تحرّر من أوهامك! | ملخص كتاب فخ السعادة
نظرة عامة على كتاب فخ السعادة
مولفا الكتاب هما: الدكتور روس هاريس، طبيب ومعالج نفسي، وصاحب كتاب “صفعة الواقع”؛ وبيف آيسبيت، مؤلفة ومصورة وفنانة بارعة.
يناقش الكتاب المكون من 160 صفحة الأفكار الرائجة عن السعادة، وكيف أن لهذه الأفكار أثرًا سلبيًا علينا؛ فهي مضللة وقد تؤدي بنا إلى الشعور بمشاعر أسوأ.
يحلل الكتاب هذه الأفكار ويبين خطأها، ويصحح لنا مفاهمنا حول السعادة، كما يرينا الأساليب الأنجح في التعامل مع مشاعرنا وأفكارنا السلبية.
تحرر من أوهامك عن السعادة! | ملخص كتاب فخ السعادة
نحن نبالغ جدًا في تقدير السعادة؛ أي أننا نعطيها أكبر من حجمها ونجعل من الوصول إليها غاية حياتنا.
وقد ساعدت كتب التنمية البشرية في رفع قدر السعادة؛ وذلك عن طريق توجيهنا نحوها، وإعطائنا طرائق للوصول إليها، وترسيخها لفكرة أن الحال الطبيعي للإنسان هو أن يكون في سعادة دائمة، وأنه إذا ما خرج عن هذا فإن فيه علة تحتاج إلى العلاج.
علينا أن نراجع الأفكار التي نملكها عن السعادة؛ ولهذا أقدم لكم ملخص كتاب فخ السعادة راجية أن ينال إعجابكم.
ما السعادة؟
يوجد لها تعريفان؛ فقد تعرف بأنها الوصول إلى حالة من الارتياح، وهي -بالطبع- غير دائمة.
بينما التعريف الآخر يصف السعادة بأنها صنع حياة ذات هدف.. حياة زاخرة ومجدية؛ وذلك من غير الهرب من مشاعرنا السلبية، وعيشنا للحياة على أتم وجه؛ هكذا سنستمتع بالحياة بجوانبها كلها!
| كتب تناقش مفهوم السعادة من منظور آخر:
فخ السعادة | كيف نقع في فخ السعادة؟
توجد أربع خرافات يُروَّج لها حول مفهوم السعادة:
-
الخرافة الأولى: الطبيعي هو أن تكون سعيدًا.
-
الخرافة الثانية: إذا لم تكن سعيدًا فإن فيك عيبًا.
-
الخرافة الثالثة: عليك التخلص من المشاعر السلبية حتى تعيش حياة أفضل.
-
الخرافة الرابعة:عليك أن تقدر على التحكم في مشاعرك وأفكارك.
الخرافة الأولى | الطبيعي هو أن تكون سعيدًا
“كن سعيدًا”، “سعادتك بيدك”، “أن تكون سعيدًا هو الحل”؛ هذه الأفكار التي نراها في كثير من كتب التنمية الذاتية، وما هو من قبيل هذه الشعارات ينافي الحقيقة؛ فما تظهره الأبحاث يبين أن الشخص السعيد ليس هو الطبيعي؛ إذ إن شخصًا من كل عشرة أشخاص يعاني الاكتئاب المرضي! وواحدًا من كل خمسة مصاب بالاكتئاب المؤقت!
إذن؛ البشر في اغلبهم تعساء وليسوا سعداء!
والواقع هو أنك كلما تعلقت بفكرة السعادة، وحاولت مطاردتها؛ فإنك ستجد نفسك تعيسًا جدًا عند عدم الوصول إليها، وقد تظن أن الجميع سعداء إلا أنت!
الخرافة الثانية | إذا لم تكن سعيدًا فإن فيك عيبًا
للأسف؛ فإن مجتمعاتنا تظهر المريض في مظهر الضعف والخلل. على سبيل المثال إذا لم يكن الشخص سعيدًا، أو إذا عانى من مشكلات نفسية؛ فإننا نوصمه بوصمة عار! وكأنه ارتكب جريمة ما، أو شذ عن المجتمع واختلف.
والصادم أننا أنفسنا حين نشعر بمشاعر سلبية نوبخ ذواتنا على هذا! ونرميها بالضعف.
الخرافة الثالثة | عليك التخلص من المشاعر السلبية حتى تعيش حياة أفضل
نجد الناس ينصحون بالتغلب على المشاعر السلبية، والاحتفاظ بما هو إيجابي من المشاعر؛ ولكن طبيعة الحياة توجب علينا المرور بالمشاعر كافة؛ المحزن والسار منها.
