العقل البشري بين الدهشة والتعقيد.
لطالما كانت الأسئلة حول العقل البشري وطبيعته وأسراره محورًا ولعزًا؛ فهو واحد من أعظم صور تجلي قدرة الخالق عز وجل، تلك الميزة التي اختص الله بها الإنسان وكرمه بها، حيث قدرته الفائقة على التحليل والتنظيم.
ومن أبرز أدواره المهمة تطور الحضارة البشرية عبر مر الزمان من البحث والتدبر والتجريب والتفكير النقدي والمنطقي، كما نرى في ذلك مدى حيرة العلماء واختلافهم حول كيفية العقل على تخزين ملايين المعلومات، وإليك نظرة عامة حول هذا الموضوع.
التناغم والفرق بين الدماغ والعقل:
فالعقل: هو عبارة عن آليات التفكير التي يقوم بها الدماغ وله القدرة على الفهم والإدراك والاحساس والعاطفة والذاكرة، ولكن لا يمكن لمسة أو رؤيته فهو جزءًا غير مادي، وبلاشك يرتبط ارتباطًا كليًا بالدماغ مما يجعل الأمور تختلط ونحسبهم ونعبر عنهما كأنهما شيئًا واحدًا.
والدماغ هو جزء مهم من الجهاز العصبي المركزي، فهو أساس الإدارة في جسم الإنسان، ويحتوي على خلايا عصبية وأوعية دموية، حيث له القدرة على التحكم في جميع وظائف الجسم، لأن كل جزء فيه له دور ووظيفة مهمة للقيام بها، ويتكون من أجزائه الرئيسية الثلاثة: المخ والمخيخ وجذع الدماغ.
ومن جهة أخرى فمزج العقل والدماغ نحصل على واقع الإنسان ووعيه الحقيقي، ويتحدان معًا في اتخاذ القرارات، وتشكل الشبكات والدوائر فالدماغ والتي تعبر عن الروابط العصبية هي ضرورية جدًا للعقل، حتى عندما يتضرر الدماغ يتضرر العقل.
كيف يعمل العقل البشري؟
يستقبل المعلومات ويعالجها عن طريق التدقيق والبحث في التفاصيل كافة من خلال عمليات سريعة ومعقدة، وله القدرة على تمييز ما هو ضار ونافع ويزود الإنسان بالمهارات والآليات التي تساعده على تدارك الأمور وفهمها وتحليلها.
دور الناقلات العصبية في تنظيم المزاج والسلوك.
عندما يتم تنشيط الخلايا العصبية يتم ارسال إشارات كهربية مما يجعل الخلايا العصبية تتواصل مع بعضها،
وتنتقل تلك الإشارات الكهربائية خلال المحور العصبي حتى تمتد لنهايته، ويحدث ذلك عندما يتم تحفيز الخلايا العصبية وتطلق مواد كيميائية تسمى (النواقل العصبية)
هناك فجوة صغيرة بين الخليتين تعبر خلالها تلك النواقل العصبية ويسمى ( المشبك العصبي)، ويوجد على الخلية المجاورة مستقبلات خاصة لنقل الإشارة.
وتصل الإشارة إلى هدفها النهائي عندما تتكرر العملية بين الخلايا العصبية، وتمكننا هذه الشبكة المعقدة من الإشارات من التفكير والحركة والشعور والتواصل مع كل من حولنا.
كيف يستجيب العقل البشري بشقيه الواعي واللاوعي للمؤثرات من حوله؟
أولًا: ما لا تعرفه عن العقل الواعي:
مساحة ما يشغله العقل الواعي مقارنة بالعقل اللاوعي محدودة جدًا، ويكمن دوره الفعّال بالتفكير المنطقي بالطريقة العملية؛ حيث يقوم بتخزين المعلومات عن طريق تمييزها أولًا ثم تحليلها، فهو مدرك جدًا ويقظ لكل شيئ يحدث حولنا، غير أنه يفكر بطريقة المتابعة واحدة تلو الأخرى وله المسؤولية عن القرارات.
