التكرار المتباعد للحفظ |مرة واحدة لا تكفي!

التكرار المتباعد للحفظ من أفضل الوسائل لترسيخ المعلومات إلى أن تصبح شيئًا بديهيًا بالنسبة لك!

هذا المقال ملخصًا لمقطع بعنوان”مرة واحدة لا تكفي!” لأحمد أبو زيد صانع المحتوى في قناة دروس أونلاين المعروفة.

ولأن مرة واحدة لا تكفي قررنا تلخيص هذا المقطع كتابةً بالإضافة إلى مقطع الفيديو حتى تستطيع قراءته عدة مرات للحصول على أقصى استفادة من معلوماته الرائعة واستخدامها بشكل أفضل.

لماذا مرة واحدة لا تكفي؟ هذا ما سنجيب عليه من خلال هذا المقال… لنبدأ.

وهم المعرفة!

هناك أناس تتوهم أن لديها المعرفة التامة بأمر ما لمجرد أن هذا الأمر مر على آذانها من قبل، ولذلك من الضروري الآن أن نطرح سؤالًا هل يوجد فرق فعلًا بين ألفة المعرفة والمعرفة الحقيقة؟

الألفة هي شعور يطرأ على ذهنك عندما تتعرض لمعلومة قد قرأتها من قبل أو سمعتها من شخص ما ذات يوم، مجرد شعور لا تستطيع نقله للأخرين!
بينما المعرفة هي العلم الحقيقي الذي استفدت به بل وتستطيع إفادة غيرك به.

فالمعرفة الحقيقية هي:

  • القدرة على إجراء حوار ونقاش حول تلك المعلومة التي تعلمتها.
  • إمكانية شرح وتفصيل المعلومة للأخريين بكل سهولة.
  • الإجابة على أي سؤال يخص هذه المعلومة بشكل مبسط ومفهوم.

وغالبًا أن هذا النوع من التمكن من المعرفة لن تحصل عليه إلا إذا تعرضت للمعلومة مرارًا وتكرارًا!

تجربة عن فاعلية التكرار المتباعد للحفظ.

طبقًا للتجارب التي أجراها عالم النفس الألماني “هيرمان إبنجهاوس – Herman Ebbinghaus” المهتم بعملية التكرار والتعلم، أكتشف من خلالها أن:

  • ٥٠٪ من المعلومات يتم نسيانها خلال ساعة واحدة فقط من تعلمها.
  • ٦٦٪ من المعلومات يتم نسيانها خلال يوم واحد فقط من تعلمها.
  • ٧٥٪ من المعلومات يتم نسيانها خلال ٦ أيام – ٧ أيام.

أي أن يتم فقدان ما يقارب ثلاثة أرباع ما ذاكرته خلال أسبوع واحد فقط !

وللتغلب على هذا الفقدان الرهيب في المعلومات يأتي دور تقنية التكرار المتباعد للحفظ.

وذلك عن طريق إعادة التكرار والتعرض لتلك المعلومات التي قرأتها أو ذاكرتها
بعد ساعة، ثم بعد يوم، ثم بعد أسبوع إلى أن تتثبت المعلومة وتترسخ في ذهنك.

اقرأ أيضًا: الحفظ السريع | ٧ أسرار لحفظ متقن.

فخ يقع فيه الكثير.

كثير ما يظن البعض إنه بمجرد قراءة كتاب أو مقال وتفاعل مع المعلومات يكون بهذا حقق الاستفادة الكاملة، وأكثر ما قد يثبت لك ذلك هو عشرات الكتب التي قرأتها مسبقًا والآن لا تتذكر منها أي شيء أو ربما تتذكر القليل جدًا منها.

ولذلك نقول “مرة واحدة لا تكفي”!

بدلًا من الشروع في قراءة كتاب جديد أعد قراءة كتاب قرأته من قبل شعرت أنه كتاب مفيد به الكثير من النفع ولذلك عدة فوائد منها :

  • ترسيخ المعلومات السابقة عندك بصورة أكبر.
  • استيعاب أمور جديدة ربما لم تلحظها في قراءتك الأولى.
  • الحصول على معلومات جديدة وفهم أعمق.

قانون السبعة- The role of the seven.

هناك قانون في مجال التسويق يسمى ب “قانون السبعة” وهو قانون تسويقي يتبنى فكرة أن عميلك حتى يأخذ القرار لإتمام العملية الشرائية عليه أن يرى إعلانك ما لا يقل عن سبع مرات!

وربما قد تكون لاحظت التطبيق العملي لهذا القانون أثناء تواجدك على منصات التواصل الاجتماعي، فبمجرد أن تبدي اهتمامًا لمنتج ما أو تتصفحه سريعًا يظل إعلان هذا المنتج يظهر لك بشكل متكرر حتى يصل الأمر بالبعض أنهم يقتنعون بهذا المنتج ويبادرون في شرائه!

وهذا إثبات آخر لفاعلية التكرار وأثره الواضح على الأشخاص.

