تعلم اللغة الانجليزية بسهولة من خلال الاستماع.
في الماضي كان تعلم اللغة الانجليزية أمرًا محبطًا للغاية وذلك لعدم توفر المصادر المسموعة والمرئية، فلم يكن لدى المتعلمين فرصة الاستماع للغة ولا ممارستها.
وبسبب عدم القدرة على تقوية مهارة الاستماع على النحو المطلوب، كانت نتيجة تعلُم اللغة الانجليزية غير جيدة، حيث النطق غير الصحيح، وعدم القدرة على التحدث باللغة الانجليزية.
وهذا بالضبط ما يحدث في عصرنا اليوم على الرغم من توفر الكثير من المواد المسموعة على الإنترنت
وذلك لأن غالبية المتعلمين يغفلون عن أهمية الاستماع في اللغة الانجليزية.
وبسبب إهمال تطوير هذه المهارة نجد أن الشخص المتعلم لديه الكثير من المفردات لكنه ينطقها بشكل خاطئ،
وقد يعرف الكثير من القواعد لكنها تبقى في عقله معلومات فقط لا يستطيع تطبيقها عمليًا عندما يتحدث باللغة الانجليزية، بالإضافة إلى أنه لا يتمكن من فهم اللغة الانجليزية عند سماعها من متحدثيها.
لذلك إذا كنت إلى الآن لا تعلم أهمية مهارة الاستماع تابع معنا هذا المقال
الذي سنتحدث فيه عن أهمية هذه المهارة وعلى كيفية تقويتها بالشكل الأمثل:
أهمية مهارة الاستماع في تعلم اللغة الانجليزية:
كي تتعرف على أهمية الاستماع لاكتساب اللغة الانجليزية انظر إلى الطفل الصغير الذي تعلم التحدث بلغته الأم دون أن يقرأ كتابًا أو يكتب حرفًا.
فاللغة يتم اكتسابها عن طريق الاستماع أولاً، فالطفل الصغير يستمع إلى الكلمات والجمل بشكل متكرر من البيئة التي يعيش فيها،
ثم يتم تعزيز هذا الاستماع بالمشاهدة بالعين وذلك كي يتم إنشاء رابط وثيق ما بين الكلمة ومعناها من خلال عنصر المشاهدة.
مثال على ذلك :
كلمة “ألعاب” يستمع الطفل بالبداية إلى كلمة “ألعاب” ثم يشاهد تلك الأشياء الجميلة ذات الألوان المبهرة والتي يستمتع بها،
عندئذ يقوم العقل بإنشاء رابط ما بين ذلك الصوت “نطق كلمة ألعاب” بالأشياء التي هي الألعاب.
مع تكرار الكلمة ذاتها بشكل يومي تترسخ في عقله اللاواعي.
إذاً كما شاهدت فقد جاء الاستماع أولاً ثم أتت المشاهدة و التي تربط الكلمة المسموعة بمعناها الحقيقي،
هذه المشاهدة يمكن في عصرنا هذا الاستغناء عنها بسبب وجود القواميس، والتي ستفهم منها معنى الكلمات دون الحاجة للمشاهدة.
لكن طبعاً لايمكن الاستغناء عن الاستماع للكلمة صوتياً، فلا يكفي أبداً أن تتلقى الكلمة كتابياً،
فصوت الكلمة أهم من شكلها ومن كتابتها عند بداية تعلمها،
حيث أن تعلم شكل الكلمة وتهجئتها الصحيحة أمر يفيدك في تطوير مهارة الكتابة باللغة الانجليزية، وهذا أمر آخر ومهارة متقدمة.
الطريقة الصحيحة لتطوير مهارة الاستماع باللغة الانجليزية:
كما تلاحظ فإن الكثير من المتعلمين، يركزون على تطوير مهارات اللغة كالقراءة والكتابة والقواعد ويهملون مهارة الاستماع،
لكن عليك أن تعلم أن هذه المهارات ستساعدك في تعلم أساسيات اللغة الانجليزية، لكنها لن تجعلك تتحدث بسلاسة وتلقائية.
ولكي تحصل على الطلاقة فعليك بالاستماع، لكن ليس أي استماع، فالاستماع العادي مفيد
لكن حديثنا هنا فهو استماع من نوع آخر، وهي طريقة الاستماع الصحيحة و الهدف منها التلقين والتعلم والترسيخ.
حيث عند تطبيقك لهذه الطريقة ستحفظ الكثير من المفردات والجمل والحوارات وستتعلم النطق بشكل صحيح.
– يُشترط في هذا النشاط أن يكون الاستماع لمادة توفر الـ(Transcript) أو ال(subtitle)
وهو الترجمة النصية للصوت أو للفيديو لكن باللغة الإنجليزية، بحيث تتمكن من قراءة الكلمات والجمل التي تستمع إليها.
