التخلص من ملل القراءة | 5 خطوات عملية لتُدمن القراءة حتمًا
أعلم أنه برغم محاولاتك المستمرة في السعى وراء اكتساب المعارف و حب القراءة أنك قد عجزت عن التخلص من ملل القراءة ..
لكن هل تتذكر معي ذلك الشخص الذي لاطالما انبهرت بلباقته في الحديث، معرفته كم كبير من المعلومات، أحاديثه التي تسبق سِنُه بأعوام ؟
نعم، إنه ذلك الشخص الذي أتى بذهنك الآن، و كانت اجابته الأكثر شيوعًا حين تسأله عن سر قدراته و معرفته بكل شيء حولنا : ” أنا فقط أحب القراءة و الاطلاع على مختلف الكتب بشكل يومي مما أدى إلى معرفتي بكل هذا “
لكن ثَم هناك سؤال آخر يدور برأسك و هو : كيف استطاع هؤلاء الأشخاص عشق القراءة للدرجة التي اعطتهم القدرة على قراءة أكثر من 150 كتابا ثنويا أو جعلها عادة يومية رغم انشغالات الحياة المختلفة ؟
و هذا هو موضوع مقالي اليوم ،و هو البحث عن السر وراء حب القراءة و الاتزام بها كعادة يوميًا
لكن ما راود ذهني كثيرا هل فعلًا القراءة بهذه الأهمية ،أم يمكنني النجاح و جمع المعارف بدونها ؟
هيا لنستكشف معًا ..
هل يمكن النجاح بدون قراءة الكتب ؟
بخلاف أمر النجاح دعني أخبرك انه لا يجوز لإنسان حي قول ” أنا لا اقرأ “لأنها من الأنشطة الأساسية في حياتنا .
إذا تأملت للحظات, ستتأكد أنها مهارة مشتركة بين ناجحي العالم رغم انشغالم الدائم مثل : بيل جيتس، إيلون ماسك، مارك زكروبيرج أو ..
يمكنك أن تتعرف على أهم 10عادات يقوم بها الأغنياء من هنا
لتلخيص الأمر، القراءة هي الوسيلة و ليست الهدف، بعبارة أخرى نحن نقرأ للوصول للمعرفة و الحلول العملية و العملية للمشاكل التي نواجهها في حياتنا .
لكن ليس الهدف هو مجرد تعداد لأرقام الكتب التي تُنهيها دون استافدة فعلية، أو لكي فقط تكون ضمن مجتمع المثقفين ” المزيفين”.
لأن هؤلاء الناس يسعون بشكل أو بآخر للوصول إلى انجازات أو القاب وهمية ليشارك في عالم الانجازات على السوشيال ميديا .
و لتوضيح مفهوم الثقافة الحقيقة لديك، قم بقراءة مقال يناقش هذه الفكرة من هنا
و بالتأكيد يدور ببالك الآن ” مادام الأمر كله يكمن في الحصول على المعرفة ليس أكثر ، لماذا الكتب و ليس الفيديوهات أو الملخصات و ما هو غير ذلك ؟”
الاجابة : بالطبع يوجد مصادر عدة لاكتساب المعارف المختلفة الملخصة في شكل :
- فيديو
- مقال صغير
- بوست على مواقع التواصل الاجتماعي
- بودكاست في عدة دقائق
بواسطة الطرق السابقة سوف تحصل على المعلومة جاهزة أمامك ، لكنك ستخسر الكثير من التفاصيل المهمة .
ما الذي يوجد في الكتب و لا يوجد في غيرها ؟
ستجد داخل الكتاب :
1- الفرصة في العصور على الكثير من الكلمات التي تلمس أحاسيسك و أفكارك التي عجزت في التعبير عنها بالحديث.
2- قصص و تجارب الكاتب الحياتية المليئة بالتفاصيل الشيقة التي لن يمكنك الحصول عليها في ملخص الكتاب!
3- معلومات و أفكار تكشف عن غوامض هذا العالم ، أولها انت عزيزي القارئ ..
4- ارشادات دقيقة يمكن اتباعها للنجاح في أي مجال تريد، و بالطبع لن يسطيع مجرد بوست تلخيصها
5- العديد من المهارات التي يمكن تعلمها و اكتسابها خطوة بخطوة مثل :تنظيم الوقت ، التأثير في الآخرين و الخ ..
و اخيرًا يمكن الكتب في مساعدتك لتقوية لغتك الأم “العربية “أو تقوية لغة أخرى لديك مثل الإنجليزية .
