أفضل منه.
- يوجد نوعان تحت تصنيف الشخصية السيكوباتية:
- السيكوباتي العاجز المتقلب ( يؤذي غيره ولكنه فاشل في حياته ) .
- السيكوباتي متقلب الانفعالات (يرفض الفشل ،ويفعل أي شيء لضمان بقائه في القمة ) .
الشخصية الاعتمادية:
- لا يستطيع القيام بأي أمر إلا بالرجوع لشخص يثق به.
- دائمًا يجعلهم يتخذون القرارات نيابة عنه (يعتمد دائمًا على الآخرين ).
الشخصية الوسواسية:
- الاهتمام البالغ بالتفاصيل والدقة .
- النظام الصارم في العمل والحياة اليومية.
- يعاني من مشكلات اجتماعية بسبب حساسيته المفرطة .
اقرأ: اضطراب الشخصية الحدّية .
اقرأ أيضًا :
كتبته: شروق نورالدين .