سر تكرار قصة سيدنا موسى في القرآن.

قال أحد العلماء بخصوص هذا التكرار…كاد القرآن أن يكون كله لموسى!

فقصة سيدنا موسى- عليه السلام- تم ذكرها في القرآن ما يقارب ٢٠ مرة!

وقد وضح الشيخ الشعراوي سبب تكرار هذه القصة في مواقف وسياقات مختلفة وكانت الإجابة الرائعة تتلخص في ” لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ”.

فكل تكرار للقصة في سياق مختلف يعلمك شيء مختلف بل أن طريقة السرد في سورة ما لها عظة وفائدة تختلف عما في السور الأخرى التي ذكر فيها نفس القصة.

فالله – عز وجل- يعلم بما ينفعنا أكثر منا وله حكمة عظيمة في كل شيء.

فالله تعالى قال:” وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ”

فالتذكرة هي المداومة على ذكر الشيء أي تكراره لذلك مرة واحدة لا تكفي!

قوة التكرار الخارقة.

كثرة التكرار ربما تؤدي إلى الإجبار! فهناك بعض الأشياء التي قد تكون تختلف معها تمامًا ولكن من كثرة تكرارها حولك تبدأ في التأثر بها.

ولذلك يكون المرء على دين خليله لماذا؟

لأن هذا هو الشخص الذي دائمًا ما تتردد عليه، هذا هو الشخص الذي تتكرر رؤيتك له، هذا هو الشخص الذي بتكرارك لمقابلته تتأثر بحديثه وأفكاره واهتماماته دون أن تشعر فتبدأ تسير على نهجه وإن كان خاطئًا فلهذا السبب دائمًا ما يُحذر من رفقة السوء!

لذلك لا تفتح بابًا تتردد عليه الفتن حتى وإن كنت تظن من نفسك ثباتًا ومنعة، فقوة التكرار أثر عظيم فلا تستهين بها أبدًا.

اقرأ أيضًا: أفضل الطرق لتقوية الذاكرة لمذاكرة أكثر فاعلية.

مرور الكرام!

تعرضك لشيء ما بشكل متكرر يؤثر عليك بصورة لا تتخيلها، فهناك معلومات ربما تمر عليك مرور الكرام وتنساها تمامًا فلا تتذكرها إلا عندما تتكرر وتُذكر على مسامعك مرة أخرى، فلا تجعل سعيك وراء الأمور الجديد ينْسيك أنك لم تتقن بعد الأشياء القديمة.

فهذه المعلومات التي مرت مرور الكرام لا سبيل لاستعادتها سوى بالتكرار!

ولكن ما هو مرور الكرام؟ (معلومة لك خارج الموضوع)

هو مثل شائع بين العوام وكثيرًا ما يستخدم بغرض التعبير عن السرعة أو السطحية وعدم التعمق في الشيء، فيقال مثلًا “مرت عليه المعلومة مرور الكرام” أي أخذها سريعًا فلم يحصلها أو ينتفع بها.

ومرور الكرام يقال إنه مقتبس من قول الله تعالى في صفات المؤمنين “وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا”.

فمرور الكرام هو مرور المؤمنين عندما يمرون باللغو والزور والمعصية، فعندها يكون مرورهم سريعًا خفيفًا لأن من طبيعتهم أنهم يضيقون بهذه المعاصي فلا يشهدونها ولا يتعمقون في مثل هذه الأمور.

لذلك أصبح مثل “مر مرور الكرام” كناية عن السرعة وعدم التعمق!

التكرار هو أم التعلم ووالد الفعل وهذا ذاته ما يجعله مهندس الإنجاز!

زيج زيجلر – Zig Ziglar

وبهذا انتهى مقالنا، وإليـك أهم ما ذكرنا في موضوع التكرار المتباعد للحفظ:

  • التكرار المتباعد للتعلم من أفضل الوسائل لترسيخ المعلومات إلى أن تصبح شيئًا بديهيًا بالنسبة لك!
  • المعرفة هي العلم الحقيقي الذي استفدت به بل وتستطيع إفادة غيرك به.
  • يتم فقدان ثلاثة أرباع ما ذاكرته خلال أسبوع واحد فقط من تعلمها، فتكرار المعلومة هو ما يحميك من هذا الفقدان.
  • أعد قراءة كتاب قرأته من قبل شعرت أنه كتاب مفيد به الكثير من النفع فهذا يزيد من مقدار استفادتك.
  • التعلم من قانون السبعة وأثر التكرار على حياتنا.
  • “وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ” فالتذكرة هي المداومة على ذكر الشيء أي تكراره لذلك مرة واحدة لا تكفي!
  • قوة التكرار ذات أثر عظيم فلا تستهين بها أبدًا.
  • مرور الكرام محمود في كل شيء إلا في العلم والتعلم وما هو ذو نفع.

للمزيد حول هذا الموضوع:

كيفية الحفظ السريع والتركيز: ٤ طرق مجربة وناجحة.