– كما يتطلب الأمر منك أن تستخدم قواميس أو خدمات ترجمة أثناء الاستماع.
آلية الاستماع الصحيحة والتي ستفيدك بتعلم الكثير من المفردات والجمل:
1- في البداية عليك تحديد المادة التي تريد الاستماع إليها هل هي مادة مرئية أم مسموعة،
المواد المرئية (الفيديوهات بكافة أنواعها )، أما المواد المسموعة (البودكاست والكتب الصوتية والراديو …..).
وننصحك طبعًا بالاستماع ومشاهدة الفيديوهات، حيث أن الاستماع مع المشاهدة يساعد على إنشاء رابط قوي ما بين الكلمات ومعانيها داخل الدماغ كما يساعدك على ترسيخ الحفظ وخصوصًا في حال كنت شخصًا مبتدئًا.
أما البودكاست والكتب الصوتية فيمكنك الاستماع إليها مع تقدم مستواك أو في حالة كنت ترغب باستغلال الأوقات المهدرة من يومك كالاستماع للغة الانجليزية وأنت في المواصلات،
عندئذ يمكنك في هذه الحالة تشغيل البودكاست والاستماع إليه كي تعتاد أذنك على الاستماع للغة.
2- بعد أن حددت نوع المادة التي ترغب بالاستماع إليها ولتكن الفيديوهات،
فيجب عليك أن تشاهد ما تحب أي لا تقم باختيار فيديو يتحدث عن موضوع
ليس بدائرة اهتماماتك لأنك في هذه الحالة ستشعر بالملل ولن تستمر بعملية التعلم.
3- الآن وبعد أن قمت باختيار الفيديو قم بمشاهدته للمرة الأولى مع الترجمة العربية واستمتع به وافهم الحوارات والجمل التي تدور فيه.
4- ثم قم بمشاهدة الفيديو مع الترجمة الانجليزية Subtitle وذلك كي تقرأ الكلام الذي يتحدث به الأشخاص ضمن الفيديو .
تشغيل الترجمة الانجليزية Subtitle مفيد لسببين رئيسيين هما:
- ستساعدك على الفهم في حال كان الشخص المتحدث لديه لهجة أو لكنة غريبة.
- ستمكنك من رؤية الكتابة الصحيحة للكلمة وبالتالي ستحسن لديك مهارة الكتابة دون أن تشعر.
5- يجب عليك أثناء المشاهدة وعندما تجد كلمة لاتفهم معناها أن تقوم بايقاف تشغيل الفيديو
و قم باستخدام القاموس الناطق و اكتب الكلمة فيه ثم قم بالاستماع لنطقها الصحيح وترديدها بنفسك.
ستساعدك هذه الخطوة على فهم معاني الكلمات الجديدة وتعلم كتابتها وعلى تعلم النطق الصحيح لها.
6- والآن تأتي مرحلة يغفل عنها الكثير ممن يتعملون اللغة عن طريق الاستماع وهي “مرحلة التكرار”
فلا يكفي للتعلم أن تشاهد الفيديو لمرة واحدة بل يجب عليك تكرار المشاهدة لعدة مرات مع الترجمة الانجليزية.
وقد يتبادر إلى ذهنك عزيزي القارئ سؤال مهم وهو
“كم عدد مرات تكرار الفيديو التعليمي؟”
الاجابة هنا ليست ثابتة ومحددة بعدد مرات بل تختلف من شخص لآخر على حسب درجة الاستيعاب و مستوى الشخص باللغة الانجليزية
وكل ما عليك فعله هو أن تقوم بتكرار الفيديو حتى تشعر أنك حفظت منه بعض الكلمات والجمل
بل وحتى الحوارات عن ظهر قلب عندئذ يمكنك الانتقال للمرحلة الأخيرة.
6- بعد أن قمت بمشاهدة الفيديو عدة مرات مع الترجمة الانجليزية بل وحفظت منه الكثير
تأتي المرحلة الاخيرة وهي مشاهدته من دون ترجمة على الاطلاق فقط ركز على تعابير وجوه الاشخاص وحركاتهم.
وبعد الإنتهاء من جميع الخطوات السابقة قم باختيار فيديو تعليمي آخر واتبع نفس استراتيجية الاستماع الصحيحة.
تنويه هام:
في بدايات استخدام هذه الطريقة قد تجد الكثير من الكلمات الجديدة، لا داعي لترجمة كل كلمات الفيديو بل قم بترجمة الكلمات التي لم تتمكن من فهمها باستخدام سياق الجملة او الكلمات التي تكررت كثيرًا ضمن الفيديو.