العقل الواعي هو ما نستخدمه لمعالجة المواقف الصعبة والمعقدة التي تحتاج منّا استجابات فورية أو مدروسة، فدوره لا يقتصر فقط على كيفية مساعدتنا على التكيف والنجاة فحسب؛ بل يمتد ليصبح هو مصدرًا للإبداع وحل المشكلات.
كما أن أهم وظائفه القدرة على استيعاب المعلومات بسرعة ثم إعادة تنظيمها بطريقة مبتكرة، ويرى الكاتب زولتان توري أن العقل الواعي له دورًا محوريًا في رؤيتنا للعالم بالإضافة إلى تشكيل هويتنا.
وهذا التفاعل المستمر بين العقل الواعي وتجارب الحياة اليومية يساعد في تطور شخصية الفرد ونموه الذاتي.
ثانيًا: دور العقل اللاوعي في حياة الإنسان:
ندرك جميعنا أن العقل اللاوعي له تأثير يفوق تخيلنا على العقل الواعي، فله القدرة على تخزين الكثير من المعلومات في الثانية الواحدة، كما يعتبر مخزن هائل للخبرات والمعلومات والاستجابات الغير إرادية، لدرجة أنك تتخيل أن هناك معلومات لن تأخذ حيزًا من تفكيرك ولكنها حفظت في عقلك اللاوعي بدون مجهود منك.
حتى أن سلوك الإنسان وردود فعله الاعتمادية تجاه أشياء معينة هو المصدر الرئيسي فيها، وله أسماء كثير مثل( العقل الباطن، اللاشعور، التحتي)، وقدرتة الاستيعابية غير محدودة، ويرتبط كثيرًا بالاستنتاج ووضع النتائج حتى إذا كان ما توصل إليه صح أو خطأ لا يهتم بذلك.
ونظن كثيرًا أن العقل الباطن هومجرد مخزن للمخاوف والرغبات فقط ؛ بل قوة ذكية تدير حياتنا خلف الكواليس، كما يمكننا استغلاله لتنمية وتعزيز الإبداع و التحكم في المشاعر بالإضافة إلى تحسين الذاكرة.
قدرات العقل البشري الخفية:
قد نظن أننا نعرف عن أنفسنا الكثير ولكن ما نعرفه قشورًا ظاهرية، حيث يتحكم العقل في إدارة المشاعر ووظائف الجسم، ويصيبنا الحيرة والدهشة من مدى تعدد قدرته سواء على التطور المستمر أوالتأقلم أو التعلم.
وقد وضح العلماء مفهوم (المرونة العصبية) وهو عبارة عن التحكم فالعمليات العقلية وتغيير طريقة التفكير، ويقال أن الإنسان لا يستخدم إلا القليل من قدرات عقله، فمن ضمن طرق السعي المواصلة لمعرفة الطريقة لاستخدام عقولنا لتحسين حياتنا.
المرونة العصبية:
المرونة العصبية هي قدرة الدماغ على التكيف وإعادة تنظيم نفسه استجابة للتجارب الجديدة أو التعلم، هذه العملية تمكن الدماغ من إنشاء مسارات عصبية جديدة أو تعزيز الروابط القديمة.
يساعده هذا على التعافي من الإصابات، والتكيف مع التحديات، وتحسين الوظائف المعرفية، وتُعتبر المرونة العصبية أساسية للتعلم والذاكرة، حيث تسمح للدماغ بتشفير المعلومات واسترجاعها بفعالية أكبر مع التكرار.
هناك نوعان رئيسيان من المرونة العصبية: الهيكلية والوظيفية. المرونة الهيكلية تشمل تغيرات في بنية الدماغ، مثل نمو خلايا عصبية جديدة أو تكوين نقاط اتصال بينها.
أما المرونة الوظيفية فتشير إلى تغيرات في أنشطة الدماغ، مثل استخدام مناطق مختلفة لأداء مهام معينة، هذه القدرة التكيفية تساعد في التعافي من الإصابات العصبية، مثل السكتة الدماغية، من خلال إعادة توصيل الدوائر العصبية.
تسهم المرونة العصبية أيضًا في تحسين الصحة العقلية والوقاية من الأمراض النفسية، والإجهاد المزمن والاكتئاب قد يضعفان هذه المرونة، بينما تعزيزها يمكن أن يحسن التعافي ويقلل من التدهور المعرفي المرتبط بالعمر.
