العقل الباطن : ما هو؟ كيف يعمل؟ كيف ادربه واستخدمه؟

يعتقد الكثير من الاشخاص ان العقل الواعي هو المتحكم في كل انفعالاتنا وافكارنا وحتى تنظيم ذكرياتنا لكن يغفلون تماما عن اهمية العقل الباطن في ذلك كله اذ انه يتحكم في اكثر من 80٪ من نشاط العقل

تعريف العقل الباطن

العقل الباطن هو كما وصفه جوزيف ميرفي في كتابه قوة العقل الباطن بانه ما يجعلك تحقق الثروة والصحة والهناء اذا استطعت استعمال كل قوته وتطبقها على حياتك

وتكمن في اعماقه قوة مطلقة وحكمة لا حدود لها وكل ذلك ينتظر منك ان تنميه وتظهره

وقال عنه ابراهيم الفقي ايضا في كتابه قوة العقل الباطن بانه القوة الرهيبة والفعالة التي بامكانها توجيهك في الحياة وتغيير شخصيتك

لتحقيق المزيد من النجاحات والمعجزات التي بامكانها ايصالك لافضل مستويات الصحة والنجاح والهدوء والثراء والحب ايضا والتخلص من المدركات السلبية التي تسبب الفقر والمرض والتوتر وفشل العلاقات ايضا

كيف يعمل العقل الباطن

يعمل العقل الباطن في الاساس على تصفية البيانات وفلترتها ليبقى الصالح منها الذي ركزت على انه مهم في الجزء الواعي منه والامور الاقل اهمية يتم الاحتفاظ بها فيه في الباطن

كما يعمل ايضا على تخزين كل المعلومات من ذكريات واحاسيس الى تجارب ومعلومات سابقة كل شيء يبقى محفوظا فيه

وكذا ما يشكل شخصيتك وسلوكك ونموك الفكري بل ولديه ايضا القدرة على تحليل افعال واقوال وحركات الاخرين

تدريب العقل الباطن

يظن الكثيرون بأن العقل الباطن شيء بعيد لا نستطيع التحكم فيه أبداً، لكن هذا ليس صحيحا فهو مثله مثل العقل الواعي نستطيع تدريبه للوصول إلى أفضل النتائج الممكنة

درب نفسك على النجاح والسعادة

ربما شاهدت فيديوهات قديمة عن التلقين السمعي وشبيهاتها تسمع فيها أنك ناجح وتستطيع أن تكون أفضل مما أنت عليه الان،

تلك الفيديوهات تفعل ما لم تستطع أن فعله مع عقلك الباطن وتقنعه بأمور لا تعرف أنت كيف تجعله يتأكد منها ويساعدك على الوصول لها،

لهذا وجب عليك إقناع عقلك الباطن مرارا بأنك أفضل وأنك سعيد، لتستطيع الحصول على حياة ناجحة وصحية وذات معنى

كن دوما إيجابيا

الايجابية لها دور كبير في تحسين حياة الانسان كليا،

فالانسان الذي تحتل السلبية جزءا من حياته تنتهي تلك الحياة إما بالمخدرات أولا ثم الفشل والانتحار في آخر المطاف،

لذلك فتدريب عقلك الباطن دوما على كونه إيجابيا سيحسن من حالك نفسيا وجسديا ولن يسمح ذلك لليأس بالتسلل إليك نهائيا،

وقد تفعل ذلك بجملة ما مثل “كل شيء بخير” أو أفكار تحفيزية تجعلك تصل لمرحلة الايجابية الدائمة

إختر مجموعة ناجحة

كما نعلم جميعا أن الرفقاء هم من يصنعون منا إما شخصا إيجابيا أو سلبيا،

شخصا ناجحا أو فاشلا وذلك عن طريق الحوارات التي يتبادلونها فيغلب عنها إما الطابع الايجابي الذي يرقى بك

ويساعد على تحفيزك ومساعدتك للوصول إلى ما تطمح له حتى لو كنت غير متأكد من ذلك

لكنهم يعملون على جعل عقلك الباطني يستجيب لقوة التفاؤل الموجودة بينكم

وإما تهديمك وجعلك سلبيا فتبقى مكانك دون بدأ أي خطوة للولوج الى طريق النجاح

إجعل تحفيز نفسك يوميا

غالبا ما ننسى أهمية التحفيز في حياتنا، وننصاع إلى الافكار الموجودة مسبقا غير آبهين بما قد يفعله التحفيز بنا، وكيف يمكنه التلاعب بذاكرتنا

فكنصائح قالها أغلب الناجحين في السنوات الأخيرة الماضية هي أن نملأ الوقت الفارغ من حياتنا بأمور تحفيزية

كسماع بودكاست عن النجاح أو مشاهدة فيديوهات عن ذلك،

مثلا نقضي أكثر من ساعة أسبوعيا في وسائل النقل ونفس الوقت بالنسبة للطهي وغسل المواعين أو حتى ممارسة الرياضة،

فلماذا لا نجعل من ذلك الوقت إيجابيا وحيا نطور به أنفسنا،

وبعد مدة من فعل ذلك ستجد أن نتائجها عليك وتكتشف أن نفسيتك وأفكارك تحولت وأصبحت نموجا أنجح مما كنت عليه من قبل

ضع خطة تمشي عليها

من المهم في الحياة وضع خطة تمشي عليها وتطبقها وتضعها أمامك بعد كل كبوة،

لكن الخطأ الذي نقع فيه هو وضع أهداف صلبة لا تستطيع التماشي مع متغيرات الحياة والفرص القادمة،

