تطبيقات الذكاء الاصطناعي وأهم المجالات التي تستخدم فيها :
يظن العديد من البشر أن استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي يتم فقط في أفلام الخيال العلمي في هوليوود؛ الروبوتات التي تغزو العالم، وما إلى ذلك. لكن هذا الظن أبعد ما يكون عن الحقيقة، حيث أننا نستخدم كل يوم الذكاء الاصطناعي دون أن ندري.
فالذكاء الاصطناعي هو قدرة البرنامج أو الآلة على التعلم والتفكير مثل البشر و بطريقة تمكنه من تنمية المهارات واكتساب الخبرة.
ووفقاً لدراسة أجريت مؤخراً على حوالي 1500 شخص حول العالم، تبين أن 63٪ من هؤلاء الأشخاص لا يدركون بالفعل أنهم يستخدمون تقنيات الذكاء الاصطناعي.
وأنت أيضاً عزيزي القارئ قد لا تلاحظ أنك تستخدم هذه التقنيات في حياتك .لذلك نقدم لك فيما يلي مجموعة من بعض المجالات الأساسية في حياتنا والتي تستخدم تطبيقات الذكاء الاصطناعي:
تطبيقات الذكاء الاصطناعي في وسائل التواصل الاجتماعي:
يقدر عدد مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي في يومنا هذا بحوالي 2.77 مليار مستخدم، وتمتلك هذه المنصات الكثير من البيانات والأرقام والمعلومات والهوايات لجميع مستخدميها.
هذه المعلومات الكبيرةُ تُشكل أهمية كبيرة لعمليات التسويق واستهداف الجمهور. حيث كي تستمر المنصات العمل بشكل مجاني فإنها تقوم ببيع أو السماح باستخدام المعلومات والبيانات التي تجمعها لشركات التسويق بهدف تطوير خوارزميات لفهم الجمهور المستهدف.
لكن قد تتبادر لأذهاننا لماذا قد يحتاج المسوِّقون الذكاء الاصطناعي عبر وسائل التواصل الاجتماعي؟
يحاول المسوِّقون عدم إزعاج الجمهور بمنشوراتهم وبضائعهم، لهذا يتم العمل على إيجاد أفضل الطرق كي يصل للجمهور المهتم بما يسوق له. وإن أبرز هذه الطرق هي الوصول للفئة المهتمة ببضاعته عبر وسائل التواصل الاجتماعي وذلك باستخدام تحليل البيانات.
ولأن هذه البيانات أكبر من أن يحللها بشر فإن تحليلها يتم باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي. حيث تقوم تقنيات الذكاء الاصطناعي بدراسة المعلومات والبيانات التي يدخلها كلاً من المسوِّق والجمهور ثم توجد العامل المشترك بينهما وذلك بهدف توصيل كل منهم للآخر.
الأمور التي يدرسها الذكاء الاصطناعي في وسائل التواصل الاجتماعي :
هي كم من الوقت يقضيه الأشخاص على الإنترنت؟ وماهي أفضل المنصات التي يستخدمها هؤلاء الأشخاص؟
ما المحتوى الذي يرغبون مشاهدته؟ وماهي المنتجات التي يُفضلون استعراضها عليهم؟
وعندما يقوم المسوِّق بدمج البيانات التي يعطيه إياها الذكاء الاصطناعي مع حملته التسويقية، يمكنه الوصول للجمهور المستهدف بسهولة.
كما أنه في عام 2018 قامت شركة الفيس بوك بالاستحواذ على إحدى شركات الذكاء الاصطناعي والمعروفة باسم بلومزبيري (Bloomsbury) وكان هدف الفيس بوك من هذا الاستحواذ هو أن يساعدها الذكاء الاصطناعي بتحديد المحتوى الكاذب ومعرفة المحتوى غير المناسب.
لكن في يومنا هذا يقوم الفيسبوك باستخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل سلوك المستخدمين ومشاركاتهم حتى يتمكن من عرض محتوى مشابه لك.
ويتم تحسين خوارزميات الفيسبوك بسبب وجود عدد كبير من الأشخاص على هذه المنصة حيث يحتوي النظام الأساسي على كمية هائلة من البيانات تحت تصرفه.
بينما تقنيات الذكاء الاصطناعي في تطبيق اللينكد تهدف إلى تحسين الوظائف والملف الشخصي وتوجيه المستخدمين لأفضل الخيارات.
كما قام التويتر عام 2016 بالاستحواذ على ماجيك تكنولوجي (Magic Pony Technology) لتُحَسِّن من خوارزمياتها ولتجعل التغريدات التي تصل للمستخدمين أكثر جدوى.
قد يعجبك أيضاً:
دراسة الذكاء الاصطناعي: مسار كامل من جامعة إنتل.
تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التسويق:
أصبح الذكاء الاصطناعي في عصرنا هذا أحد الأدوات الأساسية في ترسانة التسويق الرقمي، فقد أحدث ثورة في صناعة التسويق الإلكتروني.