باختصار المرونة العصبية تُظهر قدرة الدماغ المذهلة على التكيف والنمو، مما يفتح آفاقًا جديدة في علاج الإصابات والأمراض العصبية.
الذاكرة:
نعلم أن الذاكرة هي جزء من الدماغ وهي المسئولة بشكل كلي عن احتفاظ المعلومة وذلك عن طريق ثلاث مراحل.
-
الترميز:
وهو فك شفرات المعلومة وربطها وجعلها ذات معنى ومرتبة ومنظمة.
-
التخزين:
وهي طرق تخزين المعلومة عن طريق ثلاث أنواع من الذاكرة وسوف يلي توضيحها بشكل مفصل في أنواع الذاكرة.
-
الاسترجاع:
وهو استعادة ما تم حفظه عند الحاجة إليه.
4- أنواع الذاكرة:
هي التي تدرك وتستقبل كل ما تنقله الحواس الخمسة مثل اللون الصوت أو التذوق أو الشم وهي قصيرة جدًا تعمل عند وجود منبه أو محفز لعدة ثواني قليلة.
-
الذاكرة قصيرة المدى:
لا تحفظ المعلومات لمدة طويلة، ولكنها تعرف بالذاكرة العاملة أو النشطة، والمعلومات إما أن تختفي أو تُحفظ فالذاكرة طويلة المدى، و محدودة سواء بالنسبة للمدة الزمنية التي تحتفظ فيها بالمعلومة أو كمية المعلومة.
-
الذاكرة طويلة المدى:
كلنا نتذكر أحداث وذكريات من الطفولة أو من سنوات طويلة أتدري كيف؟ لإن هذه المعلومات انتقلت من الذاكرة قصيرة المدى إلى طويلة المدى وقد تستطيع حفظ المعلومات لطول العمر
العوامل المؤثرة على قوة الذاكرة:
-
التقدم في العمر:
بمرور السنوات والتقدم فالعمر تذكر الأسماء أو المواعيد يصبح من الصعوبة تذكره، ولكن لا يجب أن نعتزل الحياة حينذاك بل المحاولات لتقليل الضرر.
-
الصحة النفسية:
تؤثر الحالة النفسية على الذاكرة بشكل كبير، حيث أن هناك بعض من الاضطرابات مثل الاكتئاب والتوتر المزمن والقلق وكذلك اضطراب النوم كل هذا يؤثر على الذاكرة بمرور الوقت.
-
الصحة الجسدية:
تؤثر الحالات المرضية بشكل مباشر على الذاكرة مثل الذين يعانوا من قصور فالغدة الدرقية أو نقص فيتامين ب١٢ وبعض الإصابات الدماغية كالارتجاج والسكتات الدماغية تضعف القدرة على التذكر.
-
نمط الحياة:
بعض العادات السلبية كالتدخين وشرب الكحول، والإفراط في تناول الطعام، تؤدي إلي ضعف الذاكرة وتدهورها، بالإضافة إلى أن كفاءة الدماغ في معالجة المعلومات تقل بسبب قلة النشاط البدني أو الإجهاد المزمن.
-
الادوية:
نعلم أن الأدوية لها أثار جانبية لذا لا ينصح بأخذ أي أدوية إلا بمراجعة الطبيب وخاصة أدوية الاضطرابات النفسية مثل المهدئات ومضادات الاكتئاب؛ لما لها من أثار سلبية على الذاكرة.
كيف تعزز من ذاكرتك ومستوى قدرات عقلك؟
-
حافظ على ثقتك بقدراتك العقلية:
كن على قدر من الثقة بقدراتك العقلية ولا تدع مجالًا للوهم للاستحواذ عليك، فليس كل حدوت شيء عرضي كنسيان أمر ما تعتبره علامة لتدهور ذاكرتك وقدراتك العقلية.
لا تعتمد على أدوات الإنتاجية المساعدة اعتمادًا كليًا، قم باستخدام عقلك أولًا.
