كيف افتح مشروع ناجح |٩ أسرار لنجاح مشروعك الجديد!
كيف افتح مشروع ناجح ؟ كيف أدير مشروعي من الصفر حتى الاحتراف؟ أسئلة كثيرًا ما ترد على أذهان بعض الشباب ولكن عندما يقف أمامك عشرات من ذوي الخبرة في المشاريع ويتفقون على نصيحة واحدة فاعرف وكأنها علم في هذا المجال. لا داعي بعدها أن تبحث عن اثباتات علمية ولا طرح المزيد من الأسئلة بخصوصها!
فعندما يمر الخبراء بمشاكل ومواقف عليك أن تستمع لهم وتنتبه لما يقولون فهي دروس ذهبية بصورة مجانية.
ولكن إذا تجاهلت نصائح من قاموا بتأسيس مشاريع وفشلوا أو نجحوا فيها ستكون مضطرًا أن تختبرها بنفسك وبالتالي ستعاني من تكاليفها أيضًا بنفسك، فتجنب عناء هذه التكاليف واستمع لنصائحهم بعناية.
ولذلك نقدم لكل من يفكر في بدء مشروعه الخاص لأول مرة ٩ نصائح ذهبية ملخصة من لقاء للأستاذ ثابت حجازي المدرب المحترف في القيادة الإدارية والتسويق الحديث.
كيف افتح مشروع ناجح // السر رقم (١)
دراسة السوق أهم من دراسة الجدوى!
المقبلون على مشاريع جديدة تجد أول ما يخطر على بالهم البدء في عمل دراسة جدوى إما لكي يحصل على تمويل أو أنه يعتقد أن ذلك أهم الأشياء التي يجب أن يبدأ بها فهذه كانت النصيحة السائدة والأولي لأي شخص ينوي عمل مشروع جديد.
ولكن قبل عمل دراسة الجدوى أو خطة العمل هناك خطوة مبكرة يجب أن تنتبه لها يجب أن تقدر وتدرس احتياج السوق، ذلك لأنك إذا دخلت في فكرة ولم تدرس فيها السوق ستقع في مشكلة تسمى “ضياع السوق”
فكثير من المشاريع بدأت بالفعل ولكن لا تعرف سوقها وتتوقع أنه بمجرد الافتتاح سيأتي العملاء من تلقاء أنفسهم!
يجب أن تدرس أولًا الشريحة المستهدفة جيدًا هذه فهي الشريحة ذاتها التي ستبدأها منها، يمكنك التوسع فيما بعد وتستهدف شرائح جديدة ولكن يكون هذا مع الوقت والتطوير، في البداية يجب أن تحدد سوقك جيدًا وتدرسه بعناية.
وعندما تبدأ في دراسة السوق يجب أن تركز على نوعين من الاحتياج:
الجانب الكمي /حجم الاحتياج.
يجب أن يتناسب كم العملاء مع نسبة الاحتياج.
فتجد أحيانًا أنه يوجد احتياج بالفعل لسلعة ما في منطقة ما تفتقر حقًا لهذه السلعة ولكن الأشخاص المهتمة لشراء هذا المنتج عددهم قليل. فليس من المعقول أن تفتح متجر لبيع الأجهزة الالكترونية بحجة أنه لا يوجد متجر لهذا النوع من المنتجات في هذه المنطقة، ثم تتفاجئ أن معظم السكان من كبار السن لا يهتمون بتلك الأمور أو أن سكان المنطقة دخلهم متوسط لا يناسبهم هذا النوع من الأجهزة.
فهنا يأتي دور الدراسة الجيدة للسوق قبل البدء من جهة الكمية وحجم الاحتياج.
الجانب النوعي /نوع الاحتياج.
يشمل الأذواق، العادات، الألوان المفضلة، الرغبات، الأشكال…وغيرها. جميع هذه الأشياء يجب أن تُراعى حيث تختلف تلك العناصر من مكان لأخر وعلى حسب كل منتج.
فإذا استطعت أن تتأكد جيدًا قبل أن تبدأ من الجانب الكمي والجانب النوعي؛ يمكنك من هنا الانطلاق بشكل صحيح ومن ثم عمل دراسة الجدوى وخطة العمل وغيرها من الخطوات.
