مجتهدين | لماذا هناك أشخاص مجتهدة وأشخاص أخرى غير مجتهدة

مجتهدين وغير مجتهدين .. هذا هو التقسيم الذي طالما يتحددُّ من خلاله من هم الاشخاص الذين يحظون بأعلى الدرجات في الدراسة، وكذلك أرفع المناصب في العمل.

ربما جميعنا نعلمُ جيدًا أن سر النجاح ~ هو الاجتهاد.

ولكن هل يعلمٌ أحدنا ما هو سر الاجتهاد؟

همم .. إنه لسؤالٌ قد تؤدي معرفة إجابته إلي صيرورة العديد من الأشخاص المتوسطين دراسيًا ومهنيًا -بطبيعة الحال- إلى أشخاص مجتهدة بشكل استثنائي وغير متوقع.

ولكن لا تتحمس كثيرًا!

فقبلَ أن أبدأ في عرض إجابة هذا السؤال وإخبارك بالخطوات التي قد تحولك -بتوفيق الله- إلي شخصٍ مجتهد.

عليكَ أولًا أن تعلمَ أن هُناكَ ضريبة باهظة الثمن ينبغي عليكَ دفعها.

لماذا قُمتَ بإخراج محفظتك الآن .. أنا لا أعني المقابل المالي يا عزيزي : )

يبدو أنك تتوق لأن تصبح شخصًا مجتهدًا

ولكن المقصود بالضريبة الباهظة الثمن هنا هي تخليك عن بعض العادات السيئة، وسيطرتك الكاملة علي التكنولوجيا الحديثة بحيث لا تدعها تسيطر هي علي يومك وحياتك، وكذا الاستعداد لتحمُّل العناء لفعل الاشياء التي تتطلبُ الصبر.

فإذا كنتَ جاهزًا لبذل بعض الجُهد (أو الكثير منه بمعنى أصح)

أستطيعُ أن أقولَ لك الآن : (أهلا بك في عالم المجتهدين)

السر الأول : التوفيق من الله

ماذا اعتقدت ؟ أن الأمر بأيدينا نحنُ فقط.

إن توفيق الله عز وجل لهو أول أسرار الاجتهاد والتفوق.. حينما يرى الله في عبده المقدرة علي تحقيق شيء ما، يرزقه العزيمة والهمة والاجتهاد لفعل هذا الشيء.

ولذلك اسأل الله دائما أن يرزقك الاجتهاد والهمة والعزيمة، كان رسولنا الكريم محمد صلى اللهُ عليه وسلم يستعيذُ بالله من العجز والكسل كل يوم.

هل تتذكر ذلك الشخص المجتهد الذي قمت بسؤاله عن سر اجتهاده، فأجاب : توفيق من الله؟

هذا الشخصُ كانَ صادقًا معك فتوفيق الله أعم سبب للنجاح.

بيدَ أن هذه الاجابة ناقصة قليلاً فتوفيق الله هو السبب الاول .. ولكن هناك العديد من الاسباب المكملة التي تجعل الشخصُ مجتهدًا.

والتي سوف نتناولها من خلال بعض السطور التالية.

سر الاجتهاد

السر الثاني : الاهداف العظيمة سمة المجتهدين

لكي تكونَ شخصًا مجتهدًا لابد وأن تمتلكَ أهدافا عظيمة بحق.

فكلما عظُمَ هدفُك ~ حسُنَ عملُك.

الاهداف العظيمة فقط هي التي تحرك كل ذرة جهد بداخلك، أما الاهداف البسيطة والمتواضعة تجعلُ منكَ إنسانًا كسلانًا ومنعدم الشغف، واعلم أن معرفة الهدف هو أهم عامل تحفيزي للنفس، يطردُ عنها الكسل، ويُشعلُ فيها فتيلَ الشوقِ إلي العمل.

ابراهيم السكران

ولذلك إذا أردت أن تنجح بحق كن طماعًا وطموحًا في رسم أهدافك .. اطرح تلك الاهداف المتواضعة جانبًا .. واعلم بأنك قادر علي تحقيق المعجزات.