-
احمِ حاسة السمع:
تجنب تعرضك للموسيقى الصاخبة والأصوات العالية لفترات طويلة، فقد يسبب فقدان السمع من تدهور المادة المادية التي توجد فالدماغ مما يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالخرف.
لا تنسى استشارة الطبيب مبكرًا عن ملاحظة أي مشكلة في سمعك
- الأنشطة الذهنية:
تعلم بعض المهارات مثل العزف أو لعب الشطرنج أو الأنشطة كالألغاز، يحسن من كفاءة الذاكرة عن طريق تعزيز الروابط العصبية.
- التغذية السليمة:
الإكثار من شرب الماء والتقليل من السكريات يساعدان بشكل كبير على تحسين الذاكرة، بالإضافة إلي اتباع نظام غذائي مناسب وأكل الفواكه والخضروات، كل هذا يدعم الذاكرة وصحة الدماغ.
هناك بعض من الأطعمة المغذية الدماغ يجب التركيز عليها مثل التي تحتوي على الأكسجين.
- النوم والراحة:
الاهتمام بالنوم كافي من ٦-٨ ساعات يوميًا له دور كبير في تثبيت وتنظيم المعلومات، كما أن تقليل التوتر والاسترخاء يعزز الذاكرة.
- الرياضة:
تساعد الرياضة بشكل كبير على تحفيز تدفق الدم إلي المخ، وتنمو خلايا عصبية بسبب إفراز مواد كيميائية ناتجة عن النشاط البدني.
- التخطيط والتنظيم:
تقسيم الأهداف والمعلومات إلي أجزاء أصغر ومواصلة تكرارها يسهل من تثبيتها فالذاكرة طويلة المدى.
كما أن استخدام بعض الأدوات لتنظيم الوقت وزيادة الإنتاجية يخفف من الضغط على الذاكرة، ويزيد من نمو عقلك.
تدوين الافكار السلبية مهم جدًا لتخفيف التوتر، وتعلم العادات الايجابية كالقراءة مهم جدًا
- تواصل اجتماعيًا:
الوحدة من المشاعر التي تؤثر على الدماغ وتزيد من خطر الإصابة بالخرف، لذا فالعلاقات الاجتماعية مهمة، حيث التواصل مع المقربين ينمي الصحة العقلية.
-
واجه القلق والتحديات:
قم بمعالجة مخاوفك بالتدريج عن طريق المواجهة سواء بمفردك أو تعاملك مع معالج، فأعظم التحديات هي أن تتحدى نفسك.
تدور داخلك العديد من الانتقادات السلبية، ودورك هو تحويلها إلى حوار ايجابي، فالكلمات لها أثر كبير على عقلك.
-
انتبه لدرجة الحرارة:
زيادة درجة الحرارة يمكنها أن تضعف الإدراك لديك، استخدم المراوح أو التكييف للتبريد حتى لا تزيد لديك العدوانية والعصبية.
التحديات التي تواجه العقل البشري في العصر الحديث!
-
التشتت وكثرة المعلومات:
العقل البشري يواجه مصاعب كثيرة كالصعوبة فالتركيز بسبب وسائل التواصل الاجتماعي، والكم الهائل من المعلومات مما يشكل غزوًا عليه.
بل هذا العصر لا يسبب تشتت فحسب؛ فأصبحنا لا نستطيع التمييز بين المعلومات الخاطئة والصحيحة، إلى جانب ذلك فالمعلومات أصبحت قشورًا وسطحية مما أدى إلي تهديد مقدرتنا على التفكير والتحليل النقدي.
-
التلاعب الإعلامي وتأثير الخوارزميات:
بسبب الانتشار الكبير لتقنيات الذكاء الاصطناعي تطورت خوارزميات المنصات الرقمية؛ لاستخدام الأزمات والصراعات والخوف لتهديد الاستقلالية العقلية، وخلق مساحات فالنفوس من التقبل السلبي.
-
الإجهاد المزمن وتأثيره على الصحة العقلية:
بسبب كثرة متطلبات الحياة اتصف كل شيء بالسرعة، مما أدى إلى زيادة الضغوط وكثرة القلق، وانعكس ذلك بالسلب على المرونة العصبية والذاكرة، وسبب ذلك تراجع فالقدرات المعرفية وصعوبة في اتخاذ القرارات
العقل البشري ومنافسته مع الذكاء الاصطناعي: أوجه التشابه والاختلاف.