كيف افتح مشروع ناجح || السر رقم (٢)
فهم سلوك العميل.
بعدما حددت سوقك بعناية، ستجد في كل سوق عملاء معتادين على طبائع معينة، ثقافات معينة، عادات معينة هؤلاء العملاء كلما كنت أكثر انسجامًا مع أفكارهم سيتقبلونك بشكل كبير.
فمثلًا تجد سلسلة مطاعم ماكدونالدز تقدم في النرويج برجر سالمون! وفي اليابان برجر جمبري، وفي كوالالمبور يقدمون وجباتهم مع الصوص المحلي للبلدة..
فقربك من الثقافة وفهمك لسلوك العميل عن قرب هو بحد ذاته نجاح كبير في عملك!
وأعلم جيدًا أن أي عميل عند شرائه لأي سلعة يمر بأربع مراحل يجب أن تدرس هذه المراحل لتتأكد أنك تسير على نفس منوال تفكيره وهي :
١. الاحتياج
العميل ليأخذ القرار الشرائي يجب أن يكون محتاجًا فعليًا لهذه السلعة.
دورك في هذه المرحلة أن تعرف
ماذا يحتاج العميل؟ وما رغباته الملتصقة باحتياجاته؟
٢. البحث (جمع المعلومات)
يبدأ العميل بجمع المعلومات حول الأماكن القريبة منه، الأماكن المناسبة لشراء السلعة، التطبيقات المتوفرة لهذه الخدمة…
دورك في هذه المرحلة هل أنت موجود واختيار مؤكدًا في دائرة بحث العميل؟
فمثلًا إن كنت صاحب مطعم
هل لديك موقع على جوجل؟هل لديك تطبيق متوفر؟هل لديك خدمة توصيل وتواصل مع العملاء؟
إذا لم تكن موجود في إطار بحث العميل فأنت لست جزءًا من قراره الشرائي حتى.
٣. ترشيح البدائل
هذه المرحلة التي تلي جمع المعلومات في سلسلة القرار الشرائي للعميل، بعد أن امضى العميل عدة دقائق في البحث عن بعض الأماكن لشراء السلعة التي يحتاجها تتوفر لديه عدة اختيارات. فيبدأ بالاستبعاد حتى يصل إلى المكان المناسب.
فإذا كنت من ضمن قائمة الترشيحات لهذا العميل فأنت قد وصلت لمرحلة ممتازة وعلى وشك الحصول على عميل جديد.
كيف تكون بديل مرشح؟
احرص على أن تكون ممن يقع عليهم الاختيار النهائي عن طريق دراسة سوق منافسيك جيدًا وتقديم شيئًا مختلفًا وبطريقة جديدة وجذابة!
٤. اتخاذ القرار
أن يتخذ العميل في النهاية القرار الشرائي وأن يختار طريقة الدفع.
فهل أنت جاهز بطرق الدفع المناسبة له؟ وهل تستطيع أن تلبي احتياجه أم لا.
اقرأ ايضًا| كيفية عمل خطة عمل تجعل مشروعك ناجحًا.
كيف افتح مشروع ناجح || السر رقم (٣)
ميزانية للتسويق.
أغلبية الشباب عند بدء المشاريع تحدد ميزانية للديكور، المعدات، الايجار، الرواتب ثم يأتي عند التسويق ولا يضع له ميزانية أو لا يقتنع بدفع أموال في هذا الطريق من الأساس!
ولكن السؤال مهما كانت جودة منتجك كيف سيعرف الناس به وأنه موجود من الأساس دون التسويق له؟
فتجد المعظم صرف جميع أمواله في خدمة المشروع ولم يقم بادخار البعض للتسويق، إما أنه غفل عن ذلك أو أنه يعتقد بمجرد فتح الطلبات الأوفلاين أو الأونلاين سيأتيه العملاء من كل مكان ثم يجد على الأغلب العكس!
فمن هنا يجب صنع خطة تسويقية كاملة و إطلاق حاملات تسويقية مدروسة ومن خلالها تبدأ تحريك المبيعات..
فمن المؤكد أن هذه الخطة التسويقية والحملات ستحتاج إلى ميزانية قليلة أو كثيرة يعتمد ذلك على نوع مشروعك وطبيعته.
