العمل التطوعي | خطوتك الأولى لمعرفة نفسك وتنمية مهاراتك
خلق الله الإنسان بفطرته السليمة التي تدعوه دائمًا إلى تقديم الخير، وتنحية الشر، فالإنسان بطبعه لا يستطيع العيش بمفرده، بل إنه يحتاج إلى أن يكون ضمن مجتمع ومع مجموعة من الأشخاص سواء في منزله، أو مكان دراسته أو عمله، ويعتبر العمل التطوعي سبيله الوحيد لتحقيق ذلك.
تعريف العمل التطوعي
هو تقديم المساعدة والعون من أجل العمل على تحقيق الخير في المجتمع بشكل عام ولأفراده بشكل خاص، وأطلق عليه اسم عمل تطوعي لأن الإنسان يقوم به برغبته دون إجبار من أحد، فهو إرادة داخلية، كما أن له أهمية كبيرة في تنمية شخصيته، ونشر الخير والصلاح في المجتمع.
عزيزي القارئ، لعلك تفكر ما هي أهمية العمل التطوعي؟ وما الفوائد التي ستعود على عند اشتراكي في الأعمال التطوعية؟
لماذا نقوم بالتطوع؟
سأوضح لك الآن عزيزي القارئ أهم 8 فوائد للعمل التطوعي ستدفعك للقيام به:
1- تحقيق الذات.
التطوع وسيلة توفر للفرد فرصة للتعرف علي شرائح المجتمع المختلفة والانخراط فيه، كما يُمكّن الفرد من بناء كيانه ومكانته الاجتماعية في مجتمعه، بالإضافة إلي أنه يمكنه من إثبات وجوده كشخص فعال أثناء المشاركة مما يؤدي إلي شعوره بالمسئولية نحو مجتمعه، وأن ما يقدمه للمجتمع هو ما يساعد علي أن يترك أثر إيجابي فيه.
2-تعزيز الثقة بالنفس.
يعتبر العمل التطوعي واحد من أهم الطرق التي تساعد الفرد علي تعزيز ثقته بنفسه، فعندما يساهم في بناء وتطوير مجتمعه يشعر بالفخر والثقة؛ لأنه يترك بصمته الخاصة من خلال مشاركته الفعلية أو من خلال تقديم أفكار ومقترحات تساعد علي تطوير المجتمع.
فتخيل معي، عند تبني فكرتك لتطبيقها، كيف سيكون أثر ذلك علي نفسك؟
حينها ستدرك دورك في المجتمع مما يعزز ثقتك بنفسك.
3-التخلص من المشاعر السلبية والاكتئاب.
المشاركة في الأعمال التطوعية واحدة من أهم الطرق التي تساعد علي التخلص من المشاعر السلبية، حيث ينمي الشخص معارفه كما يتعرف من خلال العمل التطوعي علي أشخاص إيجابيين، فيأخد منهم الطاقة الإيجابية التي تساعده علي العمل وتعزز لديه الإبداع.
كما يعطي التطوع للفرد فرصة لتغيير البيئة التي يعيش فيها فيتعرف على أشخاص جديدة كما يوسع دائرة معارفه وذلك يزيد من إنتاجيته، بالإضافة إلى أنه يحافظ علي سلامه الداخلي والروحي والنفسي من خلال الأجواء الإيجابية التي يكون فيها.
4-الشعور بالسعادة والرضا.
من أحد أسباب الشعور بالسعادة هو إفادة الشخص لمن حوله بالمهارات التي يمتلكها، والتطوع هو السبيل لذلك.
5-تعزيز السيرة الذاتية للفرد.
تتطلب معظم الفرص الدراسية في الخارج، والوظائف امتلاك خبرات ومهارات قيادية كما تتطلب قدرة علي التأثير في المجتمعات، حيث يتم التركيز علي هذه الجوانب أكثر من المستوي الأكاديمي.
ومن الفوائد أيضاً:
6- زيادة خبرة الفرد وإثراء تجاربه.
نقطة انطلاق الناجحين كانت من العمل التطوعي، فهو الطريق الذي يساعد الفرد علي تحقيق أهدافه المستقبلية كما أن الناجحين هم من بدأوا حياتهم بتقديم خدماتهم ومهاراتهم في العمل التطوعي؛ للحصول علي الخبرة الكافية، وهو ما ساعدهم علي الوصول فيما بعد إلي ما هم عليه الآن من تميز ونجاح.
7-تطوير المهارات القيادية.
من أهم الصفات التي يحتاج إليها الفرد للتأثير علي الآخرين وكسب قلوبهم هي القيادة، والعمل التطوعي هو السبيل لتنمية هذه الصفة كما يكتسب الفرد الشخصية القيادية من خلال أدواره التي يكون مسئول عنها في العمل التطوعي، مما يزيد لديه الشعور بالمسئولية بالإضافة إلى أنه سيكتسب الصفات القيادية تدريجياً.
8-الثواب العظيم من الله سبحانه وتعالي علي كل عمل بسيط تقدمه للغير، فهذا الثواب يلمسه المتطوعين في الدنيا قبل الآخرة.
العمل التطوعي في الإسلام
يسعي الدين الإسلامي إلي تعزيز التكافل المجتمعي بين جميع الأفراد كما يظهر ذلك واضحاً في العديد من المواضع، نذكر منها:
-“وتَعَاونُوا عَلى البِّرِ والتَقوَى” (المائدة 2)
-“فَمَن تَطَوّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لّهُ” (البقرة 184)
-“فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ “(الزلزلة 7)
كما يوجد بعض الأحاديث النبوية الشريفة التي تحث على العمل التطوعي في الإسلام، فمنها:
-“مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ؛ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى”
-“أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ أَنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ، وَأَحَبُّ الأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ سُرُورٌ تُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِمٍ، أَوْ تَكْشِفُ عَنْهُ كُرْبَةً، أَوْ تَطْرُدُ عَنْهُ جُوعًا، أَوْ تَقْضِي عَنْهُ دَيْنًا، وَلأَنْ أَمْشِيَ مَعَ أَخٍ لِي فِي حَاجَةٍ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَعْتَكِفَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ شَهْراً”
من أين تبدأ خطوتك الأولي في التطوع؟
والآن عزيزي القارئ، إذا تحمست المشاركة في الأعمال التطوعية، ستسأل نفسك من أين أبدأ؟
هناك العديد من أشكال التطوع، فإذا كنت تريد الدخول إلي هذا العالم الرائع، فإنه يتطلب منك الآتي:
1- يمكنك التطوع عبر الإنترنت وهو ما يسمي بالتطوع الافتراضي أو الإلكتروني.
2- التطوع الكامل، وهي الأعمال التطوعية التي يمكنك القيام بها طوال أيام الأسبوع.
3-التطوع الكامل في الشركات، وذلك حتي تحصل علي خبرة كبيرة من العمل فيها.
4- التطوع في المؤسسات الحكومية، فتساعد المحتاجين وكبار السن في القيام بمصالحهم في أقل وقت ومجهود.
5 التطوع في منظمات الخدمة المدنية، وهي عبارة عن جمعيات غير ربحية.
6-الأعمال التطوعية قصيرة الأجل.
كل هذه الأعمال يمكنك البدء فيها بسهولة ولا تتطلب سوى رغبتك في دخول هذا العالم، والاستفادة من خبراته ومهاراته.
الكاتبة/ منة عيسى