من ناحية أخرى فقد أوضح كتاب فخ السعادة أن أفكارنا السلبية ليست العدو! بل هي ليست إلا كلمات تطفو في عقولنا، وإذا صارعناها؛ فلن نصارع إلا أنفسنا.
الخرافة الرابعة | عليك أن تقدر على التحكم في مشاعرك وأفكارك
لا يحاولون دائمًا حثنا على التفكير بالأفكار الإيجابية، ويخدعوننا بقولهم أننا بفعلنا هذا سنكون سعداء! لكن فكر معي؛ هل الحياة بهذه البساطة؟ عن نفسي، لا أظن ذلك.
هكذا الحياة بطبيعتها تنطوي على الحزن والألم، ودخولنا مع هذه المشاعر ورفضنا لها يعد معركة صعبة؛ بل هي مستحيلة وخاسرة حتمًا!
كيف نتجنب نحن أفكارنا السلبية بشكل خاطئ؟
نحن نتجنب هذه الأفكار بطريقتين:
- الكر:
بأن نحارب أفكارنا ومشاعرنا الأليمة عن طريق؛ قمعها وإبعادها، الجدال مع انفسنا ومحاولة تحدي هذه الأفكار، إجبار النفس على الشعور بشعور أفضل، توبيخ نفسك على ما تملكه من افكار ومشاعر او ما يدعى ب”التنمر الذاتي”.
- الفر:
هو الهرب والاختباء من هذه الأفكار، وذلك بتجنب المواقف التي تثير تلك المشاعر فيك، أو بإلهاء نفسك عنها، أو بالانغلاق حتى تجنب نفسك الأفكار غير المرغوب فيها، أو باستخدام الأدوية والعقاقير حتى!
عليك أن تكون واعيًا بأن: أي طريقة من طرائق تجنب الألم إذا استخدمت بإفراط؛ فإنها ستجلب نتائج عكسية وتتسبب بمشكلات أكبر!
إن محاولة دفن الألم العميق لا تجعله يختفي!
اقرأ أيضًا: نصائح للحفاظ على صحتك النفسية!
كيف تحمي نفسك من الوقوع في فخ السعادة؟ | الحلول
يستند الكتاب على طريقة العلاج بالقبول والاتزام؛ التي تستند على مبدأين:
أولًا: الوعي التام.
هو حالة تتألف من الإدراك والانفتاح، وينطوي عل ثلاث مهارات:
-
إبطال الفعالية:
أبطل الأفكار السلبية والانتقاد الذاتي حتى يقل تأثيرها فيك.
-
التوسع:
اسمح للأفكار الأليمة ان تجرى بداخلك! ولكن من غير أن تنجرف معها.
-
الاتصال:
عش في الحاضر! لا تنجرف في التفكير في الماضي أو المستقبل.
ثانيًا: القيم.
القيم هي أهم المبادئ لديك؛ الأمور التي ترغب في الدفاع عنها، وتساعد على اكتشاف معنى للحياة.
يعمل هذان المبدآن معًا حتى يساعدانك على التعامل مع مشاعرك السلبية بطريقة أفضل، وبناء حياة هادفة وثرية.
كيف تتعامل مع أفكارك؟
لا تكثر التفكير حول ما إذا كانت الفكرة صحيحة أم لا؛ فكر “هل هذه الفكرة مفيدة لي؟” وإذا لم تكن كذلك فالأفضل تركها؛ لا تتمسك بالأفكار التي لا تفيدك في التحسين من نفسك.
كما عليك أن تتذكر أيضًا أن الماضي ليس موجودًا، وما هو إلا محض ذكريات في الحاضر، وكذلك المستقبل ليس موجودًا؛ فليس إلا أفكارًا في الحاضر.
إذن ما المهم؟ أحسنت! الحاضر.. الحاضر فقط.
عندما تظهر لك أي فكرة، استخدمها إذا كانت مفيدة، وإذا لم تكن كذلك فلتنفصل عنها.
الختام
في النهاية، أرجو أن يكون هذا الملخص نافعًا، وأن تصلوا إلى سعادة حقيقية لا تنكرون فيها مشاعركم السيئة؛ بل تتقبلونها وتتعاملون معها جيدًا.
استمروا في التعلم وتطوير أنفسكم يا رفاق!
إن الحياة تعطي أكثر ما فيها لمن ينالون الاستفادة القصوى مما تقدمه لهم!
| اقرأ آراء القراء عن الكتاب:
كتبته/ إيمان علي حسين