كيف افتح مشروع ناجح || السر رقم (٤)
ابحث عن شريك مالي.
البحث عن شريك مالي يمول لك المشروع إذا كان لديك عائق مادي أمر جيد، ولكن إن استطعت أن تمول بنفسك المشروع بنسبة من ٣٠٪ إلى ٤٠٪ يكون الأمر ممتاز.
قم بتمويل مشروعك من البداية ثم ابحث عن شركاء فيما بعد فهذا يضمن لك:
- الشريك عندما يجد أنك مشارك بالفعل في تمويل المشروع يصبح مطمئنًا أكثر لهذا المشروع.
- تدويرك للمشروع من البداية بتمويلك الخاص يُظهر بعض النتائج والمؤشرات على طبيعة العمل وجودته مما يشجع الشركاء على استثمار أموالهم في هذا المشروع.
- كثير من أفكار المشاريع يرفضها الممولون في البداية ولكن عندما تبدأ في الفكرة وتنطلق وتؤسسها وتصل إلى مراحل البيع والتسويق هنا يسهل عليك إيجاد الممول لأن ملامح المشروع قد بدت قليلًا.
فإذا تقدر على المساهمة في رأس المال فافعل ذلك، وإن لم تتمكن فيمكنك الحصول على شريك مالي يدعمك وتتولى أنت أمر المشروع بداية من الفكرة حتى الإدارة والتنفيذ.
~كيف افتح مشروع ناجح || السر رقم (٥)
ابدأ صغيرًا.
من المهم جدًا أن تبدأ مشروعك صغيرًا حتى وإن كان لديك المقدرة على أن تبدأ كبيرًا، لأن خبرتك في البداية غير كافية حتى وإذا اعتقدت أن لديك ثقة كبيرة في هذا المشروع ابدأ صغيرًا وهذه نصيحة قد تسمعها من كبار رجال الأعمال فخذها بعين الاعتبار.
أما إذا كان لديك بالفعل خبرة سابقة وعملت من قبل على هذا المشروع فأنت هنا لا تبدأ بل تتوسع فيجب التفرقة بين الأمرين.
فإن كنت ممن يريدون الشروع في البدء في مشروع ما فابدأ صغيرًا “نصيحة هامة”.
وماذا إن كنت موظفًا من قبل في هذا المجال؟ لا يحق لك أيضًا أن تبدأ كبيرًا فكونك كنت جزءًا من عمل ما لمدة سنتين مثلًا يختلف كل الاختلاف عن إدارتك أنت للأمر من بدايته إلى نهايته، مهما خدعتك نفسك أنت لازلت لا تمتلك الخبرة الكافية!
بدايتك مشروع جديد كأنك دخلت مدرسة جديدة تحاول، تجرب، تفشل، تحاول مرة أخرى، تنجح، تزداد خبرتك تدريجيًا.
ففي مرحلة تعلمك يجب ألا تهدر مالًا كبيرًا لذلك ننصح بالبداية صغيرًا ثم التدرج.
~كيف افتح مشروع ناجح || السر رقم (٦)
قف على مشروعك بنفسك.
في مرحلة التأسيس وبدايات المشروع قف على مشروعك بنفسك لا تكتفي بالتمويل فقط وتترك الإدارة لشخص أخر – إلا إذا كان شريكك شخصًا موثوقًا- يمكنك فيما بعد ترك الأمور ولكن بعد أن يكون مشروعك وصل لشيء من الاستقرار.
فوجودك على مشروعك بنفسك يجعلك تراقب بعض الأشياء الهامة كـ:
- نمو حجم الفريق.
- الميزانيات.
- المبيعات.
- الأمور القانونية.
فإذا لم يكن لديك الوقت لا تخاطر في بدء مشروع جديد بل استثمر أموالك في مشروع قائم بالفعل وله نتائج فعالة وواضحة.
~كيف افتح مشروع ناجح || السر رقم (٧)
أونلاين أم أوفلاين ؟
من أين ابدأ مشروعي؟ سؤال كثير ما يطرحه بعض الناس هل يبدأ المشروع أوفلاين على أرض الواقع أم يحصل على موقع إلكتروني ويبدأ أونلاين.
فالإجابة هنا تعتمد على طبيعة المشروع في المقام الأول، ولكن إذا كان لديك الاستطاعة فيُنصح بالبدء في كليهما معًا فهذا أصبح مطلوبًا جدًا.
