الحب في زمن الكوليرا ملخص و تحميل
الرواية التي حارب فيها غابرييل غارسيا ماركيز الزمن هي تدعي الحب في زمن الكوليرا الحائز على جائزة نوبل تلخيص محمد عبد المقصود
الحب في زمن الكوليرا
الكوليرا داء
والحب داء
هما يغير حياة المرء
كلاهما يعلن حربا شرسة ووحشية
كلاهما قاس وفتاك
وكلاهما يستهلك صاحبه
كاتبنا العزيز صنع لنا روايةً تجعلك تصاب بحيْرة النكهات، أهي مجرد عمل رومانسي؟
ينتظر البطل فيها البطلة زمنًا طويلًا يصل إلى ثلاث و خمسين سنة،
أم أنها عمل درامي حزين يصف لك معاناة النفس البشرية حين يهجم عليها وحش الفقد بمخالبه؟
أم أننا أمام عمل فلسفي، يجعلك الكاتب من خلال كلماته الصادقة صدقًا فجًّا و كأنه بوقاحة غريبة أعطى الحق لنفسه كي يلِجَ أدق تفاصيل أفكارك النبيلة و خواطرك الدنيئة، و يرمي بك في متاهة المصائر و سخرية الأقدار…يجعلك في عالمٍ موازٍ، و كأن روحك تتذكر كل لحظة طعنتها و خدعتك بنسيانها أو بتغافلها…
لا أعلم، كل ما أعلمه أنها تسجيل مؤلم لقصة بعيدة كل البعد عن وردية و سخافة قصص الحب التي تشعر فيها أن النهاية الحزينة أو السعيدة على حدٍّ سواء لا أهمية لها، و كأنها قصة خُلقِت كي تموت من أول لحظة بسماجتها، هذا شعور شخصي و ليس بالضرورة أن يكون مقياسًا، و لكني بالتأمل في فكرة الحب عمومًا، أجد هذا النوع من القصص غير المفهوم الذي تشعر أن كلا الطرفيْن يريدان خلق السعادة و الشغف بينهما و هما في حقيقة الأمر بعيدان كل البعد عن جوهر الحب الذي يجعلنا في جنة و يجعل أرواحنا بمنأى عن انتمائها الجسدي الفاني.
أقرا ايضا
كتاب المعدي او Contagious | تلخيص
إذا كان هذا العمل جيد ، فلإنه يخلو من توابل الحوار الخادعة و مليء بدسامة سردية تجعل القارئ مفتونًا بالثقافة اللاتينية و مستشعرًا ذاته و كأنها أضحت جزءًا من الرواية،
اختار الكاتب البيئة الكاريبية بحرارة مشاعرها و أحداثها في حقبة القرنين الثامن و التاسع عشر.
عنصر اللغة عادةً يكون غير متوفر بصوة ملحوظة في الأعمال المترجمة و لكن صالح علماني جاء بعربيته العذبة التي جعلها مزيجًا بين العربية و اللاتينيه و أيقظ لغوية الرواية، جعل اللغة شريكًا في هذه الملحمة و جعلها ركيزةً تفتن القارئ بهوس ماركيز في وصف أدق التفاصيل في كل مشهد.
ماركيز بنى عالمًا من سراديب بشرية معقدة وقعت ضحية لقصة حب عانت من الفراق نصف قرن، تفنن في إيقاظ أصغر الجروح التي اندملت بصعوبة مميتةو من الممكن أن تكون هذه الجملة على لسانه خير مفتاح:
” كانا ينسابان بصمت كزوجين قديمين كوتهما الحياة، إلى ما وراء خدع العاطفة، إلى ما وراء حيل الأوهام القاسية و سراب خيبة الأمل: إلى ما وراء الحب.
لقد عاشا معًا ما يكفي ليعرفا أن الحب هو أن نحب في أي وقت و في أي مكان. و أن الحب يكون أكثر زخمًا كلما كان أقرب إلى الموت.