السر الثالث : التركيز علي النجاح وليس علي الناجحين

هل ترى هذه الصورة؟

أنا احب هذه الصورة كثيرا .. حينما رأيتها لأول مرة شعرتُ انها تحملُ أكثر من معني بيدَ أني لم أستطع فهم أي واحدٍ منهم : )

ولكن يومًا ما نشر أحد الأشخاص المؤثرين لديّ هذه الصورة وأضاف جملةً واحدةً فقط:

الناجحين كل تركيزهم علي النجاح ~ والفاشلين كل تركيزهم علي الناجحين.

د- احمد سمير

دعكَ من ابن خالتك التي يفوقكَ دراسياَ، ومن زميلك الاكثر ذكاءًا في الصف، ومن الموظف الاكثر ابداعًا عنك، لا تنظر ماذا يفعلون؛ لأنك بهذا الطريقة تحاول تقليدهم ليس الا، واعلم ان التقليد هو أبشع جريمة تقتل بها ابداعك الشخصي، وأسلوبك المميز، بالاضافة الي أنك حين تركز عينك علي الناجحين يقل اجتهادك وتشعر بأنك أقل منهم.

ولذلك ركز علي النجاح وصوّب عينيك علي هدفك .. اذا فعلتَ ذلك سوف تشعر بالحماس الشديد وشعورك بالكفاءة ومن ثم سوف تقوم بالاجتهاد أكثر.

السر الرابع : السيطرة علي معوقات النجاح

في كل عصر من العصور يظهر نوع جديد من المشتات، والجدير بالذكر أن المشتت الأكثر دمارًا في العصر الحالي يتمثل في وسائل التواصل الاجتماعي.

فإذا ترك الشخصُ نفسه لهذه التطبيقات .. هيهاتَ له الاجتهاد والنجاح والتميز!

لماذا؟

يرجعُ السبب في ذلك إلي أمرين:

الأول : هو تضييع الوقت الذي ينتجُ عن تصفح مواقع التواصل الاجتماعي.

بمجرد فتحك لأحد هذه المواقع وجدتَّ نفسك غارقًا بين صفحاته .. ولا تشعرُ بنفسك إلا بعد شعورك بالصداع، ومن ثم تنظر إلي الساعة وتفاجئ بمرور ساعتين أو أكثر.

الثاني: هو التشتت الذي يسببه اختلاف المواضيع بسرعة رهيبة.

فأنت تتعرض خلال دقيقة واحدة إلي الكثير من المشاعر (منشور فكاهي _ وآخر حزين – وغيره مهم – وهذا يعرضُ عليكَ وجبةً لذيذة)

حتي اذا فرغت من هذه السلسة المصابة بالشيزوفرنيا .. أصبتَ بالتشتت وضعف التركيز، وأصبحت غير قادر علي الاجتهاد لمدة ساعة واحدة فقط.

ولكنّ الأشخاص المجتهدين يعلمونَ هذا السر جيداً؛ فينأونَ بأنفسهم من السقوطِ في هذا الوحل.

وتراهم يحددون وقتا لتصفح الانترنت.

ولذلك إذا كنتَ تريدُ أن تصبحَ شخصًا مجتهدًا .. تعلم كيفَ تتحكم في السوشيال ميديا.

إقرأ أيضًا : كيف يمكنك التخلص من ادمان السوشيال ميديا

السر الخامس : الاستيقاظ وقت الفجر

اذا كانت لديك اهداف عظيمة فهناك ساعتين فقط لتحقيقها .. وهما بعد الفجر في الخامسة صباحًا.

اذا قمت بالاستيقاظ في الخامية صباحًا وصليتَ الفجر ومن ثم بدأت في انجاز المهام التي تقربك من هدفك سوف تشعر بالانتاجية طوال اليوم، وسوف يؤدي هذا الشعور إلي اجتهادك أكثر.

اقرأ أيضا : كيفية الاستيقاظ باكرًا

مجتهدين

السر السادس : صحبة المجتهدين

اذا قمتَ بمصاحبة اثنين من الاثرياء سوف تكون ثالثهم

وإذا قمتَ بمصاحبة المتفوقين سوفَ تكونُ فردًا منهم على الأرجح.