أشياء لا تغفل عنها أثناء تطوير مهارة الاستماع باللغة الانجليزية:
1- حدد هدفك:
من الطبيعي أنك لاتفعل شيئًا في حياتك إلا لهدف معين، لذلك اسأل نفسك لماذا ترغب بتحسين مهارة الاستماع لديك؟
هذا ما يجب أن تجيب عليه بدقة وتضع إجابته نصب عينيك وذلك كي تتمكن من تطوير هذه المهارة
ولاتنسى فالأمر يتطلب منك عزيمة ومثابرة كي تصل إلى نتيجة مرضية.
2- استمع لما تحب كي تتعلم وتستمتع بنفس الوقت!
الاستماع إلى ما تحبه و تستمتع به سيجعل عملية التعلم ممتعة خالية من الملل وفي هذه الحالة ستحصل على فائدة أكبر وستتمكن من الاستمرار في التعلم.
و في يومنا هذا وبسبب التطور الذي يشهده العالم والانترنت بشكل خاص ستجد على الإنترنت الكثير والكثير من مصادر الاستماع المجانية والممتعة أيضًا.
يمكنك اختيار ملفات بودكاست أومقاطع فيديو على YouTube تتحدث عن موضوع تحبه وتستمتع به.
أو يمكنك استخدام موقع Ted وهو موقع جميل للغاية حيث يحتوي على العديد من المحاضرات المفيدة والممتعة.
تستطيع اختيار ما يناسبك ويعجبك، ميزة هذا الموقع أن جميع المحاضرات فيه تحتوي على ترجمات يمكنك قراءتها أثناء مشاهدة الفيديو.
3- نوّع مصادر الاستماع ولا تستمع لمصدر واحد فقط:
إن الاستماع لمصدر واحد أو شخص واحد له تأثير ضار على مهارة الاستماع لديك،
لذلك احرص على الاستماع لعدد كبير من الأشخاص وذلك كي تعتاد على طرق اللفظ المختلفة للكلمات.
فإذا استمعت فقط إلى مدرس اللغة الإنجليزية أو مقدم البودكاست المفضل لديك فإنك ستعتاد على طريقة الكلام الخاصة بهذا الشخص و على لهجته
و ستواجهك صعوبة عند الاستماع لأشخاص آخرين يتحدثون الانجليزية لأنك غير معتاد على طريقة تحدثهم ونطقهم للكلمات.
4- اختر وقتًا مناسبًا للاستماع:
ينبغي عليك أن تختار وقتًا تكون فيه مستعدٍا ذهنيًا للاستماع ولا تستمع لمجرد الاستماع، وذلك كي تتمكن من استيعاب وفهم ما تسمع بنسبة كبيرة.
5- خصص وقتًا محددًا لممارسة الاستماع:
لا تجعل ممارستك لمهارة الاستماع يكون أقرب للعشوائية بل عليك أن تخصص مدة زمنيةكل يوم للاستماع باللغة الإنجليزية والتزم به قدر المستطاع.
6- تطوير مهارة الاستماع يحتاج إلى وقت:
يجب أن تعلم أن أحد المشاكل التي تؤدي إلى فشل البعض في اكتساب مهارة الاستماع،
هي ظنهم أن 3 أو 4 أشهر كافية للوصول إلى احتراف مهارة الاستماع و التحدث بطلاقة، والحقيقية أنها مدة غير كافية أبدًا.
حتى وإن انغمست انغماساً كلياً في تعلم الانجليزية، فلن تتمكن من الوصول إلى الطلاقة ب3 أو 4 أشهر.
لذلك، كن مستعداً منذ البداية، وتخلص من الأفكار القديمة والعبارات الرنانة التي تشاهدها
مثل (تعلم اللغة الإنجليزية في أسبوع – أو تعلم الانجليزية في 10 أيام) فليس ذلك سوى كلامًا فارغًا.
7- عدو مهارة الاستماع هو الانقطاع:
عندما تنقطع عن الاستماع للغة فأنت تتراجع خطوة إلى الوراء، لذلك فإن التقدم الذي تحرزه في مهارة الاستماع
ستخسره في حال انقطعت لذلك احرص على الاستماع إلى اللغة الانجليزية كل يوم ولو بشكل قليل عندئذ سيكون تقدمك سريعًا
حيث تحتاج أذنيك إلى التدرب على الاستماع بشكل منتظم،.
والآن وبعد أن تعرفت على الطريقة الصحيحة للاستماع للغة الانجليزية انصحك أن تبدأ حالًا وتختار فيديو وتطبق عليه طريقة الاستماع الصحيحة في تعلم اللغة الانجليزية.
كتابة: م.فاطمة القدور.
اقرأ أيضًا:
كيف تتعلم الانجليزية من الصفر : دليلك للتعلم بخطوات عملية