أوجه التشابه:
هناك قدرًا من التشابه بين الذكاء الاصطناعي والذكاء البشري حيث كل منهما له قدرة على التعلم وحل المشكلات، فالذكاء الاصطناعي تعلم عن طريق ادخال وتحليل كميات ضخمة من البيانات لتحسين كفاءة أدائه، أما الإنسان فالتجارب الحياتية والمنطق والخبرة كفيلة لتطوير مهاراته.
أوجه الاختلاف:
-
الأصل:
لاسيما أن هذة النقطة لا تدعو مجال للشك حيث أن الذكاء البشري شيء فطري نتيجة مروره بالكثير عبر السنوات، ولكن الذكاء الاصطناعي فهو من صنع البشر بناء على آليات ومهام محددة لتنفيذها.
-
التعلّم:
تحتاج نماذج الذكاء الاصطناعي الي تطوير وتدريبات عميقة ومكثفة لعمل شيء واحد كالتعرف على صورة وجه، بينما الطفل الصغير لا يأخذ منه ذلك إلا قدرًا قليلًا من الوقت، لذا فنماذج الذكاء الاصطناعي تستهلك الكثير من الوقت والجهد لتحقيق دقة مماثلة للإنسان.
-
المرونة والإبداع:
عند ذكر الإبداع ينفرد الانسان بتلك المهارة فله قدرة فريدة على ابتكار الأفكار الجديدة. ومن جهة أخرى فالذكاء الاصطناعي لا يستطيع ابتكار شيء جديد إلا ما تم تدريبه عليه كأنما يقتصر دوره على التوليد المشابه للشيء دون فهمه للمعاني الحقيقة.
-
المشاعر والحدس:
لا تعرف نماذج الذكاء الاصطناعي عن المشاعر أو ماهيتها لأنها تتعامل بناءًا على قرارت رياضية وبرمجية، بينما الانسان فالعاطفة لها دورًا كبيرًا في سير حياته، فتؤثر على قراراته كاختيار شريك الحياة أو مساعدة من حوله.
-
الطاقة والتحمل:
نعلم مدى تفوق نماذج الذكاء الاصطناعي في تلك النقطة لما له من أداء العديد من المهام بسرعة فائقة حتى لو كانت متكررة دون تعب، إلي جانب أن الإنسان من الطبيعي أن يفقد تركيزه ويحتاج قسط من الراحة وكثرة التكرار قد تفقده تركيزه وحماسه.
مدى تكامل الذكاءين في العالم الحديث:
مخطئ من يقول أن الذكاء الاصطناعي بديلًا للعقل البشري فما هو إلا أداة تزيد من مدى إنتاجية الفرد.
فله دور فالطب حيث يسرع من تشخيص الأمراض بواسطة تحليل الأشعة، ولكن كما قولنا أنه مجرد أداة لذا فإتخاذ القرارات وتفسير النتائج هي مسؤولية الطبيب البشري.
ودوره في الصناعة: قيام الروبوتات بالمهام الخطيرة أو التي تحتاج إلي التكرار المستمر، بينما يقوم الإنسان بالشيء القائم على الإبداع والابتكارات الهندسية.
ويأتي دوره في التعليم: حيث يٌقدم من قبل أنظمة الذكاء الاصطناعي لكل طالب محتوى مخصص له، إلى جانب أهمية وجود المعلم في بناء الهوية وغرس القيم.
وأخيرًا: للعقل البشري قدرات خارقة وإبداعية نستطيع من خلاله وبتوفيق الله التقدم والرقي بأنفسنا وحياتنا، واهتمامنا بالصحة الذهنية جيدًا أمر واجب علينا، حيث أننا الآن يصيبنا الانبهار من قدرات الذكاء الاصطناعي بينما فالمستقبل قد نتعرض للاستغراب من الذين يستخدمون عقلهم الطبيعي، تأملها قليلًا!
بقلم/ ساره مرتضى