أمازلت تتردد في أهمية القراءة و ترغب في استبدال الكتب ؟
لا تنس أن تقرأ أهم 6 كتب ينبغى قرائتها قبل التخرج من هنا
ما هي العوائق التي تمنعنا من التخلص من ملل القراءة و حبها ؟
كل منا يحمل جينات حب التطلع ، الفضول للكشف عن الغوامض و اكتساب المعارف، و لكن للأسف القليل منا من يأخذ الكتاب و يقرأ
اضافة إلى ذلك أنك ستجد من هؤلاء الكم القليل الذي يقرأ كم أقل منهم هو من يستطيع المداومة و الاتزام بهذه العادة .
لذلك سيكون المجموع النهائي للقراء الموجودين أقل مما تنوقع .
فلفنكر سويا عزيزي القارئ ما يمنع محبي القراءة من الاتزام بها ؟
- البيئة الخارجية من حولك :
و خلاصة الأمر انك تحاط بمجموعة من البشر\ أصدقاء الذين يجهلون فكرة القراءة بشكل عام
أو تسيطر على عقولهم أفكار و اهتمامات أخرى كالعاب الفيديو أو مشابه ذلك، و من الطبيعي أن يتطبع الإنسان بنفس بيئته .
ف نتيجة لذلك تكلل محاولاتك بالفشل في كل مرة تحاول فيها خلق بيئتك الخاصة أو التعمق و التركيز في قراءة شيء ما .
- الإنشغال طوال اليوم :
عدم وجود وقت كافي في اليوم لاستحواذ كل من العمل، المذاكرة،الرياضة أو حتى الأطفال على كل يومك .
- آخر أولوياتك :
ذلك الأمر يحدث عندما تضع القراءة واحدة من المهام الفرعية لليوم أو في نهايتها .
- كل شيء أو لا شيء :
يعتبر هذا واحدا من أكثر العوائق حولنا ،و هو وضع مقدار معين للقراءة يوميا “نصف ساعة مثلا” ، لكن في حين شعورك أنه لم يبق وقت لهذا المقدار تٌقرر عدم البدء من الأساس لعدم وجود الوقت الكافي “الذي قمت انت بتحديده”.
- ادمان السوشيال ميديا
- التشتت و قلة التركيز
- قراءة كتب لا تناسب احتياجك أو أعلى من مستواك فقط لأنها مشهورة
5 طرق عملية تجعل القراءة عادة يومية :
بعد أن تعرفنا على أهم النقاط التي تخص أهمية القراءة و ما هو غير ذلك،هيا بنا نتعرف على أهم الطرق و القوانين العملية لحب القراءة،بل إدمانها .
كل ما يجب علي الآن هو قراءتها و من ثم تطبيق ما يروق لك منها، فلنبدأ :
1- 4 قوانين للعادات الذرية :
هذه الأربعة قوانين مقتبسن من كتاب عادات ذرية و يتمثلوا في أن تجعل عادتك “القراءة” :
- ظاهرة
- جذابة
- سهلة
- مُرضية
كبف تجعل عادة القراءة ظاهرة و واضحة ؟
في هذه الخطوة الاعتماد على النية و الذاكرة أو الإرادة وحدهم ليس بالشيئ الكافي .
بل يجب جعل القراءة عادة واضحة بشكل فعلى، و يمكن ذلك بتهيأة عدد من العوامل الخارجية و القيام ببعض الخطوات.
- اولًا : حدد الكتاب الذي تريد البدء في قراءته بشكل خاص و لا تعتمد على مجرد الفكرة في ذهنك
- ثانيًا : اصنع لنفسك قائمة بأكثر الكتب التي تريد قراءتها مستقبلا
- ثالثًا : ضع الكتاب الذي تقرأه في مكان ظاهر أمامك لا يمكن تجاهله، مثلا على : مكتبك الخاص أو ربما سريرك .
أفضل طريقة لحب القراءة و جعلها عادة جذابة !
يجب وضع عناصر جذب و متعة لهذه العادة، حتى يتحفز المخ لممارسة هذه العادة يوميا .
و من بعض الطرق لصنع عوامل جذب للتخلص من ملل القراءة هي :
- اختر كتاب في موضوعات أنت شغوف بها أو يخص مشاكل أو مهارة تريد تعلمها حتى تشعر بالرغبة في القراءة
- ادمج القراءة مع نشاط محبب لقلبك مثل شرب القهوة , أو سماع الموسيقى الهادئة و ما هو غير ذلك
- قراءة الكتاب و مناقشته مع أحد من أصدقائك عن ما أعجبك أو العكس .
اجعل العادة صغيرة:
كل ما عليك يا صديقي هو أنت تركز على الهدف الصغير و ليس الكبير .
