التفكير المفرط والعلاج الأمثل له

كم مرة وجدت نفسك مستغرقاً كثير من الساعات في التفكير المفرط في أشياء حدثت وانتهت في الماضي؟؟

،ومتى وجدت نفسك واقفاً متحيراً في الاختيار بين أشياء بسيطة كاختيارات قائمة الطعام مثلاً؟

وكم ضاعت منك فرصة عظيمة بسبب ترددك وتأخرك في اتخاذ القرار في الوقت المناسب؟

لو كانت جميع هذه الأمور تحدث معك ف أنت في الغالب مصابٌ بداء التفكير المفرط

ففي هذا المقال سنتناول تعريف التفكير المفرط وكثير من الأشياء المتعلقة به مع الحلول لهذه المشكلة…

ماهو تعريف هذا الداء وكيف يكون؟

التفكير المفرط هو : الإستغراق لأوقات طويلة في تحليل وتفنيد أمرٍما (واقعي او خيالي) دون اتخاذ فعل بناءً على هذا التفكير مما يهدر الوقت والطاقة.

فعادةً ما يظهر التفكير المفرط في عدة صور معروفة

مثل : الندم واستذكار الماضي  أو تصور طرق أخرى كان من الممكن معالجة الأمور بها

أو تخيل سيناريوهات غير واقعية لحل المشاكل التي تواجه الشخص.

أو القلق بخصوص أمرٍ ما في المستقبل أنت لا تملك التحكم به.

وأيضاًعندما تكون بصدد اتخاذ قرار معين تجد نفسك تدور في دائرة مفرغة بين عيوب ومميزات كل اختيار دون إحراز  أي تقدم يُذكر.

من أكبر أسباب الإصابة بالتفكير المفرط

هذا السبب هو المثالية وطلب والكمال فتُطالب نفسك بأن ترد بالفعل المثالي أو القول المثالي في كل موقف تتعرض له.

ف دائماً يريد الشخص أن يتخذ القرار الذي كل تبعياته إيجابية وبدون أي سلبيات..

وهذا بالتأكيد غير واقعي وغير ممكن بالمرة،ونتيجته تكون كثيرٌ من الإرهاق النفسي والذهني

، إهدار للوقت والطاقة وأحياناً ضياع الفرص بسبب التأخر في اتخاذ القرار في الوقت المناسب.

التفكير المفرط

* كيفية التخلص من التفكير المفرط ونصائح للتقليل منه

إليك نصائح تساعدك عل التخلص من داء التفكير المفرط بأشكاله المختلفة وهم :

النصيحة الأولى: الوعي العام واللحظي بالمشكلة

وأول خطوة دائماً في حل أي مشكلة تكون الوعي بالمشكلة، والمقصود هنا هما نوعين من الوعي وهما:

الأول :وهو الوعي العام بمعنى أن تكون مدركاً إدراك تام بأنك مصاب بهذا الداء لأن عدم الإعتراف بوجود المشكلة فلن تسعى لعلاجها من الأساس.

الثاني :الوعي اللحظي بمعنى أن تدرك أثناء إفراطك في التفكير في موضوع معين بأنك في مشكلة في اللحظة الحالية وهذا بالتأكيد سيجعلك تتوقف عن الإستمرار فيه.

-وسأقول لك خدعة بسيطة ستساعدك على الوعي اللحظي وهي أن تتخيل التفكير المفرط على شكل شخصية  ممكن تسميتها (وحش التفكير المُفرط) أو حسب خيالك…

النصيحة الثانية :استخدم الورقة والقلم

وهذا يكون في حالة أن يكون التفكير المفرط لديك بسبب قرار  معين وأنت في حيرة او خوف من اتخاذه.

ففي هذه الحالة من الواجب أن تستخدم طريقة عملية تحليلية تساعدك على اتخاذ القرار

وإلا ستجد نفسك تدور في دائرة مُفرغة تدور فيها بنفس المميزات والعيوب والمخاوف

بدون إحراز أي تقدم وبدون الوصول لأي معلومات جديدة  تساعدك على اتخاذ أفضل القرارات.