ولم يعد استخدام الذكاء الصنعي مقصورًا على الشركات الكبيرة وحسب، بل أصبحت الشركات الصغيرة تستخدمه أيضاً.
فقد أظهرت دراسة حديثة أنّ 55% من الشركات تستخدم أو تفكر في استخدام الذكاء الاصطناعي في برامجها التسويقية.
يقوم المُسوّقين باستخدام الذكاء الاصطناعي بتجميع وتحليل كميات هائلة من البيانات من شبكات التواصل الاجتماعي ورسائل البريد الإلكتروني وشبكة الويب في وقت سريع جداً.
بحيث يقوم المسوّقين باستخدام نتائج هذه التحليلات لتعزيز أداء حملاتهم التسويقية وتحسين العائد على الاستثمار .
كما يساعد الذكاء الاصطناعي المسوّقين على أن يفهموا جمهورهم المستهدف بدقة، وبالتالي يمكنهم خلق تجربة شخصية للعملاء والمستخدمين.
إليك الآن أهم طرق لاستخدام الذكاء الاصطناعي في التسويق الإلكتروني:
1. روبوتات الدردشة:
وهي برامج حاسوبية تم تطويرها للتفاعل مع العملاء عبر الإنترنت، وذلك بغرض الإجابة على أسئلتهم، وتقديم الدعم لهم، ولمساعدتهم على إكمال عمليات الشراء.
وتعزز روبوتات الدردشة التفاعل مع العلامة التجارية، وكما تساعد على تحسين تجربة العملاء عبر تقديم الدعم المستمر لهم على مدار الساعة، كما تتمكن هذه الروبوتات من التعامل مع العديد من العملاء في وقت واحد.
ومؤخرا أصبحت الكثير من الشركات تعتمد على روبوتات الدردشة لتقديم الدعم لعملائها، وذلك نظرًا لكُلفتها المنخفضة. والجميل في هذا الأمر، أنه في العديد من الحالات لا يدرك العملاء أنهم يدردشون مع برنامج حاسوبي.
2. التسعير الديناميكي Dynamic pricing:
يشار إليه أحياناً باسم التسعير الشخصي وهو استراتيجية للتسعير، بحيث يتم تحديد السعر وفقًا للطلب ومخزون المنتج والملف الشخصي للعميل.
حيث تتمكن تفنيات الذكاء الاصطناعي من تحليل ملفك الشخصي وذلك من خلال استخدام ملفات تعريف الارتباط (cookies)، وتاريخ زياراتك، وعمليات بحثك، وغيرها من الأنشطة الرقمية، وبناء على ذلك تقوم هذه التقنيات بتحديد أسعَار المنتجات ديناميكيًا.
3. الإعلانات الموجّهة:
باستخدام ملفات تعريف الارتباط وتاريخ التصفح، يتمكن الذكاء الاصطناعي من توجيه الإعلانات إلى العُملاء . وذلك بناءً على معايير مثل المنطقة الجغرافية والعمر والجنس وغير ذلك.
ويمكنك ملاحظة ذلك جليًّا في جوجل، فهل سبق لك أنك كنت تبحث عن شيء ما في جوجل، ثم ذهبت إلى اليوتيوب، فظهرت لك الأشياء التي كنت تبحث عنها في جوجل.
أنا متأكد بأنه قد سبق لك ملاحظة ذلك فلقد استخدمَت جوجل خوارزميات الذكاء الاصطناعي لتحليل نشاطاتك على الشبكة لتوجّه لك إعلانات توافق احتياجاتك واهتماماتك.
4. تحليل البيانات:
يُعتبر تحليل البيانات أحد أهم تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجال التسويق الإلكتروني. حيث لا مكان للارتجال في عالم اليوم، لذلك عليك أن تتخذ كل قراراتك التسويقية بناء على البيانات التي يتم تحليلها. و يقوم الذكاء الاصطناعي بتحليل بيانات العملاء واستخدامها لصياغة رسائل تسويقية جذابة وفعالة.
5. فهم العملاء:
تستطيع تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في يومنا هذا أن تساعد المسوّقين على معرفة ما يقوله المستهلكون بشأن علامتهم التجارية بشكل فوري.
حيث توجد أدوات لمراقبة الشبكات الاجتماعية وهذه الأدوات تقوم بتحليل ما يقوله الناس في الشبكات الاجتماعية عن علامتك التجارية.
فلدى برامج الذكاء الاصطناعي هذه القدرة على أن تحدد فيما إذا كانت علامتك التجارية تُذكر في مدح أو ذم أو بشكل محايد. وبناء على هذه المعلومات، يمكن للمسوقين تعديل وصياغة رسائلهم التسويقية لتحقيق أقصى قدر من الفعالية.