فكر معي قليلاً وتذكر الاشخاص المتفوقين الذين تعرفهم .. ستجد أنهم ولابد يشكلون جماعات صغيرة تتكون من فردين أو ثلاثة.

ولذلك لا تركن إلي الأشخاص الكسولة والمنعدمة الاجتهاد، وإذا قمت بمصاحبتهم كثيراً فلا تتعجب بعد ذلك من شعورك بالكسل وعدم الاجتهاد..

أحط نفسك بالاشخاص الناجحين فسوف يساعدك هذا علي الاجتهاد أكثر.

السر السابع : ادارة الوقت سلاح المجتهدين

الشخص الذي يخطط لحياته بعد وضع اهدافه، فيضع خطة للمذاكرة واخري لتطوير الذات، وخطة ترفيهية.

فيعلم ما هو شكل يومه ويستطيع ادارة وتنظيم وقته بفاعلية… حتما سوف يتميز بالاجتهاد أكثر من أقرانه.

لأنه يعلم جيدًا قيمة وقته الثمين، وأن اليوم الذي ينتهي لا يعود..

لذلك إذا كنت تسعي لأن تكون شخصًا مجتهدا، متميزا، ناجحًا ~ تعلم مهارة ادارة الوقت.

إقرأ أيضا : كيفية ادارة وتنظيم الوقت

السر الثامن : التنظيم والترتيب

جرب أن تجدد مكتبك ,, وستري مدي تأثير ذلك علي اجتهادك!
هناك العديد من الكتب والمقالات التي نشرت عن سحر الترتيب والتنظيم.

فقد أثبتت الابحاث العليمة أنه إذا كانت الأماكن التي تخصك مرتبة، سوف يعود عليك هذا الترتيب بالكثير من النجاح.

الأمر يستحق التجربة .

( قم بترتيب دولاب ملابسك – غرفتك – مكتبك – كتبك – رف القهوة الخاص بك في المطبخ – ملفات الهاتف والابتوب)

وانظر مدي شعورك بالحماسة والاجتهاد.

السر التاسع : الشحن المستمر والتحفيز الذاتي

هل تستطيع أسرع السيارات أن تظل تسير بلا نهاية بدون تزويدها بالوقود كل مسافة؟

بالطبع لا.. وكذلك فالانسان لا يستطيع مواصلة الاجتهاد دون أن يقوم بشحن نفسه كل فترة.

عن طريق التحفيز الذاتي أو محادثة أحد الاشخاص الموثوق بهم لإمداده ببعض التشجيع لكي يستطيع المواصلة.

السر العاشر : مجتهدين رغم أنف المزاج السيء والظروف غير المتوقعة

هذا هو الفارق الأساسي اللي يجعلُ منكَ شخصًا مجتهدًا بحق.

وهو يعني عدم اعتمادك علي حالتك المزاجية الجيدة لفعل المهام المطلوبة منك.

بل انك تتعهد مع نفسك أن تقوم بفعل المطلوب حتي ولو لم تكن علي ما يرام.

هذه كانت أهم أسرار الاجتهاد التي يمكنك تطبيقها وملاحظة التأثير الملحوظ من اليوم الأول …

تخيل شكلَ يومك حينما تقوم بتطبيق هذه الخطوات:

  • تستيقظُ صلاة الفجر تصلي وتقرأ الاذكار وتحفظ القران.
  • تقوم بفعل المهام الكبيرة التي تتطلب منك التركيز العالي قبل أن يستيقظ الناس من حولك.
  • تنظيم يومك بالكامل بفاعلية وكفاءة
  • تقوم بشحن وتحفيز نفسك كلما شعرت بالرغبة في التوقف.
  • تعمل رغم مزاجك السيء وتحقق نتائج مبهرة في النهاية.

تذكر دائما: كلما اجتهدت أكثر ~ كلما كنتَ محظوظًا أكثر

كتبه : أميرة سمير