ما هو تاثير الحقيقة الوهمية؟ ولماذا نكون فريسة سهلة للاشاعات؟
عندما نسمع نفس المعلومة متكررة في اماكن مختلفة فإننا غالبا ما نعتقد أنها صحيحة، لماذا ذلك؟ وما هي الحقيقة الوهمية؟ ولماذا نكون فريسة سهلة للاشاعات؟
كيف نقع فريسة الاشاعات :
من السهل أن نكون فريسة الاشاعات فمثلا إذا قلت لك أن كوكب المريخ مصنوع من شعر القطط فإنك لن تصدقها حتى لو تكررت عدة مرات،
لكن ماذا لو قلت أن صخور المريخ لها نفس كثافة شعر القطط،
ولم أكن أنا الوحيد الذي قال هذه المعلومة أي رأيت أشخاصا كثر كرروها أيضا و في صفحات فيسبوكية مشهورة،
وأنت لست على دراية بالجيولوجيا والكواكب، فهناك إحتمال كبير أن تصدق هذه المعلومة التي خلقتها حديثا دون التفكير في التحقق منها،
بل ويمكنك أيضا مشاركتها مع الاخرين عبر الانترنيت او في مواقع التواصل الاجتماعي،
هذه هي الطريقة التي تعمل بها الحقيقة الوهمية،
لأننا جميعا نميل للاعتقاد بأن المعلومة او الخبر صحيح ما دمنا تعرضنا له عدة مرات،
فكلما سمعنا الشيء أكثر من مرة يبدو أكثر صدقا،
وتصل درجة قوة هذا الامر إلى أنه يمكن أن يقنعنا بأن المعلومات التي نعرفها “خاطئة” في المقام الأول حتى لو كانت صحيحة.
إذ يمكن إقناع أدمغتنا بإشاعات وأمور لا أساس لها من الصحة لخدمة جهة معينة.
للحقيقة الوهمية دور كبير في نجاح الاعلانات إذ تعتبر الدعاية من الادوات القوية للتحكم والتأثير في طريقة تفكير الناس،
لانهم يستطيعون إقناع شخص بأن المنتج هو الافضل في الساحة بالاستعانة بممثلين مشهورين ومؤثرين وما إلى ذلك،
حتى ولو لم يكن المنتج جيدا إلى تلك الدرجة لكن عقلك مجبر على إختياره.
إختبار للحقيقة الوهمية:
كان أول إختبار للحقيقة الوهمية عام 1977 في بحث بعنوان ” التردد و مؤتمر الصلاحية المرجعية ” على يد كل من ديفيد جولدشتاين من جامعة تمبل وتوماس تورينو من جامعة فيلانوفا بالولايات المتحدة الأمريكية،
وتم في هذا الاختبار إعطاء الطلاب 60 عبارة وطلبو منهم تقييم مدى صحتها،
مع التأكيد بأن العبارات إما صحيحة أو خاطئة وتم إختيار العبارات بأن لا تكون مألوفة للمشاركين،
والعبارات أيضا كانت موضوعية يمكن التأكد من صحتها وليست مسألة رأي،
مثلا “أطول نهر في العالم هو نهر النيل” وهي صحيحة.
وتم إجراء هذه الاختبارات مرة كل أسبوعين وكانت بعض العبارات تتكرر كل مرة والبعض الاخر لا،
أي أنهم لم يكررو اول وآخر 10 عناصر لكي لا يتذكر الطلاب العبارات المتكررة ويبحثو عنها،
وخرجت نتائج البحث بأنه مع كل تكرار أصبح الطلاب أكثر يقينا بأن العبارات المتكررة صحيحة.
سبب الاعتماد على الحقيقة الوهمية:
يقول العلماء أن سبب الاعتماد على هذه الحقيقة الوهمية هو أنها تجعل معالجة الافكار سهلة و لا تتطلب جهدا من أدمغتنا مما يدفعنا لتفضيلها.
ووجد “رولف ريبر و نورتسواتز” في مقالهما “تأثير الطلاقة الإدراكية على أحكام الحقيقة ” أن العبارات المعروضة بلون سهل القراءة يحكم عليها بأنها أكثر إحتمالا لتكون صحيحة عن تلك المقدمة بطريقة اقل وضوحا.
ختاما:
كل مواقع وصفحات الاخبار تعتمد على الحقيقة الوهمية ويمكن جعل الناس يصدقون أمورا وأحداث لم تقع في الواقع وذلك للتأثير على عقول المتابعين بأفكار لأسباب معينة،
لذلك لا تنساقو وراء كل الاخبار وحاولو أن تتبينو حقيقتها قبل أن تقع فريسة لما ترتاح لها أدمغتكم.
- المصادر
لماذا نعتقد أن المعلومات الخاطئة أسهل عندما تتكرر عدة مرات؟
لماذا يعمل تأثير الحقيقة الوهمية
الكاتب: زكرياء ركيب
- انظر ايضا
المقال السابق : التلاعب بالذاكرة