مثال عن هذه الأدوات أداة Social Mention و هي إحدى أدوات الذكاء الاصطناعي التي تزحف على عدة شبكات اجتماعية وذلك بحثًا عن أيّ ذكر لاسم علامتك التجارية (أو اسمك). وتقوم هذه الأداة بإعطاءك تقريرًا حول وتيرة ذكر علامتك التجارية، وما إن كان الذكر إيجابيًا أم سلبيًا أم محايدًا
استخدام الذكاء الصنعي في تطوير السيارات ذاتية القيادة:
شهدت السيارات ذاتية القيادة تطوراً ملحوظاً في السنوات القليلة الفائتة، نظراً لاستخدام الذكاء الصناعي فيها.
حيث جعل الذكاء الاصطناعي من رادارات السيارة أكثر إدراكاً. كما أن أجهزة الاستشعار في السيارة أصبحت تتعرف على العالم المحيط بشكل أفضل.
يقوم عمل الرادار على التقاط الإشارات المرتدة، ومعالجتها لتكوين صوره للوسط المحيط، ومعرفة الأشكال للأجسام التي ارتدت منها هذه الإشارات.
إلا أن الرادارات التقليدية والتي لا تستخدم تقنيات التعلم الآلي تخسر بعضاً من هذه الإشارات المرتدة، وبذلك نكون قد خسرنا بعض تفاصيل هذه الأجسام.
البحث يقوم الآن، على معرفة وتحليل كل الإشارات المرتدة التي يستقبلها الرادار، ثم تحليل هذه الإشارات من خلال الذكاء الصناعي.
ومن ثم رسم شكل واضح ومؤكد للأجسام الموجودة على الطريق، بهدف تفادي الاصطدام.
من خلال الذكاء الصناعي وتناسقه مع عمل الرادار، يمكن التمييز بين الدراجة الهوائية مثلا والأشخاص وأيضا بين السيارات والشاحنات .
استخدامات الذكاء الاصطناعي في الطب :
تتنوع تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الطب بدءاً من التشخيص وتطوير العقاقير وصولاً إلى إدارة سير العمل بالمستشفيات. ولعل أبرز خدمات الذكاء الاصطناعي للقطاع الطبي تتلخص في هذه الاستخدامات.
1- استخدام الذكاء الاصطناعي في التشخيص واكتشاف الأمراض:
حيث حقق الذكاء الاصطناعي في العقود الأخيرة تقدماً ملحوظاً في مجال اكتشاف الأمراض في مراحلها المبكرة. حيث في الأعوام الماضية ذكرت ورقة علمية أن أحد أنظمة التعلم العميق تمكّنت من تشخيص سرطان المريء بدقة بلغت %98.
مع أن تشخيص هذا النوع من السرطان صعب نسبياً، ويتم تشخيصه عادة في مرحلة متقدمة عندما تضيع فرصة تلقي العلاج.
2- روبوتات الجراحة:
حيث استطاع الروبوت الجراحي فيرسيوس مساعدة الجراحين وقام بإجراء أولى عملياته الجراحية الدقيقة في تخصص جراحة القولون والمستقيم.
تعد الروبوتات أكثر الآلات إثارة للخيال في عالم الذكاء الاصطناعي، وعلى الرغم من أن الحديث عن إجراء الروبوتات للجراحة قد يبدو سابقاً لأوانه باعتبار أن ذلك يتحقق في المستقبل البعيد، إلا أن هذا الخيال أصبح حقيقة واقعة، ففي عام 2017 اجتاز روبوت صيني امتحان مزاولة مهنة الجراحة باستخدام قدرات الذكاء الاصطناعي فقط.
3- كشف السرطان باستخدام تقنيات الذكاء الصنعي :
أنشأت شركة غوغل أنظمة مساعدة لأخصائيي أمراض السرطان على قراءة شرائح المجهر لتشخيص السرطان. وأيضاً لمساعدة أطباء العيون على اكتشاف أمراض العين لدى مرضى السكري.
كما أنه وفي الدراسة الجديدة طبق الباحثون الذكاء الاصطناعي على فحوصات الأشعة المقطعية المستخدمة لفحص الأشخاص بحثاً عن سرطان الرئة الذي يتسبب في وفاة 1.7 مليون شخص في مختلف أنحاء العالم.
كما قد تم أيضاً اختبار حوالي 6716 حالة ذات تشخيصات معروفة وكانت دقة الجهاز المعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي قد وصلت إلى نسبة 94 في المئة.
ومقارنة بستة من أخصائيي الأشعة، ورغم عدم وجود أي فحص مسبق متاح، تمكن نموذج التعلم المعمّق من التغلب على تشخيص هؤلاء الأطباء، فقد كانت عدد أخطائه أقلّ.
كتابة : م.فاطمة القدور.
اقرأ أيضاً لنفس الكاتب :
الأمن السيبراني : ( كل ماتريد معرفته حول الأمن السيبراني ).