في عبارة أخرى اجعل تركيزك على الاتزام بالقراءة لمدة نصف ساعة يوميًا ، و لا تركز على قراءة 50 كتاب سنويا
هل لاحظت الفرق ؟!
و لتعزيز هذه العادة بشكل أفضل يمكن وضع حد أدني للقراءة “صفحة واحدة مثلا ” تلتزم بها يوميا رغم اسوأ الظروف أو الانشغالات التي ستمر بها .
في حالة استطعت ان تزيد عن تزيد عن الصفحة ف هذا رائع ، و إن لم تستطع فهذا ايضًا رائع لأنك ستكون التزمت بالحد الأدني الخاص بك .
المهم هو عدم الانقطاع ابدًا , و هذه المرحلة تأتي بالتدريج بعد التعثر عدة مرات .
لا تنس تخصيص وقت محدد في يومك للقراءة مثال : بعد الاستيقاظ، قبل النوم أو الخ ..
كيف اصنع عادة مُرضية ؟
حصولك على الرضا و السعادة بعد اتمامك لعمل ما يرتبط بشكل واضح بتكوين هذا العمل كعادة يومية
اذن كيف يمكننا التخلص من ملل القراءة و الشعور بالسعادة و الانجاز بدلا من ذلك؟
- يمكن أن تشارك ما تتعلمه يوميا مع اصدقائك الداعمين لك أو عبر السوشيال ميديا بشكل متنظم يوميا.و قد يكون التفاعل و التشجيع على منشورك سبب في تحفيزك
- كافئ نفسك بشيء تحبه بعد اتمام الكم المطلوب يوميا
2- استفد من الأوقات الضائعة !
اجعل الكتاب جزء من حقيبتك ، و حاول استغلال الوقت الضائع بالمواصلات أو في انتظار دورك في مكان ما .
و بالطبع يمكنك الاستفادة بالكتاب ورقيا أو تحميلها صوتيا و استخدامها ك كتاب مسموع .
لا توجد أعذار، تذكر أنت من تصنع الوقت ليس العكس .
افضل الكتب المسموعة Mp3 |استثمر وقتك صح
3- حاول أن تحب اللوم الرمادي قليلًا
إن كنت من الأشخاص الذين يعملون بأجواء الأبيض أو الأسود ، أنصحك بالتراجع فورًا .
للتوضيح، ان كان من المفترض أن تنجز يوميا نصف ساعة ،و لكن لظروفٍ ما أجربتك أن يتبقى 10 دقائق فقط في يومك .
لا تأخدها كحجة بأنه لم يوجد المتسع من الوقت، بل اعمل بما هو بين يديك الآن و لا تختلق الأعذار الزائفة
تذكر أن :
4- ضع نفسك في تحدى
قم بالتخطيط لإنجاز قدر معين من الكتب “بشكل واقعي” و تحدَّ نفسك بإنجازه .
5- اصنع نادي للقراءة :
قم بجمع عدد من الأشخاص الذين يريدوا التزام بالقراءة مثلك ، و من ثم قوموا جميعًا بتحديد كتاب يقراؤه الجميع في نفس الوقت .
لا تنس تحديد deadline لإنهاء الكتاب حتى يتحفز الجميع ليكون لهم دور فعال مثر أثناء النقاش .
اضافة على ذلك ، اختر الأشخاص الذي سوف تشاركهم بعناية فائقة حتى تتأكد من وجود الداعم المطلوب للاستمراية و التحفيز و ليس العكس .
و الأهم من كل هذا هو الزام جميع أفراد النادي من الحضور حتى لو لم يكملوا القراءة ” لظروف قاسية مثلا”
ملحوظة : إن لم تستطع عمل النادي الخاص بك، يمكنك العثور على العديد منها بالفعل على الانترنت و كل ما عليك هو الاشتراك مثل نادي منصة أخضر .
6- حدد هدفك من القراءة :
قد يكون هدفك من القراءة :
- التفوق في مجال ما
- حبك في جمع المعلومات العامة
- رغبتك في تقوية اللغة لديك
و دعني أؤكد أن تحديدك للهدف سيكون هو الحافز الأول لك بعد ذهاب حماس البدايات.
لذلك قبل فعل أي شيء اسال نفسك لماذا أقرأ ؟”
إن وصلت لهذه النقطة من المقال دعني أشكرك و أرفع قبعتي لك، لأنك من أكثر الأناس إرادة و التزاما و ستصبح قارئا ممتازًا .
لكن المهم أن تطبق ماذكرناه من خطوات لتحاول التخلص من ملل القراءة نهائيًا
تذكر أن قارئ اليوم هو قائد الغد