لوضع خطة مستقبلية ولا بد من تحديد الدوافع الاساسية وهدف نهائي تطمح لبلوغه وتدع الامور التي ستوصلك له لينة ومريحة

تستطيع تغييرها والتحكم فيها حسب ما يساعدك على بلوغ ذلك الهدف وتدع لعقلك الباطن اللجام ليكمل بك الخطة حسب ما يتناسب معك

كيفية إستخدام العقل الباطن

التحدث من النفس

يوجد كثير من الاشخاص لا يستطيعون سماع أنفسهم والحديث معها وفهم ما تود إيصاله إليهم،

فلتلك الحوارات نتائج حسب ما أردت إيصاله الى نفسك، فكلما كانت تلك الحوارات إيجابية وذات مغزى مهم سيكون لها نفع كبير عليك وعلى شخصيتك،

وقد تجد في التوكيدات الايجابية سبيلا لتحقيق ذلك، بل ويمكنك أيضا أن تسأل نفسك دوما عن الامور التي تفعل

وستجد إيجابات تساعدك على تطوير نفسك للافضل وإيصالك للنجاح الذي تطمح إليه وتستغل قوة عقلك الباطن بطريقة فعالة

أخرج الجانب الإبداعي منك

للعقل الباطن قوة لا يستطيع الانسان تصورها من كذكاء لا يقارن من الواعي منه،

فللتواصل معه ولابد من مسيط يمكنه التقريب بينك وبينه، وذلك ما يسمى بالابداع فمن الناس من يحب الكتبة ومن يحب الرسم والموسيقى والغناء،

كلها جوانب إبداعية لذى الشخص منها ما يكون ضاهرا سهل إكتشافه ومنها من صعب إكتشافه إلا بالبحث عنه،

وحين تجد ذلك الجانب الابداعي فيك ستكتشف قوة عقلك وستطيع التعبير عن كل ما يوجد داخلك بطريقة رائعة

كتابة رسائل العقل الباطن

كثيرا ما يتم تجاهل قوة الكتابة وما تستطيع أن تحله من مشاكل،

وما لا يعرفه الجميع هو أن الكتابة هي طريقة لسماع عقلك الباطن وما يريد أن يوصله إليك، للتخلص من الامور السيئة كالعصبية مثلا

فقط أطلق العنان لنفسك وإبدأ الكتابة وستجد أنك تغوص في أعماق مخاوفك وفي حزنك والمكان المظلم فيك،

وستكتشف أنك لا تعرف عن نفسك الكثير وأنك لا تعرف بحق ما يؤلمك وما يسعدك،

ليعمل ذلك على تحسين نفسك وتطويرها للافضل والتخلص مما يحول دون ذلك

إعادة البرمجة

لا يمكن أن نغفل عن قضية التكرار وما تسببه لنا من الاحساس بالروتينية والملل في الحياة،

فقد نفعل نفس الاشياء كل يوم دون إعتبار لما قد تؤول إليه تلك الامور،

لهذا علينا كل يوم فعل أشياء جديدة تجعل حياتنا غير روتينية،

وحبذا لو تكون تلك الاعمال كلها إيجابية من الاستيقاظ باكرا الى ممارسة الرياضة وفعل أمور مفيدة،

وستجد أن حياتك تتطور وتساهم في جعلك شخصا جديدا مفيدا لنفسه وللعالم من حوله،

ويمكن برمجة العقل بتكرار تلك الامور المفيدة فقط وتجعلها شيئا حياتيا مفيدا يساعدك على تخطي أي صعوبة تواجهها

إستبدال الافكار السيئة

لكل إنسان منا أفكار سلبية وأحداث سيئة صادفها في حياته هذه، ولم يستطع التخلص منها أو تجاوزها حتى، كفشل لم تستطع جعلة فشل بناء

فتلك الافكار والاحداث تعمل على جعل السلبية منهجا حياتيا لا نستطيع التخلص منه أو تجاوزه، ولذلك وجب إستبدالها بأفكار وأحداث إيجابية لتطوير نفسك،

يظن الكثير بأن هذا مستحيل لكن هذا ممكن بفضل قوة العقل الباطن،

فأنا مثلا كانت لدي ذكريات طفولة حزينة لم أستطع تجاوزها بل وكونت لدي عقدة نقص لكن في يوم أحسست أن ذلك الثقل أصبح يوقف تقدمي،

وحين ركزت في تلك الذكريات وفي الذكريات الجميلة التي عشتها أيضا رأيت أني أنا من جعل تلك السيئة منها تكسب تلك القوة،

ثم تصالحت مع الذكريات السيئة وأصبحت أرى ان الايجابية هي ما كان يجب أن تبقى معي الى اليوم،

وكذلك انت تستطيع مثلي فعل هذا وتجاوز أي ذكرى أو حدث صعب او حتى أفكار سيئة فقط بترتيب أفكارك والتفكير فيها بطريقة مختلفة وإيجابية

• ختاما

للعقل الباطن قوة يمكن ان تجعل منك عبقريا وشخصا مفيدا لنفسه وللعالم لكن لاننا لا نعرف استغلالة نجد انفسنا تحت رحمة السلبية والفشل لذلك اتمنى من مقالتي هذه ان تكون مفيدة لك وتجعلك شخصا افضل

•  المصادر

 كتاب قوة عقلك الباطن تأليف جوزيف ميرفي

كتاب قوة العقل الباطن دكتور ابراهيم الفقي