لا تتأخر كثيرًا في البدء أونلاين فقد أصبح ذلك سوقًا مستقلًا فأما إذا كان مشروعك أساسه أونلاين فلا داعي لمكان أوفلاين.
~كيف افتح مشروع ناجح || السر رقم (٨)
لا تأخر البدء في مشروعك.
الخوف من البدايات والخطوات الجديدة وتحمل المسؤلية في مجال جديد قد يقف عائقًا أمام الكثير من الشباب ويمنعهم من البدء أو يجعلهم يماطلون فيه.
ولكن اعلم جيدًا أن أكثر مكان آمن للسفن هي الموانئ ولكن ليس من أجل ذلك صنعت!
السفن صنعت للإبحار وخوض الأمواج لا لتقف دون حركة، من المؤكد أنه يوجد مخاطرة أكبر في البحار مقارنة بالموانئ ولكن مكانها وسط الماء لا على ضفاته تنظر من بعيد!
فلذلك إذا كنت مقررًا بداية مشروع فابدأ لا تؤجل، البدايات المبكرة لها قيمة كبيرة.
سواء بدأت الآن أو أخرت الأمر الوقوع في بعض الأخطاء محتم لأنك لازلت تتعلم فهكذا تُبنى الخبرات، لا محاولة لا خبرة.
جرب فالتجارب مفيدة فإما ستعلم بنجاحك أو تتعلم من أخطائك!
~كيف افتح مشروع ناجح || السر رقم (٩)
لا تترك الوظيفة!
انتشر في الآونة الأخيرة أنه بمجرد أن ترد فكرة مشروع على ذهنك تقوم وتقدم استقالتك فورًا.
أظهرت بعض الأبحاث أن الأشخاص التي بدأت مشاريعها ولم تترك وظائفها في البداية درجة التوتر عندهم أقل من رواد الأعمال الذين تركوا الوظيفة وبدأوا المشروع ولا يملك شيء و ليس له دخلًا ويتوهم أنه ربما بعد عدة أشهر قد يصبح مفلسًا. وتكون النتيجة أنه يتعامل مع مشروعه بقرارات بها شيء من الاستعجال لأنه يريد نتائج سريعة.
إذا نجح مشروعك واستقر يمكنك التفرغ حينها ولكن حتى يحدث ذلك لا تضع الوظيفة عائقًا أمام بداية المشروع الجديد.
ابدأ مشروعك وتدرج في خطواته واسأل الله الإعانة والتوفيق ولا تنس دعاء الاستخارة قبل الإقدام على أي عمل حتى يسدد الله خطاك لما فيه نفع لك.
وبهذا انتهى مقالنا الذي نُقل بتصرف من لقاء للأستاذ ثابت حجازي مدرب القيادة الإدارية.
وإليك أهم ما ذكرنا:
- كلام الخبراء نصائح ذهبية بصورة مجانية؛ فاستمع جيدًا واستفد من تلك الخبرات.
- دراسة السوق لا تقل أهمية عن دراسة الجدوى فاهتم بكليهما.
- فهم سلوك وثقافة العميل عن قرب هو بحد ذاته نجاح كبير في عملك!
- مهما كانت جودة منتجك لن يعرف الناس بوجوده إلا عن طريق التسويق فاهتم به واعطه حظه الكافي من ميزانيتك.
- الحصول على شريك مالي يدعمك إن لم يكن لديك رأس مال كافيًا سيساعدك لمواصلة مشروعك بشكل جيد.
- ابدأ صغيرًا وإن كان لديك المقدرة على أن تبدأ كبيرًا!
- قف على مشروعك بنفسك في البداية ولا تكتفي بالتمويل فقط.
- بدأ المشروع أوفلاين وأونلاين يمكنه أن يحقق لك مكاسب مضاعفة.
- لا تُأخر البدء في المشروع، فالسفن صنعت للإبحار لا لتقف مطمئنة في الموانئ!
- لا تترك الوظيفة إن لم يكن لك مصدر دخل أخر ولا تجعلها عائقًا في بداية مشروعك.
- الاستخارة وسؤال الله العون والتوفيق أهم مقومات نجاح أي مشروع.