النصيحة الثالثة : الفعل دواء التفكير

فكثيرٌ منّا يرفض أن يأخذ أي خطوة تجاه أمرٍ ما إلا بعد أن يكون عنده تصور كامل  ودقيق  يضمن به النتيجة النهائية.

فينتظر لتكون عنده خطة نهائية مثالية لا تحتمل الفشل  وهذا بالطبع شيئ في منتهى الصعوبة بل من المستحيل تطبيقه.

ولذلك يظل حبيس مرحلة التفكير ويكون غير قادر على الخروج منها

في حين  أنه إذا قام بمحاولة أخذ بعض الخطوات البسيطة ستُكشف له أمور غالباً لم يكن ليصل لها عن طريق التفكير المفرط فقط.

فحينما تجد نفسك حبيس التفكير في شأن معين فعليك باتخاذ ولو خطوة واحدة بسيطة تجعلك قريباً من إتخاذ القرار.

بعض النصائح الأخرى للتقليل من التفكير المفرط

1. التدريب على القرارات السريعة في الأمور البسيطة

فمن الممكن أن تجعل عقلك يتدرب على التخلص من التفكير المفرط في الأمور البسيطة التي تكون خسائرها طفيفة.

كاختيار الأكل من قائمة طعام مثلاً :تخلص من فكرة أنك من اللازم أن تطلب أفضل طلب ممكن .

امنح نفسك وقت قصير جداً لاختيار الطعام  لأن في النهاية هو قرار بسيط ليس من المتوقع أن تكون خسائره كبيرة.

فالفكرة من هذه النصيحة أن تكتسب مع الوقت شجاعة اتخاذ القرارات بسرعة بشكل يساعدك على كسر عادة التفكير المفرط في كل صغيرة وكبيرة

2. تعلم من الماضي ثم تناساه

فلو كان تفكيرك المفرط عن مواقف محرجة أو مؤلمة حدثت في الماضيفيجب أن تعرف أنه لايوجد إنسان لم يتعرض لمثل هذه المواقف الصعبة والمحرجة.

حتى الأنبياء أشرف الخلق  تعرضوا للإهانات من أسافل البشر وكل الأشخاص الناجحين تعرضوا للرفض والتقليل من شأنهم بشكل أو بآخر..

فأنت لست وحدك في هذا الأمر فلا تقع في فخ رثاء النفس لأنه عادة ما ينتج عنه شخصية ضعيفة  وهشة 

وفي معظم الأحيان لن يكون هناك أحد متذكر الموقف المحرج أو المؤلم الذي تفكر فيه غيرك وحدك وتأكد أن كل شخص مشغول بنفسه وبحاله..

 فالشيء الوحيد الذي عليك التفكير فيه هو هل في هذا الموقف شيئ علي أن أتعلمه سيفيدني مستقبلا أم لا؟

 فلو هناك شيئ عليك تعلمه فهذا رائعٌ جداً ولو لم يكن هناك فمعنى هذا أن الموقف كان خارج تحكمك فبالتالي ليس هناك داعي لأن يزعجك هذا الأمر  من الأساس.

وفي كلا الحالتين حاول أن تتناسى الموقف حتى تنساه أو حتى يصبح بلا تأثير عليك.

3. التوكل وحسن الظن بالله

فهذه النصيحة وحدها كفيلة بحل مشكلة التفكير المفرط للأبد.

فلو كان تفكيرك المفرط سببه هو قرار معين خائف من اتخاذه  فكل ماهو مطلوب منك هو أن تأخذ بما هو متاح لك من أسباب وتوكل على الله وتحسن الظن بالله بأياً كانت النتيجة فهو من عند الله.

كذلك القلق بشأن المستقبل  فإيمانك بأنه لا يجري شيئ في الكون إلا بأمر الله  شيئ من المفترض أن يكون مطمئناً لك فلو كنت قريب من الله فلا  يقلقك شيئ بعدها.